ابن مشيب
28-Oct-2007, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبدالله بن نجا المطيري
شرفني زملائي من قبيلة عتيبة بالدعوة لمشاهدة الاستعدادات التي تجري لإقامة الفعاليات المصاحبة لحفل مزايين إبل الهيلا - قول وفعل - في المحمدية بنفود السر التابعة لمحافظة الدوادمي، ورأيت ما استمال خيالي لربطالصورة التي أمامي بمشهد فعاليات وسباقات القوارب السريعة (الفورميلا 2000) على جائزة جدة الكبرى التي أقيمت في شرم أبحر الشمالي بمحافظة جدة، ثم تبادر إلى ذهني قول الشاعر الجاهلي عمرو ابن كلثوم "ملأنا البر حتى ضاق عنا.. وظهر البحر نملؤه سفينا". هناك على ظهر شرم أبحر الشمالي القوارب الحديثة التي أتت من شتى بقاع المعورة، تمخر العباب سالبة الألباب، يداعبها الموج أحياناً وتداعبه كما تداعب اللبوة صغارها، وتثور ثائرتهما أحياناً أخرى عندما يجد الجد، فيتطاير الماء في السماء كشلال يتدفق من الأسفل إلى الأعلى، يزيده روعة وجمالاً تقاطع أشعة الشمس البراقة مع الشلالات المتحركة لتضفي على المشهد العام جمالاً أخاذاً، ورأيت هنا في نفود السر سفن الصحراء التي انهالت من كل حدب وصوب، يموج بعضها في بعض تتهادى وتتمواج كأنها سفن في بحر هائج، احتضنتها نفود السر كما تحتضن الأم الكهلة الحنون التي أثقلتها السنون أبناءها وأحفادها الذين غابوا عنها نيفاً من الزمن ثم عادوا إليها فجأة، فيخال إلى من يرقبهما أن لدى كل منهما سراً يريد أن يسره للآخر، تطرب عندما تمشي الهوينا، وتسلب الألباب عند هجيجبها متفاعلة مع صوت حديها فتدك الصيهد دكا مثيرة نقعه وسامكة في سمائه سحابة تحجبها عن مريديها. هنالك في أبحر الشمالي سباق السرعة بين أبطاله حيث سمة العصر الحديث فالكل يسعى إلى إثبات أنه الأسرع، وهنا في الصحراء سباق من نوع أخر تنافس بين محبي الإبل في اقتناء أجملها والتفاني في تكريمها وتكريم من يحبها، هناك في أبحر الشمالي ربان القارب أقام في فندق ذي خمس نجوم، حيث توفر له المدينة ولمتابعيه سبل الراحة والرفاهية، وهنا في الصحراء ربان السفينة أقام تحت قبة السماء، ونصب الخيام لضيوفه الآتين لمشاهدة مزايين الإبل، هناك في أبحر يظهر جلياً الإصرار على مواكبة ومسايرة العصر، وهنا في نفود السر يتجلى الحفاظ على التراث، مفارقات ولكن بدونها لا تكتمل الصورة الحضارية لأمة ارثها الحضاري ضارب في أعماق التاريخ بدأ سيدنا أدم وزوجه حواء عندما أورثا الأرض. القاسم المشترك بين هاتين الصورتين هو الإنسان السعودي وريث الحضارة ورجل العصر الذي لم يفرط في تراثه مع سعيه الجاد والدءوب لمسايرة عصره، يعمل في المصنع ويدرس في الجامعة، وصل إلى العالمية رياضياً ونال الميداليات الذهبية، رجل مال وأعمال من الطراز الأول، وأستاذ جامعي أثرى المكتبات بأبحاثه وكتبه وسجلت باسمه الاختراعات في شتى فروع العلم، طبيب ماهر شهدت لمهارته أعظم المراكز الطبية المتخصصة، موطنه أشرف بقعة وبلده بلد الإنسانية، بذل ويبذل في سبيل أمنه واستقراره وتطوره كل ما يملك، فلم ولن يبخل عليه بماله وولده ودمه. أين أنت يا عمرو ابن كلثوم؟ لترى وتلمس حرصنا على تراثنا، وسعينا الحثيث على مسايرة عصرنا، وأننا وازنا توازناً مدروساً بين الموروث الشعبي من ناحية، والأخذ بأسباب الحضارة الحديثة من ناحية ثانية، تحت قيادة قادتنا آل سعود الكرام ورجالهم الأوفياء، إلى الأمام يا مهد الحضارات ويا مهبط الوحي ويا قبلة المسلمين، حفظك الله من طمع الطامعين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين.
المصدر:
http://www.alriyadh.com/2007/10/28/article289670.html
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبدالله بن نجا المطيري
شرفني زملائي من قبيلة عتيبة بالدعوة لمشاهدة الاستعدادات التي تجري لإقامة الفعاليات المصاحبة لحفل مزايين إبل الهيلا - قول وفعل - في المحمدية بنفود السر التابعة لمحافظة الدوادمي، ورأيت ما استمال خيالي لربطالصورة التي أمامي بمشهد فعاليات وسباقات القوارب السريعة (الفورميلا 2000) على جائزة جدة الكبرى التي أقيمت في شرم أبحر الشمالي بمحافظة جدة، ثم تبادر إلى ذهني قول الشاعر الجاهلي عمرو ابن كلثوم "ملأنا البر حتى ضاق عنا.. وظهر البحر نملؤه سفينا". هناك على ظهر شرم أبحر الشمالي القوارب الحديثة التي أتت من شتى بقاع المعورة، تمخر العباب سالبة الألباب، يداعبها الموج أحياناً وتداعبه كما تداعب اللبوة صغارها، وتثور ثائرتهما أحياناً أخرى عندما يجد الجد، فيتطاير الماء في السماء كشلال يتدفق من الأسفل إلى الأعلى، يزيده روعة وجمالاً تقاطع أشعة الشمس البراقة مع الشلالات المتحركة لتضفي على المشهد العام جمالاً أخاذاً، ورأيت هنا في نفود السر سفن الصحراء التي انهالت من كل حدب وصوب، يموج بعضها في بعض تتهادى وتتمواج كأنها سفن في بحر هائج، احتضنتها نفود السر كما تحتضن الأم الكهلة الحنون التي أثقلتها السنون أبناءها وأحفادها الذين غابوا عنها نيفاً من الزمن ثم عادوا إليها فجأة، فيخال إلى من يرقبهما أن لدى كل منهما سراً يريد أن يسره للآخر، تطرب عندما تمشي الهوينا، وتسلب الألباب عند هجيجبها متفاعلة مع صوت حديها فتدك الصيهد دكا مثيرة نقعه وسامكة في سمائه سحابة تحجبها عن مريديها. هنالك في أبحر الشمالي سباق السرعة بين أبطاله حيث سمة العصر الحديث فالكل يسعى إلى إثبات أنه الأسرع، وهنا في الصحراء سباق من نوع أخر تنافس بين محبي الإبل في اقتناء أجملها والتفاني في تكريمها وتكريم من يحبها، هناك في أبحر الشمالي ربان القارب أقام في فندق ذي خمس نجوم، حيث توفر له المدينة ولمتابعيه سبل الراحة والرفاهية، وهنا في الصحراء ربان السفينة أقام تحت قبة السماء، ونصب الخيام لضيوفه الآتين لمشاهدة مزايين الإبل، هناك في أبحر يظهر جلياً الإصرار على مواكبة ومسايرة العصر، وهنا في نفود السر يتجلى الحفاظ على التراث، مفارقات ولكن بدونها لا تكتمل الصورة الحضارية لأمة ارثها الحضاري ضارب في أعماق التاريخ بدأ سيدنا أدم وزوجه حواء عندما أورثا الأرض. القاسم المشترك بين هاتين الصورتين هو الإنسان السعودي وريث الحضارة ورجل العصر الذي لم يفرط في تراثه مع سعيه الجاد والدءوب لمسايرة عصره، يعمل في المصنع ويدرس في الجامعة، وصل إلى العالمية رياضياً ونال الميداليات الذهبية، رجل مال وأعمال من الطراز الأول، وأستاذ جامعي أثرى المكتبات بأبحاثه وكتبه وسجلت باسمه الاختراعات في شتى فروع العلم، طبيب ماهر شهدت لمهارته أعظم المراكز الطبية المتخصصة، موطنه أشرف بقعة وبلده بلد الإنسانية، بذل ويبذل في سبيل أمنه واستقراره وتطوره كل ما يملك، فلم ولن يبخل عليه بماله وولده ودمه. أين أنت يا عمرو ابن كلثوم؟ لترى وتلمس حرصنا على تراثنا، وسعينا الحثيث على مسايرة عصرنا، وأننا وازنا توازناً مدروساً بين الموروث الشعبي من ناحية، والأخذ بأسباب الحضارة الحديثة من ناحية ثانية، تحت قيادة قادتنا آل سعود الكرام ورجالهم الأوفياء، إلى الأمام يا مهد الحضارات ويا مهبط الوحي ويا قبلة المسلمين، حفظك الله من طمع الطامعين وكيد الكائدين وحسد الحاسدين.
المصدر:
http://www.alriyadh.com/2007/10/28/article289670.html