ابو ضيف الله
16-Aug-2003, 10:33 AM
من ينتصر في تنصير العراق؟!
محمد جمال عرفة 13/08/2003
بعض الجنود الأمريكان أسلموا وتزوجوا عراقيات مسلمات!.
قمة للمبشرين للرد وبحث كيفية توسيع مساحة تنصير العراقيين؟!.
بينما تدور في العلن معارك عسكرية يومية بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية – البريطانية؛ تجري سراً وقائع حرب أخري سرية وعلنية في آن واحد بين علماء المسلمين في العراق وفرق المنصّرين الأمريكيين والأوروبيين التي تدفقت علي العراق عقب الاحتلال سعياً وراء تحويل العراق إلى وكر جديد للتبشير، ينطلقون منه إلى قلب العالم الإسلامي علي اعتبار أن بغداد كانت يوماً ما عاصمة الخلافة الإسلامية.
ويبدو أن هذه الحرب الخفية لتنصير العراقيين (عبر استغلال المعونات الغذائية في الترويج لها)، فشلت حتى الآن؛ ليس فقط لأن انهيار النظام السابق ووجود الاحتلال بعث روح الصحوة والمقاومة الإسلامية في صفوف العراقيين من مرقدها بعد حملة قمع استمرت سنوات، ولكن -وهو الأمر الهام– أنه بدأت تتسرب معلومات أكدتها (هيئة علماء العراق السنة) تشير إلى تحول عدد من الجنود والضباط الأمريكيين من النصرانية إلى الإسلام عن قناعة عقب احتكاكهم اليومي بالعراقيين، علي غرار ما حدث لكثير من هؤلاء الجنود الأمريكيين من تحول للإسلام في السعودية والخليج عموماً عقب حرب 1991.
وأكبر دليل علي هذا الفشل -رغم تجييش المنصّرين للعديد من المنظمات التبشيرية الغربية والأموال- هو كشف صحيفة "حريت" التركية الصادرة يوم 5 أغسطس 2003 النقاب عن أن الولايات المتحدة التي بدأت تبذل جهوداً ومساع حثيثة (لفرض أمر واقع والسيطرة على العراق) وتبذل في الوقت نفسه وبشكل مواز (جهوداً كبيرة لزيادة عمليات تنصير العراقيين) ونشر ما سمي (الفعاليات التبشيرية) للديانة المسيحية في منطقة العراق!.
حيث أشارت الصحيفة إلى عقد قمة في مدينة أفيون التركية وسط الأناضول فى السابع والعشرين من شهر أكتوبر القادم لمدة ثلاثة أيام، يشارك فيها مئة وستون عضواً يمثلون هذه الفعاليات التبشيرية، مؤكدة أن المشاركين فى هذه القمة سوف يبحثون الفعاليات التبشيرية فى العراق أيضاً.
وأشارت إلى أن الفعاليات التبشيرية للمسيحية تتقدم وتتخذ خطوات أكبر بالتوازى مع المخطط الأمريكى فى العراق حيث يتم تقديم المساعدات الانسانية مع الإنجيل!!.
وتؤشر هذه القمة المزمع عقدها لزيادة فعاليات التنصير في العراق إلى أن الجهود السابقة لعشرات المنظمات التبشيرية في العراق قد فشلت حتي الآن، تماماً كما حدث في أفغانستان التي تدفقوا عليها ومنوا بفشل ذريع آخر، كما أنها تؤشر إلى الورطة التي وجدت هذه المنظمات نفسها فيها مع توالي أنباء عن تحول جنود أمريكان إلى الدين الإسلامي، وهم الذين كانت تفتخر الكنائس الأمريكية بأنهم كانوا يصلون من أجل بوش!.
تعرفوا علي الإسلام الحقيقي فأسلموا
فقد كشف علماء في هيئة علماء المسلمين بالعراق يوم 10 أغسطس 2003 عن أن عددًا من الجنود والضباط الأمريكيين في العراق قد أشهروا إسلامهم في العراق، بعدما تعرَّفوا عن قرب -عبر الاحتكاك اليومي بالعراقيين- على تعاليم الإسلام السمحة، وأن بعضهم تزوج من عراقيات مسلمات!.
وقال الشيخ "محمود الصميدي" -عضو هيئة علماء المسلمين في العراق-: إن احتكاك الأمريكيين بالعراقيين وتعرّفهم على الإسلام عن قرب فتح قلوب كثير منهم إلى الإسلام، بعدما وجدوا أن تعاليمه تختلف تمامًا عما يسمعونه من وسائل الإعلام الغربية التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين.
وأضاف الشيخ "الصميدي" أنه التقى بضابطٍ أشهر إسلامه، ورآه يبكي قائلاً: "ما ذنب أبي وأمي إنْ ماتا دون أن يعلما شيئًا عن الإسلام؟!".
وتزامن هذا مع تداول العراقيين قصصًا عن ضباط وجنود أمريكيين أشهروا إسلامهم في العراق وعن مجندات أمريكيات ارتبطْن بعراقيين مسلمين؛ حيث أشهر ضابط أمريكي إسلامه بالفعل في محكمة الأحوال الشخصية بضاحية الكرخ في بغداد؛ وذلك ليتمكن من الزواج من طبيبة عراقية تعرّف إليها، بينما كان يقوم بحراسة مستشفى مدينة الطبّ التي تعمل بها الطبيبة، وأكد الضابط أن إشهار إسلامه لم يأتِ إلاَّ عن قناعة كاملة، وليس فقط للارتباط بالطبيبة العراقية التي أَحبَّها.
ولا شك أن هذه الإنباء مثلت (الصدمة المرتدة) - بلغة حرب العراق– علي المنصّرين الأمريكان الذين حشدوا جهوداً جبارة للتنصير في العراق دون جدوي حتى الآن.
جذور المعركة الصليبية
والحقيقة أن المعركة الصليبية لتنصير العراقيين لم تبدأ عقب احتلال العراق في إبريل 2003، ولكن قبل حرب تحرير الكويت عام 1991..
فبمجرد إعلان الرئيس الأسبق جورج بوش الأب عن عملية درع الصحراء ونقل القوات الأمريكية للخليج عام 1991؛ ألقى القس بيلى جراهام -أحد كبار مسؤولي تيار المسيحية الصهيونية وصديق الرئيس الحالي بوش الابن - خطاباً في مقر إقامته فى ولاية مينيسوتا؛ قال فيه: إن هذه الحرب في الخليج ستكون لها "تأثيرات روحية" هائلة على كل أمة وإنسان على وجه الأرض!.
ثم تبع ذلك بإلقاء عدة محاضرات عامة ركز فيها على القول بأن هناك "قوى روحية تعمل في الخليج" لتحميس الجنود الأمريكان المترددين بسبب خوفهم من تكرار تجربة فيتنام في العراق، ثم أفصح جراهام أكثر عما يقصد؛ فقال: " إن العراق له أهمية إنجيلية بالغة" ..فهناك كانت جنات عدن الموطن الأول لآدم وحواء كما قال .
وحتى يحمّس جراهام الجنود والشعب الأمريكي أكثر للحرب ويوفر لهم الدافع الإيماني قال: إنه لا يعرف إذا كانت هذه الإشارات -أي ما حدث على أرض العراق- هي تمهيد للقدوم الثانى للمسيح المنتظر أم لا!.
أيضاً قبل أن تبدأ حرب الخليج الفعلية لتحرير الكويت وضرب العراق عام 1991 أصدر بيلى جراهام بياناً جديداً تلاه على حشود من الأمريكيين فى نيويورك، وكان مما قال فيه إنه "إذا كانت هناك دولة يمكن أن نقول عنها أنها جزء من الأراضي المقدسة؛ فهي العراق!" وأضاف "يجب أن نضاعف صلواتنا، فالتاريخ أكمل دورته ونحن نعود مرة أخرى لهذه الأراضي"!.
ومقصود بدورة التاريخ هنا فكرة عودة المسيح وما يسمي بـ"العصر الألفي السعيد" القائم على حتمية عودة المسيح المنتظر والدورة الكاملة للتاريخ التي سيعود من خلالها اليهود للأراضي المقدسة في القدس.
ولأن منفى اليهود الذي عادوا منه للقدس كما يزعمون كانت بابل، فالبروتستانت الإنجيليين ممن يسمون بـ"الأمريكيين الأصوليين" – ومنهم بوش الأب والابن وجراهام وفالويل وما يسمي بـ"التحالف المسيحي" الذي يضم قرابة 20 مليون أمريكي- يؤمنون بأن العراق جزء من أراضي الكتاب المقدس؛ لأنها الموقع الجغرافي للبابليين السابقين وأن عودة اليهود للقدس والسيطرة على بابل (العراق) علامات على اكتمال دورة التاريخ (الأيام الأخيرة) أو (نهاية العالم) كما يقول بيلى جراهام!.
المنصّرون يعملون دون جدوي
وكانت الهجمة التنصيرية علي العراق قد بدأت حين أعلنت منظمتان مسيحيتان ناشطتان في المجال التنصيري – عقب احتلال العراق– أنهما تنتظران على الحدود العراقية إلى أن تستقر الأوضاع في العراق حتى يتمكن أفرادهما من الدخول إلى هناك، وفي صحبتهم كميات كبيرة من الغذاء والدواء، وقالتا: إن معهما مجموعة كبيرة من المنصرين الناشطين مدعومين بآلاف الكتب التنصيرية والأناجيل المترجمة إلى اللغة العربية.
وكان من الملفت أن زعماء هاتين المنظمتين: ساذيدن بايتست كونفنشين، وساماريتانز بيرس، هما أكثر من هاجم علناً ومرات عديدة في أجهزة الإعلام الأمريكية الدين الإسلامي، واتهمتاه بأنه دين إرهابي، كما تعرضتا بالهجوم أيضاً على الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ولأن هناك علاقة قوية بين الرئيس بوش وزعيمي المنظمتين التبشيريتين اللتين تدعمان حملته الانتخابية، فقد أطلقت لهما إدارة بوش العنان في العراق للعمل رغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت وقتها إن هذا الأمر أدى إلى وضع الحكومة الأمريكية وخاصة الرئيس بوش في مأزق؛ لأن الإدارة الأمريكية تتفادى إعطاء صبغة حرب صليبية على حربها ضد العراق.
وقد كشفت منظمة ساذيرن باتيست كونفنشين أنها حشدت 800 شخص للذهاب إلى العراق للعمل لصالحها. أما منظمة سامارتيا تزبيرس التي يرأسها القس فرانكلين جراهام الذي أصدر كتاباً معادياً للإسلام، وصرح أكثر من مرة لأجهزة الإعلام قائلاً إن "الإسلام دين شرير وعنيف"؛ فحشد بدوره عدداً كبيراً من المنصّرين للعراق ، زاعماً أن منظمته تلقت دعوة من الكنائس العراقية لمساعدة العراقيين المسيحيين، ولكنه ينوي أن تشمل "مساعدات" منظمته المسلمين أيضاً!.
ومن بين الجماعات التي انتقلت إلى العراق وتلعب دوراً كبيراً فيما يسمي جهود الإغاثة (المعمدانية الجنوبية) التي تعتبر من كبرى التجمعات المسيحية الأمريكية بعد الكاثوليكية، وفوق هذا تعتبر من كبرى الجماعات المؤيدة لبوش والحرب علي العراق والدفاع عن المصالح الإسرائيلية في أمريكا، وقد نقلت الصحف عن منسق المنظمة سام بورتر تأكيده علي الطابع الإغاثي والإنساني لجهود الإغاثة في العراق.
وقال بورتر: إن المنظمة لديها 25 ألف متطوع مدربين علي العمل في مناطق الكوارث. ولم يخف بورتر الطابع الديني للجهود الإغاثية قائلاً: لو سألنا أحدٌ: لماذا جئتم إلى العراق المنكوب بالحرب؟ فإننا سنقول: إن كلمات الحب التي غرسها فينا المسيح، كانت وراء قدومنا.
أدعية مسيحية لبوش
ورغم الطابع الواضح للتنصير لحد الطلب من الجنود الأمريكيين الذين يشاركون في القتال ضد العراق الدعاء من أجل رئيسهم جورج بوش، وتوزيع كتيبات على آلاف من رجال مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تحمل عنوان "واجب المسيحي" تحتوي على أدعية كما تحتوي على جزء يتم نزعه من الكتيب لإرساله بالبريد إلى البيت الأبيض ليثبت أن الجندي الذي أرسله كان يصلي من أجل بوش؛ فقد جاءت النتائج عكسية تماماً، وفشل التنصير وأسلم الجنود!.
بل لقد ظهرت آثار أخري لهذه الحرب علي العلاقة بين الإسلام والمسيحية وحوار الأديان عموماً الذي تسعى له الفاتيكان، فعلي سبيل المثال أعدت شبكة (إيه بى سى) الأمريكية تقريراً في مايو الماضي حول تداعيات الحرب التى شنتها أمريكا وبريطانيا على العراق، وقالت: إن الحرب قد تؤدى لتنامي فكرة أن الغرب - وبصفة خاصة إدارة الرئيس- بوش ينتهج حرباً ضد الإسلام في العالم الإسلامي.
وقالت: إن نشر صور دامية بعد آثار القصف الجوى الأمريكي للعراق أدى إلى إعادة ذاكرة الكثيرين من الناس فى الشرق الأوسط للمذابح والعنف الذى حدث اثناء العصور الوسطى، عندما أرسل الروم حملات صليبية ضد الإسلام.
الوقائع تشير بالتالي إلى أنه وبعد أقل من أربعة أشهر فقط علي الاحتلال الأمريكي للعراق؛ أصيبت المنظمات التبشيرية بنكسة، وبدلاً من أن تنصر العراقيين المسلمين؛ حدث العكس واجتذبت تعاليم الإسلام السمحة البسيطة الجنود الأمريكان الذي رأوا تشبث العراقيين بدينهم وكبريائهم الناجم عن عقيدتهم، وشاهدوا كيف يحافظون علي عفة أهل بيتهم ويهاجمون الأمريكان لو تجرؤوا علي هتك حرمة منازلهم دون استئذان، وكيف يهتمون بالصلاة والنظافة رغم قطع المياه وغيره.
فهل تكون العراق بوابه جديدة للتأثير علي الجنود الأمريكان، وتحول بعضهم للإسلام علي غرار ما حدث لهم في السعودية والكويت عقب حرب 1991 ومعرفتهم عن قرب بتعاليم الإسلام؟!.
محمد جمال عرفة 13/08/2003
بعض الجنود الأمريكان أسلموا وتزوجوا عراقيات مسلمات!.
قمة للمبشرين للرد وبحث كيفية توسيع مساحة تنصير العراقيين؟!.
بينما تدور في العلن معارك عسكرية يومية بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية – البريطانية؛ تجري سراً وقائع حرب أخري سرية وعلنية في آن واحد بين علماء المسلمين في العراق وفرق المنصّرين الأمريكيين والأوروبيين التي تدفقت علي العراق عقب الاحتلال سعياً وراء تحويل العراق إلى وكر جديد للتبشير، ينطلقون منه إلى قلب العالم الإسلامي علي اعتبار أن بغداد كانت يوماً ما عاصمة الخلافة الإسلامية.
ويبدو أن هذه الحرب الخفية لتنصير العراقيين (عبر استغلال المعونات الغذائية في الترويج لها)، فشلت حتى الآن؛ ليس فقط لأن انهيار النظام السابق ووجود الاحتلال بعث روح الصحوة والمقاومة الإسلامية في صفوف العراقيين من مرقدها بعد حملة قمع استمرت سنوات، ولكن -وهو الأمر الهام– أنه بدأت تتسرب معلومات أكدتها (هيئة علماء العراق السنة) تشير إلى تحول عدد من الجنود والضباط الأمريكيين من النصرانية إلى الإسلام عن قناعة عقب احتكاكهم اليومي بالعراقيين، علي غرار ما حدث لكثير من هؤلاء الجنود الأمريكيين من تحول للإسلام في السعودية والخليج عموماً عقب حرب 1991.
وأكبر دليل علي هذا الفشل -رغم تجييش المنصّرين للعديد من المنظمات التبشيرية الغربية والأموال- هو كشف صحيفة "حريت" التركية الصادرة يوم 5 أغسطس 2003 النقاب عن أن الولايات المتحدة التي بدأت تبذل جهوداً ومساع حثيثة (لفرض أمر واقع والسيطرة على العراق) وتبذل في الوقت نفسه وبشكل مواز (جهوداً كبيرة لزيادة عمليات تنصير العراقيين) ونشر ما سمي (الفعاليات التبشيرية) للديانة المسيحية في منطقة العراق!.
حيث أشارت الصحيفة إلى عقد قمة في مدينة أفيون التركية وسط الأناضول فى السابع والعشرين من شهر أكتوبر القادم لمدة ثلاثة أيام، يشارك فيها مئة وستون عضواً يمثلون هذه الفعاليات التبشيرية، مؤكدة أن المشاركين فى هذه القمة سوف يبحثون الفعاليات التبشيرية فى العراق أيضاً.
وأشارت إلى أن الفعاليات التبشيرية للمسيحية تتقدم وتتخذ خطوات أكبر بالتوازى مع المخطط الأمريكى فى العراق حيث يتم تقديم المساعدات الانسانية مع الإنجيل!!.
وتؤشر هذه القمة المزمع عقدها لزيادة فعاليات التنصير في العراق إلى أن الجهود السابقة لعشرات المنظمات التبشيرية في العراق قد فشلت حتي الآن، تماماً كما حدث في أفغانستان التي تدفقوا عليها ومنوا بفشل ذريع آخر، كما أنها تؤشر إلى الورطة التي وجدت هذه المنظمات نفسها فيها مع توالي أنباء عن تحول جنود أمريكان إلى الدين الإسلامي، وهم الذين كانت تفتخر الكنائس الأمريكية بأنهم كانوا يصلون من أجل بوش!.
تعرفوا علي الإسلام الحقيقي فأسلموا
فقد كشف علماء في هيئة علماء المسلمين بالعراق يوم 10 أغسطس 2003 عن أن عددًا من الجنود والضباط الأمريكيين في العراق قد أشهروا إسلامهم في العراق، بعدما تعرَّفوا عن قرب -عبر الاحتكاك اليومي بالعراقيين- على تعاليم الإسلام السمحة، وأن بعضهم تزوج من عراقيات مسلمات!.
وقال الشيخ "محمود الصميدي" -عضو هيئة علماء المسلمين في العراق-: إن احتكاك الأمريكيين بالعراقيين وتعرّفهم على الإسلام عن قرب فتح قلوب كثير منهم إلى الإسلام، بعدما وجدوا أن تعاليمه تختلف تمامًا عما يسمعونه من وسائل الإعلام الغربية التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين.
وأضاف الشيخ "الصميدي" أنه التقى بضابطٍ أشهر إسلامه، ورآه يبكي قائلاً: "ما ذنب أبي وأمي إنْ ماتا دون أن يعلما شيئًا عن الإسلام؟!".
وتزامن هذا مع تداول العراقيين قصصًا عن ضباط وجنود أمريكيين أشهروا إسلامهم في العراق وعن مجندات أمريكيات ارتبطْن بعراقيين مسلمين؛ حيث أشهر ضابط أمريكي إسلامه بالفعل في محكمة الأحوال الشخصية بضاحية الكرخ في بغداد؛ وذلك ليتمكن من الزواج من طبيبة عراقية تعرّف إليها، بينما كان يقوم بحراسة مستشفى مدينة الطبّ التي تعمل بها الطبيبة، وأكد الضابط أن إشهار إسلامه لم يأتِ إلاَّ عن قناعة كاملة، وليس فقط للارتباط بالطبيبة العراقية التي أَحبَّها.
ولا شك أن هذه الإنباء مثلت (الصدمة المرتدة) - بلغة حرب العراق– علي المنصّرين الأمريكان الذين حشدوا جهوداً جبارة للتنصير في العراق دون جدوي حتى الآن.
جذور المعركة الصليبية
والحقيقة أن المعركة الصليبية لتنصير العراقيين لم تبدأ عقب احتلال العراق في إبريل 2003، ولكن قبل حرب تحرير الكويت عام 1991..
فبمجرد إعلان الرئيس الأسبق جورج بوش الأب عن عملية درع الصحراء ونقل القوات الأمريكية للخليج عام 1991؛ ألقى القس بيلى جراهام -أحد كبار مسؤولي تيار المسيحية الصهيونية وصديق الرئيس الحالي بوش الابن - خطاباً في مقر إقامته فى ولاية مينيسوتا؛ قال فيه: إن هذه الحرب في الخليج ستكون لها "تأثيرات روحية" هائلة على كل أمة وإنسان على وجه الأرض!.
ثم تبع ذلك بإلقاء عدة محاضرات عامة ركز فيها على القول بأن هناك "قوى روحية تعمل في الخليج" لتحميس الجنود الأمريكان المترددين بسبب خوفهم من تكرار تجربة فيتنام في العراق، ثم أفصح جراهام أكثر عما يقصد؛ فقال: " إن العراق له أهمية إنجيلية بالغة" ..فهناك كانت جنات عدن الموطن الأول لآدم وحواء كما قال .
وحتى يحمّس جراهام الجنود والشعب الأمريكي أكثر للحرب ويوفر لهم الدافع الإيماني قال: إنه لا يعرف إذا كانت هذه الإشارات -أي ما حدث على أرض العراق- هي تمهيد للقدوم الثانى للمسيح المنتظر أم لا!.
أيضاً قبل أن تبدأ حرب الخليج الفعلية لتحرير الكويت وضرب العراق عام 1991 أصدر بيلى جراهام بياناً جديداً تلاه على حشود من الأمريكيين فى نيويورك، وكان مما قال فيه إنه "إذا كانت هناك دولة يمكن أن نقول عنها أنها جزء من الأراضي المقدسة؛ فهي العراق!" وأضاف "يجب أن نضاعف صلواتنا، فالتاريخ أكمل دورته ونحن نعود مرة أخرى لهذه الأراضي"!.
ومقصود بدورة التاريخ هنا فكرة عودة المسيح وما يسمي بـ"العصر الألفي السعيد" القائم على حتمية عودة المسيح المنتظر والدورة الكاملة للتاريخ التي سيعود من خلالها اليهود للأراضي المقدسة في القدس.
ولأن منفى اليهود الذي عادوا منه للقدس كما يزعمون كانت بابل، فالبروتستانت الإنجيليين ممن يسمون بـ"الأمريكيين الأصوليين" – ومنهم بوش الأب والابن وجراهام وفالويل وما يسمي بـ"التحالف المسيحي" الذي يضم قرابة 20 مليون أمريكي- يؤمنون بأن العراق جزء من أراضي الكتاب المقدس؛ لأنها الموقع الجغرافي للبابليين السابقين وأن عودة اليهود للقدس والسيطرة على بابل (العراق) علامات على اكتمال دورة التاريخ (الأيام الأخيرة) أو (نهاية العالم) كما يقول بيلى جراهام!.
المنصّرون يعملون دون جدوي
وكانت الهجمة التنصيرية علي العراق قد بدأت حين أعلنت منظمتان مسيحيتان ناشطتان في المجال التنصيري – عقب احتلال العراق– أنهما تنتظران على الحدود العراقية إلى أن تستقر الأوضاع في العراق حتى يتمكن أفرادهما من الدخول إلى هناك، وفي صحبتهم كميات كبيرة من الغذاء والدواء، وقالتا: إن معهما مجموعة كبيرة من المنصرين الناشطين مدعومين بآلاف الكتب التنصيرية والأناجيل المترجمة إلى اللغة العربية.
وكان من الملفت أن زعماء هاتين المنظمتين: ساذيدن بايتست كونفنشين، وساماريتانز بيرس، هما أكثر من هاجم علناً ومرات عديدة في أجهزة الإعلام الأمريكية الدين الإسلامي، واتهمتاه بأنه دين إرهابي، كما تعرضتا بالهجوم أيضاً على الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ولأن هناك علاقة قوية بين الرئيس بوش وزعيمي المنظمتين التبشيريتين اللتين تدعمان حملته الانتخابية، فقد أطلقت لهما إدارة بوش العنان في العراق للعمل رغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت وقتها إن هذا الأمر أدى إلى وضع الحكومة الأمريكية وخاصة الرئيس بوش في مأزق؛ لأن الإدارة الأمريكية تتفادى إعطاء صبغة حرب صليبية على حربها ضد العراق.
وقد كشفت منظمة ساذيرن باتيست كونفنشين أنها حشدت 800 شخص للذهاب إلى العراق للعمل لصالحها. أما منظمة سامارتيا تزبيرس التي يرأسها القس فرانكلين جراهام الذي أصدر كتاباً معادياً للإسلام، وصرح أكثر من مرة لأجهزة الإعلام قائلاً إن "الإسلام دين شرير وعنيف"؛ فحشد بدوره عدداً كبيراً من المنصّرين للعراق ، زاعماً أن منظمته تلقت دعوة من الكنائس العراقية لمساعدة العراقيين المسيحيين، ولكنه ينوي أن تشمل "مساعدات" منظمته المسلمين أيضاً!.
ومن بين الجماعات التي انتقلت إلى العراق وتلعب دوراً كبيراً فيما يسمي جهود الإغاثة (المعمدانية الجنوبية) التي تعتبر من كبرى التجمعات المسيحية الأمريكية بعد الكاثوليكية، وفوق هذا تعتبر من كبرى الجماعات المؤيدة لبوش والحرب علي العراق والدفاع عن المصالح الإسرائيلية في أمريكا، وقد نقلت الصحف عن منسق المنظمة سام بورتر تأكيده علي الطابع الإغاثي والإنساني لجهود الإغاثة في العراق.
وقال بورتر: إن المنظمة لديها 25 ألف متطوع مدربين علي العمل في مناطق الكوارث. ولم يخف بورتر الطابع الديني للجهود الإغاثية قائلاً: لو سألنا أحدٌ: لماذا جئتم إلى العراق المنكوب بالحرب؟ فإننا سنقول: إن كلمات الحب التي غرسها فينا المسيح، كانت وراء قدومنا.
أدعية مسيحية لبوش
ورغم الطابع الواضح للتنصير لحد الطلب من الجنود الأمريكيين الذين يشاركون في القتال ضد العراق الدعاء من أجل رئيسهم جورج بوش، وتوزيع كتيبات على آلاف من رجال مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تحمل عنوان "واجب المسيحي" تحتوي على أدعية كما تحتوي على جزء يتم نزعه من الكتيب لإرساله بالبريد إلى البيت الأبيض ليثبت أن الجندي الذي أرسله كان يصلي من أجل بوش؛ فقد جاءت النتائج عكسية تماماً، وفشل التنصير وأسلم الجنود!.
بل لقد ظهرت آثار أخري لهذه الحرب علي العلاقة بين الإسلام والمسيحية وحوار الأديان عموماً الذي تسعى له الفاتيكان، فعلي سبيل المثال أعدت شبكة (إيه بى سى) الأمريكية تقريراً في مايو الماضي حول تداعيات الحرب التى شنتها أمريكا وبريطانيا على العراق، وقالت: إن الحرب قد تؤدى لتنامي فكرة أن الغرب - وبصفة خاصة إدارة الرئيس- بوش ينتهج حرباً ضد الإسلام في العالم الإسلامي.
وقالت: إن نشر صور دامية بعد آثار القصف الجوى الأمريكي للعراق أدى إلى إعادة ذاكرة الكثيرين من الناس فى الشرق الأوسط للمذابح والعنف الذى حدث اثناء العصور الوسطى، عندما أرسل الروم حملات صليبية ضد الإسلام.
الوقائع تشير بالتالي إلى أنه وبعد أقل من أربعة أشهر فقط علي الاحتلال الأمريكي للعراق؛ أصيبت المنظمات التبشيرية بنكسة، وبدلاً من أن تنصر العراقيين المسلمين؛ حدث العكس واجتذبت تعاليم الإسلام السمحة البسيطة الجنود الأمريكان الذي رأوا تشبث العراقيين بدينهم وكبريائهم الناجم عن عقيدتهم، وشاهدوا كيف يحافظون علي عفة أهل بيتهم ويهاجمون الأمريكان لو تجرؤوا علي هتك حرمة منازلهم دون استئذان، وكيف يهتمون بالصلاة والنظافة رغم قطع المياه وغيره.
فهل تكون العراق بوابه جديدة للتأثير علي الجنود الأمريكان، وتحول بعضهم للإسلام علي غرار ما حدث لهم في السعودية والكويت عقب حرب 1991 ومعرفتهم عن قرب بتعاليم الإسلام؟!.