رمح الفارس
20-Oct-2007, 11:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا المقال في صفحة الوطن السعوديه
بتاريخ 20/ ربيع الآخــر /1428هـ
وأرغب لمن لديه التعليق من أبناء عتيبه أن يتفضل مشكورا
يقول فيه الكاتب مانصه
علي سعد الموسى
عودة لأجراس القبيلة
هل عاد خطاب (القبيلة) من جديد.. وهل نحن بالفعل على أبواب ردة نحو تربية عنصرية اجتماعية تلبس ثياب القبيلة؟ الجواب: نعم، والأخطر أن هذه الردة لم تعد مجرد معلقات شعرية يقرؤها فقط من يذهب لسوق عكاظ أو يحمل ترسه في أحد صفوف (البسوس) والقبيلة تعود اليوم بمهرجانات واحتفالات ومزايين، وتعود متدثرة سلاح العصر الانتشاري عبر القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت وجوائز الشعراء السخية.
بعد آلاف السنين من السيرة المدونة للتاريخ الإنساني، تطورت المجتمعات البشرية وخلقت لنفسها روابط عصرية لمفهوم الانتماء الاجتماعي القائم على الولاء للمكان والزمان، للدولة والوظيفة والمهنة، للشراكة الإنسانية المتفاعلة، للاندماج والتعايش وللتفكير عبر فضاءات أرحب وأوسع من مجرد الانغلاق في (عرق) دم متخثر داكن تحت سواد الجلد باسم فصيلة القبيلة.
بقي على وجه البسيطة عدد من المجتمعات، فيما أعلم، مازالت غارقة في جغرافية القبيلة. منها البلاد العربية وأدغال إفريقيا وأواسط آسيا ولكم أن تجمعوا ما بين هؤلاء من قواسم مشتركة.
لست منزعجا من جيل على وشك الانقراض، بل منزعج من أجيال قادمة واعدة عادت اليوم لتتشرب بكثافة مفرطة هذه الأدبيات الغليظة من خطاب القبيلة بعد أن قطعنا هذا المشوار الاستثنائي من خطاب الوحدة. منزعج لأن الفضاء الإلكتروني بقنواته وأسلاكه صار مسرحا واسعا للردة نحو الانتماءات الضيقة. قناة القبيلة تستأثر بسهرة المساء وجوائز المليون يكسبها من الشعراء من تصوت له قبيلته، والناقة التي نعرفها في تراثنا حلوبا ركوبا ولودا جاءت اليوم تعيش برزخ اللجان كي تصبح الناقة ملكة جمال القبيلة في تزاوج بالغ الشذوذ لتوظيف الحداثة في خدمة الإرث.
منزعج لأنني حين أسبح في خيال مدننا ألمح في أحيائها تزاوجا مدهشا لانصهار الأعراق والفصائل والأمكنة التي اجتمعت بها من كل صوب، ثم أسبح في خيالي مرة أخرى لأتخيلها شارعا لكل قبيلة وسرادق واحتفالا لكل قبيلة، والقبيلة التي أريدها لجيلنا الوطني القادم هي الوطن. القبيلة هي الجامعة، هي الكتاب، هي المعمل والمختبر، هي المكتب والإدارة والشركة والوظيفة. القبيلة هي ما يجمعنا من مدارس التفكير وما يفرقنا من عوامل الاختلاف البناء. القبيلة هي العمل الاجتماعي، هي صفوف المسجد المتراصة بلا تمييز، هي العرضة التي تتغنى باسم وطن كبير عملاق هائل لا تستطيع ناقة واحدة من نوق اليوم السمينة المرفهة أن تقطعه من طرفه إلى طرفه
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2411&id=321&Rname=22
!!!
وجدت هذا المقال في صفحة الوطن السعوديه
بتاريخ 20/ ربيع الآخــر /1428هـ
وأرغب لمن لديه التعليق من أبناء عتيبه أن يتفضل مشكورا
يقول فيه الكاتب مانصه
علي سعد الموسى
عودة لأجراس القبيلة
هل عاد خطاب (القبيلة) من جديد.. وهل نحن بالفعل على أبواب ردة نحو تربية عنصرية اجتماعية تلبس ثياب القبيلة؟ الجواب: نعم، والأخطر أن هذه الردة لم تعد مجرد معلقات شعرية يقرؤها فقط من يذهب لسوق عكاظ أو يحمل ترسه في أحد صفوف (البسوس) والقبيلة تعود اليوم بمهرجانات واحتفالات ومزايين، وتعود متدثرة سلاح العصر الانتشاري عبر القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت وجوائز الشعراء السخية.
بعد آلاف السنين من السيرة المدونة للتاريخ الإنساني، تطورت المجتمعات البشرية وخلقت لنفسها روابط عصرية لمفهوم الانتماء الاجتماعي القائم على الولاء للمكان والزمان، للدولة والوظيفة والمهنة، للشراكة الإنسانية المتفاعلة، للاندماج والتعايش وللتفكير عبر فضاءات أرحب وأوسع من مجرد الانغلاق في (عرق) دم متخثر داكن تحت سواد الجلد باسم فصيلة القبيلة.
بقي على وجه البسيطة عدد من المجتمعات، فيما أعلم، مازالت غارقة في جغرافية القبيلة. منها البلاد العربية وأدغال إفريقيا وأواسط آسيا ولكم أن تجمعوا ما بين هؤلاء من قواسم مشتركة.
لست منزعجا من جيل على وشك الانقراض، بل منزعج من أجيال قادمة واعدة عادت اليوم لتتشرب بكثافة مفرطة هذه الأدبيات الغليظة من خطاب القبيلة بعد أن قطعنا هذا المشوار الاستثنائي من خطاب الوحدة. منزعج لأن الفضاء الإلكتروني بقنواته وأسلاكه صار مسرحا واسعا للردة نحو الانتماءات الضيقة. قناة القبيلة تستأثر بسهرة المساء وجوائز المليون يكسبها من الشعراء من تصوت له قبيلته، والناقة التي نعرفها في تراثنا حلوبا ركوبا ولودا جاءت اليوم تعيش برزخ اللجان كي تصبح الناقة ملكة جمال القبيلة في تزاوج بالغ الشذوذ لتوظيف الحداثة في خدمة الإرث.
منزعج لأنني حين أسبح في خيال مدننا ألمح في أحيائها تزاوجا مدهشا لانصهار الأعراق والفصائل والأمكنة التي اجتمعت بها من كل صوب، ثم أسبح في خيالي مرة أخرى لأتخيلها شارعا لكل قبيلة وسرادق واحتفالا لكل قبيلة، والقبيلة التي أريدها لجيلنا الوطني القادم هي الوطن. القبيلة هي الجامعة، هي الكتاب، هي المعمل والمختبر، هي المكتب والإدارة والشركة والوظيفة. القبيلة هي ما يجمعنا من مدارس التفكير وما يفرقنا من عوامل الاختلاف البناء. القبيلة هي العمل الاجتماعي، هي صفوف المسجد المتراصة بلا تمييز، هي العرضة التي تتغنى باسم وطن كبير عملاق هائل لا تستطيع ناقة واحدة من نوق اليوم السمينة المرفهة أن تقطعه من طرفه إلى طرفه
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2411&id=321&Rname=22
!!!