تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ّ_<^^دوره في فن الالقاء والحوار-^^>


فهد النفيعي
02-Oct-2007, 01:53 AM
]((لا خيل عندك تهديهـا ولا مـال فليسعد النطق إن لم يسعف الحال ))
تعريف الحوار :

أصله من الحور وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء , وفي الحديث ( من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حار عليه ) .

فال لبيد :

((وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رماداً بعد إذ هو ساطـع ))

وذكرت المحاورة في عدة مواضع بالقرآن الكريم :

"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ( النحل: منالآية125)

" فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً " (الكهف: من الآية34)

بين الحوار والجدال :

الحوار والجدل يلتقان في أنهما حديث أو مناقشة بين طرفين , لكنهما يفترقان بعد ذلك : الجدل هو اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك ولكن في إطار التخاصم بالكلام , فالجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحى منحى الخصومة او بمعنى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له , أم الحوار والمحاورة فهي مرجع الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة .

وفي القرآن الكريم مايدل على هذا الفرق , حيث نجد الكتاب العزيز يستعمل الجدال في المواضع غير المرضى عنها او غير المجدية كقولة عز وجل {ومن النَّاس من يجادل في الله بغير علم}

وفي اللغة : تسمى الفتل جدلاً , والجديل الزمام المجدول من أدم , ومنه قول امرئ القيس :
((و كشح لطيف كالجديل مخصراً و ساق كأنبوب السقي المذلل))
آداب الحوار


للحوار آداب حري بالمحاور أن يلمّ بها , فهي الطريق لكسب الآخرين والتأثير فيهم .


و قد أولى القرآن الكريم أدب الحوار أهمية بالغة , فهو الإطار الفني للدعوة والسحر الحلال الذي يقتن عقول الناس ويأسر أفئدتهم .


" وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا " البقرة 83

" وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " النحل 125

" وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " الإسراء 53

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً للمحاور , تشهد بذلك أفعاله قبل أقواله :

" يسروا ولاتعسروا وبشروا ولاتنفروا "

" الكلمة الطيبة صدقة "

" ليس الشديد بالصرعة , ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "


والآيات والأحاديث أكثر من أن تحصر في مثل هذا المقام .
طلب الحق


إنكار الحق وإخفاؤه من صفات أهل الكتاب

" وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " البقرة 146

أما المسلم الصادق فينشد الحقيقة ويفر من الخديعة , همّه بلوغ الحق سواء على يده أو على يد محاوره - فالحكمة ضالته - حتى أنه يروى أن امرأة ردت على عمر - رضى الله عنه - حول تحديد المهور وهو في خطبته على ملأ من الناس , فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر .

فحفظها له التاريخ .

و مما يتبلى به بعض الناس حب الحديث لحاجة أو بدون , وشهوة سيطرة على المجالس , وإظهار البراعة والثقافة , وانتزاع الإعجاب وانتظار الثناء من الآخرين , وهذا مما لا شك فيه يحبط أعمالهم وقلّما يجدون قبول عند الناس .

ويقول عبدالله ابن مسعود " والذي لا إله غيره ماعلى ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " .

ولنتذكر أن هوى النفس لا يأتي إلا عرياناً بل مزخرفاً بألفاظ النية الخالصة .

وللمحاور مع نفسه قبل كل حوار وقفتان :

هل نيتي خالصة في هذا الحوار ؟

فإن خلصت النية لله ,

هل هناك فائدة ترجى من هذا الحوار؟

أم لعله يثير فتنه , أو مدعاة لترف فكري من غير ضرورة , أو أن تركه خير من نتيجته المرجوة على أحسن الأحوال .
حسن البيان


الفصاحة والبيان يفعلان فعل السحر في السامع , فصاحة من غير إغراب ولا تعقيد , وبيان من غير تشدق ولا تفهيق ..

وما أحلى الحوار بجلب أطايب الكلام مسوقاً بقدر الحاجة في وقت الحاجة , وقد روي عن عمر أنه قال : إن أندم على شيء من الدنيا , فلا أندم إلا على ثلاثة ذكر منها وأن أجالس أناساً ينتقون كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر .

وأسلوب الإيضاح بالمقارنة , هو ضرب من ضروب البيان , سئل الشاعر أحمد شوقي : لماذا تكتب القصائد ذات الحكاية الخرافية ؟ فقال : لأن الأمثال وحدها بدون حكاية عبارة جافة سرعان ما تنسى كما أنها لا تثير الاهتمام , وأما الحكاية فهي تستثير اهتمام الطفل لمتابعة حوادثها حتى النهاية , وبالتالي لفهم العظة الأخلاقية التي هي هدف القصيدة ويقتنع بها .

فاحرص على بساطة بلفظ موجز , ومن غير إطالة ولا تكرار , حتى لا يخل بعض الكلام ببعض .

و كم ضاع حق بسوء عبارة , وظهر باطل بحسن طلاوة , وعليه أن لا يسرع بعرض أفكاره فيعجز عن ملاحقته ولا يبط ء فيمل منه ويترك , وأن يكون واضح العبارة لا تجد صعوبة في تتبع كلماته .

ومن البيان أن يعرف متى يتكلم , ومتى ينصت و ومتى يجيب إشارة , وما أجمل أن يطرز كلامه بشواهد الشعر والنثر !
الظرف المناسب


يحسن المحاور أن يلقى نظرة فاحصة فيما حوله قبل أي حوار , ثم يحدد تلاؤم الحال للحوار , فإن وجده ملائماً استعان بالله وبدأ , وإلاّ سكت وتريّث .

فربما ضاق الوقت عن حوار في أمر يحتاج إلى مدة أطول من المتاح نظراً لتأخر الوقت , أو قرب موعد أمر ثابت لا يمكن تأجليه كالصلاة .

و قد تكون الحال غير مناسبة , كحوار في مجتمع كبير قبيل وليمة لاتدري في أي لحظة ينادى للطعام .

ومثل ذلك الأماكن العامة حيث تكثر فيها الشواغل والمقطاعات , فلا تصلح لحوار طويل , وعلى المحاور أن لا يغفل النظر عن الحضور , فلعله أن يكون بينهم مشاكس همه اللعب وإثارة الأعصاب , وأن موضوع الحوار أصله لا يندرج تحت اهتمامه .

والمحاور اللبق هو الذي يعطي الظروف النفسية وزنها , ولا يهملها :

فالإرهاق , والجوع , ودرجة الحرارة , وضيق المكان قد تؤثر على الحوار سلباً فتبتره .

رغم ذلك كله يظل اختيار الظرف المناسب أمراً يحتاج إليه إلى مران و مزلق قل من ينجو منه , فإن أجاد المحاور توقيته - فليتوكل على الله - ,

فهد النفيعي
02-Oct-2007, 01:53 AM
يتبع
لا تستأثر بالحديث


يحسن المحاور تجنب الاستئثار بالحديث , وأن لا يعيب على غيره طول الحديث مبيحاً ذلك لنفسه .

قال أحد السلف " إن الله خلق لي أذنين ولساناً واحداً كي أسمع أكثر مما أقول " .

والأثرة بالحديث آفة قبيحة , يغفل عنها كثير من المحاورين لأنهم يظنون سكوت من أمامهم إعجاباً بكلامهم و موافقة لهم على الإطالة , وتظل الأثرة آفة حتى لو كان الحديث مكتنزاً بالمعارف , مليئاً بالأدلة, محلى بنوادر الشعر وطرائفه .

من هنا كان على المحاور أن يراعي الوقت أثناء كلامه , فإن حدد له إلتزم به , وإلا حدده من تلقاء نفسه .


في إحدى الدراسات التي أجريت , كانت نتيجتها أن الطالب يفقد التركيز بعد ( 18 ) دقيقة من الحديث المتواصل , فما بالك بمستمع لحديث غيره ملزم بإدراكه !
المتحدث البارع

المتحدث البارع هو المستمع البارع , فأحسن الاستماع , ولاتقاطع من تحاور , بل شجعه على الحديث كي يقابلك بالمثل .. وكم تحدّث أناس وهم لايريدون من يحاورهم , بل من يصغي إليهم كي يبوحوا بما في خلجاتهم .

وبراعة الاستماع تكون : بالأذن , وطرافة العين , وحضور القلب , وإشراقة الوجه , وعدم الانشغال بتحضير الرد , متحفزاً , متوثباً , منتظراً تمام حديث صاحبه .

ومعرفة السامع بحديث المتكلم لا تغنيه عن الاستماع .. روت كتب السيرة أن شاباً قام فتكلم في مجلس عطاء بن أبي رباح فأنصت له كأنه يسمع حديثه لأول مرة , فلما أنتهى الشاب وانصرف عجب الحاضرون من عطاء , فقال : والله لأني أعلم الذي قاله قبل أن يولد .




من لي بإنسان إذا خاصمته وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبـه ولعلـه أدرى بـه




وأثر الإصغاء الجيد أكثر ما يكون في المقابلة الأولى وفي اللقاءات العابرة لأثره الطيب في النفوس , ولأن الحوار في مثل هذه اللقاءات يكون عاماً لا يستدعي مداخلة في أكثر من الأحيان , وكم أثنى الناس على حسن حوار فلان رغم أنه يطيل الصمت .

يقول دايل كارنيجي " إن أشد الناس جفافاً في الطبع وغلظة في القول لا يملك إلا أن يلين وأن يتأثر إزاء مستمع صبور عطوف يلوذ بالصمت إذا أخذ محدثه الغضب " .

ويقول أيضاً " إذا كنت تريد أن ينقض الناس من حولك ويسخروا منك حيثما توليهم ظهرك فهاك الوصفة .. لاتعط أحداً فرصة للحديث .. تكلم بغير انقطاع .. وإذا خطرت لك فكرة بينما يتحدث غيرك فلا تنتظر حتى يتم حديثه فهو ليس ذكياً مثلك .. فلم تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف ؟ اقتحم عليه الحديث , واعترض في منتصف كلامه "

نواف العصيمي
03-Oct-2007, 04:04 PM
يعطيك العافيه ..

ولك التقدير والإحترام

..

فهد النفيعي
03-Oct-2007, 09:35 PM
هلابك يانواف على موضوعي
دام التواصل

الذيب المقاطي
04-Oct-2007, 05:07 AM
لاهنت يابن الدلوح لا عدمناك ولا عدمنا مواضيع الشيقه والمفيده تقبل تحياتي

متعب العصيمي
04-Oct-2007, 05:51 AM
" ليس الشديد بالصرعة , ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

سلمت يمناك يبن الدلوح ..

مودتي..

فهد النفيعي
04-Oct-2007, 08:24 PM
اهلا بك يا بن عاصم ولا هنت على المرور