علوم النشاما
14-Oct-2007, 11:20 AM
يرون أن العيد في الماضي كان له طابع خاص
على الرغم من الحضور الطاغي للتكنولوجيا، لا تزال هناك مساحة في وجدان المجتمع تتعامل مع العيد على أنه مناسبة للالتقاء والتواصل، وليس فقط للمرح والابتهاج المصنوع.
ولا تزال ذاكرة سكان جدة تحتفظ بمشاهد من الاحتفال العفوي بالعيد، وتتوق إليها بعيدا عن وسائل الترفيه الإلكتروني وغيرها من المظاهر الصاخبة، ويظل عبق الماضي القريب حاضراً في وجدان الكثير ممن عاشوا تلك الأيام.
بحارة المظلوم في جدة التقت "الوطن" بالعم أحمد باشراحيل الذي حكى عن أيام العيد والليالي التي تسبق هذه الأيام في الحارة، إذ إنه من سكان الحي منذ 20 عاما قائلا إن الاستعداد للعيد في الماضي كان يبدأ من الخمسة أيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث يبدأ الأهالي ترتيب الأشياء الضرورية للاحتفال بالعيد من شراء الملابس والحلويات، وتجهيز الحلويات الشعبية والمعمول في البيوت، من قبل ربات البيوت اللاتي يقمن بتنظيف المنازل وتجديد الباطرمة وهي نوع من الأثاث.
ويضيف "عندما كان يتم إطلاق مدافع العيد التي كانت قديماً بجوار باب جديد، تبدأ ليلة العيد، وبعد ذلك يستعد الأهالي للذهاب إلى المسجد لصلاة العيد، وبعدها يقومون بالمعايدة على بعضهم البعض، ويأتي إلى مركاز العمدة رجال الحارة وكبارها لتهنئة العمدة، ثم تبدأ مراسم العيد بزيارة أكبر شخص في العائلة لمعايدته والإفطار عنده، بحضور الجميع، ثم يتم تقديم العيدية للأطفال".
ويقول العم باشراحيل كان للعيد في الماضي طابع خاص، حيث تشعر بفرحة حقيقية وبالتواصل بين الأسر والأقارب، أما الآن كثير من المعاني الجميلة التي يحملها العيد غابت.
وتقول فاطمة الحازمي إن أيام العيد ولياليها تختلف من زمان إلى آخر، لكن الذي لا يختلف عليه هو مائدة فطور العيد التي تتسم بأشكال منوعة من الأصناف، ولا تخلو من الأجبان بأنواعها وخاصة البلدي، وكذلك الزيتون، والعسل، والمربى، وحلاوة طحينية وحلاوة شامية، ولكن من الأطباق الرئيسية في فطور العيد طبق الدبيازة، وتعد من الطقوس الحجازية، وما يميزها المكسرات كاللوز البجلي "الحجازي"، وحبات الصنوبر، والبندق، والكاجو، التي تتم إضافتها بكميات قليلة بعد تحميصها في خليط من الزيت والمشمش الجاف والزبيب، إضافة إلى شرائح قمر الدين.
وتضيف أن هناك كثيرين ممن يفضلون الأطباق الحديثة التي أصبحت منافسة على مائدة إفطار العيد، حيث أصبحت تزاحم الأطباق التقليدية والقديمة والمتعارف عليها كأطباق الفول والهريسة والمعصوب والطعمية والكبدة والمقلقل والتقاطيع.
وذكرت الحازمي أن ما يضايق الجيل القديم هو ما يطلبه أبناء هذا الجيل في أول يوم على مائدة الإفطار بالعيد من الابتعاد عن الأطباق القديمة المعروفة، وطلب المأكولات الحديثة التي اعتاد عليها هؤلاء الشباب مثل الدونات والكيك والكروسون، بل إن البعض منهم ينتظر أذان صلاة الظهر ليستعد لتناول وجبة من الوجبات السريعة.
ويعلق اختصاصي واستشاري التغذية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد علي المدني بالقول إن كثرة المناسبات وإقامة الولائم في عيد الفطر قد تتسبب في الكثير من الأخطاء، مشيرا إلى أن عاداتنا الغذائية غالباً ما تؤثر على صحتنا بشكل يفوق تأثرنا بنوعية الطعام الذي نتناوله.
وينصح الدكتور المدني بالاعتدال في تناول الحلوى والشوكولاته وكعك العيد، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن، كما ينصح بتجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة، حيث تتسبب الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة عسر الهضم.
وأضاف أنه يجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر، حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان، ولابد من تناول الطعام في صورة وجبات محددة لتهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات، وتنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة للقيام بوظائفها على نحو طبيعي.
كما يجب تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم، وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك، وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن تتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية.
وشدد الدكتور المدني على أنه لا يوجد بين القواعد الصحية للتغذية حكمة واحدة تصلح لجميع الأعمار وجميع المناسبات أكثر من قول الله تعالى "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"، فاتباع هذا القول هو طريق الصحة والسلامة، وأوضح أن البعض يعتبر إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء، فيصبح روتينهم خلال إجازة العيد الأكل والنوم، وينتابهم شعور بالكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم إلى عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ.
على الرغم من الحضور الطاغي للتكنولوجيا، لا تزال هناك مساحة في وجدان المجتمع تتعامل مع العيد على أنه مناسبة للالتقاء والتواصل، وليس فقط للمرح والابتهاج المصنوع.
ولا تزال ذاكرة سكان جدة تحتفظ بمشاهد من الاحتفال العفوي بالعيد، وتتوق إليها بعيدا عن وسائل الترفيه الإلكتروني وغيرها من المظاهر الصاخبة، ويظل عبق الماضي القريب حاضراً في وجدان الكثير ممن عاشوا تلك الأيام.
بحارة المظلوم في جدة التقت "الوطن" بالعم أحمد باشراحيل الذي حكى عن أيام العيد والليالي التي تسبق هذه الأيام في الحارة، إذ إنه من سكان الحي منذ 20 عاما قائلا إن الاستعداد للعيد في الماضي كان يبدأ من الخمسة أيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث يبدأ الأهالي ترتيب الأشياء الضرورية للاحتفال بالعيد من شراء الملابس والحلويات، وتجهيز الحلويات الشعبية والمعمول في البيوت، من قبل ربات البيوت اللاتي يقمن بتنظيف المنازل وتجديد الباطرمة وهي نوع من الأثاث.
ويضيف "عندما كان يتم إطلاق مدافع العيد التي كانت قديماً بجوار باب جديد، تبدأ ليلة العيد، وبعد ذلك يستعد الأهالي للذهاب إلى المسجد لصلاة العيد، وبعدها يقومون بالمعايدة على بعضهم البعض، ويأتي إلى مركاز العمدة رجال الحارة وكبارها لتهنئة العمدة، ثم تبدأ مراسم العيد بزيارة أكبر شخص في العائلة لمعايدته والإفطار عنده، بحضور الجميع، ثم يتم تقديم العيدية للأطفال".
ويقول العم باشراحيل كان للعيد في الماضي طابع خاص، حيث تشعر بفرحة حقيقية وبالتواصل بين الأسر والأقارب، أما الآن كثير من المعاني الجميلة التي يحملها العيد غابت.
وتقول فاطمة الحازمي إن أيام العيد ولياليها تختلف من زمان إلى آخر، لكن الذي لا يختلف عليه هو مائدة فطور العيد التي تتسم بأشكال منوعة من الأصناف، ولا تخلو من الأجبان بأنواعها وخاصة البلدي، وكذلك الزيتون، والعسل، والمربى، وحلاوة طحينية وحلاوة شامية، ولكن من الأطباق الرئيسية في فطور العيد طبق الدبيازة، وتعد من الطقوس الحجازية، وما يميزها المكسرات كاللوز البجلي "الحجازي"، وحبات الصنوبر، والبندق، والكاجو، التي تتم إضافتها بكميات قليلة بعد تحميصها في خليط من الزيت والمشمش الجاف والزبيب، إضافة إلى شرائح قمر الدين.
وتضيف أن هناك كثيرين ممن يفضلون الأطباق الحديثة التي أصبحت منافسة على مائدة إفطار العيد، حيث أصبحت تزاحم الأطباق التقليدية والقديمة والمتعارف عليها كأطباق الفول والهريسة والمعصوب والطعمية والكبدة والمقلقل والتقاطيع.
وذكرت الحازمي أن ما يضايق الجيل القديم هو ما يطلبه أبناء هذا الجيل في أول يوم على مائدة الإفطار بالعيد من الابتعاد عن الأطباق القديمة المعروفة، وطلب المأكولات الحديثة التي اعتاد عليها هؤلاء الشباب مثل الدونات والكيك والكروسون، بل إن البعض منهم ينتظر أذان صلاة الظهر ليستعد لتناول وجبة من الوجبات السريعة.
ويعلق اختصاصي واستشاري التغذية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد علي المدني بالقول إن كثرة المناسبات وإقامة الولائم في عيد الفطر قد تتسبب في الكثير من الأخطاء، مشيرا إلى أن عاداتنا الغذائية غالباً ما تؤثر على صحتنا بشكل يفوق تأثرنا بنوعية الطعام الذي نتناوله.
وينصح الدكتور المدني بالاعتدال في تناول الحلوى والشوكولاته وكعك العيد، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن، كما ينصح بتجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة، حيث تتسبب الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة عسر الهضم.
وأضاف أنه يجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر، حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان، ولابد من تناول الطعام في صورة وجبات محددة لتهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات، وتنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة للقيام بوظائفها على نحو طبيعي.
كما يجب تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم، وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك، وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن تتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية.
وشدد الدكتور المدني على أنه لا يوجد بين القواعد الصحية للتغذية حكمة واحدة تصلح لجميع الأعمار وجميع المناسبات أكثر من قول الله تعالى "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"، فاتباع هذا القول هو طريق الصحة والسلامة، وأوضح أن البعض يعتبر إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء، فيصبح روتينهم خلال إجازة العيد الأكل والنوم، وينتابهم شعور بالكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم إلى عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ.