تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدائن مزايين الوطن


عبدول
30-Oct-2007, 12:30 AM
مدائن
مزايين الوطن



د. عبد العزيز جار الله الجار الله
كنتُ هناك وعندما يقال كنت هناك خلال هذا الأسبوع فلا يخطر على البال سوى ملتقى قبيلة عتيبة لمزايين الإبل. وخاصة لمن هم من سكان وسط المملكة. كانت هناك جمهرة بشر وخيام وسيارات وكرم مفتوح لا نظير له. فيوم الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً في طرف نفود السر في جهته الغربية حيث تنبسط الأرض وتخضر من حولك (القرنة) الزراعية ويتكشف لك مركز المحمدية على السفوح الغربية من نفود السر والمنحصر ما بين نفود السر من الشرق وصفراء السر من الغرب في صهايد ناعمة وممتعة.
وعندما وقفت في قلب الحدث وسط المخيمات والسوق سألت نفسي سؤالاً لماذا ومن أجل من وما هو الهدف : تجمع وكرم وسخاء؟ حركة الناس إلى المزايين بالتأكيد أنها تحمل مبرراً ومن تواجد هناك ليس بالضرورة من عتيبة ففي المحمدية خلطة اجتماعية من البادية والحاضرة وسكان المدن والقرى والأرياف والبحر والشواطئ ولا يجمعهم نسب أو دم أو قربى .

من حق الناس أن تعبر عن نفسها وان تمارس هواياتها ولا نملك أن نصادر من الآخرين أفراحهم وهواياتهم ومتعهم ولا أحد يملك الحق في أن يتعسف الآخرين لممارسة هوايته أو متعته التي يراها أي أنه لا أحد يملك الحق بإجبار الآخرين على أن لا يمارسوا إلاّ نوعاً من الثقافة أو الرياضة أو الأزياء ويصادر منهم الحريات الشخصية . من حق البادية أن تعبر عن نفسها وعن ثقافاتها واهتماماتها، وأن تحتفل بالإبل: بالمزايين وسباق الهجن وتربيتها ورعايتها التي هي جزء من جماليات البادية ووفق الثقافة المحلية . علينا أن نمنح البادية فرصة التعبير الجماعي وننمي الثقافة المحلية للأشخاص ولكن في إطار المشاركة الجماعية يشترك بها جميع أبناء المجتمع من حاضرة وبادية من الهواة وتجار الإبل وأن تكون المشاركة لكل فئات المجتمع دون تمييز وان لا تقوم على العنصر والفئة والعشيرة والعرق والدم.

الإبل كموضوع يمكن تحويله إلى مهرجان وطني سنوي يضم المزايين، ورياضة سباق الهجن، وإنتاج وتربية الإبل، ومسابقات تنمية الثروة الحيوانية، ومسابقات تاريخ وثقافة واقتصاديات الإبل.

وحرصاً على الوحدة الوطنية وعدم الإضرار بالنسيج الاجتماعي وبعث التوجه الذي يقود إلى العنصرية أو الفئوية أو العشائرية أو المذهبية أو العرقية علينا أن نوحد المهرجان تحت إطار الوحدة الوطنية دون تمييز عشائري أو فئوي أو عرقي.

فالتعصب لا يحدث إلاّ إذا قررت فئة أن تتحزب أو تتعصب لنفسها مما يدفع الآخرين إلى التعصب المضاد دفاعاً عن النفس وإبراز مكامن القوة ومتى ما فرطت تلك التوجهات ستتضرر منها الوحدة الوطنية ونصبح رهائن لثقافات (الأوحد) والأفضل والافعل.

لا أحد يزايد ولا أحد يساوم على وحدة الوطن ومزايين الإبل فرصة لإذابة جميع الفئات في فضاءات الوطن الواسعة وأن نقرر أنه لا علم يرفع أو بيرق إلاّ علم بلادنا، ولا رموز ولا وسوم إبل ولا فخر إلاّ فخر الوطن. فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحّد بإذن الله الأرض والجغرافيا والإنسان ولن نقبل من أي فئة أن تختطف جغرافية الأرض ووحدة الوطن.

هذا مانقله د. عبد العزيز جار الله الجار الله من ارض الحدث عبر جريدة الرياض ولا اعلم هل قام بنقله احد من اخوتي قبلي ام لا حيث وجد الدكتور انتقاد حاد من بعض الغوغائيين اخرسهم الله ولكن الى الامام يالهيلا شامخة تعانقين السحاب . الذائد عن حياض قبيلته اخوكم عبدول