تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة أمام التخلف العربي


رمح الفارس
04-Nov-2007, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





وقفة أمام التخلف العربي



( دعوه للنقاش )



كثيرا ما طرح هذا السؤال

كيف تقدم الغرب وتأخر الشرق, أو بعبارة أخرى لماذا تقدم الشمال و تأخر الجنوب؟

فرغم أن السؤال أصبح تقليديا لكثرة ما طرح طيلة المدة التي أثبتت فيها دول الشمال تفوقا شمل مختلف نواحي الحياة إلا انه -و يجب أن نعترف بذالك- لا زال سؤالا لم يعرف إجابة شافية خصوصا أن العرب
والمسلمين في زمن ما كانوا من رواد أسباب التقدم أي أنهم ابلوا البلاء الحسن في سبيل البحث العلمي في الطب والفيزياء و الرياضيات و الكيمياء إلى غير ذلك لكن ظاهرة الجزر التي عرفها العرب تضع أمامنا أكثر من علامة استفهام ؟؟؟

لا نرى أن نخوض هنا في ما قيل عن التخلف العربي و أسبابه وما ينتظر أن يقال , لان ذلك يستلزم بحثا جادا يتناول كل الجوانب , السياسية و الاجتماعية و الاديولوجية...حتى تكون خلاصة التحليل شافية لهذا السؤال العملاق.

لا أنكر إنني كلما نظرت إلى الأضواء الساطعة التي يتمتع بها الغرب بوصفه مصدر التكنولوجيا التي تحيطنا من كل النواحي أينما ولينا وجوهنا , في البيت, في المدرسة, في العمل, في الشوارع , أقف وقفة تفكير طويلة , لا تعيدني إلا إلى نفس السؤال , لماذا لم نساهم مع هذا العالم في التقدم ؟

هل الأمر يتعلق بالجينات ؟ فربما جينات الإنسان الغربي الذي وصل إلى كل ما نستهلك الآن من منتجات تكنولوجية ليست هي الجينات التي تدخل في تركيبة الإنسان الشرقي انه لمن المضحك حقا:D أن نكون بشرا من نفس النوع فننقسم إلى قسمين

قسم ينتج ويبدع و القسم الأخر يستهلك

و ربما لا يحسن حتى الاستهلاك هل العقول الغربية نمت و تطورت حتى وصلت إلى ما هي عليها اليوم وعقولنا ظلت جامدة ومستقرة على حالها ؟

ليس عندنا الا ( بيض الله ) (وسود الله) وخلوها الخ الخ

حينما أقول العربي فهذا من منطلق أن جميع العرب أساسا من الجزيرة العربية ويتوجب أن يكون فينا المبدع والمخترع كما كنا في السابق
ونعيد مجدنا وتفوقنا بعلمنا

إن التخلف العربي الإسلامي عن قطار التقدم الذي يقوده الغرب اليوم يرتبط في رأيي بالعرب أنفسهم لا يعني ذلك أننا لا نملك في وسطنا أناس يفكرون ويبدعون ويخترعون بل هناك العديد من العباقرة ترعرعوا على ارض عربية فأهملتهم سياسة بلدانهم و أشاحت عنهم ليهاجروا إلى أوروبا أو أمريكا باحثين عن جو الإبداع الذي يحتاجون إليه ومنهم علماء يحملون في رؤوسهم ما هو كفيل بتغيير الوضع البائس بوطنهم لذلك نتأسف كثيرا عندما نرى الولايات المتحدة أو بعض دول أوربا الغربية تستقطب العقول من مختلف بلدان العالم فهم يعلمون أن امتلاك العقول هو الضامن الأساسي للرقي و القوة والنماء وهذا بالضبط ما لا تفعله البلدان العربية و المسلمة فبينما هم يشجعون الإبداع و المبدعين ويحترمون العلماء

البلدان العربية تجعل الإنسان العربي محط احتقار وإهمال وتجبر العقول على الرحيل بعيدا بحثا عن الكرامة و التقدير التي لا يستمر بدونهماإنسان .



إننا يا أخوان نواجه الآن منتجات الغرب التي تتدفق علينا بالانبهار والاندهاش لكننا لا نعمل على معرفة سرها و إحكام العلم الذي أوصلهم إليها وبهذه الطريقة نكون قد تعاملنا مع الأشياء بشكل سلبي جدا:o

تحضرني الآن قصة جاءت بعد ظهور السيارة أول مرة بالمغرب ودخولها على يد الأوربيين

فعوض قبول هذا الاختراع الجديد وجعله مستفزا لعقول القائمين على الأمر من اجل البحث فيه و دراسته دراسة علمية اجتمع الفقهاء ليتباحثوا فيما بينهم هل هذا " العجب العجاب" حرام أم حلال فمنهم من قال بتحليله و منهم من قال بتحريمه إلى إن اجمعوا كلمتهم بتحليله وبعد ذلك طرح لهم مشكل تسميته :cool:

فهذا الشئ الذي يدعى من قبل الفرنسيين voiture لم يعرف له اسم في بلد كالمغرب فتباحث الفقهاء من جديد من اجل وضع اسم له , و من الأسماء التي وصلوا إليها قبل أن يستقر اختيارهم على اسم "سيارة" اسم " الدابة التي تسير على الأرض".

كما تحكى قصة مماثلة بأحد المناطق القروية النائية, و مضمونها إن أهل تلك المنطقة لما راو السيارة تطأ لأول مرة حقولهم اشتد اندهاشهم فهرعوا إلى تقديم الشعير لها ظنا منهم أنها دابة كالحمير و البغال:D أكرمكم الله

إن مثل تلك الحكايات كثيرة جدا, و تتداول بين الناس ولاسيما المسنين منهم

إن السلطة الدينية التي كانت مهيمنة على مؤسسات الدولة قد قلت حدتها الآن بعد ظهور الاختصاصات المتعددة وتطوير الدولة بشكل نسبي لمؤسساتها, فمثلا إذا ظهر" عجب عجاب " آخر لن يسند الأمر إلى الجهاز الديني من اجل الحكم فيه بتحريمه أو تحليله

كظهور جهاز الجوال الكاميرا ومن قبله الفديو

فتلك مرحلة أصبحت متجاوزة إنما لا زال بعض المحللين يستندون في بحثهم لأسباب التخلف العربي الإسلامي إلى تفسيرات دينية عوض التحليل المنطقي و الموضوعي وقد أثارني مقال قرأته في احد المواقع الالكترونية يتناول هذا الموضوع فاستغربت لطريقة تحليل صاحب المقال البعيدة عن أي موضوعية إذ يرجع سبب تخلف الشعوب العربية المسلمة اقتصاديا إلى تراجع قوة إيمان هذه الشعوب فما علاقة التقدم الاقتصادي بالإيمان؟ !!!!!!

هل الشعوب الأخرى ايمانها أقوى من ايماننا ؟!

فحتى عندما نحلل( إشكالا كبيرا) كهذا بخلفية إيديولوجية نساهم في التخلف أكثر وأكثر

هل يعني ذلك أن الغرب عندما أطلق سلسلة الاختراعات و الثورات منذ ثورة جوتنبرغ كان يملك إيمانا قويا أوصله إلى كل هذا التقدم.

في الحقيقة, الإيمان الذي كان المجتمع الغربي يمتلكه ليس الإيمان بمعناه الديني بل الإيمان بالعقل لأنه مصدر تفوق الإنسان و تفرده بين باقي الكائنات و الإيمان بالإنسان و بالروابط الإنسانية التي تساهم في بناء مجتمع راق.

فنحن والحمد لله الأيمان متأصل فينا ولم يبقى الا العلم والعمل

لا نزعم أن الغرب مثالا وقدوة لان له أيضا سلبياته المتمثلة في وحشية روحه الإمبريالية التي يسعى بها إلى ضخ دماء جديدة في جسده انطلاقا من امتصاص دماء الشعوب الضعيفة و لكن الهدف الأساسي الذي يفترض التطلع إليه هو الخروج من دائرة التبعية التي تكرس شخصية الرجل الذليل الواقف وراء سيده القوي

الى متى نكون عالة على الشعوب ؟؟

إن هدف الالتحاق بالركب و التخلص من التبعية للغرب لن يكون إلا بتطبيق شروط الحداثة و امتلاك الرغبة الصادقة في تغيير الوضع البائس ببلداننا العربية.



فإلى أي حد نملك الرغبة في التحديث و التقدم
و التنازل و لو عن البعض من تخلفنا؟؟

عبدالعزيز2007
06-Nov-2007, 10:12 AM
مشكور اخي رمح موضوع رائع .

رمح الفارس
06-Nov-2007, 02:05 PM
ياهلابك اخي عبد العزيز

وشكرا لمرورك الكريم