المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجحاف بن حكيم السلمي القيسي المضري العدناني


السلمي العدناني
10-Oct-2007, 06:24 AM
لما استقر الأمر لعبد الملك (القبائل العدنانية والقيسية خصوصا ضد الأمويين ) واجتمع المسلمون عليه

قدم عليه الأخطل الشاعر التغلبي وعنده الجحاف بن حكيم السلمي

فقال له عبد الملك‏:‏ أتعرف هذا يا أخطل قال‏:‏ نعم هذا الذي أقول فيه‏:‏

ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ** بقتلى أصيبت من سليمٍ وعامر

(يقصد بذلك يوم الحشاك الذي أنتصرت فيه تغلب على قبائل قيس عيلان وقتل زعيمهم عمير بن الحباب السلمي )

وأنشد القصيدة حتى فرغ منها وكان الجحاف يأكل رطبًا فجعل النوى يتساقط من يده غيظًا وأجابه وقال‏:‏

بلى سوف نبكيهم بكل مهندٍ ** وننعى عميرًا بالرماح الخواطر

ثم قال‏:‏ يا ابن النصرانية ما كنت أظن أن تجترئ علي بمثل هذا‏!‏ فأرعد الأخطل من خوفه ثم قام إلى عبد الملك وأمسك ذيله

وقال‏:‏ هذا مقام العائذ بك‏.‏

فقال‏:‏ أنا لك مجير‏.‏

ثم قام الجحاف ومشى وهو يجر ثوبه ولا يعقل به .

فبعد ذلك تلطف لبعض كتاب الديوان حتى اختلق له عهدًا على صدقات تغلب وبكر بالجزيرة

وقال لأصحابه‏:‏ إن أمير المؤمنين قد ولاني هذه الصدقات فمن أراد اللحاق بي فليفعل‏.‏

ثم سار حتى أتى رصافة هشامٍ فأعلم أصحابه ما كان من الأخطل إليه وأنه افتعل كتابًا وأنه ليس بوالٍ

فمن كان احب أن يغسل عني العار وعن نفسي فليصحبني فإني قد أقسمت أن لا أغسل رأسي حتى أوقع في بني تغلب‏.‏

فرجعوا عنه غير ثلاثمائة قالوا له‏:‏ نموت بموتك ونحيا بحياتك‏.‏

فسار ليلته حتى صبح الرحوب وهو ماء لبني جشم بن بكر من تغلب فصادف عليه جماعةً منهم فقتل فيهم مقتلةً عظيمةً

وأسر الأخطل وعليه عباءة وسخة فظنه الذي أسره عبدًا فسأله من هو فقال‏:‏ عبد‏.‏

فأطلقه فرمى بنفسه في جب فخاف أن يراه من يعرفه فيقتله‏.‏

فلما انصرف الجحاف خرج من الجب وأسرف الجحاف في القتل وبقر البطون عن الأجنة وفعل أمرًا عظيمًا

فلما عاد عنهم قدم الأخطل على عبد الملك فأنشده قوله‏:‏


لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعةً إلى الله منها المشتكى والمعول


فهرب الجحاف فطلبه عبد الملك فلحق ببلاد الروم

وقال الجحاف بن حكيم السلمي بعد وقعة البشر يخاطب الأخطل‏:

‏ أبا مالكٍ هل لمتني إذ حضضتني **على القتل أم هل لامني كل لائم
ألم أفنكم قتلاً وأجدع أنوفكم **بفتيان قيسٍ والسيوف الصوارم
بكل فتى ينعى عميرًا بسيفه ** إذا اعتصمت أيمانهم بالقوائم
فإن تطردوني تطردوني وقد جرى بي الورد يومًا في دماء الأراقم
نكحت سيفي في زهيرٍ ومالكٍ **نكاح اغتصابٍ لا نكاح دراهم

في أبيات


والورد فرس الجحاف


وزهير ومالك قبيلتان من قبائل بني تغلب



ولم يزل الجحاف يتردد في بلاد الروم من طرابزندة إلى قاليقلا وبعث إلى بطانة عبد الملك من قيس حتى أخذوا له الأمان فآمنه عبد الملك فقدم عليه فألزمه ديات من قتل وأخذ منه الكفلاء وسعى فيها فأتى الحجاج بن يوسف الثقفي من الشام فطلب منه لأنه من قيس فقال له الحجاج‏:‏ متى عهدتني خائنًا فقال له‏:‏ ولكنك سد قومك من قيس ولك عمالة واسعة‏.‏

فقال‏:‏ لقد ألهمت الصدق فأعطاه مائة ألف درهم وجمع الديات فأوصلها‏.‏

ثم تنسك بعد وصلح ومضى حاجًا فتعلق بأستار الكعبة وجعل ينادي‏:‏ اللهم اغفر لي وما أظن تفعل‏.‏

فسمعه محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب فقال‏:‏ يا شيخ قنوطك شر من ذنبك‏.