المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بديوي الوقداني وقصيدته (الملك لله ) كاملة..


صريح الزايدي
26-Nov-2007, 02:27 PM
بديوي الوقداني


ترجمته :

بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبر بن صالح ابن محمد بن مسفر الوقداني السعدي .نسبة إلى بني سعد , العتيبي
وعتيبة بطن من هوازن القبيلة الشهيرة ولد بوادي النمل _ حي نخب _ احد أحياء مدينة الطائف العامرة سنة ألفا ومائتين وأربعون من الهجرة , وتربى بنخب , ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش وكان له قريحة بالعربية , ثم نظم القريض ولقب بشاعر الحجاز ( ويعنى به الطائف وما علاه )
فهو شاعر لطيف ومغوار غطريف تخضع لشعره بلابل الأغصان , وتنصت لغزله مسامع كل انسان .
ذكر المرحوم الشيخ احمد بن محمد الحضراوي انه اجتمع به سنة سبع وثمانين ومائتين وألف عدة مرات وسمع منه من غرر قصائده وشعره الكثير , وذكر من شعره مهنئاً الشريف عبد الله باشا بإنشاء العين التي ظهرت وعمرها بالمثناة بالطائف


سواجع الشوق باتت في أغانيها = تتلو فنون الهوى والوجد يمليها
فذكرتني عصوراً قد خلت ومضت = حيث التصافي وروحي في تصافيها


إلى أن تخلص بقوله :

إذا تذكرت أياما لنا سلفت =خلت ومرت كأن الدهر يطويها
سحت عيوني بفيض الدمع وانسجمت =وأمطرتني وجادت من اماقيها
كجود كف ابن عون كلما وهبت = سيحون لو فاض يوماً ما يضاهيها
الماجد الشهم عبد الله سيدنا = تاج الملوك إمام الناس مهديها
أضحت لهيبته الأملاك خاضعة = والأرض أبدت كنوزا أودعت فيها


هذا ويذكر حفاظ الشعر له كثير من القصائد جمعت ونشر بعضها ضمن مجاميع للشعر الشعبي النبطي .
إلا أن أكثر من تطرقوا لشعره عمدوا مع الأسف إلى حذف بعض أجزاء من تلك الغرر الحسان بدوافع كثيرة لا نعلمها مع أن الأمانة تقتضي الاحتفاظ بها ونشرها كاملة ,
ومن تلك القصائد القصيدة المشهورة التي لا يذكر اسم شاعرنا في مجلس إلا ويتقدم بعض ممن حضر تلك المجالس بإسماع الحضور بعض أبياتها , وقد تقصيت عن تلك القصيدة فوجدت أن أكثر من نشروا شعره قد أهملوا كثيرا منها ولم ينشر منها إلا أربعة وعشرون بيتاً فقط مع أن القصيدة طويلة وجاءت في ثلاث وأربعين بيتاً , وهي في رثاء الشريف عبد الله بن عون المتوفي سنة أربع وتسعين وألف ومائتين للهجرة
وعنوانها : الملك لله والدنيا مداولة =وما لحي على الأيام تخليد
وحدثنا من استمعنا إليهم ونحن صغار أن بديوي كان في مزرعته وبيته بنخب ولم يبلغه الخبر إلا قبل ساعة من تحرك جنازة الشريف للصلاة عليه في مسجد العباس بالطائف , فسار مسرعاً ممتطياً صهوة جواده ودخل من باب العباس بسور الطائف آنذاك وسلك ما نسميه الآن شارع البريد وعند منتصف الشارع قرب مبنى البريد الآن ووجه بالجنازة فوقف بديوي في وجه الجموع وطلب الوقوف وألقى تلك القصيدة الرائعة وبعد إلقائها استمر موكب الجنازة إلى مسجد الحبر عبد الله بن العباس رضي الله عنهما , وصُلِي على الشريف ودفن في المقبرة التي تقع الآن قبالة مكتبة مسجد عبد الله بن العباس والمحاطة بسور, وعنها على بعد أمتار من الناحية الأخرى من الشارع يقع مبنى الدفاع المدني الآن , رحم الله الجميع واليكم القصيدة كاملة غير منقوصة , وقد أدركت الوفاة الشاعر سنة ستٍ وتسعين ومائتين وألف
رحمه الله تعالى .......





الملك لله




الملك لله والدنيا مداولة = وما لحي على الأيام تخليد
الناس زرع الفنا والموت حاصدة = وكل زرع إذا ما تم محصود
وما يدوم سرور لا ولا كدر = وهكذا الدهر تصدير وتوريد
والناس ذا فاقد يبكي أحبته =وذاك يبكى عليه وهو مفقود
وذاك أبدت له الأيام زينتها = وذاك أيامه هم وتنكيد
تباً على الدهر والأيام لو ضحكت = تصفوا زمانا ويتلوا بيضها سود
إن سالمت غدرت أو أوهبت رجعت =ظل يزول وما تعطيه مردود
للدهر وجه عبوس في تقلبه = وللمنايا سهام صيدها الصيد
تصطاد من لاتكاد الأسد تنظره = وحبلها لاصطياد الكل ممدود
ما يمنع الموت أبراج مشيدة = ولا دروع ولا بيض ولا خود
لو يدفع الموت سلطان بقوته =لكان حياً سليمان وداود
عزوا المعالي وعزوا الملك في ملك = عن جملة من ملوك الأرض معدود
وما يلدن الليالي مثله ملكا = حتى يكون من الأموات مولود
دارت عليه المنايا كاسها سحرا =في محفل ليس فيه الناي والعود
فشد من دار دنيا دار آخرة = عند ابن عباس في الأحداث ملحود
أمسى وحيدا بقبر لا أنيس له = انيسه فيه إحسان وتوحيد
تبكي عليه المعالي وهي لابسة =ثوب الحداد ومالم يلبس الغيد
وكم عيون له تبكي وأدمعها = سيل ومنها على الخدين أخدود
لموته مات خلق قبل موتهم= موت الحياة وبعض الموت مزهود
والشعر من بعده بارت تجارته = وكان في مدحه تعلى الأناشيد
قد كنت من بحره الفياض مغترفا = وأنني من كثير الناس محسود
فأين ألقى الذي منه به خلف = وأين من مثله في الناس مقصود
أين ابن عون الذي كانت تذل له =أسد العرين وتخشاه الصناديد
والبحر سكنه والأرض مهدها =حتى تساوت اسود الغاب والسيد
والوحش آمنة والورق ساجعة = لها على مايس الأغصان تغريد
والناس تقصده من كل ناحية =وليس عن بابه في الناس مطرود
سهل الخليقة تغرينا بشاشته =قبل السؤال ومنها يعرف الجود
حسب المقلين من جدواه ما وجدوا =وجاره دايما أيامه عيد
غيث إذا جاد تغنينا مواهبه =صعب المراس حكيم الرأي صنديد
في السلم تلقاه ثوب الحلم ملتبسا=طبعا وفي أمره حزم وتشديد
ولبسه في الوغى من كل مانعة =لا يعمل السيف فيها وهو محدود
بيض سوابغ قد شكت لها حلق =كأنه حلق القفقاء منضود
مظفر أينما سارت كتائبه =إلا عليها لواء النصر معقود
والبس الملك عزا لا يكون له =مادام حيا على الأيام تجريد
كانت به بهجة الأيام ضاحكة= لها على خدها الوضاح توريد
تزهو على الاعصر الأولى بزينتها =وكل يوم لها في الحسن تجديد
وعاش فيها سعيدا وهي تخدمه =كذاك من تخدم الأيام مسعود
وراح منها عزيزا في سعادته= إن غاب شخصا فان العز موجود
وخلف الملك ارث الخالفين كما =أبقاه أسلافه الغر الاماجيد
ما زال فيهم ويبقى في خلائفهم =منهم إليهم له حل وتقييد
وكلهم إذا أشار الملك نحوهم =كل يقول إنا واله معمود
عقيد نظيم يحير المستخير به= بهم يزين لسان الملك والجيد
هم الذين بهم يحلو المديح فقل=ما شئت مدحا فما للمدح تحديد.

عبدالله الجـــذع
26-Nov-2007, 02:49 PM
الله يرحمه فعلا علم ومدرسه شعريه قويه,,,



مشكور على التقرير..

محمد الزايدي
26-Nov-2007, 04:12 PM
صريح الزايدي


لاهنت على الطرح الرائع

ورحم الله الشاعر الكبير بديوي الوقداني رحمة واسعه



وتقبل مروري :)

ابو غصين
26-Nov-2007, 09:49 PM
مشكور وما قصرت على القصيده





ابو غصين

محب الهيلا
27-Nov-2007, 02:33 AM
رحم الله بديوي والوقداني