ابو ضيف الله
29-Sep-2007, 10:51 PM
استشراف شهر رمضان في كوريا
سونغ مين سون "وزير الخارجية والتجارة الكوري
الشرق / في أعقاب اختطاف الرهائن حديث العهد في افغانستان هذا الصيف، يبدو رمضان هذه السنة شديد الاختلاف عن سابقيه، شهر رمضان الكريم هو حقا شهر مقدس وذو معان عظيمة بيد أن غالبية الكوريين ليسوا على دراية برمضان ولذا لا يلقون كثيرا من الاهتمام له، وعلى أية حال، آمل أن يشكل رمضان الحالي فرصة لنا جميعا لنعكس صورة العالم الإسلامي والثقافة الإسلامية وكذلك النمو السريع للمجتمع الإسلامي في كوريا.
هنالك خمسة أركان للإسلام، الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج، يحين فرض الصيام في شهر رمضان وهو الشهر التاسع في التقويم الاسلامي يعفى من الصيام الأطفال والعجائز والحوامل والمرضعات والمرضى، لا يأكل المسلمون ولا يشربون منذ شروق الشمس وحتى غروبها، يقصد من هذه الطقوس الدينية المساعدة في تقويم الذات وتزكية النفس والإحساس بالمجتمع والشعور بهؤلاء الأقل حظا من خلال لمس حرمانهم وجوعهم، ففي هذا لا يختلف الاسلام عن كثير من الديانات حيث يدعو للرحمة والمحبة والسلام، ومن هنا أصبح واحدا من أكثر الدينات انتشارا في العالم حيث يبلغ عدد المؤمنين ملياراً ثلاثمائة مليون نسمة حول العالم.
يبدو أن عددا قليلا من الناس يعون بأن العلوم والتكنولوجيا قد نبعت من الحضارة الاسلامية بالاضافة الى التأثيرات الأخرى للإسلام على الغرب، فقد سطر التاريخ الاسلامي وجوده بالتاريخ العالمي بدءا من صلاح الدين الذي لقي احتراما كبيرا من قبل المسلمين والمسيحيين اثناء الحملة الصليبية لتسامحه انتهاء بالأدب العربي الذي يتجسد في حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة. تعد من الأمثلة الحية على ثراء التاريخ والثقافة والحضارة الإسلامية والتجار المسلمون مثل سندباد وتطور وانتشار النظام العشري الى جانب عدد من المصطلحات العلمية ذات الاصول العربية فعلاوة على حقيقة اننا نستورد 83% من النفط الخام و60% من الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط فإن الرقم سيرتفع ليصل 90% اذا شملنا البلدان الاسلامية في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا إلى جانب التجارة الكبيرة والعلاقات التجارية المتميزة في المجالات الأخري لذا يعد العالم الإسلامي مهما جدا لازدهارنا الاقتصادي.
دعونا لا ننسى أننا حياديون اليوم بعض الشيء في نظرتنا للإسلام، حيث كنا نفهم الإسلام في الماضي بصورة مشوهة، إذ كنا منحازين في فهمنا للإسلام انطلاقاً من الصورة المطبوعة بأدمغتنا بأن الإسلام دين يحمل قرآنا في يد وسيفا معقوفا في اليد الأخرى وكنا منحازين ايضا في رؤيتنا له كدين عدائي ونصاحبه بغير وعي بالأعمال الإرهابية، وفي سبيل التخلي عن هذا الانحراف والوصول الى صورة أكثر صحة، يجب ان يكون لدينا فهم أفضل للإسلام، ولكي نكون واحدة من أفضل عشر دول في العالم التي تقود الازدهار العالمي المشترك علينا ان ننوع علاقات التعاون مع الحضارات المختلفة، ولذا فإن النظرة المتوازنة ضرورة في هذا المقام.
وسعياً لفهم أفضل للإسلام، نلتزم بالاهتمام اكثر به وبأن نبني قاعدة أوسع للدراسات الاسلامية، بالمقارنة بين الاهتمامات الاستراتيجية التي نوليها للعالم الاسلامي فإن فهمنا العام له والاتصالات الاساسية به ليست كافية اطلاقاً، يتم انتقاد ومنذ عهد طويل نقص المختصين بشؤون الإسلام والشرق الأوسط في الحكومة والتجارة والعالم الأكاديمي بتكرار واستمرار وشدة. لم يمر هذا النقص في المعرفة والتواصل دون ان يلحظ اثناء أزمة الرهائن الأخيرة في أفغانستان. فقد لعب الرأي العام في العالم الإسلامي دوراً مهماً في حل قضية الرهائن وأكدت مجدداً الحاجة لجمع المعلومات وخلق تواصل اجتماعي مع هذه المنطقة، لذا تتركز المهمة الآن بتدريب العدد المطلوب من المختصين وفي الوقت ذاته نولي اهتماماً أكبر للدول الإسلامية.
وفي سبيل تعزيز فهم وزيادة التبادل مع الشرق الأوسط والدول الإسلامية تزمع الحكومة الكورية ان تؤسس منظمة يطلق عليها «جمعية الشرق الأوسط» في نهاية العام الجاري بالتعاون مع مجموعات خبراء مدنية، ستزيد جمعية الشرق الأوسط التي تهدف الى تقليص الفجوة بين كوريا والعالم الإسلامي، لاسيما الشرق الأوسط من التبادل في شتى المجالات مثل المجالات الأكاديمية والاقتصادية والثقافية والدينية والحكومية ومن هنا نعزز فهمنا للعالم الإسلامي وآمل ان يلقي الشعب الكوري اهتماماً أكبر بالإسلام من خلال نشاطات جمعية الشرق الأوسط وان نتمكن من توطيد علاقات الصداقة بين كوريا والعالم الاسلامي بشكل أقوى وهذا كله سيوسع آفاق كوريا الدبلوماسية وميادين حياتها.
سونغ مين سون "وزير الخارجية والتجارة الكوري
الشرق / في أعقاب اختطاف الرهائن حديث العهد في افغانستان هذا الصيف، يبدو رمضان هذه السنة شديد الاختلاف عن سابقيه، شهر رمضان الكريم هو حقا شهر مقدس وذو معان عظيمة بيد أن غالبية الكوريين ليسوا على دراية برمضان ولذا لا يلقون كثيرا من الاهتمام له، وعلى أية حال، آمل أن يشكل رمضان الحالي فرصة لنا جميعا لنعكس صورة العالم الإسلامي والثقافة الإسلامية وكذلك النمو السريع للمجتمع الإسلامي في كوريا.
هنالك خمسة أركان للإسلام، الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج، يحين فرض الصيام في شهر رمضان وهو الشهر التاسع في التقويم الاسلامي يعفى من الصيام الأطفال والعجائز والحوامل والمرضعات والمرضى، لا يأكل المسلمون ولا يشربون منذ شروق الشمس وحتى غروبها، يقصد من هذه الطقوس الدينية المساعدة في تقويم الذات وتزكية النفس والإحساس بالمجتمع والشعور بهؤلاء الأقل حظا من خلال لمس حرمانهم وجوعهم، ففي هذا لا يختلف الاسلام عن كثير من الديانات حيث يدعو للرحمة والمحبة والسلام، ومن هنا أصبح واحدا من أكثر الدينات انتشارا في العالم حيث يبلغ عدد المؤمنين ملياراً ثلاثمائة مليون نسمة حول العالم.
يبدو أن عددا قليلا من الناس يعون بأن العلوم والتكنولوجيا قد نبعت من الحضارة الاسلامية بالاضافة الى التأثيرات الأخرى للإسلام على الغرب، فقد سطر التاريخ الاسلامي وجوده بالتاريخ العالمي بدءا من صلاح الدين الذي لقي احتراما كبيرا من قبل المسلمين والمسيحيين اثناء الحملة الصليبية لتسامحه انتهاء بالأدب العربي الذي يتجسد في حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة. تعد من الأمثلة الحية على ثراء التاريخ والثقافة والحضارة الإسلامية والتجار المسلمون مثل سندباد وتطور وانتشار النظام العشري الى جانب عدد من المصطلحات العلمية ذات الاصول العربية فعلاوة على حقيقة اننا نستورد 83% من النفط الخام و60% من الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط فإن الرقم سيرتفع ليصل 90% اذا شملنا البلدان الاسلامية في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا إلى جانب التجارة الكبيرة والعلاقات التجارية المتميزة في المجالات الأخري لذا يعد العالم الإسلامي مهما جدا لازدهارنا الاقتصادي.
دعونا لا ننسى أننا حياديون اليوم بعض الشيء في نظرتنا للإسلام، حيث كنا نفهم الإسلام في الماضي بصورة مشوهة، إذ كنا منحازين في فهمنا للإسلام انطلاقاً من الصورة المطبوعة بأدمغتنا بأن الإسلام دين يحمل قرآنا في يد وسيفا معقوفا في اليد الأخرى وكنا منحازين ايضا في رؤيتنا له كدين عدائي ونصاحبه بغير وعي بالأعمال الإرهابية، وفي سبيل التخلي عن هذا الانحراف والوصول الى صورة أكثر صحة، يجب ان يكون لدينا فهم أفضل للإسلام، ولكي نكون واحدة من أفضل عشر دول في العالم التي تقود الازدهار العالمي المشترك علينا ان ننوع علاقات التعاون مع الحضارات المختلفة، ولذا فإن النظرة المتوازنة ضرورة في هذا المقام.
وسعياً لفهم أفضل للإسلام، نلتزم بالاهتمام اكثر به وبأن نبني قاعدة أوسع للدراسات الاسلامية، بالمقارنة بين الاهتمامات الاستراتيجية التي نوليها للعالم الاسلامي فإن فهمنا العام له والاتصالات الاساسية به ليست كافية اطلاقاً، يتم انتقاد ومنذ عهد طويل نقص المختصين بشؤون الإسلام والشرق الأوسط في الحكومة والتجارة والعالم الأكاديمي بتكرار واستمرار وشدة. لم يمر هذا النقص في المعرفة والتواصل دون ان يلحظ اثناء أزمة الرهائن الأخيرة في أفغانستان. فقد لعب الرأي العام في العالم الإسلامي دوراً مهماً في حل قضية الرهائن وأكدت مجدداً الحاجة لجمع المعلومات وخلق تواصل اجتماعي مع هذه المنطقة، لذا تتركز المهمة الآن بتدريب العدد المطلوب من المختصين وفي الوقت ذاته نولي اهتماماً أكبر للدول الإسلامية.
وفي سبيل تعزيز فهم وزيادة التبادل مع الشرق الأوسط والدول الإسلامية تزمع الحكومة الكورية ان تؤسس منظمة يطلق عليها «جمعية الشرق الأوسط» في نهاية العام الجاري بالتعاون مع مجموعات خبراء مدنية، ستزيد جمعية الشرق الأوسط التي تهدف الى تقليص الفجوة بين كوريا والعالم الإسلامي، لاسيما الشرق الأوسط من التبادل في شتى المجالات مثل المجالات الأكاديمية والاقتصادية والثقافية والدينية والحكومية ومن هنا نعزز فهمنا للعالم الإسلامي وآمل ان يلقي الشعب الكوري اهتماماً أكبر بالإسلام من خلال نشاطات جمعية الشرق الأوسط وان نتمكن من توطيد علاقات الصداقة بين كوريا والعالم الاسلامي بشكل أقوى وهذا كله سيوسع آفاق كوريا الدبلوماسية وميادين حياتها.