أبو الوليد
19-Nov-2007, 09:08 PM
" لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء " نظم القاضي محمد بن علي بن عمر الضمدي (ت 990هـ) / تحقيق ودراسة : د. عبدالله بن محمد أبو داهش .
مناسبة هذه القصيدة : أن المخلاف السليماني أصيب بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ، فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن وهو( ابن عمر الضمدي ) - رحمه الله - فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ترجل هذه القصيدة ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :
إِن مسّنا الضّر, أو ضاقت بنا الحيل = فلن يخيب لنا في ربنا أمل
وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا : =ربّا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا وكفى=إليه نرفع شكوانا ونبتهل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا = ومن عليه سوى الرحمن نتكل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ = وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل
لا يرتجى الخير إلا من لديه ولا = لغيره يتوقى الحادث الجلل
خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ =وفي يد الله للسؤال ما سألوا
وسائل الله ما زالت مسائله = مقبولة ما لها رد ولا ملل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته = فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وأحسن الظن في مولاك وارض بما = أولاك يخل عنك البؤس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظر فرجا = فالعسر باليسر مقرون ومتصل
وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ = فذاك قول صحيح ماله بدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمته = وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا = فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى = بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ
وحل عقدةً مَحْل حلّ ساحتنا = بضرّه عمت الأمصار والحلل
وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته = فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخِل فيه حق صاحبه = الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ
فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم =أمست مدامعه في الخدّ تنهمل
وبات يرعى نجوم الليل من قلق = وقلبه فيه نار الجوع تشتعل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن =أحواله عندك التفصيل والجمل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ = يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل
فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا = إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهم = على الضرورة والشكوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ = مبارك مُرجَحِن مزنه هطل
سح عميم ملث القطر ملتعقِ =لرعده في هوامي سحبه زَجَلُ
تكسى به الأرض ألواناً منمنمة = بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسما = من النبات عليه الوشي والحُلَلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن = به وتحيا سهول الأرض والجبلُ
يارب عطفاً فإن المسلمين معاً = مما يقاسون في أكبادهم شعل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر = إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
فلا يردك عن تحويل ما طلبوا =جهل لذاك ولا عجز ولا بخل
يارب وانصر جنود المسلمين على =أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا
وفلّ حد زمان جار حتى غدا = يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ
يارب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت = منه المأثِم والعصيان والزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه = وعن حميد المساعي عاقه الكسل
ولا تسوّد له وجها إذا غشيت= وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومن عملي = إني امْرؤ ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحة = يحط عني من وزري بها الثقل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ = إن قال خالفت أمري أيها الرجل
علمت ما علم الناجون واتصلوا ... به إليَّ ولم تعمل بما عملوا
يارب فاغفر ذنوبي كلها كرماً = فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا = وحط عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ =عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا
وصل رب على المختار من مضر = محمد خير مَنْ يحفى وينتعل
وآله الغر, والأصحاب عن طرف = فإنهم غُرر الإسلام والحجل
المصدر : من أحد المواقع الأدبية
مناسبة هذه القصيدة : أن المخلاف السليماني أصيب بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ، فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن وهو( ابن عمر الضمدي ) - رحمه الله - فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ترجل هذه القصيدة ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :
إِن مسّنا الضّر, أو ضاقت بنا الحيل = فلن يخيب لنا في ربنا أمل
وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا : =ربّا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا وكفى=إليه نرفع شكوانا ونبتهل
من ذا نلوذ به في كشف كربتنا = ومن عليه سوى الرحمن نتكل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ = وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل
لا يرتجى الخير إلا من لديه ولا = لغيره يتوقى الحادث الجلل
خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ =وفي يد الله للسؤال ما سألوا
وسائل الله ما زالت مسائله = مقبولة ما لها رد ولا ملل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمته = فهو الرجاء لمن أعيت به السبل
وأحسن الظن في مولاك وارض بما = أولاك يخل عنك البؤس والوجل
وإن أصابك عسر فانتظر فرجا = فالعسر باليسر مقرون ومتصل
وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ = فذاك قول صحيح ماله بدل
كم أنقذ الله مضطراً برحمته = وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا = فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى = بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ
وحل عقدةً مَحْل حلّ ساحتنا = بضرّه عمت الأمصار والحلل
وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته = فما لها اليوم غير الله من يصل
وأهمل الخِل فيه حق صاحبه = الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ
فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم =أمست مدامعه في الخدّ تنهمل
وبات يرعى نجوم الليل من قلق = وقلبه فيه نار الجوع تشتعل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن =أحواله عندك التفصيل والجمل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ = يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل
فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا = إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل
فاشمل عبادك بالخيرات إنهم = على الضرورة والشكوى قد اشتملوا
واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ = مبارك مُرجَحِن مزنه هطل
سح عميم ملث القطر ملتعقِ =لرعده في هوامي سحبه زَجَلُ
تكسى به الأرض ألواناً منمنمة = بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسما = من النبات عليه الوشي والحُلَلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن = به وتحيا سهول الأرض والجبلُ
يارب عطفاً فإن المسلمين معاً = مما يقاسون في أكبادهم شعل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر = إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
فلا يردك عن تحويل ما طلبوا =جهل لذاك ولا عجز ولا بخل
يارب وانصر جنود المسلمين على =أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا
وفلّ حد زمان جار حتى غدا = يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ
يارب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت = منه المأثِم والعصيان والزلل
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه = وعن حميد المساعي عاقه الكسل
ولا تسوّد له وجها إذا غشيت= وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومن عملي = إني امْرؤ ساء مني القول والعمل
ولم أقدم لنفسي قط صالحة = يحط عني من وزري بها الثقل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ = إن قال خالفت أمري أيها الرجل
علمت ما علم الناجون واتصلوا ... به إليَّ ولم تعمل بما عملوا
يارب فاغفر ذنوبي كلها كرماً = فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا = وحط عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ =عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا
وصل رب على المختار من مضر = محمد خير مَنْ يحفى وينتعل
وآله الغر, والأصحاب عن طرف = فإنهم غُرر الإسلام والحجل
المصدر : من أحد المواقع الأدبية