عبدالرحمن الوجنان
17-Oct-2007, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
غزت الهواتف المحمولة... وسعر دقيقة من «الحقيقة» 14 ريالاً ... الفضول والسذاجة أسلحة «هجومية» يستخدمها أصحاب «الجوائز الوهمية»
الرياض - سعود الطياوي الحياة - 17/10/07//
«مبروك... لقد اختار الكمبيوتر رقم جوالك لتربح 100 ألف ريال، بادر بالاتصال فوراً»، لا يخلو جوال في السعودية من رسالة مماثلة أو مشابهة، تزعم شركة أو قناة من خلالها أنها تقدم الجوائز والمفاجآت المذهلة، خصوصاً منذ بداية شهر رمضان.
«لا دخان من دون نار»، فلولا أن باعثي هذا النوع من «المسجات» يعلمون أن بعض مستقبليها سيغلبهم الفضول أو الطمع، ومن ثم سيبادرون بالاتصال، وتحقيق هدف «باعثيها»، لما تكلفوا عناء المشقة وبعثوا «المسجات».
هدف «أصحاب المسجات» واضح، وهو حصد المال بأسهل طريقة عبر اتصال مستقبل الرسالة على الرقم المدون في أسفلها للاستفسار عن صحتها، ليفاجأ حين صدور فاتورته أن الدقائق المعدودة التي اكتشف من خلالها خداع مرسليها كلفته كثيراً. لكن عاملي الطمع والفضول، إضافة إلى ما يملكه بعض الضحايا من كميات كبيرة من «السذاجة»، يحققان حلم شركات النصب هذه.
وبحسب المتصلين فإن كلفة دقيقة الاتصال تبدأ من 7 ريالات وتصل إلى 14 ريالاً، مشيرين إلى أن الجوائز تبدأ من 5 آلاف ريال يتم من خلالها استدراج المتصلين لإغرائهم بجائزة تلو الأخرى إلى أن تصل إلى مئات الآلاف من الريالات والحظوظ الوهمية.
يقول محمد الخلف: «تفاجأت برسالة عبر جوالي تفيد بفوزي بـ 10 آلاف ريال، بعد مشاركته في إحدى مسابقات الجوال، وأنه بإمكاني استلامها فوراً، لكنني لا أذكر أنني شاركت في مسابقات سابقة طوال حياتي»، بيد أن فكرة الاتصال بمسابقات الجوال بدأت تراوده بهدف استلام جائزته على حد قوله.
وأضاف: «اتصلت في وقت لاحق على الرقم لاستلام جائزتي، إلا أنني صدمت بوجود شروط أخرى تجبرني على مواصلة المسابقات التي توهم المتصلين بربح مبالغ أخرى، وضرورة تكملة المشوار إلى الآخر لاستلام جائزة الـ 500 ألف ريال»، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعدى كونه طريقة سريعة للنصب والاحتيال.
ويؤكد زيد العنزي أنه منذ بداية الشهر الفضيل يتلقى بشكل يومي ما لا يقل عن 3 رسائل تخص مسابقات الجوال، تفيد بأنه حصل فعلاً على جائزة مالية ضخمة، وما عليه سوى الاتصال برقم معين لاستلام جائزته، أو تسجيل رقم حسابه لتحويل المبلغ المزعوم الذي فاز به لتحويله إلى حسابه.
ويبدي العنزي استياءه الشديد من نصب واحتيال مسابقات الجوال، التي تكلف المتصل 14 ريالاً للدقيقة الواحدة، ناهيك عن كون المتصل سيجبر على البقاء لـ 5 دقائق لتكملة المسابقات الوهمية، أي أنه سيخسر أكثر من 150 ريالاً، مشيراً إلى أنه خسر حتى الآن ما يقارب 500 ريال للفوز بجائزته المزعومة التي لم يتسلم منها ريالاً واحداً.
ويفكر فيصل العتيبي برفع دعوى قضائية ضد تلك الشركة للمطالبة بالجائزة المالية التي حصل عليها وقيمتها 100 ألف ريال، باعتباره يحمل دليلاً في جواله على أرقام الشركة التي أبلغته بضرورة اتصاله بها، للحصول على الجائزة التي كتبت باسمه، مشيراً إلى أنه سيحاول الاتصال بأحد المحامين السعوديين لتثبيت قيمة الجائزة ودفعها له في أقرب وقت ممكن.
ويؤكد العتيبي أنه اتصل بالشركة التي أبلغته الرقم (تحتفظ «الحياة» باسمها) بفوزه بالجائزة النقدية أكثر من 5 مرات، وفي كل مرة يخسر فيها ما لا يقل عن 14 ريالاً للدقيقة الواحدة لكن من دون جدوى.
من جهته، يؤكد رئيس لجنة تأديب المحامين في وزارة العدل القاضي يوسف الفراج وجود مسؤوليتين الأولى مدنية والثانية جنائية، فالمدنية تتكون من شقين أولهما يخضع لما ورد في كلام الفقهاء في ما يتعلق بالإقرار ومدى قوة حجته، أما بالنسبة إلى الشق الآخر، فيقول الفراج: «إذا لم يكن الإقرار صريحاً، بأنك فزت بشيء ما، وإنما تم تعليقه بشيء معين، كأن تتصل لبحث الموضوع، أو تشارك لتكسب، فكل هذا إقرار غير صحيح وإنما معلق، ويتوقف على حصول المشروط وهو الاتصال أو غيره وهذا ما يخص المسؤولية المدنية».
ويوضح أنه في ما يخص المسؤولية الجنائية فإن ذلك يقع على عاتق الجهات المختصة في حال ثبت لديها من خلال التحقيق بأن هناك ما يستوجب التأديب، فإنه يتوجب متابعتهم في ما يخص النصب والاحتيال والتدليس والتغرير بالناس، فإن مثل هذا لا بد أن ترفع به دعوى وتتم ملاحقتهم جنائياً وهذا من الجانب النظري.
ويشير إلى أن الجهات الناقلة لتلك المسابقات تعتبر ناقلة فقط، وتؤاخذ بحسب الأنظمة التي تلزمها بالتدقيق بالمنقول من عدمه، فإذا كانت الاتفاقات والأنظمة تخليها من ذلك، فإنها مجرد ناقل فقط من جهة إلى أخرى. موضحاً أن الجهات الناقلة تتحمل مسؤولية وفقاً للأنظمة المنظمة لعمل تلك الشركات، وإذا ثبت شرعاً بأن تلك الشركات تتبع النصب والاحتيال والأغرار بالناس، فيجب ملاحقتها من الجهات المختصة وتغريمها وتعزيرها أيضاً بحسب المسؤول المباشر لتلك الشركات.
المصدر : الحياة
http://ksa.daralhayat.com/local_news/riyadh/10-2007/Article-20071016-aa8adcfa-c0a8-10ed-00c3-e8c4bfdf3ea4/story.html
غزت الهواتف المحمولة... وسعر دقيقة من «الحقيقة» 14 ريالاً ... الفضول والسذاجة أسلحة «هجومية» يستخدمها أصحاب «الجوائز الوهمية»
الرياض - سعود الطياوي الحياة - 17/10/07//
«مبروك... لقد اختار الكمبيوتر رقم جوالك لتربح 100 ألف ريال، بادر بالاتصال فوراً»، لا يخلو جوال في السعودية من رسالة مماثلة أو مشابهة، تزعم شركة أو قناة من خلالها أنها تقدم الجوائز والمفاجآت المذهلة، خصوصاً منذ بداية شهر رمضان.
«لا دخان من دون نار»، فلولا أن باعثي هذا النوع من «المسجات» يعلمون أن بعض مستقبليها سيغلبهم الفضول أو الطمع، ومن ثم سيبادرون بالاتصال، وتحقيق هدف «باعثيها»، لما تكلفوا عناء المشقة وبعثوا «المسجات».
هدف «أصحاب المسجات» واضح، وهو حصد المال بأسهل طريقة عبر اتصال مستقبل الرسالة على الرقم المدون في أسفلها للاستفسار عن صحتها، ليفاجأ حين صدور فاتورته أن الدقائق المعدودة التي اكتشف من خلالها خداع مرسليها كلفته كثيراً. لكن عاملي الطمع والفضول، إضافة إلى ما يملكه بعض الضحايا من كميات كبيرة من «السذاجة»، يحققان حلم شركات النصب هذه.
وبحسب المتصلين فإن كلفة دقيقة الاتصال تبدأ من 7 ريالات وتصل إلى 14 ريالاً، مشيرين إلى أن الجوائز تبدأ من 5 آلاف ريال يتم من خلالها استدراج المتصلين لإغرائهم بجائزة تلو الأخرى إلى أن تصل إلى مئات الآلاف من الريالات والحظوظ الوهمية.
يقول محمد الخلف: «تفاجأت برسالة عبر جوالي تفيد بفوزي بـ 10 آلاف ريال، بعد مشاركته في إحدى مسابقات الجوال، وأنه بإمكاني استلامها فوراً، لكنني لا أذكر أنني شاركت في مسابقات سابقة طوال حياتي»، بيد أن فكرة الاتصال بمسابقات الجوال بدأت تراوده بهدف استلام جائزته على حد قوله.
وأضاف: «اتصلت في وقت لاحق على الرقم لاستلام جائزتي، إلا أنني صدمت بوجود شروط أخرى تجبرني على مواصلة المسابقات التي توهم المتصلين بربح مبالغ أخرى، وضرورة تكملة المشوار إلى الآخر لاستلام جائزة الـ 500 ألف ريال»، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعدى كونه طريقة سريعة للنصب والاحتيال.
ويؤكد زيد العنزي أنه منذ بداية الشهر الفضيل يتلقى بشكل يومي ما لا يقل عن 3 رسائل تخص مسابقات الجوال، تفيد بأنه حصل فعلاً على جائزة مالية ضخمة، وما عليه سوى الاتصال برقم معين لاستلام جائزته، أو تسجيل رقم حسابه لتحويل المبلغ المزعوم الذي فاز به لتحويله إلى حسابه.
ويبدي العنزي استياءه الشديد من نصب واحتيال مسابقات الجوال، التي تكلف المتصل 14 ريالاً للدقيقة الواحدة، ناهيك عن كون المتصل سيجبر على البقاء لـ 5 دقائق لتكملة المسابقات الوهمية، أي أنه سيخسر أكثر من 150 ريالاً، مشيراً إلى أنه خسر حتى الآن ما يقارب 500 ريال للفوز بجائزته المزعومة التي لم يتسلم منها ريالاً واحداً.
ويفكر فيصل العتيبي برفع دعوى قضائية ضد تلك الشركة للمطالبة بالجائزة المالية التي حصل عليها وقيمتها 100 ألف ريال، باعتباره يحمل دليلاً في جواله على أرقام الشركة التي أبلغته بضرورة اتصاله بها، للحصول على الجائزة التي كتبت باسمه، مشيراً إلى أنه سيحاول الاتصال بأحد المحامين السعوديين لتثبيت قيمة الجائزة ودفعها له في أقرب وقت ممكن.
ويؤكد العتيبي أنه اتصل بالشركة التي أبلغته الرقم (تحتفظ «الحياة» باسمها) بفوزه بالجائزة النقدية أكثر من 5 مرات، وفي كل مرة يخسر فيها ما لا يقل عن 14 ريالاً للدقيقة الواحدة لكن من دون جدوى.
من جهته، يؤكد رئيس لجنة تأديب المحامين في وزارة العدل القاضي يوسف الفراج وجود مسؤوليتين الأولى مدنية والثانية جنائية، فالمدنية تتكون من شقين أولهما يخضع لما ورد في كلام الفقهاء في ما يتعلق بالإقرار ومدى قوة حجته، أما بالنسبة إلى الشق الآخر، فيقول الفراج: «إذا لم يكن الإقرار صريحاً، بأنك فزت بشيء ما، وإنما تم تعليقه بشيء معين، كأن تتصل لبحث الموضوع، أو تشارك لتكسب، فكل هذا إقرار غير صحيح وإنما معلق، ويتوقف على حصول المشروط وهو الاتصال أو غيره وهذا ما يخص المسؤولية المدنية».
ويوضح أنه في ما يخص المسؤولية الجنائية فإن ذلك يقع على عاتق الجهات المختصة في حال ثبت لديها من خلال التحقيق بأن هناك ما يستوجب التأديب، فإنه يتوجب متابعتهم في ما يخص النصب والاحتيال والتدليس والتغرير بالناس، فإن مثل هذا لا بد أن ترفع به دعوى وتتم ملاحقتهم جنائياً وهذا من الجانب النظري.
ويشير إلى أن الجهات الناقلة لتلك المسابقات تعتبر ناقلة فقط، وتؤاخذ بحسب الأنظمة التي تلزمها بالتدقيق بالمنقول من عدمه، فإذا كانت الاتفاقات والأنظمة تخليها من ذلك، فإنها مجرد ناقل فقط من جهة إلى أخرى. موضحاً أن الجهات الناقلة تتحمل مسؤولية وفقاً للأنظمة المنظمة لعمل تلك الشركات، وإذا ثبت شرعاً بأن تلك الشركات تتبع النصب والاحتيال والأغرار بالناس، فيجب ملاحقتها من الجهات المختصة وتغريمها وتعزيرها أيضاً بحسب المسؤول المباشر لتلك الشركات.
المصدر : الحياة
http://ksa.daralhayat.com/local_news/riyadh/10-2007/Article-20071016-aa8adcfa-c0a8-10ed-00c3-e8c4bfdf3ea4/story.html