المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وذكر المولف سعود أبن هذلول في تأريخ ملوك آل سعود مقعد الدهينة فياليت تزودونا عنه با


راعي الحامدية
29-Jul-2003, 09:31 PM
ومن أي عتيبة

لقد عادت الثورة بزعامة فيصل الدويش أعنف مما كانت عليه سابقا ، فقد عاث الدويش وقبائل العجمان في الأرض فسادا، فقتلوا وسلبوا ولم يتورعوا عن أي عمل إجرامي، وانتشرت الثورة إلى القبائل عتيبة بزعامة مقعد الدهينة، فكادت تنقطع المواصلات بين الحجاز ونجد من جهة، وبين نجد والخليج العربي من جهة أخرى، فأخذ الملك عبد العزيز يدرس وجوه الحيلة ويختار الحل الأفضل، فأمد أمراءالاحساء، والقطيف، والقصيم، وحائل بالمال والسلاح والرجال،وعاد من الحجازمسرعاً ووصل الرياض وحشد جميع أهل نجد من الحاضرة والبادية، وأهل الهجر المخلصين له والناقمين على الدويش، وقد سير عبد العزيز جنوده مع كل الجهات لتأديب العصاة الخارجين عليه أينما وجدوا، وقد ظفر الأمير عبدالعزيز ابن مساعد بن جلوي أمير حائل بعبد العزيز بن فيصل الدويش ومعه ثمانمئةمن رجال مطير وقليل من العجمان فتصادم معهم في (أم رضمة)وقتلهم عن بكرة أبيهم ولم ينج منهم أحد،وفيهم عبدالعزيز الدويشبعد معركة شديدواستمرت بضع ساعات، وذللك في يوم 4 ربيع الثاني عام 1348 هـ .
وسير خالد بن محمد بن عبد الرحمن الفيصل ومعه سرية من الجند إلى عتيبة لتأديب مقعد الدهينة ومن تبعه من عتيبة ، وبنى عبد الله، وأمر عمر بن ربيعان رئيس قبائل عتيبة الروقة الموالين لابن سعود أن يسير لمساعدة خالد بن محمد.
وخرج محمد بن سحمى أحد رؤساء قطحان ومعه جند كثير من الحجاز لهذه الغاية.
وخرج خالد بن منضور بن لؤي ومعه جند كثير من أهل الخرمة، ورنية وماحولها لتأديب الخارجين عليها أيضا.
ولما رأى مقعد الدهينة ومن معه من العصاة من عتيبة، وبنى عبدالله من مطير أن الأخطار أحاطت بهم من جميع الجهات تشتتوا وتفلرق شملهم وفر مقعد الدهينة وقليل معه من العصاة، وذهبوا إلى مقلر الدويش وانضموااليه مع العجمان، ثم قام الدويش ومن معه من العجمان، ومطير وعتيبة بعدة هجمات على عرب (العوازم)بين الاحساء والكويت وكان نصيبهم الفشل في جميع هجماتهم، فقد قتل منهم العوازم عدداً غير قليل ودحرهم على أعقابهم خاسئين.
وبعد أن فشل الدويش في هجماته على (العوازم) رحل ونزل على الحدود الشمالية، وكان عبد العزيز قد زحف بتلك الجنود التي ذكرها سابقا، زحف في شهلر رجب سنة 1348هـ طالبا الدويش، وعندما وصل الصمان التقى بقسم من عرب مطير التابعين للدويش يرأسهم ابن عشوان فأغارت عليهم خيل ابن مسعود وسيارته، وأخذت جميع أموالهم من الابل والاثاث، وقتلت معضم رجالهم، ثم استمر الملك في زحفه، وبعد أسبوع واحد صادفت جيوش ابن سعود قسما من العجمان العصاة وعاى رأسهم ابن الأصقه فشنت الغارة عليهم بالخيل والسيارات فقتلتهموغنمت جميع أموالهم.
فاتصل هذا الخبر بالدويش فتحطمت آماله من جديد، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأزعجه أيضا خبر وصول ابن سعود إلى أطراف الكويت فكتب ألى الملك عبد العزيز كتاباًمؤرخاًفي 28 رجب عام 1348 هـ يقول فب
الجزء لأول الطبعة الثانية

geath
29-Jul-2003, 10:15 PM
هو مقعد بن سعود الدهينه امير المساعيد من النفعه وهو اشهر فرسان المساعيد
وله هجره بعد البجادية هي حفنة الدهينة واظاهر توفي سنه 1402

راعي الحامدية
29-Jul-2003, 10:39 PM
أخي geath

عضو فضي
30-Jul-2003, 01:18 AM
التاريخ المزيف

عضو فضي
30-Jul-2003, 01:19 AM
لازم تقولون اغارت بريطانيا وعملائها حتي يصبح التاريخ تأريخ

ابن داعج
30-Jul-2003, 10:29 AM
قل التاريخ المسروق

راعي الحامدية
30-Jul-2003, 02:18 PM
كتابتنا للموضوع ليس من بأب التشهير أو المجامله لاكن نريد

أثبات الحقوق ونصاف الأخرين فعند مانقوم بسب أي شخص مهماكان لم ننصف تأريخنا

أو نستفيد من معلومات بعضنا ونأقمت بطرح السؤال هل فيه من عتيبه أو غيرها
من يزودنا عن مقعد الدهينه وتأريخه لنه لم يرد في التأريخ المذكور الأ عند ماكان مشهور وتخاف منه القبايل الباقيه

geath
30-Jul-2003, 07:40 PM
مقعد يالطويل العمر ذهب بعد السبله الى العراق وطلبة الملك فيصل رحمه الله ودخل في حماية الملك فيصل وكان ملازم للملك فيصل في المجلس والقنص وفي اخر حياته نوم مقعد في مستشفى الشميسي وكان أكثر زوارة الأسرة المالكة.
هذا الى عندي عن ابو سعود الله يرحمة.

راعي الحامدية
30-Jul-2003, 07:51 PM
أخي geath

ونريد المزيد

هلال الدوادمي
25-Aug-2006, 10:12 AM
كان مقعد الدهينه مطلوووب لابن سعود وكان مقعد الدهينه بحدود مطير
يقول خلاص استذبحت قلت الريجيل بيذبحوني المطراااان او انهم بيسلموني ابن سعود يقول
وانا اربط الذلول اللي معه برا القصوور وانا انصى اللي بارز عن البيوت كلها يقول اقبلت
على البيت وطلع لي هاك الغليم ومعه امه ..
سلام ما سلام تبادلو الترحيب قالت الحرمه ام الولد .
انت مقعد الدهانه.
قال : الله الله انا .
والحرمه تقوم تبكي .على مقعد قام الولد ذبح هاك الطرف لمقعد وعشاااه قالت الام لولدها.
فلان.الريجيل لا يتعضرون مقعد .
قال الولد لامه:: ((خيال القشرا)) هاتي عشاك يابنت حلا ل وماعلاك..
يقول مقعد :: والله ماانسى عزوة الغليم المطيري واني ماتحسفت الا على اني ماخذت اسم الولد ولااسم ابوه ولا شي يقول::
وهو يقطعني حد مطير وانا اعللق برعي وعلى الكويت يسولف بها مقعد شخصيا على ربعه اللي راحو معه للكويت
ماجاء الدهانه الا لين اعطووووه...
الامااااااان .من ابن سعود

أبو مرحبا
25-Aug-2006, 04:13 PM
ومن أي عتيبة

لقد عادت الثورة بزعامة فيصل الدويش أعنف مما كانت عليه سابقا ، فقد عاث الدويش وقبائل العجمان في الأرض فسادا، فقتلوا وسلبوا ولم يتورعوا عن أي عمل إجرامي، وانتشرت الثورة إلى القبائل عتيبة بزعامة مقعد الدهينة، فكادت تنقطع المواصلات بين الحجاز ونجد من جهة، وبين نجد والخليج العربي من جهة أخرى، فأخذ الملك عبد العزيز يدرس وجوه الحيلة ويختار الحل الأفضل، فأمد أمراءالاحساء، والقطيف، والقصيم، وحائل بالمال والسلاح والرجال،وعاد من الحجازمسرعاً ووصل الرياض وحشد جميع أهل نجد من الحاضرة والبادية، وأهل الهجر المخلصين له والناقمين على الدويش، وقد سير عبد العزيز جنوده مع كل الجهات لتأديب العصاة الخارجين عليه أينما وجدوا، وقد ظفر الأمير عبدالعزيز ابن مساعد بن جلوي أمير حائل بعبد العزيز بن فيصل الدويش ومعه ثمانمئةمن رجال مطير وقليل من العجمان فتصادم معهم في (أم رضمة)وقتلهم عن بكرة أبيهم ولم ينج منهم أحد،وفيهم عبدالعزيز الدويشبعد معركة شديدواستمرت بضع ساعات، وذللك في يوم 4 ربيع الثاني عام 1348 هـ .
وسير خالد بن محمد بن عبد الرحمن الفيصل ومعه سرية من الجند إلى عتيبة لتأديب مقعد الدهينة ومن تبعه من عتيبة ، وبنى عبد الله، وأمر عمر بن ربيعان رئيس قبائل عتيبة الروقة الموالين لابن سعود أن يسير لمساعدة خالد بن محمد.
وخرج محمد بن سحمى أحد رؤساء قطحان ومعه جند كثير من الحجاز لهذه الغاية.
وخرج خالد بن منضور بن لؤي ومعه جند كثير من أهل الخرمة، ورنية وماحولها لتأديب الخارجين عليها أيضا.
ولما رأى مقعد الدهينة ومن معه من العصاة من عتيبة، وبنى عبدالله من مطير أن الأخطار أحاطت بهم من جميع الجهات تشتتوا وتفلرق شملهم وفر مقعد الدهينة وقليل معه من العصاة، وذهبوا إلى مقلر الدويش وانضموااليه مع العجمان، ثم قام الدويش ومن معه من العجمان، ومطير وعتيبة بعدة هجمات على عرب (العوازم)بين الاحساء والكويت وكان نصيبهم الفشل في جميع هجماتهم، فقد قتل منهم العوازم عدداً غير قليل ودحرهم على أعقابهم خاسئين.
وبعد أن فشل الدويش في هجماته على (العوازم) رحل ونزل على الحدود الشمالية، وكان عبد العزيز قد زحف بتلك الجنود التي ذكرها سابقا، زحف في شهلر رجب سنة 1348هـ طالبا الدويش، وعندما وصل الصمان التقى بقسم من عرب مطير التابعين للدويش يرأسهم ابن عشوان فأغارت عليهم خيل ابن مسعود وسيارته، وأخذت جميع أموالهم من الابل والاثاث، وقتلت معضم رجالهم، ثم استمر الملك في زحفه، وبعد أسبوع واحد صادفت جيوش ابن سعود قسما من العجمان العصاة وعاى رأسهم ابن الأصقه فشنت الغارة عليهم بالخيل والسيارات فقتلتهموغنمت جميع أموالهم.
فاتصل هذا الخبر بالدويش فتحطمت آماله من جديد، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأزعجه أيضا خبر وصول ابن سعود إلى أطراف الكويت فكتب ألى الملك عبد العزيز كتاباًمؤرخاًفي 28 رجب عام 1348 هـ يقول فب
الجزء لأول الطبعة الثانية



كاتب الموضوع بليز اعطنا مصادرك من حيث ذكرك بأن عتيبة شاركت في معركة العوازم

والمعروف اخي الكريم بأنه الدهينه ومع ركب من ربعه وليس عتيبه

حيث ان العوازم الله يهديهم يقولون مثلك بأن عتيبة جميعها قد شاركت بالمعركة ياليت تجيب مصادرك

لان هذا تاريخ مهوب لعبه

والمعروف عند قبيلة عتيبة بأنه الدهينه ومعه ركب كانوا في رحلة في الساحل الشرقي

وعندما علم الدويش ومعه العجمان بمرور الدهينه طلبوا فزعته

وعلى فكرة لو ترجع للاحداث في هذه المعركة

تجد بأن سريه محمد السهلي قد ارسلت لكي تدعم العوازم والملك عبدالعزيز امدهم بالسلاح

سلام يا هيه
04-Dec-2006, 12:39 AM
العجمان والملك عبد العزيز يرويها الشيخ عبد الله الدامر العجمي في مقابلة تاريخية نادرة اجريت في تاريخ:
( 22 - 10 - 1408هـ )



أبـــــو هــــــلا:

عيال الإمام فيصل بن تركي – يرحمه الله – أربعة ، عبد الله وسعود وعبد الرحمن ومحمد.

والأمير محمد هو الذي كان يلقب بالمطوع ما في عيال فيصل باطل ولكن حصل سوء تفاهم بين عبد الله وهو الذي حكم عقب أبيه -

وكان كبير إخوانه- وبين سعود.

وأبو تركي عبد الله بن فيصل كان كريماً وشجاعاً ورجلاً طيباً

ولكن بعض تصرفاته نحو العائلة والأقارب أثارت بعض التساؤل شوية وكان يبدو وكأنه يتهاون بشأن أخيه سعود ,,

وسعود هو الذي كان يسمونه " أبو هلا "

وقد جاء عبد الله بن عسكر راعي المجمعة وهو رجل له اسم في التاريخ إلى الإمام عبد الله وعند وداعه استأذن في أن يودع سعوداً

فلما جاء إلى مجلس سعود إذا هو جلس ومكب على قراءة كتاب ابن المقرب الأحسائي وهو ديوان حماسة وسيفه معه ولما شافه ابن عسكر راعه ما رأى،

ثم ان عبد الله بن عسكر قال لسعود: نسلم عليك. ولكن ابن عسكر عاد ونوّخ ذلوله وجاء إلى عبد الله بن فيصل وقال أكرم أخاك والله إنني جئت رجلاً لا يصبر على حالته.

نفور وتقارب ورحيل

وفعلاً صحت الظنون فقد تخلخل صبر سعود فذهب إلى راعي أبها محمد بن عايض وأرسل له أخوه عبد الله من لحقه هناك وقالوا له : أرسلنا أخوك لك وهو يبغي أن يعطيك كل ما في خاطرك

قال سعود : أبطأت عند أخي وكنت أرجو أن يعطيني بعض حقي وكان سعود على ما يبدو يأمل بمساعدة ابن عايض له ضد أخيه عبد الله ولكن ابن عايض قال : أما الحرب فما أنا بمحارب الإمام عبد الله وإن بغيت الإقامة عندنا فوالله أنك الحاكم وأنا حاكم بالاسم وأما الحرب فما عندنا نية لها.


بعد ذلك راح سعود من عند ابن عايض وجاء إلى ( يـام) من أهل الجنوب فاجتمعوا عليه ثم صارت بين الأخوين مصادمات.

وتدخل عبد الرحمن فكان يجئ نوبة إلى سعود ويشير عليه ونوبة إلى عبد الله ليقارب بين الأخوين

ولكن الخلافات استمرت مما اطمع ابن رشيد بالرياض ومما جعل الإمام عبد الرحمن ينحدر إلى الكويت على ذلولين ومعه من عياله عبد العزيز ومحمد ويرافقهم عبد العزيز الرباعي.
وأنا عرفت الإمام عبد الرحمن بن فيصل وصليت عليه مع من صلى سنة 1346هـ في القيظ وعرفت كذلك عبد العزيز الرباعي فقد عاش حتى صار شائباً وما مات إلا من زمن قريب.

نجابة ... وفراسة

لما وصلوا جنوباً من الأحساء جاءوا منطقة رملية وحطوا لهم خيمة صغيرة في مكان متطامن منها
وأنا اعرف واحداً من عربنا يقال له محسن أبو فاس
( وهوعم الفارس محمد البطان ويلقب بابوفاس نسبة لخواله آل بوفاس آل قنيبر آل عرجا)

وكان قانص ظباء وفي إحدى المرات رأي ظبياً معشياً في مدى الرمي فرماه وقتله فلما ذبح الظبي ظهر إليه جذع جاء يجري من حفرة قريبة من الظبي من خيمتهم القريبة أيضاً ولما وصل الصبي قال له محسن أبو فاس لماذا تعدو على ظبينا

فرد الصبي وقال : إيش أنت ومن أين ؟

قال محسن : الظباء ما هي لأحد وإنما هي ظباء ربي وقد صدت لي ظبياً فإن كنت تبغي لك منه شيئاً أعطيتك !

قال الصبي : لا : أبغي الظبي فما هو لك لأنك قنصته عند الطنب من خيمتنا وبعد قليل جاء ولد جذع آخر ويقارب سن الولد الأول وقال : لا . لا والله هذا ظبيك وتستاهله.

والذي جاء إلى محسن أبو فاس أولاً هو محمد بن عبد الرحمن والذي جاءه تالياً هو عبد العزيز وكان مازال صغيراً ولكن فيه معرفة.

فقال عبد العزيز : جعلك الله تصيد وتفيد هذا ظبيك وهو لك فأنت صائده وأسمح لولدك عما قال .
قال محسن : ولكني أعلمني يا ولد من أنتم ؟

قال عبد العزيز : وكأنه لا يريد أن يعلم محسناً : نحن عيال عبد الرحمن

قال محسن : أريد أن أسلم على والدكم ، أما الظبي فتحطونه وتأخذونه أو أحمله لكم

قالا : لا نستطيع أن نحمله

ثم إن محسناً ذهب إلى عبد الرحمن وسلم عليه

وقال : أنا مستعد لكل ما تحتاجونه من شئ ولكل ما يبدو لكم من لزوم وهذا الظبي جئت به للعيال فعسى الله ان يحييهما وأرجو من الله أن تشوفوا منها ما يعجبكم فسر الإمام عبد الرحمن من ذلك وضحك وقال : جزاك الله خيراً .



في الغربة

عندما كانت الحمولة متصافية القلوب ورأيها واحد كانت بعز ولكن لما حل التدابر واختلف الرأي آل الأمر إلى هجرة عبد الرحمن وعياله. لقد نزل آل سعود مع جماعتنا في الفرضة.

وحدث هناك أن أغار قوم من قحطان - كبيرهم مطلق العماش رحمه الله - فركب والدي فهد الدامر على الخيل وطلبهم وردهم ومنعهم ولم يذبحوا منهم أحداً وبعد الغزو أهدى والدي ذلول العماش بشداداه إلى الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

ومرة أخرى أغار قوم من السهول - كبيرهم ابن لحيان - فقام بردهم مانع بن جمعة منعهم ولحق بهم. وبعد الغزو أهدى ذلولاً إلى الإمام عبد الرحمن ولما شدوا من مراحهم كانت ركابهم أربعاً العيال كل واحد على ذلول والشايب كذلك.

وأخذ جماعتنا معهم أياماً ثم أرادو العودة إلى الصّمان ولكن الخشية من أعمال ابن رشيد جعلت الإمام يفكر في النزول إلى الكويت ولكن يبدو أن محمد بن صباح كان يبغي أن يعتذر لهم ثم كاتب الأتراك فقالوا : بل ينزل ابن سعود في الكويت وأجرى العثمانيون معاشاً شهرياً للإمام قدره ستون جنيهاً .

نخوة .. وقهوة .. وعهد

محمد بن دبلان شيخ من شيوخ العجمان قليل من الرجال مثله وظهر في عصر يغزو فيه بالخيل وبالجيش وتبعه وانتشر اسمه جاء إلى الكويت ومعه قافلة من العجمان نوخت في براحة الكويت وكان محمد بن دبلان يسير على الإمام ويسولف معه.

قال محمد بن دبلان : يا ولد فيصل العجمان سيفك المعلق وإذا انفتح لكم إن شاء الله باب عز فالعجمان رهن إشارتك وأنا من أولهم ورد الإمام عبد الرحمن كفو يا ولد المرزوق.

ولما هم محمد بن دبلان بالرواح استوقفه عبد العزيز عبد الرحمن وقال : أريد أن أنشدك عن العجمان : أين هم ؟ وأين منزلهم؟

فأجاب ابن دبلان بأن وصف منازل كل شيخ ومكانه في الربيع وغيره.

قال عبد العزيز : هل غزا منهم أحد ذا الزمان ؟ وهل جرى منهم شئ أو جرى عليهم شئ ؟ وأبن رشيد هل جرى منه شئ ؟

ولما رجع محمد بن دبلان إلى اخوياه قال لهم : هنا ولد لعبد الرحمن إن أحياه الله فوالله ستشوفون منه العجب لقد قام هذا الجذع ينشدني نشدان شايب عن امور لم ينشدني عنها غيره.
وبعد أن قضى ابن دبلان لوازمه قصرت فلوسه عن حاجاته ولم يشتر قهوة بعد. فسار صوب الإمام وقال : يا ولد فيصل عندكم قهوة ؟ الدراهم قصرت .
قال الإمام : أي وأرسل الامام واحداً وجاء له بصاعين أو ثلاثة أصواع من القهوة .
قال ابن دبلان : عسى الله أن يحيي عبد العزيز يا ولد فيصل . سلم لي عليه

قال الإمام : هل أعجبك ؟

قال ابن دبلان : إي أعجبني وسيعجبك وسيعجب غيرنا وعسى أن يحيى الله هذا الصبي
ثم راح ابن دبلان بقهوته وإذا بعبد العزيز قادم لأبيه فقال له أبوه : ابن دبلان يسلم عليك
وأبشرك أنك اعجبته.

قال عبد العزيز : إيش يبغي ؟

قال عبد الرحمن : قهوة

قال عبد العزيز : أعطيتموه قهوة ؟

قال عبد الرحمن : إي

قال عبد العزيز : إيشي هي ؟

قال عبد الرحمن : صرة قهوة

قال عبد العزيز : أين هو الآن ؟

قال عبد الرحمن : ما هو ببعيد . قام الآن.

ثم قام عبد العزيز وحمل كيس قهوة راح نصفه وذهب إلى قافلة ابن دبلان فلما وصله سأل: أين محمد بن دبلان ؟ فإذا هو قادم إليه وأرسل ابن دبلان واحداً يحمل القهوة من عبد العزيز وقال : لا يا رجل .
قال عبد العزيز : لما جئت الوالد اعلمني وجاءت قهوة عقبك . لم تكن عندهم في البيت فجئت بها وتراها يا أبا حسن مقفية .

قال ابن دبلان : وايش تبغي ؟

قال عبد العزيز : ما أنا بقاعد في الكويت يا غدانا يا عشانا مالنا هم سواه ! أنا هنا وقلبي وعيني لبلادي ولديرتي ولعدوي فأنا أبغي منك إني إذا ظهرت إن شاء الله تغزو معي.

قال أبو حسن : أبشر
قال عبد العزيز : ترى ما هي بهرجة سوق!
قال أبو حسن : أنا راعي سوق ؟


بيني وبينه علم

لما دار العام أو عقب ذلك بسنة ركب عبد العزيز إلى وادي العجمان وسأل عن ابن دبلان فقالوا له : إن أبن دبلان ثوّر وقد واعد الناس عند الظبطية ،

فارسل عبد العزيز رجلاً من العجمان وقال له : انحر ابن دبلان واعلمه ألا يستعجل إلى أن أجيئه فلما وصل الرجل وأخبر أبن دبلان قال لجماعته : أبشركم يا عجمان بالعلم المبارك إن شاء الله.

هذا عبد العزيز بن عبد الرحمن في الوادي وسيجئ لنا باكراً غداً أو بعده وهذا شاب حظه مقبل ونحن معه إن شاء الله

وقد سبق أن واعدته وبيني وبينه علم وأعلمكم بالصحيح والله ما أتعدى هذا المكان إلى ان يجئ عبد العزيز أما أنتم فمن يبغي منكم المغزا فالرياع وسيعة ومن أراد أن يروح فليروح.


فقالوا له : لا بالله ما نحن برائحين وابن دبلان في ذلك الوقت مسموع الكلمة ما من أحد يصد عن رأيه وفعلاً جاءهم عبد العزيز وغزوا معه.

مغزى خزة

غزا العجمان مع عبد العزيز مغزى خزة

فقد ذكروا لعبد العزيز شيخين واحد من قحطان ومعه قبيلته وهو فيصل بن حشر

وواحد من مطير وهو نايف بن هذال آل بصيص وكلاهما كان نازلاً عند خزة في شرع وادي العتش من شمال وعلى ما يقولون : يا حمامتين في واد.

وقال شايب لنا : إننا لما قيلنا على الحسي - وهي هجرة آل فدغوش آل شوية - أقبل إلينا عبد العزيز ومعه غضارة خضراء

وقال : يا أخويانا : من الذي معه ما يؤدم غداءنا اليوم؟ قال عبد الله بن حصوان – وهو من جماعتنا - : عندنا - طول الله عمرك – العكة التي فيها الدهن وهي ما زمالي. وهو من الربع الذين أقبلوا .

هات القدح فإذا جاءوا ملأته وجئتكم به. قال عبد العزيز : وهل أعود ويدي خالية ؟ لا والله ما أعود إلى أخوياي ويدي خالية هل العكة مع زمالك الذي يقود فرسك السوداء؟

ثم ان عبد العزيز ذهب ونطح الرجل وقال له : يا زمال ابن حصوان اعطني العكة التي معك! قال الزمال : سم : هاك العكة !
قال عبد العزيز : على هونك.
قال الزمال : خذها كلها ونحن سنأخذ من اخويانا.
قال عبد العزيز : لا .
ثم إن عبد العزيز شد العكة من مثناها وفك وكاءها وصب مقدمها حتى امتلأت غضارته وقال للزمال : هاك العكة ! فقال الزمال مكرراً : هاك العكة كلها.


ولكن عبد العزيز أدبر وهو يقول : هذا رزق اليوم ورزق باكر على الله ..

قال الشايب الذين رووا لنا هذا المغزى والله إننا عندما أصبحنا وصبحنا العرب الذين غزوناهم في خزة وجدنا أنحاء السمن وكأنها مثل الحمير المعقرة على معثى العرب الذين صبحوهم.


يا نجد

كان عند ابن رشيد شاعر من عربنا هو سعد بن صبيح وقد فرح لما سمع بما فعله عبدالعزيز ومن معه من العجمان وقال في ذلك قصيدة نبطية منها :-

يا نجد عاد الحول لك ما بعد حال
أخذ القضا وافرح بفعل القرومي
أفرح ووسع خاطرك بالتبهلالـي
لا تشتقي بالهم وأنت مهمومـي

ولما دري ابن رشيد قال : يا أبن صبيح أظن انك مثل الحرمة التي عند رجل ولكن عينها لرجل ثانٍ !

قال ابن صبيح : الله يكرمك ويحشمك يا " أبو متعب "

قال ابن رشيد : لولا أن يقول الناس : ذبحوا خويهم لحذفت رأسك ولكن رح في أمان الله!

قال ابن صبيح : فعل بنى عمي شاب ومعه أربعة أو خمسة رجال ثم يفعل ما فعل !
قال ابن رشيد : وبنو عمك ما عليهم من نجد ؟ ولماذا تفرح وتقول : يا نجد ...
ثم إن ابن رشيد رخص لهذا الشاعر فجاء إلى عبد العزيز والظاهر أنه بقى عنده إلى أن ذبح .

أبو تركي يستأهل العز

جاءت أمور السبلة وحرب الإخوان مع عبد العزيز وانتهت كما هو معلوم بالنصر لعبد العزيز وكذلك حدثت عندنا في ديرتنا بعض الأمور وبعد ذلك وقعت ذبحتان لم نكن فيهما وبعدها تفرق العجمان.

أما نحن فرحنا نواحي الكويت وهناك جاءنا فيصل الدويش منحدراً من الأرطاوية وجاءنا فرحان بن مشهور بن شعلان ومرضي الرفدي شيخ السلقى من عنزة ومقعد الدهينة من شيوخ عتيبة وصرنا جماعة واحدة وحاربنا عبد العزيز ولكن النصر كان حليفه وأبو تركي يستأهل العز.

إلى العراق

بعد تلك الوقائع طاردنا العوازم وهم جيران لنا وبدون قصور بالأجاويد فما كان العوازم يقدرون علينا لولا الله ثم حظ عبد العزيز وسلاح عبد العزيز والمساعدات التي جاءتهم فتغلبوا علينا وتسللنا إلى العراق وتواجدنا عند الملك فيصل بن الحسين ملك العراق في ذلك الوقت واجتمع عنده كل من كان عليهم خوف سواء منهم من كان قد غزا أو من قد فعل شيئاً أخر وكان المجتمعون كلهم ممن لهم أسماء في ذلك الحين.

حوار من القلب

شقيقتي أنا زوجة لعبد الله بن جلوي، وهي ما تزال موجودة الآن وفي أحد الأيام جاءها عبد الله فإذا خاطرها ما هو بزين.

فقال لها : وايش علمك يا بنت فهد ؟ عسى ما تؤانسين شيئاً ؟

قالت : لا والله الله يسلمك ويجعلك ما تؤانس إلا العافية إخواني ما هم بكثرة وأخي عبد الله ما لي أخ غيره وهو في العراق وكلما طرأ ذكره على خاطري تكدرت أخاف أن يموت أحدنا قبل أن أراه.

قال ابن جلوي : أجل سنسعى في مجيئه

قالت : أنا شاكره لك يا طويل العمر


جاء الأمان

كتب ابن جلوي لعبد العزيز وقال : ذاك الرجل نسيب لي وراح مع أولئك الناس وهو صغير السن جاهل وهو الآن في العراق من تلك الأمة .

قال عبد العزيز : أعطاك الله ولا بمقدم مؤخر اكتب له كتاباً فكتب لي عبد الله بن جلوي كتاباً وأرسله مع واحد من جماعتي وهو سالم بن ضرمان فجائنا في العراق ومعه الكتاب وفيه : من عبد الله بن جلوي إلى الولد عبد الله بن فهد الدامر.

تحيه وبعد .

أنا كلمت الإمام عبد العزيز – الله يسلمه وفوضنا والآن تجي وعليك أمان الله ولا تخف أنت والذي سيجي معك.

جاءني صلح

لما جاءني الأمان اجتمعت بمن كان هناك من الأمراء وقلت : إننا منذ مجيئنا للعراق ونحن كعيال رجل واحد متآلفين جميعاً وقد جاءني علم لست بمخفية عنكم هذا كتاب جاءني من عبد الله بن جلوي وسأقرؤه عليكم فإذا كنتم تفكرون في الرجوع والصلح فهذا صلح جاءني وإذا كنتم مصرين على الجلاء ولا تريدون العودة فما أنا بأول من يروح وأبغي أن تسمحوا لي.

مقعد الدهينة

بعد أن انتهيت طلب مقعد الدهينة أن يكون هو أول من يتكلم فقال نايف بن حميد وابن حثلين : ما يخالف
قال لي مقعد : بعد أن بينت لنا الدعوى وشاورتنا رح والله يسمح دربك ويشكر سعيك إن الرجل الطيب هنا يعني الملك فيصل بن الحسين – قد مات وتولى بعده غازي بن فيصل وهو ما يزال ولد مدرسة لا يعرفنا ولا نعرفه وإذا طلبناه ما عيناه. ويسيطر عليه جحاجيج العراق: نوري السعيد وعلي جودة وأشباههما وصاروا يقطعون معاشات اخويانا وتاليتهم ما هي بطيبة. والله لو يقطعون المعاش الذي يعيشنا ويسترنا ويجمعنا لرحنا رعيان غنم لا بالله بل رح ولا تخلينا واطلب لنا صلحاً من عبد العزيز.

المسير إلى عبد العزيز

مشينا من عندهم ولفينا على عبد الله بن جلوي في الحساء ولم يكن معنا إلا فرسان قدمناهما إلى عبد الله فقال : لو لم يكن معكم خيل لأعطيناكم خيلاً من خيلنا تجملكم عند عبد العزيز والآن خيلكم زيادة عليكم توكلوا على الله.

قلت : هنا أناس معي وبودهم أن يلفوا على عبد العزيز وايش رأيت

قال : كلم الذين يعرفون

ولفينا على عبد العزيز فرحب بنا وأكرمنا وأنزلنا وقبل خيلنا ولما جاء اليوم الرابع أو الخامس ذكرت ما أوصاني به الربع الذين تركتهم ورائي.

فقلت لابن جميعة : أعلم الإمام عبد العزيز بودي أن اجلس معه مجلساً خاصاً .

قال ابن جميعة : حاضر

مع عبد العزيز

جئت وقت نزول عبد العزيز فقال لي عبد العزيز وايش عندك ؟

فقلت يا أبا تركي أنا موصي والوصايا في الذمم كما يقول الرجال , الربع الذين جئت من عندهم أوصوني

لك ويطلبون منك الأمان والعفو .

قال عبد العزيز : من هم ؟

قلت: الحمدة : نايف بن حميد ومحمد بن خالد بن حميد وهندي بن ناصر بن حميد وكذلك عبد العزيز
ماجد الدويش ، وسعود بن مزيد الدويش ومقعد الدهينة ومحمد بن وذين وسالم بن وذين.

قال: يا ولدي . والله إني عندما أذكر واحدا شاذا خائفا ظاهرا عن الخطة يتكدر خاطري ولكن إذا ما
فكرت وجدت إن بلاء هؤلاء من أنفسهم.

قلت : يا طويل العمر : الربع الذين تركتهم ورائي ما يسفط لك بقاءهم هناك وليس بقاءهم من صالحك

وهنا ثار علي عبد العزيز !!!

قال : هاه : ما يسفط لي أنا ؟ ولا هو من صالحي ؟ أنت تهددني بهم ؟ هذا أنت وإياهم في العراق خمس سنين ما فعلتم شيئاً نعطيك مدافع ورشاشات ورح صوبهم وافعل ما شئت.

قلت : يا أبا تركي : أنا طالبك أن تحلم . أحلم على ولدك.. احلم ووسع الخاطر عليّ فأنا كولدك. أنت فسرت كلامي على غير المعني الذي أقصده أنا أعني بعضهم ترك أمه أو أباه وعائلته وربعه خلفه وأخشى أن يلحق ذمتك شئ ما .

قال : هاه. هذي هذي .. إذا قلت هذا فما الذي يعذرهم في أنفسهم ؟ فالذي عنده في قلبه من الإيمان مثل حبة الخردل أو عنده من العقل قليل فلا يصبر على العيش إلا في بيئته التي هو منها وفي قبيلته وأهله وأهل دينه أما الذي ما عنده تمييز..

قلت : وايش قلت يا طويل العمر

قال : أنا أمنتك

قلت : أعطني لهم خطوطاً

قال : لا ما أنا بمعطيك خطوطاً لأناس يعرضون الخطوط على بعض الملوك أو الرؤساء يريدون بها زيادة بدعوى أنهم مطلوبون ومرغوب فيهم –

والملك عبد العزيز بهذا يشير إلى ما كان سبق له أن أرسل خطاً لنايف بن حميد بن هندي فقام هذا بعرضه على الملك فيصل في العراق

ثم إن عبد العزيز قال : اكتب أنت لهم مكاتيب من عندك وأعلمهم بما جرى مني بيني وبينك والذي يبغي منهم الصلح فليواجه سفيري في بغداد ((إبراهيم بن معمر)) وسفيري يكاتبني وأنا أرسل الأمان عن طريق السفير ,,

مثل طريقة خالد بن حثلين (سحمان) الذي مشى قبل أمس .وسفيري ابن معمر يعرض عليهم خطي دون أن يسلمه لهم ويسمعهم كلامي.

قلت : الله لا يخلينا منك ولا عدمناك وخالد بن حثلين الذي جاء ذكره هو أميرنا نحن العجمان وكان قد سعى في صلح عبد العزيز وأخفاه علينا ولم يعلمنا به إلا عبد العزيز.

ونزلت من عند عبد العزيز فإذا بي أواجه سعود بن بجاد وهو عجمي ويعمل خويا للنفيسي قنصل عبد العزيز في الكويت

وكان على سيارة وعلى وجه سفر فكتب لهم مكاتيب وأرسلتها معه وأعلمتهم بالذي جري وصار بيني وبين عبد العزيز وما جاء النهار الخامس إلا وكتبي عندهم وبعدها جاؤوا كلهم متابعين.

على سفوان

في سنة قريبة من لقائي الأول مع عبد العزيز رحنا وقيظنا على سفوان في العراق

وكان معي عرب من العجمان أنا مقدمهم وأنا الذي استرخصت لهم من راعي مركز سفوان عبد الله بن حماد وهو من أهل نجد كأنه من أهل حائل الأطراف

ولكنه كان يحمل الجنسية العراقية وقلت له أبرق برقية للوزارة في العراق ولا تذكر اسمي فما بودي أن تذكره هناك ولكن قل : إنه جاءك ناس من السعودية وفهم ابن حماد قصدي ثم رحلت من عنده.

ولما جئته مرة أخري قال : أبشرك أنهم سمحوا لكم وأوضح لي لأنه بُلغ من الوزارة بأنه إذا كان الماء قليلاً فيكون الرعي لرعيتهم خاصة وهم أحق من غيرهم وإن كان كثيراً فيسمح لنا وقال لي ابن حماد : فلو أنني ما أبغيكم أن تنزلوا عندي لقلت إن الماء قليل والرعي قليل.
قلنا : جزاك الله خيراً ثم نزلنا على سفوان

البدوي يتبع بعيره

مررت في تلك الأيام على محمد بن عطيشان – رحمة الله عليه وكنت ناحراً ابن سعود وكان محمد أميراً على قرية .

قال لي : أين أهلكم ؟

قلت : على سفوان .

قال : سفوان العراق

قلت : إي

قال : من الذين معكم

قلت : عندنا مطير ، وعرب من العوازم ونحن العجمان وهؤلاء أهلنا .

قال : مخطئون ايش روَحكم للعراق ديرتكم ما هي بمحل والكويت كذلك

قلت : أنت تخبر أن البدوي يتبع بعيره

وبعد أن خرجنا من عند محمد بن عطيشان جاءه محمد منصور مزكي ابن جلوي كعاداته دائماً وسأله عن منازل البدو.


قال محمد بن عطيشان / منهم من هو في السعودية ومنهم من هو في الكويت ومنهم أيضاً من نزل عليه عرب من العجمان ومطير والعوازم.

قال المزكي : كيف نزكي البدو الذين على سفوان ؟

قال ابن عطيشان : لا تجئهم أرسل لهم برسائل فمن جاءكم بزكاته فهو من أخوياكم والذي يجيئكم بدبشة فزكوه أما الذي يقعد هناك فتزكونه فيما بعد إذا طلع من هناك.

في مجلس عبد العزيز

وعندما جاء الخبر إلى الملك عبد العزيز سأل : يا أخويانا ديرتنا أهي دهر ؟

قالوا : لا والله والحمد لله

ثم قال : والكويت

قالوا : والكويت كذلك

قال : والعرب الذين راحوا للعراق وايش الذي راح بهم ؟ أما مطير والعوازم فهم قريبون من تلك المحلات .

ولكن ديرة العجمان عندنا هنا بالوادي فلماذا راحوا ؟

قال واحد عنده : هؤلاء العرب راح بهم الدامر وابن وذين هم رؤساؤهم الذين قادوهم

فسكت عبد العزيز ثم قال : والله ما ندخل رعيتنا – إن شاء الله – ظناً رديئاً ولكن هذا هو البدوي عادته أن يتبع بعيره إينما أخذه وسكت .


خوي لعبد العزيز

((مطلق بن الجبعاء المطيري)) كان خويا لعبد العزيز وهو من الرجال الذين فيهم خير وكانت بيني وبينه صداقة

أرسل لي بعد مجيئي من العراق فجئته فقال : يا عبد الله ما الذي روحكم صوب العراق ؟


فترددت الإجابة.


فقال : مخطئ أنت وابن وذين جئتم لتوكم من العراق ولا أدري هل تخلون لتروحوا أم لا؟ ولكني سأشور عليكم : أما أنت فقدم ورقة واطلب خوة عبد العزيز وأما ابن وذين فليطلب هجرته التي في الوادي وذلك لتعبدوا الشك والظن عنكم.

فذهبت إلي محمد بن وذين وقلت : يا محمد " الذيب في القليب " وأخبرته بالمشورة، ثم إني كتبت إلى عبد العزيز فقال " أهلاً سهلاً ، روحوا وأعلموا بأنه خوي لنا وبذلك صرت خويا لعبد العزيز، وكذلك ابن وذين أعطاه هجرته وزال الشك عن الجميع والحمد لله.

في أخريات حياة عبد العزيز

لما صرت خويا لعبد العزيز كنا نجئ إليه ونجلس عنده العصر ونتعشى عنده ثم نروح، وفي آخر حياته، قبل ست سبع سنين صار قليل الكلام رحمة الله عليه، وما سمعت عنده شيئاً وقبل وفاته بسنتين جئته مرة وما كدت أعرف وجهة وسلمت عليه وما كنت أجالسه ولكني كنت أسير إليه وأسلم.

كتاب من عبد العزيز

أذكر أنه جاءني كتاب من الملك عبد العزيز يقول فيه معناه : من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى فلان بن فلان وبعد: نحن نبغيكم أن تعلموا عربكم وجماعتكم بألا يتعرض أحد لذاهبة الإبل،

فإذا جاءتك ظمآنه على الماء اسقها ولا تتعرض لها لأن عقالها فيها، وهي تمتنع من الذئب وتعتاش من الروض، ولا هي بحاجة لأحد،

أما النعجة فالأمر فيها مثل ما يقال: فهي لك أو لأخيك المسلم أو للذئب احفظ النعجة وبينها

أم ذاهبة الإبل فلا يتعرض لها أحد. إن عندنا خبر عن بعض الناس انهم يحفظون ذاهبة الإبل ويقول : أنا حافظها للصاحب المستعرف وهو بذلك كذاب غير حافظ لها بل سارق لها وهذا الفعل من بعض الناس مثله " مثل المزاح إن شيف وإلا راح ".

وبعضهم إذا أراد فعل ذلك ذهب إلى أمير له هو أسرق منه

وقال : أعطني ورقة بأنني بينت لك ذاهبة الإبل التي معي ويعطيه أميره هذا ورقة ويحتفظ بها

فإذا انتشر خبرها وبأن وسمها للقبيلة التي تملكها وعرف احتفظ بورقته ولم يظهرها فإن جاءه أحد

وقال : هذه ناقتي يا حافظ يا عقايل الله قال : أنا معي هذه الورقة من الأمير فلان .حطها معي وشرط لي عليها اعطني وخذ ناقتك مثل هذا الشخص سروق وأميرة أسرق منه وبعضهم إذا أبطأت وبعضهم الإبل عنده ولم يسأل أحد عنها قام حافظها ببيعها وأكل ثمنها !

فلما فكرنا في الكتاب وجدنا أنه صادق فالناقة التي فيها لبن والناقة المشدود عليها من يعينها؟
وهذه الأمور كانت تقع قبل أن تكثر السيارات أما بعد ذلك فلم يعد أحد يسرق الإبل أو يحط شداده عليها ويركبها.


الوضع في الحساء قبل فتحها

كان للأتراك نقطة عسكر داخل الكوت وكانوا يسكنون فيها ولم يكن لهم حكم يتعدى الدروازة أما العجمان فكانوا مسيطرين خارج الدروازة وعلى النخيل والقرى وهذا الوضع هو ما كان العجمان يبغون بقاءه لأنهم هم الذين يسنون ويعنون.

وبعض الناس لم تكن طريقتهم في الحياة زينة كان أحدهم إذا جاء النخل حش منه وصرم وأخذ منه ما يبغي وبعضهم كان إذا عاين راعي النخل سرق منه ما يبغي وسلبه وربما أخذ منه هدومه وملّ أهل الحساء من العجمان وما كان بودهم أن يتولى على الحساء غير الأتراك فهم لا يأخذون زكاة ويسيطرون على داخل البلد ولا يعرفون ما يجري حولها فإذا فعل أحد فعلاً واحتمى أمسك به العسكر فإذا جاءهم رئيس من وجوه الناس وطلبه أطلقوه.

مراسلات في البارود

قال عبد العزيز : إن لم أقبض على الزمام في الإحساء فما حكمت !!!

وأرسل عبد العزيز رجلاً إلى ابن سويلم وهو من أهل الرياض ولكنه كان يسكن الأحساء

فقال له عبد العزيز: شف لي أهل الإحساء وجس لي نبضهم وايش هو ودهم فإن كانوا يبغون مني أن أفكهم من صفر العيون الذين عندهم ومن العجمان وغيرهم من البدو فليعطوني رأيهم.


وقام ابن سويلم واتصل برؤساء كل الكوت والهفوف كلها وقال لهم : أعطوني كتاباً من كل واحد منكم وأنا سأوصله إلى عبد العزيز

فكتب له القبيصي وابن جبر وابن خنين والجميح، والحمبلي، وآخرون غيرهم

وقام ابن سويلم يأخذ بعض فشك البندقية الصمعاء وفك منها الرصاص، وكب البارود وبرم أوراق الخطوط وأدخلها في بطن الفشك ثم أعاد الرصاص للفشك ووضعه في محزم ولد جيد

وقال له: رح بها إلى عبد العزيز فركب ولد ابن سويلم من الجمالين الذين يرحون إلى الرياض وادعى أنه زعلان مع أبيه ومشى إلى ان جاء عبد العزيز في روضة خريم حسب ما يظهر لي .

وبرز به وصار يمعك الرصاص ويقرأ مكاتيبه وعندما وثق عبد العزيز من أهل الإحساء

أرسل إلى العجمان راعي ذلول وقال : وعدهم فيضه التنهات وسنغزي الحساء ومن كل واد وديرة إلى موعدهم وبذلك أبعدهم عبد العزيز عن الإحساء ثم إن عبد العزيز كتب مكاتيب وأخفاها في الفشك في مخزم ولد ابن سويلم وقال له : أرجع بها.

الرسائل في يد الأتراك

أرسل عبد العزيز واحداً من العجمان يقال له راشد بن فلوان

وقال له : رح يا راشد وشف لي آل مرة أين هم ؟ أنا ما أبغي الحكم غير حكمي في هذه الديار رح يا راشد اعرف لي أين مكان آل مرة.

وعندما كان راشد بن فلوان على وشك المسير قال له عبد العزيز : عندنا هنا غليم زعلان مع أبيه وقد وبخته وسيرجع إلى أبيه معك.

خذه معك فأردف راشد ذلك الولد معه وسار حتى جاءوا إلى الرقيقة ونوخ ابن فلوان وعندما جاء الولد إلى أهل الدروازة قالوا له: ما تدخل قال : أن أبغي أهلي وأبي .


قالوا : لا ثم أخذوا البندق والمحزم وأدخلوه

ولما جاء إلى أبيه سأله أين بندقك ومحزمك ؟ قال الولد : إنها كلها عند أهل الدروازة، فانقطع ظهر ابن سويلم خوفاً من يفتشوا المحزم،

ثم راح ابن سويلم إلى أهل الدروازة فقالوا له : لم نكن ندري بأنه ولدك. وأخذ البندق والمحزم منهم ثم إنه فرق المكاتيب على أصحابها وبدأوا يتحرون لوصول عبد العزيز،

ثم إن عبد العزيز جاء وسطاً عليهم نصف الليل أعانه الله على العسكر وحكم الرجل وجاء العجمان يهنئونه بالعز ويسلمون عليه.


في النهاية نرجوا من الله العلي القدير ان تنال هذه المقابلة التاريخية التي رواها لنا الشيخ عبد الله الدامر رحمه الله استحسان الجميع.

مع تحيات
ادارة شبكة مجالس العجمان