المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائح فضائح


ابن مقبل الدهماني
02-Sep-2007, 09:32 PM
صـــوت الـحقيقــــة
الـمجـلـــــــد الأول
نشاط الشركات المتعددة الجنسيات لصناعة التبغ
في الشـرق الأوسـط
"مراجعة للوثائق الداخلية لهذه الشركات "

المحتوى
تمهيد: بقلم المدير التنفيذي لإقليم شرق البحر المتوسط لمنظمة الصحة العالمية
د.حسين عبد الرزاق الجزائري
1. مقدمة ومعلومات مرجعية
2. استهداف المعارضين لصناعة التبغ في مجلس التعاون الخليجي.
2-1رصد المعارضين .
2-2منظمة الصحة العالمية .
2-3 المجلس العربي الخليجي لوزراء الصحة .
2 -4 وزارت الحكومة .
2 -5 الوصول إلى علية القوم من المسئولين _استخدام الأشخاص البارزين

3. تلاعب صناع التبغ بالإعلام .
3-1 نبذة عامة .
3-2حملة "صوت العقل والمنطق".
3 -3 التأثير على وسائل الإعلام .
4- جهود صناعة التبغ لإجهاض حظر الدعاية والإعلان
4-1 إستراتيجية شاملة وواسعة .
4-2 استخدام مجموعات الصف الأول لمحاربة مقترحات الحظر.
4-3 محاربة حظر الدعاية والإعلان في عام 2000م.
تمهيــد
الدكتور حسن عبد الرزاق الجزائري
المدير الإقليمي شرق البحر المتوسط
لمنظمة الصحة العالمية
عمل المكتب الاقليمى لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية لمدة سنوات مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين لمواجهة المخاطر الصحية للتبغ ودعم كافة الإجراءات لمكافحة التبغ والتدخين على أن ما تحقق من نجاح في خفض معدلات المرض والوفيات التي تسبب فيها التبغ ظل غير واضح ومحير، ويكمن السبب في عدة عوامل أهمها يعود الى مايقوم به المهيمنون على صناعة الدخان من أنشطة ، وهى أنشطة ظلت لمدة طويلة يستنكرها صناع التبغ أنفسهم على أن ماقاموا به حديثا من سلوكيات لا أخلاقية لا ضعاف وتفويض الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ والتدخين ، قد انكشف بفضل التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في الشهر السابع من عام ألفين والذي أعدته لجنة من الخبراء حول وثائق صناعة التبغ .
والتقرير الإقليمي الحالي " صوت الحقيقة " يقدم لأول مرة ماتم جمعه من دلائل على أن السلوك اللاأخلاقي لصناع التبغ قد شمل جميع المستويات من الدولية الى مستويات الإقليمية والوطنية ، فمن خلال مكاتبها الإقليمية استعلمت شركات التبغ كافة الطرق الممكنة لمنع الحكومات من اعتماد سياسات مكافحة التدخين. بالإضافة الى رصدها بصورة وثيقة لجميع الأنشطة التي يقوم بها المكتب الإقليمي للمنظمة ،ومحاولتها التصدي لصدور أية اتفاقيات بالإجماع تتعلق بمكافحة التبغ على المستوى الاقليمى .
وتميط الطبعة الأولى من تقرير " صوت الحقيقة " النقاب عن بعض ماتستعمله صناعه التبغ من مناورات واستراتيجيات في إقليم شرق المتوسط بصفة عامة ، وفي بلدان مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة من أجل تعزيز منتج يقوم بقتل مايزيد عن 4 مليون نسمة سنوياً . ويظهر من خلال محتوي هذا التقرير استهداف صناعه التبغ والواضح والمباشر لهذا الإقليم, كما يشتمل التقرير على حقائق مروعه للكيفية التي عمل بها القائمون على صناعه التبغ في هذه المنظمة من عام 1970م.
ويقدم هذا التقرير الدليل القوي على أن الجهود الموحدة هي الوسيلة الوحيدة لمعالجة مشكلة التبغ والتدخين، فهو يدعو جميع متخذي القرارات السياسية والمدافعين عن سياسات مكافحة التبغ الى مراجعة سياساتهم في هذا المجال وإعادة توجيهها على ضوء طبيعة الأنشطة التي تقوم بها شركات صناعه التبغ والدخان .
أما النتائج التي تم التوصل إليها في هذا التقرير فتمثل التحدي الحقيقي أمام الصحة العمومية، فإذا ما آل المهنيون الصحيون ومتخذوا القرارات السياسية على أنفسهم مسؤولية حماية هذا الإقليم مما يتهدده من خطر بسبب استعمال التبغ ، فلا بد لهم من مواجهة صناع التبغ والتدخين برؤية مستقبلية جديدة ، ويجب أن تشمل هذه الرؤية على بديل للعشرة ملايين حالة من الوفيات المتوقعة لعام 2030م بسبب الاعتلالات والأمراض الناجمة عن التبغ ، 70% من هذه الحالات يتوقع حدوثها في البلدان النامية ،كما يجب أن تتضمن هذه الرؤية المستقبلية كافة الخطوات الضرورية لإنقاذ الإقليم من مثل هذا المصير .
والآن ، فإن المسألة هي مسألة حياة أو موت فحماية صحة الأجيال المقبلة لا يمكن أن تكون مسؤولية أي طرف بل يجب أن تضطلع بها السلطات الشرعية لكل بلد أما الإطراف التي لا تتعلق مصالحها بالصحة العامة فيجب أن لا يسمح لها بالتدخل أو التأثير في هذا المجال.
ويهدف هذا التقرير إلى تقديم صورة واضحة لما تقوم به صناعه التبغ من أنشطة في هذا الإقليم حتى يتفهم الجمهور العام الوضع بالكامل ويتخذ قراراته بناءً على ما استوعبه وفهمه ، وهذا هو أول تقرير في هذا الموضوع على أنه لن يكون الأخير ، فسوف تتوالى التقارير في القريب العاجل إن شاء الله .

الخلاصة التنفيذية
تؤكد الدلائل الوثائقية أن القائمين على صناعه التبغ في الشرق الأوسط متواطئين من أواخر السبعينيات عندما بدأت شركات التبغ المتعددة الجنسيات اجتماعاتها المنتظمة لمناقشة كيفية تعليق الإجراءات وتدبير إستراتيجية مشتركة ، وكانت مجموعة عمل الشرق الأوسط ( NEWG ) التي أصبحت فيما بعد إتحاد الشرق الأوسط للتبغ ) **** ) الميتا، يتضمن جميع المتعاملين الرئيسيين لصناعة التبغ المتعددي الجنسيات الذين يعملون في الشرق الأوسط، وقد تم تشكيل هذا الاتحاد من أجل " تعزيز وحماية " مصالح هذه الشركات في الإقليم .
 وقامت هذه الشركات بالرصد والبحث بعناية فائقة لتفويض معارضيها في الشرق الأوسط ، ومن ضمنهم مؤتمر وزراء الصحة العرب لدول الخليج، ومنظمة الصحة العالمية ، الائتلافات الوطنية التي تكافح التبغ والتدخين .
 وبحلول منتصف الثمانينات كانت هذه الشركات قد أرست " شبكة رئيسية من مصادر المعلومات والموارد التي يمكنها من خلالها أن تقوم بالضغط على المسئولين التي تراهم مناسبين " العاملين في مجلس التعاون الخليجي (GCC).
 وتوضح وثائق القائمين على صناعة التبغ القوائم التي وضعتها شركات التبغ للوجوه السياسية البارزة في الشرق الأوسط لتقديم المعلومات والتأثير لصالحها، وكان من ضمنهم (أحد المصريين من أعضاء مجلس الشعب، وأحد مساعدي الأمين العام للجامعة العربية وقد وصل مدى هذه الشركات إلى أحد وكلاء وزارة الصحة بالكويت ).
 وقد قضى القائمون على صناعة التبغ وقتاً طويلاً في مجلس التعاون الخليجي ساعين لكسب وسائل الإعلام، حيث أنهم يعتبرونها أداة حيوية للاتصال بواضعي السياسات وبالجمهور، وإلى جانب المحاولات المعلنة والمقنعة للتأثير على أصحاب وسائل الإعلام وكبار المحررين، قامت شركات التبغ أيضاً بشن حملة مكلفة ومنقولة لنشر مقالات تدافع عن التدخين والتبغ في المجلات والصحف الإقليمية وقد استخدمت هذه الاستراتيجية في عدة محاولات لإجهاض القيود المقترحة لإعلانات التبغ .
 ومن بلد إلى بلد، كانت شركات التبغ توالي تدبير الحملات من أجل إجهاض المقترحات الخاصة بحظر الإعلانات أو إخفاقها، وكان هذا في أغلب الأوقات يتضمن طرفاً ثالث للتأثير على واضعي القرارات السياسية شاملاً في نفس الوقت الاتحاد الدولي للمعلنين، وموزعي التبغ والأصدقاء من مالكي وسائل الإعلام.
المدير الإقليمي شرق البحر المتوسط لمنظمة الصحة العالمية
د.حسين عبد الرزاق الجزائري

1- مقدمة ومعلومات مرجعية
تعود الدلائل الوثائقية على تواطؤ القائمين على صناعة التبغ في الشرق الأوسط إلى أواخر السبعينيات، عندما بدأت شركات التبغ المتعددة الجنسيات ، اجتماعاتها المنظمة لمناقشة كيفية تعليق الإجراءات وتدبير استراتيجية مشتركة وكانت هذه الشركات تجتمع في البداية تحت مظلة مجموعة عمل الشرق الأوسط (NEWG)حتى أول شباط/فبراير من عام1988م، عندما تم إنشاء اتحاد الشرق الأوسط للتبغ (****)الميتا بصفة رسمية من أجل " تعزيز وحماية صناعة التبغ في بلدان مجلس التعاون الخليجي " وكان أول من اشترك فيه من الأعضاء : الشركة الإنكليزية الأمريكية المتحدة للتبغ ( المملكة المتحدة للتصدير ) BAT جلاهر الدولية، فيليب موريس، آرجي رينولدز، شركة روثمان للتصدير ، وشركة براون وويلياز المتحدة للتبغ. وعقد اجتماع للميتا في آذار / مارس عام 1988م.
وقد آلزمت الاتفاقية التنظيمية للميتا الشركات على " العمل بصورة نشطة مع المركز الدولي المعني بقضايا التدخين (INFOTAB) وسائر اتحادات صناعة التبغ وذلك على أسس دولية في قضايا تتعلق بصناعة التبغ والدخان في الشرق الأوسط يكون لها تأثير على الإقليم " وقد وافقت كل شركة على تعيين اثنين من كبار المديرين ليمثلونها لدى الميتا (****)، يتولى أحدهما المسؤوليات العملية ويتولى الآخر مايتعلق بالتعريف بالشؤون العامة هذا بالإضافة إلى قيام الميتا (**** )من خلال الاينفوتاب (INFOTAB) بتعيين مستشار لتنسيق أنشطة الشركات الأعضاء وقد وافقت الشركات على الاجتماع ثلاث مرات على الأقل في العام ، وعلى اتخاذ قرارات جماعية ومن وقت لآخر يقوم أعضاء الميتا بعقد مجموعات عمل حول مواضيع معينة أو حول بلدان معينة من " استعراف وتحديد التهديدات، واستعراف عمليات إتخاذ القرارات ، وكذلك تقرير الخطوات التالية لمواجهة إحدى الاحتياجات المحلية على وجه التحديد" وتضمنت هذه المجموعات مجموعة العمل المعنية بعمان ، ومجموعة العمل المعنية بالمملكة العربية السعودية ومجموعة العمل المعنية بالإمارات، ومجموعة العمل المعنية بالاستراتيجية الإعلامية ، واللجنة الفرعية للضرائب .
وقد كان اهتمام الميتا في البداية يركز على القضايا التنظيمية والسياسية في دول مجلس التعاون الخليجي وهي البحرين، والكويت، وعمان ، وقطر ، والسعودية ، والإمارات ، ولم يمتد مطلقاً هذا الاهتمام بصورة رسمية إلى مصر ، بل كان يضطلع برصد " مايشكل تهديداً له من قبل مكتب منظمة الصحة العالمية بالإسكندرية أو أية تهديدات أخرى ... " وفي الوقت الحالي فإن الميتا مسجلة بالمنظمة الحرة بجبل على ،وهى منظمة حرة لا تخضع للجمارك في الإمارات العربية المتحدة.
أما المعلومات المالية التي توفرت عن الميتا فقد أوضحت أنه عام 1989م بلغت الميزانية الأساسية للميتا 227.000 دولار ، بدون حساب تكاليف الأموال المخصصة للمشاريع التي " تم الاتفاق عليها كما اقترحت ووفق عليها " والتي " لا ضرورة لوضع ميزانية رسمية لها " وتراوحت الميزانية الرئيسية للميتا فيما بين الأعوام 1991-1993م مابين 230.000 و 350.000 دولار ، دون حساب المشاريع الخاصة أو الدفعات المالية لشركة الإعلام المضطلعة بالاتصالات والتسويق في الشرق الأوسط MEMAC) )وقد تراوحت هذه الدفعات المالية بين 120.000 و 132.000 دولار سنوياً ، وقد دفعت كل شركة نصيباً متماثلاً في ميزانية الميتا ، وكان الاينفوتاب (INFOTAB) يتولى أمانة الصندوق.
وفي آذار/مارس من عام 1990م تم تعيين روبين ألان أمينا للميتا خلفاً لعبد الله البوريق ،الذي عمل في مجموعة العمل المعينة بالشرق الأوسط (MEWG) والميتا . وكان روبين ألان يعمل صحفياً بالشرق الأوسط ومن أسباب تعيينه كانت " حسن اتصالاته " في الإقليم ، وقد قام بتركيز كل طاقته في البداية في التأثير على " آراء المسئولين ومتخذي القرارات في مجلس التعاون الخليجي " وكان هدفه من ذلك هو " كسب شعور ودي تجاه "إنه لأمر في غاية الأهمية أن يتم تحسين أواصر الاتصال بين هذه الصناعة والأفراد الرئيسيين حتى تزدهر على مدار الأمد القصير والمتوسط والطويل ( تشديد في الأصل ).

إعداد العاملين في صناعة التبغ
كان القائمون على صناعة التبغ يصرون على إلمام العاملين معهم في الشرق الأوسط بأحداث القضايا السياسية والتنظيمية التي تواجه صناعة التبغ كما كان يتم تدريبهم على كيفية التأثير على وسائل الأعلام ومتخذي القرارات،وفي أحد مؤتمرات التسويق التي عقدت للعاملين ونظمتها شركة فيليب موريس لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حضر المشتركون جلسات حول مواضيع مثل " التدخين ومشكلة الصحة في الوقت الحاضر وفي المستقبل" (قام بعد هذه الجلسات ج.م هارتوج)، وقد غطى في هذه الجلسات مواضيع مثل : "سبب وجود المشكلة وكيف تتعامل شركات صناعة التبغ معها، أو كيف لا تتعامل معها " و"تفهم استراتيجية الحركة التي تقف أمام المدخن" ( وقام بإعدادها آر.ام.كورنر) ، كما كانت هناك جلسات حول " الفرص المتاحة لنا لاستغلال تصارع المصالح في المملكة المتحدة والحكومات" بالإضافة إلى ذلك اشتمل البرنامج على :"مارلبورو : فرص لتخطي الحدود "، وغطى هذا الموضوع كيفية إمكانية إسهام الإعلانات بين الحدود في تنمية الأسواق المحلية" " ومارلبورو : طرق جديدة لتطوير الأفكار وضمان استمرارها " وفي هذه الجلسات تمت مناقشة طرق محاصرة حظر الإعلانات والتغلب عليه من خلال"تعزيز استثمار العلامات التجارية والفرص الجديدة التي تقوم وسائل الإعلام الجديدة بتوفيرها"
وهناك سجل خاص بشركة فيليب موريس للمتحدثين باسمه ومنهم بشارة بارودي، وتوركيل ماكلاود وجورج نصيف الذي اشتركوا في جلسات تدريبية في لندن تم تنظيمها بمعرفة الشركة القانونية كوفينجتون وبورلين((Covington & Burling


3- استهداف المعارضين لصناعة التبغ في مجلس التعاون الخليجي
يظل هدفنا هو إعداد واستنفار الموارد الضرورية _ داخل شركة فيليب موريس، والوكالات الخارجية والمستشارين ، والصناعة، والاتحادات الوطنية للتسويق، وكافة التحالفات الممكنة ـ لمواجهة المبادرات الاجتماعية والتشريعية ضد التبغ ...
سوف نستهدف معارضينا بصورة فائقة العناية، وسوف نقوم بكل دقة بتحديد ورصد وعزل وتفنيد حجج الأفراد الرئيسيين والمنظمات الرئيسية .
(عن خطة فيليب موريس طويلة المدى – 1990م – 1992م)

2-1 رصد المعارضين
توجد في كامل الوثائق مراجع مكثفة حول رصد الأنشطة والدعاوى المضادة للتبغ والتدخين في الإقليم وهي الأنشطة والدعاوي التي يقوم بها مجلس التعاون الخليجي ولاسيما تلك التي تقوم حكومات وزراء الصحة ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ( (UICCوورد في عدد من الوثائق وصف تفصيلي لاجتماعات هذه المنظمات وما تعقده من حلقات عملية في المنظمة، واشتمل الوصف على قوائم المشتركين وجداول الأعمال والنقاط الرئيسية للمناقشات .. وكانت غالبية اجتماعات الاستخبارات هذه تتم من قبل شركات صناعة التبغ نفسها والعاملين بالاينفوتاب(IN\FO TAB) بالإضافة إلى استعانتهم بشركات من أقاصي الأرض مثل الولايات المتحدة ( الشركة القانونية سوري آند مورس (Surrey & Morse) وانكلترا لرصد انتقادات هذه المنظمات والاتحادات في الإقليم ، ومن هذه الشركات، شركة المجموعة الصناعة للواستمينيستر بلندن، والتي تم استئجارها لجمع الاستخبارات والمعلومات حول أعداء صناعة التبغ وفي رسالة عام 1982م من هذه المجموعة إلى ريتشارد كورنر من شركة فيليب موريس ملاحظة حول الأنشطة المعادية للتدخين تقول فيها: " أنها تجميع للقوى الدافعة التي تلي كل اجتماع لمؤتمر وزراء الصحة العرب لدول الخليج " وهو " تهديد" تدعمه أنشطة مجموعات مثل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والجمعية الكويتية لمحاربة التدخين و"المتحالفون معهم من العاملين في وسائل الإعلام" ويسترسل روتلاند شارح " وفي هذه الظروف، وبينما يمكن للإدارة الميدانية لفيليب وموريس ووكلائهم أن يقدموا العون بصورة كبيرة، بل يجب عليهم ذلك بما يملكونه من خبرة صناعية واتصالات، إلا أنه من الملموس أن هذا العمل على درجة من الحساسية ويفضل أن يتولاه طرف ثالث يكون محل ثقة، وفي هذا الصدد فإن الشعور الحالي بالاستياء من قبل الوزراء الخليجيين نحو " عمالقة صناعة التبغ المتعددي الجنسية" هو شعور له مايبرره ويمضي روتلاند شارحاً أن المرمى الأول لعمله مع شركة فيليب موريس" كما كان العمل مع منظمة الصحة العالمية في أفريقيا"، هو أن يتآلف مع المعارضة .

2-2 منظمة الصحة العالمية
كانت شركات التبغ مهتمة بصفة خاصة بتأثير منظمة الصحة العالمية على حكومات الإقليم ، ففي عام 1987م دعت شركة فيليب موريس للحاجة إلى تعيين مشاور يمكنه مساعدتنا في رصد مكتب منظمة الصحة العالمية الواقع بالإسكندرية والتأثير عليه حيث أن هذا المكتب هو الذي يقوم بإعداد الخطط الصحية الخاصة بمجلس التعاون الخليجي وبعد مرور عامين، قامت شركات التبغ بتعيين جيفري فيليبس، مشاور مقيم بالقاهرة، لرصد أنشطة المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، وكان يقوم بصفة منتظمة بالإبلاغ عن مواقف ونزعات المسئولين العاملين بالمنظمة، ويقدم تفاصيل حول الحملات المقترحة ضد التبغ والتدخين كما كان يقوم برصد العمل الذي يجريه المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في مجال "قضية التدخين والإسلام" والذي كان يتضمن جمع الأحكام الإسلامية بالنسبة للتدخين، وبالإضافة إلى فيليب فإن " الاتصال المنتظم لشركة شؤون الشرق الأوسط مع المسئولين الرئيسيين لمجلس التعاون الخليجي " قد أتاح للشركة أن " تتابع وترصد المبادرات الهامة للمكتب الإقليمي" كما حافظت الميتا على قنوات الاتصال بمنظمة الصحة العالمية عن طريق روبين الان والميماك (MIMAC) ، الذين طلب منهما "رصد التهديدات الصادرة عن مكتب منظمة الصحة العالمية بالإسكندرية بالإضافة إلى أية تهديدات أخرى، وإبلاغها للميتا" ويبدو أن الشركات قامت بأكثر من الرصد للمكتب الإقليمي للمنظمة ففي إطار حملتها المضللة في الشرق الأوسط، قامت شركة فيليب موريس لشؤون الشرق الأوسط " بالتعاون مع الإينفوتاب بإعداد رسالة من الاتحاد الدولي لمزارعي التبغ مع الدراسة التي قامت بها منظمة الفا (FAO) في حزيران/ يونيو حول التأثير الاقتصادي للتبغ، وتم توزيع هذه الرسالة بدون توقيع إلى المشتركين الرئيسيين في اجتماع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط عقد في طهران بجمهورية إيران الإسلامية"

2-3 المجلس العربي الخليجي لوزراء الصحة AGHMC
لعل أكبر التهديدات التي واجهت صناعه التبغ كانت تتمثل في المجلس العربي الخليجي لوزراء الصحة الذي ضم معاً جميع وزراء الصحة في كافة دول الخليج العربي،ولم يتوقع القائمون على صناعة التبغ إمكانية وزراء الصحة في عزمهم على التصدي لمخاطر التبغ وظلت هذه الشركات مقتنعة بأن مبادرات مكافحة التبغ الخاصة بالمجلس العربي الخليجي لوزراء الصحة كانت " مثارة من قبل مجموعات ترتكز على القوة وتتحكم في أمانة المجلس بالرياض كما تسيطر على لجان مكافحة التبغ تحت مظلة المجلس "
وشرع القائمون على صناعة التبغ في التأكد من عدم وصول الاجتماعات المنتظمة للمجلس العربي الخليجي لوزراء الصحة إلى نتائج لأية خطوات عمل أو اتفاقيات حول القضايا الرئيسية التي تخص صناعة التبغ ، وفي تلكس قام بإرساله جيفوري بايبل في كانون الأول /ديسمبر موضحا الاستراتيجية قال :
" إن المرمى الفوري هو حث وزراء الصحة المستهدفين على حضور اجتماع كانون الثاني /يناير، وسوف نحاول إقناعهم بأنه من مصلحتهم تأخير أو وقف أي اتفاق جماعي على المقترحات الخاصة بمكافحة التبغ ، وذلك بتركيز كل ما لدينا من جهد للتأثير على الاجتماع السادس من كانون الثاني / ينايروسوف نحاول بقدر استطاعتنا أن نتجنب ضرورة التأثير على كافة المقترحات في كل إمارة من الإمارات الخليجية "
ففي الإمارات العربية على سبيل المثال ، كان موزع شركة فليب موريس هو/رشيد عبد الله النويمي ، الذي كان وزيراً للخارجية بالإضافة إلى كونه أحد أعضاء أسرة عجمان الحاكمة ، وقد طلب منه أن " يؤمن اشتراك وزير صحة الإمارات في اجتماع السادس من كانون / يناير بما يتفق مع ما قدمه له من معلومات مناسبة"
وفي الوثائق الخاصة بعام 1979م وضح المدى الذي وصلت إليه هذه الشركات في صناعه جداول أعمال ونتائج هذه الاجتماعات فقد شرع القائمون على صناعه التبغ في " تشجيع " مجلس الوزراء على اتخاذ الخطوات الخاصة باثنين من أقل توصيات منظمة الصحة العالمية فعالية في مكافحتها الشاملة للتبغ والتدخين ، وهاتان التوصيتان كانتا المزيد من الأبحاث ومنع بيع التبغ للأطفال ، وذلك أملاً في تأجيل زيادة الضرائب المفروضة على التبغ ، والملصقات التحذيرية الخاصة بالصحة وسائر الإجراءات ، وتم تكليف ريتشارد كورنر الذي يعمل لصالح شركة فلييب موريس ، بكتابة مقالة " بأسلوب صحفي " لتشجيع هذا الإجراء المحدود وبعد الموافقة علية من قبل المحامين الذين يعملون لصالح شركات صناعه التبغ ، تم نشر المقالة باللغتين العربية والانكليزية في إحدى الصحف الكويتية , وكانت هناك محاولة لنشره في إحدى صحف البحرين أثناء اجتماع الوزراء ولم يصدر على الرغم من هذه الجهود سوى إعلان عن صناعه التبغ باللغة الانكليزية فقط حيث لم يسع الوقت لنشره باللغة العربية " بترجمة عربية تلائم الفكر والعقلية العربية "
كما قام شوك وهاردي وبيكون (SHOOK, HARDY,BACON )بإعداد خمس ورقات للمعلومات المرجعية حول مختلف المواضيع لاستعمالها مع وسائل الإعلام وواضعي السياسات وقد تلقي أعضاء الميتا هذه الورقات من جوليا دويل الذي يعمل باللجنة الدولية المعنية بقضايا التدخين( ICOSI )مع ملاحظة منهم تطلب منهم " التخلص من النسخ السابقة لهذه الورقات واستعمال الورقات المرفقة بدلاً عنها " ويمكن فيما يلي قراءة بعض المقتطفات والعنوانين ، على أننا لم نستطع أن نحصل سوى على ثلاث من الخمس ورقات :


ورقات للمعلومات المرجعية خاصة بصناعه التبغ
عدد من الأسئلة التي لا إجابة لها ومن الحجج المعارضة التدخين والصحة لمواجهة الدعاوى التي تدعي أن التدخين خطر
( هناك خلافات متكررة على أن تدخين التبغ أو عناصر معينة موجودة فيه تشكل خطراً على المدخن. ولم يوجد رغم ذلك أي دليل علمي يدعم مثل هذا الاقتراح ... وقد فشلت البحوث التي فحصت مكونات التبغ في إثبات الأدلة الضرورية لدعم هذه الدعاوى حول الآثار الضارة لتدخين التبغ).
(من غير المحتمل أن تسبب القيود المفروضة على الإعلانات في خفض معدلات تدخين السجائر.)
"إن إعلانات السجائر لا تخدم سوى تنوع الاختيارات ولا تؤدي إلى توسع السوق الحالية لها "
( تعارض التدخين والصحة – رؤية للتدخين وغير المدخن )
( إن الدليل الساحق على أغلب هذه الأدلة في هذا الموضوع هو أنه لم يثبت أن دخان التبغ يتسبب في إصابة غير المدخنين بالمرض)
2-3 وزارات الحكومة
وطلب من الشركات أيضا أن تناقش مع وكلائها وموزعيها في الاقليم إمكانية التأثير على الإدارات الحكومية الأخرى ولا تركز فقط على وزارة الصحة وبذا تحاول أن " تغير بأسلوب غير مباشر من رق التأثير "
وفي منتصف الثمانينات كان القائمون على صناعه التبغ قد شرعوا في " إنشاء شبكة كبرى من مصادر المعلومات ومن موارد التي يمكن من خلالها التأثير على المسئولين المناسبين " في مجلس التعاون الخليجي. وفي الواقع فقد دأبت الميتا على " الاستفادة من مصادر الشركات الأعضاء بها ومن الاتصالات الحكومية كموارد للمعلومات الأولى حول الإجراءات المقترحة والتي يمكن أن تهدد صناعه التبغ " ولمساعدتهم في هذه الجهود , قام أعضاء الميتا بجمع المعطيات الأساسية حول " وضع الإجراءات والتنظيمات المتعلقة بالتبغ ، والوكالات الحكومية أو متخذي القرارات الذين يقومون بالتأثير في صناعة التبغ وكذلك المعطيات حول كل ما يتصل بعمليات اتخاذ القرارات ، والمتحالفين الطبيعيين مع شركات التبغ ووسائل الإعلام والمعلومات حول رجال الإعلام (البروفيلات الخاصة بهم ) فعلى سبيل المثال تم الاستعانة بروبين ألان لاستجلاب معلومات حول أسماء وبر وفيلات قصيرة لأعضاء مجلس الوزراء بكل من الإمارات و الكويت وعمان .
2-4 الوصول إلى علية القوم من المسئولين و استخدام الأشخاص السياسيين البارزين
وأظهرت الوثائق أن القائمين على صناعة التبغ قد قاموا بوضع قوائم للأشخاص السياسيين البارزين في الشرق الأوسط لاستخدامهم في استجلاب المعلومات والاشتراك معهم في سياسة التأثير ، وكان من ضمنهم احد أعضاء البرلمان المصري ( مجلس الشعب ) والمساعد السابق السكرتير العام لجامعة العربية ، وقد نجحوا أيضا في تجنيد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لوزراء الصحة الذي كان يشغل أيضا وظيفة الأمين العام لوزارة الصحة الكويت.
وفي عام 1980م مثلا ،قام روثمان كير كلاند بلير بجولة " لتفقد الحقائق " في الشرق الأوسط مصطحبا معه حسن صبري الخولى ، المساعد السابق للامين العام للجامعة العربية . وكما أشار بلير " إن هذا الشخص يعامل معاملة كبار المسئولين أينما ذهب وتفتح له أبواب علية القوم من المسئولين ،وهو بالتأكيد من أنسب الشخصيات التي يمكن استخدامها لمعرفة الموقف الحالي من التدخين والصحة في الخليج " وقد قام بلير والخولى بزيارة الإمارات والكويت ، حيث تقابلا مع الأمير ، وخلال هذا اللقاء قام الأمير بطلب وزير الصحة على الهاتف ، بحضورهما ، وطلب منه محتجاً بان يهدأ قليلاً ، وكان وزير الصحة عائداً لتوه بعد رئاسته لاجتماع لمنظمة الصحة العالمية في جنيف"
وكان للقائمين على صناعة التبغ أصدقاء من أعلى الدوائر السياسية لمتخذي القرارات داخل مجلس التعاون الخليجي، ومنهم أحد الأمناء السابقين لمجلس التعاون الخليجي لوزراء الصحة ، والأمين العام لوزارة الصحة الكويتية الذي مرر في عام 1993م إلى الميماكMEMAC) )، معلومات حول الاجتماع مجلس التعاون الخليجي لوزراء الصحة الذي عقد في عمان ، وقد شدد روبين ألان سكرتير الميتا على " حث الميماك في هذا الخصوص ، وقد نقلت هذه المعلومات بصفة سرية خلال الاستقصاءات التي قامت بها الميماك بعد ذلك لمشروع القانون المضاد للتدخين في الكويت "

1994م أهداف شركات فيليب موريس
1- منع سن القوانين التي تضر بحقوق المدخنين، والمحافظة على سعر معقول للسجائر لسهولة الحصول عليها .
2- إبطال محاولات فرض مزيد من التقييد لحرية تطوير وإنتاج وتسويق السجائر .
3- إيقاف أفول التقبل الاجتماعي للمدخنين في المجتمع.
4- تعزيز صورة شركة فيليب موريس وإنشاء بيئة عمل ايجابية للإدارة والتنظيم في الإقليم بأكمله .
5- توصيل معلومات حول أعمال الشركة وسياساتها وتمويلها وذلك إلى جميع العاملين وأسرهم .

استراتيجيات تحقيق هذه الأهداف
1- إعداد رسائل مقنعة من الناحية السياسية .
2- بناء مزيد من الحوارات المتكررة مع متخذي القرارات.
3- إقامة وتقوية شبكة العمل مع حلفائها.
4- إنشاء مجموعات عمل معدة إعداداً أفضل للعمل مع الشركة.
5- تطوير وسائل الاتصال مع الإعلام ، وتطوير خطط العلاقات الحكومية للمقر الرئيسي لشركة فيليب وموريس لشرق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط EEMA) )بالإضافة إلى كافة الأسواق ذات العلاقة بها .
6- تدريب المتحدثين المستعدين للإدلاء بالأحاديث العامة بصورة متكررة.
7- دعم المجموعات التي تحمى حقوق المدخنين.
8- تنفيذ برامج للمساهمات الاجتماعية والثقافية.
9- عرض حلول عملية ويمكن الاعتقاد بإمكانية تطبيقها لمشكلة الصراعات بين المدخنين وغير المدخنين.

3- تلاعب القائمين على صناعة التبغ بوسائل الإعلام
3-1 نبذة عامة
أنفق القائمون على صناعة التبغ الكثير من الوقت في مجلس التعاون الخليجي لرعاية والاهتمام بوسائل الإعلام حيث يرونها على قدر من الأهمية لمنحهم المقدرة على الوصول والتواصل مع كل متخذي القرارات والعامة حول " قضايا التدخين والصحة " وقد اقتنعوا أيضاً بأنه بدون الدعم النشط لوسائل الإعلام فان الدعوة لحظر إعلانات التبغ سوف تتصاعد بسرعة كبيرة . ولاستكمال ما تقوم به الميتا من عمليات مدهشة مع وسائل الإعلام الموجودة في البلدان الأعضاء بها، قامت الميتا مع إحدى شركات العلاقات العامة وهي شركة الشرق الأوسط للتسويق والاتصالات MEMAC) )وذلك حتى تقوم برصد الصحف والمجلات و " تساعد صناع التبغ في حربهم في القضايا الأساسية " وتوضح خطة العمل المقترحة للميتا لعامي 1992م-1993م بعض الأفكار الرئيسية التي تختفي وراء استراتيجية الإعلام وهى كما يلي :
- إقامة علاقات مع وسائل الإعلام بمساعدة الميماك تسمح للقائمين على صناعه التبغ من نشر قصص تتعلق بالتدخين والتبغ في ما تصدره من مطبوعات وذلك على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية .
- الاستفادة من الحملات الإعلامية التي تقوم بها شركات صناعة التبغ المشتركة على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية ،( إذا ما اضطلعت بإحداها الميتا ) وهي الحملات التي توضح المسؤولية الاجتماعية لهذه الصناعة ونشر هذه المعلومات في وسائل الإعلام المحلية .
- تخصيص جهود خاصة للتصدي للدعوى الخاطئة حول المنتجات العالمية وممارسات التسويق الخاصة بمصنعي التبغ المتعددي الجنسيات في البلدان النامية .
- محاولة تصحيح الأفكار الجارية الخاطئة حول الصناعة ولاسيما فيما سبقت الإشارة إلية وذلك من خلال الاجتماعات والمناقشات مع رجال الإعلام ومتخذي القرارات .

3-2 وضع القصص ونشرها
كان التكتيك الأولي ( الوسيلة ) لشركات التبغ هو إرسال خطابات للمحرر بأسماء مستعارة. وكتب أ . بروك ، منسق مجموعة العمل بالشرق الأوسط (NEWG) " إنني شديد الثقة بأن أي هجوم من الجانب الآخر لابد من التصدي له بهذه الطريقة ، وحيث إننا لن نتمكن من تغيير الاتجاهات أو الاهتمامات العامة ، فعلى الأقل يمكننا أن نوحي إلى الطرف الآخر ألا يسيطر على الموقف "
وكانت استراتيجية الميتا الخاصة بالإعلام في بدايتها مبنية على هذا التصور , وهو نشر وترجمة المواد التي تمدها بها الاينفوتاب في المجلات والجرائد والمطبوعة المختارة ، بصورة لا يتم فيها بأية حال من الأحوال " إعادة ظهور ماتم نشره مرة أخرى حتى لا ينبئ ذلك عن أية حملة إعلامية مقصودة " وهو ما يستدعي أيضا إقامة اتصالات مع رجال الإعلام على أعلى المستويات ( مالكي دور النشر والناشرين ) بغية " تشجيع المحررين على التساؤلات التي طرحها الآن مثل " الى أي حد تتصدى الميماك وحدها في الدفاع عن صناعه التبغ ؟ أو هل تكون الميماك مع روبين ألان فقط ؟ أو الميماك وألان باسم الاينفوتاب ؟ مع هذه التساؤلات احتاجت الميماك بصورة قاطعه إلى " ذريعة " أو " حجة " لنشر مقالاتها .
وبحلول عام 1992م قررت الميتا " الاتجاه إلى مزيد من أماكن النشر " وكانت ( أقل حذراً ) ، وفي نفس الوقت كانت لا تجازف بإثارة وسائل الإعلام أو الجمهور على اتخاذ " رد فعل سلبي " للحملة الإعلامية ، وتعاقدت الميتا مع الميماك لنشر ما لا يقل عن أربعة قصص كل شهر في الصحف والمجلات الخليجية، وما لا يقل عن قصتين في الصحف والمجلات الوطنية والمطبوعات الرائدة للمجموعة العربية مثل الشرق الأوسط ،والحياة والإتحاد ، والخليج تايمز ، والأخبار العربية ، ومجلة ( الجازيت السعودية ) ،وأخبار الخليج وأخبار الإمارات ، والحوادث ، وكتب إدوارد موتران الذي يعمل بالميماك يعلق " يجب ألا تكتفي إستراتيجية الاتصالات الخاصة بالميتا على نشر القصص المتعلقة بالتبغ سواء أكانت قصصاً ايجابية أو متوازنة ، ولكن لابد من إضافة ما يلي :
 تخفيف أثر التغطية السلبية – فإذا لم تستطع وسائل الإعلام أن تكون مع القضايا الخاصة بالتدخين فالأفضل لها عدم التصدي لهذه القضايا بدلاً من التحيز ضدها.
 تصحيح الدعاوى التي لا أساس لها وتصحيح المعلومات المضللة والخاطئة .
وقامت الميماك بتحريض القائمين على صناعة التبغ بنشر مقالات في الصحف تحاول بها زرع الشر حول الآثار الصحية للتدخين أو تلهم الحكومة بمقاومة تشريعات مكافحة التبغ وكانت عناوين المقالات تقول أحياناً :" التدخين ما وراءه من حقائق " أو " الرئيس التركي يرفض مشروع قانون يدين التبغ " وفي عام 1991م أدت هذه الجهود الى نشر 23 مقالة وفقاً للهدف المنشود وكانت 3 مقالات عن (ETS) و 6 عن إعلانات و مقالين عن النواحي الاقتصادية و12 قصة عامة وذلك في الصحف والمجالات الوطنية والخاصة بالمجموعة العربية على أن فيليب موريس شعرت أنه ينبغي عمل المزيد " وحتى دون أن تتدخل السلطات ( رقابة وزارة الإعلام ) أو تشعر بما يدبرونه، وبذا فقد وافق أعضاء الميتا في الاجتماع الذي عقد في الشهر العشر من عام 1991م بجنيف على مضاعفة عدد ما ينشر في عام 1992 " أن أكثر ما يهم هو (نوعية ) الصحف والمجلات التي يتم تحديدها للنشر فيها مثل مجموعة الصحف الخاصة بالمجموعة العربية والصحف والمجلات الإقليمية ومنها الخليج والاتحاد ،والخليج تايمز ، وأخبار الخليج ، وأخبار الإمارات ، ونوعية المجلات إلى أن قامت الميماك بالفعل باختيارها .
الجدول رقم 1
تاريخ ما قامت به الميتا من نشر منذ عام 1991م
البلد المطبوعة عدد القصص
البحرين الأيام 1
الكويت السياحة 2
العرب تايمز 1
الفجر الجديد 1
الرأي العام 1
حياتنا 1
السعودية
الصياد 1
أخبار العرب 2
الفجر الجديد 1
الإمارات
الخليج 5
الخليج تايمز 2
أخبار الإمارات 1
مجموعه الصحف العربية
الأسبوع العربي 1
الحوادث 1
الحوادث 1

وبنهاية حزيران / يونيو عام 1992م كانت صناعة التبغ قد ضاعفت ثلاث مرات من عدد ما نشرته من مقالات (إلى مايزيد على 70 مقالاً) خلال عام 1991 مع أكثر من 25 إعلانا وكان أكثر من 80% من هذه المقالات في صحف تنشر باللغة العربية ، وقد ظهرت معظم هذه المقالات في الأسواق ذات الأولوية بالنسبة لشركات التبغ أي في السعودية والإمارات والكويت ، والأهم من ذلك " كان اختراق القائمين على صناعة التبغ لصحف والمجلات المعادية لهم في السعودية وفي المجموعة العربية والإمارات والدولة الوحيدة التي رفضت أية مواد من هذه الشركات كانت دولة قطر ، وحققت الحملة التي كانت تهدف "إلى الحد من _والتفكير للمرة الثانية _مقصدها وأثرت على مالكي الصحف والمحررين فيها ، وبالإضافة إلى هذا فقد نجحت شركات التبغ تغذية الصحف . عن قصد " بقصص ومواضيع " ليست مصادقة لها " وحققت " في البدايات " نجاحاً في نشر هذه المقالات ( في الشرق الأوسط على سبيل المثال ، والحياة وأخبار الخليج " وقد اتفق أعضاء الميتا على المحافظة على سرعه التقدم هذه في النشر في الصحف والمجلات " ما لم تثر أية مشاعر معادية تجاه القائمين على صناعه التبغ من قبل مالكي دور النشر أو من قبل وزراء الإعلام ".
وبنهاية الشهر التاسع من عام 1992م كان القائمون على صناعة التبغ قد نجحوا في نشر 83 مقالة وعازمون على نشر أكثر من 100 مقالة بنهاية العام، وأن أملهم هو نشر على الأقل 150 مقالة في خلال عام 1993م وكان الإعلام هو القضية التي لها السبق في هذا الصراع وموضوع ETS) ) ( الذي كان يوضع أكثر فأكثر تحت الأنظار والتركيز ) ولما كانت الميتا تريد أن تتغلغل أكثر داخل مجموعة الصحف العربية فقد طلبت من الميماك أن تقوم بمفاتحة مالكي مجموعه الصحف العربية في لندن ، وقد طلب من الميماك " أن تحاول بذل كل جهدها في محاولة إعادة رشد مجلس التعاون العربي والعاملين في تحرير مجموعة الصحف العربية للمغالطات و الإنحيازات التي تسلكها في مقالاتها المعادية للتبغ والدفع الفوري بالبينة والحجة لكافة المقالات الحادة المعادية لصناعة التبغ والتي تظهر في الصحف الإقليمية وصحف المجموعة العربية "

3-3 حملة " صوت العقل والمنطق"
نظمت الميتا حملة " صوت العقل والمنطق" مستخدمة الكتاب العرب المشهورين " لإعداد مقالات تدافع عن صناعة التبغ في قضايا مثل حرية التسويق، والاقتصاديات وصناعة التبغ وموضوع جودة المنتج ، والتدخين العام ونالت هذه المواضيع إجماع شركات التبغ " ولما كان القائمون على صناعة التبغ لا يمكنهم فرض أو التحكم في المقالة حول " صوت العقل والمنطق " بعد أن تم تحريرها ، لذا كان من الضروري التماس المساعدة من الكتاب المعروفين ذوي الآفاق الواسعة والعمل على التأكيد من كون كل كاتب قد " أ)راغب في أداء هذه المهمة ، ب ) تم تعريفه تماماً بما هو مطلوب منه ، واعتقدت الميتا بأن هذا التصور يمكنه أن يساعد على زيادة وعي الإعلام والقراء بالوجه الآخر من القصة ، وعلى إيجاد مفهوم " التفكير مرة ثانية " بين قراء مجلس التعاون الخليجي ومجموعة الصحف العربية ، وهناك مزايا أخرى لهذا " الأسلوب العالي المردود " وهي " عدم النظر إليها على أنها محاولة للتأثير حيث إن هذه المقالات تكون بينها مدة زمنية طويلة فهي توحي بأن الآراء المعبر عنها هي أراء مشتركة " ومن ثم فيجب أن يكون الكتاب " قد تم تعريفهم بالغرض من كتاباتهم قبل النشر " هذا بالإضافة إلى أن انتهاج هذا الأسلوب المحلي أفضل من استجلاب خبراء أجانب للتحدث إلى وسائل الإعلام فمثل هؤلاء الخبراء الأجانب سوف يتعين عليهم مواجهة حقل ألغام تثيره الجهات الاجتماعية والاقتصادية ، وقد أضافت الميماك إن " الإعلام ينقصه الحنكة التي تجعله يفهم حجج ودافع هؤلاء الخبراء "

3-4 التأثير على وسائل الإعلام
وقد استوعب القائمون على صناعة التبغ إن نشر المقالات في الصحف والمجلات لن تكون كافية لحمل متخذي القرارات على تغيير أرائهم ، لذا فقد شرعوا في إقامة علاقات بصورة منتظمة مع كبار المحررين ، والصحفيين وسائر الأشخاص المعنيين بالنشر لضمان اشتمال الأخبار وافتتاحيات الخاصة بالتبغ على منهج وتفكير شركات التبغ . ففي عام 1991م وحده ،نظمت الميتا عدد من الاجتماعات مع " مساعد المدير التنفيذي لدار " الأمنية" ، وهي وكالة الإعلان الرسمية بعمان والتي تمثل أربع دور حكومية وخاصة للنشر والبث التلفزيوني، ومع المدير التنفيذي للإعلانات بالجريدة العربية اليومية بعمان ، ومدير الإعلانات الدولية بدار الصياد التابع للمجموعة العربية ، ورئيس تحرير المجلة العمانية " الوطن " . قد زار أيضا أدي موتران من الميماك ، مدينة جدة لمقابلة ناشر صحيفة علم اليوم، ور هوا ،المدير الإداري للميماك والمختص بدول الإمارات " الذي قابل نجيب طراد المسئول التنفيذي لدار نشر تهامة بالمملكة العربية السعودية، وهذا الاجتماع وغيره هو جزء من عملية طويلة لتعويد ومد أواصر ألفة مع الإقليم ودور نشر المجموعة العربية بالمفهوم الذي يدور حول شرعية حق صناع لتبغ في الحصول على التقدير وحق الاستماع إليهم وإلى قضيتهم "
وعملية مد أواصر الألفة هذه لها أحد الأهداف الرئيسية وهي " ضمان إن مالكي دور النشر ولاسيما في الكويت بالإضافة إلى الإعلام الخاص بالمجموعة العربية ، تواصل معارضتها لنشر المقترحات الخاصة بخطر الإعلانات عن التبغ " ومن ضمن جهودهم قام القائمون على صناعة التبغ بالتخطيط لاستغلال مناسبة مسابقة السيارات حتى يثبتوا للصحافة الفوائد الاقتصادية للرعاية التي يقدمونها " وفي إطار مجهوداتهم لتثقيف الصحفيين العاملين حول قضايا الحرية التجارية " قامت شركات التبغ " بتنظيم رحلة إعلامية للولايات المتحدة " ورغم هذا فقد تم تجنب المؤتمرات الصحفية واللقاءات مع العلماء لتقديم المعلومات وذلك لتوفيرها للقاءات أكثر خصوصية مع عدد قليل مع كبار ممثلي الصحافة حتى لا تكون هناك أية إثارة لا داعي لها في الصحف يمكن إن تثير أحكاماً مسبقة معادية لصناعة التبغ بين المسئولين "

4-جهود صناعة التبغ لإجهاض حظر إعلاناته
4-1 الاستراتيجية الشاملة
كانت صناعة التبغ تحت التهديد المستمر من مجلس التعاون الخليجي GCC) ) ، حيث إن الدول الواحدة بعد الأخرى وضعت في اعتبارها تطبيق الخطر المشدد على الإعلانات التبغ وقد وضعت إستراتيجية (****) بغرض التعامل مع التهديد بالخطر أو القيود في خطة العمل المقترحة لسنة 1992م-1993م :
- تكوين مجموعات غير رسمية مرتبطة بالمتحالفين الطبيعيين مع شركات صناعة التبغ
( وهم المستفيدون من إعلانات التبغ والذين يقومون برعايته ) وتحفيزهم الدفاع عن حرية تسويق التبغ .
- استخدام شبكة الاتصالات الموجودة والتابعة للميتا (**** ) لتحسين سبل وصول المعلومات المسبقة حول حظر الإعلانات عن التبغ والقيود والمخططة لهذا الخطر.
- تجميع مجموعة من الحجج التي تم الاتفاق عليها كلما أمكن ذلك ومساندة نتائج الأبحاث لاستخدامها في لوقت المناسب ضد القيود المقترحة لحظر الإعلانات.
- إعداد الحجج الاجتماعية و الاقتصادية المحلية أو اعتماد الحجج العالمية ضد حظر الإعلانات وفقاً للأوضاع المحلية.
- إجراء البحوث أو تشجيع البحوث ودعمها بهدف قياس تأثير إعلانات التبغ والدخان في بلدان مجلس التعاون الخليجي (GCC) .
- العمل من خلال الفروع المحلية الخاصة بالاتحاد الدولي للمعلنين IAA) ) لإنشاء قاعدة للدفاع عن حرية الإعلان من قبل للمعلنين ووكالات الإعلام.
- النشر والدعاية للموقف والقرارات المعتمدة حالياً ضد إجراءات حظر إعلانات التبغ .
- النشر والدعاية لمسؤولية التبغ عن قضية تدخين الناشئين .
تجنب التسويق الواسع الذي قد يتسبب في إثارة الغضب، وتشجيع التحكم الذاتي والإحجام ( التشديد المضاف )
اعتبرت وسائل الإعلام عنصر رئيسي في تلك الإستراتجية ، ووفقاً لما وضعته فيليب موريس وبشارة بارودي إن النجاح في إجهاض مقترحات حظر الإعلانات سيعتمد إلى حد كبير على شركة فيليب وموريس ورجال الصناعة الواعين للتأكد من أن وسائل الإعلام المحلية في تلك البلدان يقظة ومتحفزة للدفاع عن حرية الإعلان عن التبغ .
4-2 استخدام مجموعات الصفوف الأولية لمحاربة المقترحات الخاصة لحظر الإعلانات . بناء وتقوية فروع الاتحاد الدولي ( IAA ) لمجلس التعاون الخليجي كتحالف يمكنه المحاربة من أجل حريات السوق .
(مسودة خطة فيليب موريس للشؤون المشتركة 1997م) .
كانت إحدى المجموعات الأساسية التي قام القائمون على صناعة التبغ بتسريبها والتلاعب بها في حربهم ضد قيود الإعلان هي الفروع المحلية للاتحاد الدولي للمعلنين، فالفروع المحلية الخاصة بالاتحاد الدولي للمعلنين ( IAA) هي " القاعدة الشرعية المثالية التي يمكن للميتا (****) استخدامها بفاعلية في مجهوداتها للدفاع عن حرية الإعلان من منتجات التبغ ، وحرية منظمي المسابقات الرياضية والأحداث الأخرى في اختيار شركات التبغ كرعاة وممولين لتلك الأحداث " طبقا للميتا (****) 1991م " ورقة إستراتجية وسائل الإعلام إن هدف خطة الشركات لإدخال الاتحاد الدولي للمعلنين كان " لتوسيع مدى تقبل الاتحاد الدولي للمعلنين بين بلدان مجلس التعاون الخليجي والتأكد من أن أهداف القائمين على صناعة التبغ في مقدمة أعمال الاتحاد الدولي للمعلنين " وحيث إن الفروع لم تكن " قد أوضحت الإلتزامات الضرورية للدفاع عن حرية التسويق وحرية الخطابة التسويقية " لم تجد شركات الميتا (****) ، وإداراتهم الميدانية ،ووكالات الإعلانات (Aa/PR) بداً من أن تكون نشطة باستمرار " داخل اللجان " المنشأة بواسطة القائمين على صناعة التبغ لجزء من ما يبذلونه من جهود للدفاع عن حرية التسويق " كل ذلك يمكن أن يعمل بهدف " إقامة واشتقاق شبكة اتصالات واسعة النطاق للاتصالات الرئيسية ومتخذي القرارات ، يمكن تحفيزها للدفاع عن حريات التسويق ... إعداد المناقشات الموصي بها والتي يمكن أن تكون جاهزة للاستخدام ضد قيود التسويق.
الاتصال بوسائل الإعلام والعمل من خلالها لإلقاء الضوء على ضوء التأثير السلبي الذي يكون قد أحداثه خطر الإعلانات على سياق الأعمال (BUSINESS ) وعدم وجود دليل على إن خطر الإعلانات قد أدى الى انخفاض الاستهلاك.

مـصــــر
]ستلاحظ إن الورقة غير موقعة وسأطلب منك إن ألا تكشف اسمي أو اسم شركتي كمصدر لهذه الورقة , وانك حر في استخدامها حيث تراها مناسبة [ .
هذا جزء من رسالة عام 1980م من جي دبليو . مور شركة روثمان إلى حسن صليب عضو مجلس الشعب .
في بدايات الثمانينات كانت مجموعة عمل الشرق الأوسط ترصد التطورات في مصر ببعض الخوف حيث إن زوجة الرئيس السادات و" عدد من طليعة الأطباء " أثاروا الشعور العام لوضع القيود على تسويق التبغ ، وقامت شركات التبغ بالاتصالات ( من خلال الشركة الشرقية للدخان ) مع حسن صليب ، عضو مجلس الشعب المصري ، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس لجنة التنمية الصناعية ،وحسب مذكرة فيليب موريس 1981م " فإن عضو مجلس الشعب هذا قد أكد لنا أنه لا توجد مسودة قانون خاصة بالصناعة أو التجارة يمكن أن تمرر من خلال مجلس الشعب دون توصية من لجنته " وعلى ذلك فإن القائمين على صناعة التبغ قد أصابتهم دهشة بالغة عندما نشرت الحكومة بالجريدة الرسمية القانون الخاص بإعلانات التبغ ،وظلت الشركات باقية على أملها في أن هذه القيود يمكن أن تتفادى حسب ما أبلغهم حسن صليب بأن وزير الصحة يجب إن يصدر أمراً تنفيذياً لتطبيق هذا القانون وحسب تلك المعلومة فإن القائمين على صناعة التبغ قرروا تأخير ذلك الأمر وطبقا لتلكس من عبد الله بوريك ،سكرتير مجموعة عمل الشرق الأوسطMEWG))، فإن الشركات وافقت على إرسال جاك بيكتون عن الشركة الانكليزية الأمريكية للتبغ إلى مصر " لمقابلة وزير الصحة ( وإن أمكن وزير الصناعة ) لعقد مناقشة فنية خاصة بتطبيق القانون ومن ثم الحصول على فترة تأخير للتطبيق "
كانت شركات التبغ قد استخدمت حسن صليب ليضع وجهات نظرهم أمام واضعي السياسات على المقترحات الخاصة " بحظر الإعلان وكتب جي دبليو . مور من شركة روثمان إلى صليب في أكتوبر 1980م " وعندما تقابلنا في يونيو فإنك طلبت منى إعداد " ورقة عملية " عن قضية التدخين والصحة ،لاستخدامها بصفتك عضواً في مجلس الشعب وعلى ورقة معنونة شركة روثمان ، أفاد مور بأنهم " كصناع للتبغ فإننا لا نعبر عن أراء متناقضة حول التدخين والصحة .
إنك ستلاحظ أن الورقة غير موقعة وسأطلب منك عدم إفشاء اسمي أو اسم شركتي , كمصدر لتلك الورقة وعلية فإنك حر في استخدامها طبقا لما تراه مناسبا" أعلم مور صليب بأنه ومايك سكوت من يراون ويليام تقابلوا من الشركات العالمية الأخرى للسجائر في مصر " واتفقوا على " وجهة نظرا خاصة بصناعة التبغ " عامة حول الأسلوب الذي نود استخدامه لتحدي القيود المقترحة على تسويق السجائر ،ونشعر أنه الأفضل إذا قابلناك مرة أخرى لاستعراض هذه الوثيقة وإذا ما وافقتم، فإننا نرحب بدعوة لزيارتكم في القاهرة.
استمرت مجهودات القائمين على صناعة التبغ لإجهاض القيود المفروضة على الإعلان عن السجائر في مصر على مدى التسعينات ، الوثيقة الصادرة عن الشؤون المشتركة لفيليب موريس منذ1993م وضعت الاستراتيجية الشاملة لإجهاض المقترحات التي قدمت مسبقا بواسطة الدكتور شريف عم لحظر جميع أشكال الإعلانات التبغ والترويج لها ،كانت أهداف الحملة الإعلامية لفيليب موريس ذات شقين :
بحث إجهاض الحظر المقترح " واحتياطيا التأكد من أن حرية الإعلان تم التخلي عنها للحدود الدنيا "
واستنبطت إستراتيجية شاملة تضمنت النقاط التالية:
1- تحديد التقدم المتوقع لمشروع القانون من خلال العمليات التشريعية وعمليات اتخاذ القرارات، وتعيين اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في إطار هذه العمليات.
2- استعراف الحلفاء الرئيسيين الذين يمكن تحفيزهم ضد مشروع القانون المقترح وفي الدفاع عن حرية الإعلان بصفة عامة .
3- إعداد مناقشات معتمدة موصى بها لرؤى معينة للحلفاء الذين من المتوقع استخدامهم ضد مشروع القانون وفي الدفاع عن حرية الإعلان.
4- بحث توسعة دور لجنة المراجعة لمشروع القانون المقترح وإجهاضه ( أو على الأقل تعديله ) من خلال تدخل أعضاء اللجنة الرئيسيين الذين تم إقامة الاتصال معهم من خلال الموالين الطبيعيين لشركات التبغ.
5- إنشاء وتحفيز المجموعات الرسمية وغير الرسمية ضد مشروع القانون المقترح مع الموالين الطبيعيين لشركات التبغ والمنظمات المتحالفة .
6- إعداد قاعدة عريضة مضادة لمشروع القانون من خلال أعضاء مجلس الشعب في الأحداث المتشابهة المدرجة في بند المناقشة في الجلسة الافتتاحية.
7- إعداد حملة اتصالات بوسائل الإعلام الموصي بها للدفاع عن حرية التسويق لتقديمها في الوقت المناسب لدعم الخطوات السياسية المتخذة والتأثير عليها.
8- معرفة أقصى التنازلات الممكنة التي يمكن منحها كآخر خط دفاع .
9- الأخذ في الاعتبار والموافقة على نفس خط السياق الإداري , على الإجراءات النشطة الموالية لصناعة التبغ مع شركة فيليب وموريس أو على موقف القائمين على صناعة التبغ وهى إجراءات يمكن تطبيقها من قبل متطوعين للدفاع عن حرية الإعلان .
حددت شركات التبغ الحاجة لتنفيذ ((تحليل سريع، ودقيق يعطي الدلائل على نفقات الدعاية والإعلان المطبوع من أجل تحديد أهمية نفقات الدعاية والإعلان الخاصة بالتبغ أو تحديد أهمية نفقات الدعاية والإعلان المتعلقة بإجمالي عوائدها ( عوائد الدعاية والإعلان ) " وتود الشركة أيضا أن تتعرف على وجهة نظر وزير الصحة المصري الخاصة بالخطر الكامل على الدعاية والإعلان " إذا كانت وجهة النظر مضادة للحظر الكامل للبحث فسوف تعمل الشركة على تمرير وجهات النظر تلك من خلال مباحثات اللجنة البرلمانية ومراجعة مشروع القانون المقترح أو خلال مناقشات مشروع القانون في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب .... تقوم مجموعة العمل بتحديد مصدر يعول عليه للوصول إلى رؤية نافذة لموقف الوزير كما يحدد طرفاً ثالثاً له نفوذ يمكنه أن يعمل كقناة اتصال بالوزير " وحاولت الشركة أيضا دعم إدارة الشركة الشرقية للدخان والاحتكار الحكومي موضحة التأثير المتوقع لخطر الدعاية والإعلان على التبغ على المجهودات المستقبلية التي تقوم بها المصرية لخصخصة صناعة الدخان في الدولة ، خاصة عند التقييم المتوقع للصناعة والمجهودات المستقبلية المبذولة بواسطة القائمين على صناعة التبغ بالقطاع الخاص لتحسين جودة الأصناف الموجودة أو طرح أصناف جديدة ذات جودة بدون القدرة على توصيل ماتم من تحسينات للمستهلكين .
وأشارت الشركة ، والتي كانت على دراية تامة بعدم وجود واضعي السياسات ، بأنه لا يمكن تصور إن فيليب وموريس والقائمين على صناعة التبغ قد يعملوا علناً على معارضة مشروع القانون المقترح ( في وسائل الإعلام ) في المراحل الأولى لعملية تأييد مشروع القانون ،وفي الحقيقة فمثل هذا العمل يمكن أن يكون له نتائج عكسية على الإنتاج ، على الرغم أن حقيقة احتجاج وسائل الإعلام على مشروع القانون يصف بالفعل موقف القائمين على صناعة التبغ تجاه الحظر المقترح للدعاية والإعلان ،وفي الأصل، فإن دور وسائل الإعلام يجب أن يقتصر على الفعل الأساسي وتأثيره على أعضاء مجلس الشعب ومتخذي القرار حيث تكون لوسائل الإعلام القدرة على حشد الرأي، ولا يجب أن تخرج حملة الاتصالات المنظمة جيداً لوسائل الإعلام عن القواعد ، في المراحل اللاحقة للحملة خاصة إذا كان مشروع القانون المقترح قد أدرج للمناقشة في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب" أما إذا لم تكن للشركة القدرة على إجهاض قانون حظر الدعاية والإعلان المقترح كلية فيجب النظر بعناية الى أي تنازلات يمكن التساهل فيها .
" في إطار الخط الإداري الموافقة على تقديم أقصى تنازلات ممكنة كخط دفاع أخير إن فيليب وموريس والقائمين على صناعة التبغ سوف يسعدهم أن مشروع القانون المقترح لحظر الدعاية والإعلان عن التبغ سيتم إجهاضه بدون تنازلات وهذا سيكون أفضل سيناريو لكن توفير الإمدادات الكافية يجب أن يؤخذ في الاعتبار لضمان إعداد القائمين على صناعة التبغ ولتحمل تنازلات معقولة يمكن تقديمها كخط دفاع أخير ضد مشروع القانون …إن شركة فيليب وموريس والقائمين على صناعة التبغ يجب أن يتحكموا فيما سوف يتم التخلص منه، وعندها يجب أن يكونوا مستعدين لتحديد البدائل المقترحة والموافقة عليها أو الالتزامات التي يمكن أن تكون ضرورية.

البحـــريـن
في البحرين، اتخذ القائمون على صناعة التبغ خطاً أكثر قوة، فهددت بكبح جماح الدعاية والإعلان من منافذ وسائل الإعلام التي رفضت معارضة الحظر المقترح للدعاية والإعلان، وكان تهديد القائمين على صناعة التبغ تهديداً حركياً كتب عبد الله بوريك من MEWG)) نحن نعلم أن شيئاً بخصوص حظر الدعاية والإعلان عن التبغ كان في طريقه للصدور وكنا مضطرين لإدخال الصحافة في الموضوع لنحذر السلطات من التأثيرات السلبية لحتمية فقد العوائد وكان تهديد الصحافة هو الطريقة الوحيدة لإجبارهم على فعل شيء … بينما البحرين ذاتها لم تكن سوقاً هامة وأضاف بوريك إن دورها في الخليج لا يجب أن يستهان به فإذ ما وقعنا في خطأ هنا، فعاجلاً أو آجلاً سنقع في نفس الخطأ في بقية الدول بالمنطقة.

الكـويــت
في بداية الثمانينات، كانت مجموعة عمل الشرق الأوسط مهتمة بالقيود المحتملة للدعاية والإعلان في دولة الكويت، اتفقت شركات صناعة التبغ على أنه بالرغم من عدم اتخاذ إجراءات فورية، فإن القائمين على صناعة التبغ لابد وأن يتزودوا بالحجج حتى يمكن إجراء اتصالات مع المسئولين في المستويات الصغيرة ويمكن المحافظة على هذه الاتصالات بأسلوب غير مضاد وغير معاد لهذه الصناعة، وعندما بدأ الاهتمام باقتراحات حظر الدعاية والإعلان عن التبغ، فإن الشركات كانت مستعدة للتأثير على مالكي وسائل الإعلام وعلى وزير الصحة الكويتي من خلال وكالة إعلان محلية كانت تربط مديرها علاقات صداقة شخصية حميمة بالوزراء ، وبدأ المد يجري ضد صناعة التبغ،حيث واجهت كمقترحات تشريعية قوية وضعت مقدما بواسطة الدكتور العوضي وزير الصحة الذي هدد بتنظيم مظاهرات بالشوارع لدعم ما تقدم به من تشريعات وقام عضو فيليب موريس جورج نصيف بإيفاد أحد العاملين من ليو بيرنيت / راديس لمقابلة الملاك المؤثرين لوسائل الإعلام ، وكان الغرض من الزيارة هو التنسيق لاستجابتنا التي كانت تهدف إلى إضعاف التشريعات المضادة للتبغ.
ومن أجل إجهاض القيود على القائمين على صناعة التبغ أن يعملوا بصورة وثيقة مع ملاك وسائل الإعلام الكويتيين لا ستمرار المقاومة الفعالة للمقترحات المضادة للدخان التي قدمها وزير الصحة الكويتي و بالتعاون من المنظمات التي تدعم من قبل رعاة وممولي الرياضات، ونشر الفوائد من خلال وسائل الإعلام الخاصة بالمجموعة العربية والإعلام الكويتي،ونتيجة لغزو العراق للكويت والشد الناتج عنه ، تمتعت شركات التبغ بفترة راحة ، وعقب حرب الخليج كانت إستراتيجية شركات التبغ بحث الاستمرار في حرية الترويج للتبغ كما كان قبل الغزو وذلك بعرضها لإعداد دلائل تنظيمات ذاتية والعمل مع مديري الفنادق والمطاعم والأندية للحصول على دعمهم، وبحث شركات التبغ أيضاً على مساعدة وكالات الدعاية والإعلان مع حسابات التبغ وتزويدهم بالحجج المناسبة وتشجيعهم من خلال الميتا ****)) على تحفيز اتصالاتهم في دعم استرداد حرية الترويج قبل الغزو إذا كان حق الدعاية والإعلان قد عاد إليهم فإن القائمين على صناعة التبغ سوف يقومون باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المستخدمين غير القانونيين للعلامات التجارية على منتجات الأطفال بينما تؤمن التغطية الواسعة لوسائل الإعلام الخاص بفيليب موريس والموقف المسئول للقائمين على صناعة التبغ في قضية تدخين الأحداث وتبعتها محاولة أخرى لجدولة مشروع عدم التدخين هذه المرة بواسطة أحد أعضاء البرلمان، وقامت الشركات بسهولة بإعادة كتابة مسودة مشروع القانون في شكل مقبول لل ****)) والنسخة المرجحة أصبحت ( بعد ذلك ) توزع سراً على الأعضاء الرئيسيين للبرلمان من خلال الشركات والموزعين والمحامين،والحلفاء الطبيعيين لهم .


الحملات الترويجية للقائمين على صناعة التبغ:
دراسة عادات البيع التي مارسوها لمدة 13 عاماً.
على مدرا الثمانينات والتسعينات،قام القائمون على صناعة التبغ بعمليات ترويجية في بلدان مجلس التعاون الخليجي لم تكن من الممكن لشدتها أن تطبق في بلدانهم أنفسهم،ومع أن تركيز المؤلفين في هذا البحث لم يكن حول النشاط الترويجي الذي تقوم به صناعة التبغ في المنطقة،فإننا تعرضنا لبعض المستندات التي تلقي بظلالها على تلك الأنواع من الأنشطة من خلال الترويج لصنف كنت (KENT) في دول مجلس التعاون الخليجي فمثلاً قامت شركة براون و ويليامسن برعاية أمسيات كنت في الفنادق الرئيسية وأماكن الديسكو وقاعات البولينج في الكويت ، والإمارات العربية ، كما قامت برعاية الحفلات الموسيقية المتنقلة وحملات لتقديم العينات وتقديم الإجازات المدفوعة بالكامل لرحلة لعدد من الليالي كجائزة أولى ، وكان هناك اقتراحاً آخر لطباعة دعاية لشركة براون وويليامسن توجه مثلاً لدبي والكويت ومصر ويظهر فيها ثنائي يقوم برياضة التزحلق على الجليد ويروج للسجائر الخفيفة للمبتدئين.

أما شركة فيليب موريس فقد روجت في هذا الوقت لماركتها شستر فيلد في لبنان في الثمانينات باستخدام وحدة ديسكو متنقلة ، وكتب أي جي شارنو معترضاً على القرار الذي اتخذه المقر الرئيسي بإلغاء حملة الترويج مع أن برامج الفيديو سيتم عرضها في صالات الديسكو ، فأنني أشك في أننا سنصل إلى غالبية الجمهور المستهدف ( أعمار مابين 17- 21 عاماً ) نظراً لأن غالبية تلك الصالات مقصورة على أعضائها ، كما أنها غالية التكلفة ، وعلى ذلك فسوف يرتادها عدد محدود من الناس . نحن نحتاج للوصل إلى الجمهور المستهدف من خلال الجامعات والمخيمات ومراكز الترفية، وهذا ممكن باستخدام الديسكو المتنقلة والجوالة التي ستكون بالفعل شيئا جديدا أما خطة تسويق الشركة لعام 1991م في مصر فقد طلبت من القائمين على صناعة التبغ استمرار ترويج الأنشطة المماثلة التي استخدمت مسبقاً ( كمثال البطولة العالمية للبريدج في فبراير ( مع الاحتفاظ بالحقوق المستقبلية لشركة ميريت )، وإقامة معارض تجارية، واستخدام وحدة ديسكو متنقلة، ووحدة سينما متنقلة، والترويج من خلال الشواطئ وتمويل الحفلات الموسيقية بالجامعة والأحداث الرياضية في عام 1995م خطط القائمون على صناعة التبغ لتنظيم سلسلة في الشرق الأوسط، من حملات الترويج من خلال الحفلات الموسيقية في عدد من الأماكن وبرامج الموسيقى في محطات الإذاعة، وتمويل البرامج الموسيقية القائمة والتي تبث بالقمر الصناعي والحفلات الترويجية الراقصة، وكانت الأهداف الخاصة بمارلبورو MARBORO)) هي:
1- جذب القطاع الصغير من المدخنين المحتملين لمار لبورو .
2- النظرة الترويجية تكون نظرة شبابية مبتكرة وجريئة.
3- تجديد أنشطة الترويج لنوع السجائر .

كما قام القائمون على صناعة التبغ بالتعاقد مع شركات لإجراء أبحاث لدراسة الأسواق تستطلع رأي المدخنين وغير المدخنين حول ما يحبونه وما يكرهونه , تتضمن الرياضات التي يمارسونها وكيفية تمضية أوقات فراغهم وهذا الرصد يتضمن صغار السن ( 13 عاماً ) وفي عام 1990م ،في الدراسة التي قامت بها شركة فيليب موريس في المملكة العربية السعودية : دراسة لجيل الشباب : تمت مقابلات شخصية لعدد 3864 شخصاً سعودياً ومغترباً ، ذكوراً وإناثاً من سن 13 إلى 25 وذلك بغرض تقصي السلوكيات والمواقف والمعتقدات للشباب العرب من عادات الشراء واستهلاك وسائل الإعلام وأنشطة وقت الفراغ ، وقد استخدمت تلك المعلومات بالطبع في تغذية حملاتهم التسويقية .
** في الدراسات الأخرى التي تم التوصل إليها كانت تتضمن معلومات مرجعية حول السوق بالمملكة العربية السعودية وتم فيه مقابلة المدخنين الذين تراوحت أعمارهم بين 16 و 24 عاماً.
أما في الرصد الأساسي لعمان لعام 1979م فقد تم فيه مقابلة المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

الإمارات العربية المتحدة

عام 1990م نجحت شركات صناعة التبغ في الإمارات العربية المتحدة في إجهاض مقترحات لحظر الدعاية والإعلان والترويج وتقديم العينات وذلك من خلال العمل مع فروع الإتحاد الدولي للمعلنين القائم في الإمارات، وأستطاع أعضاء الميتا مع وكالات الإعلان التابعة لهم والموردين أن يؤثروا على متخذي القرارات الرئيسيين بحجة الآثار المحتملة من جراء الحظر على الأعمال المحلية وعلى مجودات دبي في السعي لجعلها مركزاً للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي ،وهذا التحرك الذي تم تحت مظلة الإتحاد الدولي للمعلنين نجح في تعليق تنفيذ الحظر المقترح على الدعاية والإعلان عن التبغ، وأثبتت أن ما تقوم به شركات صناعة التبغ من خلال الفرع المحلي للاتحاد الدولي للمعلنين (IAA)، يمكن أن يكون فعالاً جداً في الدفاع عن حرية التسوق وحرية التمويل والرعاية.
ومن ناحية أخرى فإن التواجد المستمر والمكثف لإعلانات السجائر في طريق
دبي – أبو ظبي، قد أثار وزارة الصحة في الإمارات العربية المتحدة مما دعاها إلى النظر في موضوع الحظر،وتساءل القائمون على صناعة التبغ عما إذا كان يجدي كحركة متعلقة من جانبهم أن يقوموا بإزالة بعض هذه الإعلانات ، وتم بالفعل إزالة بعض الإعلانات وبذا كانوا يجسون رد فعل وزارة الصحة عما يقدمونه من تنازلات بسيطة ،وكان يمكن لهذه الشركات إقناع بلدية دبي بتخفيف القيود الخاصة بتقديم العينات في الفنادق والملاهي الليلة ، أما الاستراتيجية المستقبلية للإمارات العربية فكانت بسيطة ، كما شرحتها المذكرة التالية لشركة فليب موريس .
• الضغط بإعادة كتابة القانون (الكود) الطوعي لدولة الإمارات عام 1992م الخاص بالدعاية والإعلان عن التبغ لاستخدامه مع مسئولي وزارة الصحة بالحكومة مع التوضيح بصفة خاصة على موضوع تدخين الأحداث(صغار السن ).
• استكمال إزالة لوحات الإعلانات الضخمة الخاصة بالسجائر من على جانبي طريق دبي – أبو ظبي ، واستثمار هذا التنازل كمثال بسيط على الضبط الاختياري والطوعي على صناعة التبغ.
• العمل مع وزارتي الصحة والتعليم للتعامل بفاعلية مع قضية تدخين الأحداث.
• مقابلة …. في بلدية دبي وإيجاد سبل للمحافظة على الوضع القائم عام 1990 م.
• تشجيع حول قيمة الدعاية والإعلان من خلال الفرع المحلي للاتحاد الدولي المعلنين, ومن خلال المدير الإقليمي للإتحاد في الشرق الأوسط وأفريقيا وفي وسائل الإعلام.
• الشروع في التغطية الإعلامية بعدم جدوى حظر الدعاية والإعلان على التبغ في التأثير على استهلاك التبغ ونشر موقف المملكة المتحدة تجاه ما اقترحه أل EEC)) من حظر الإعلان.
• العمل مع القائمين على صناعة التبغ ووكالات الاتصالات والدعاية والإعلان المطوع واستعدادها الدائم للتصدي لمثل هذا التهديد.

ونظراً للضغط المتزايد في التسعينات على الحكومات في دول مجلس التعاون الخليجي لحظر الدعاية والإعلان عن التبغ، فقد اقترحت شركة فيليب موريس استراتيجية كما يلي:
1- العمل بصورة مستقلة والعمل أيضا مع أعضاء الميتا لتنمية تحالفات وموالين غير رسميين من المستفيدين من نفقات تسويق التبغ وتحفيزهم للدفاع عن حرية تسويقه تحت مظلة وحماية المدير الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا للاتحاد الدولي للمعلنين، ومن خلال الفرع المحلي في الإمارات العربية المتحدة للاتحاد الدولي الخليجي لوكالات الدعاية والإعلان.
2- إقامة جسر من الود وحسن النية بين شركة فيليب مورس والقائمين على صناعة التبغ وبين الجمهور والمسئولين والحكوميين وذلك فيما يتعلق بقضية تدخين الأحداث ( صغار السن ) وإتباع الدلائل الإرشادية لضبط النفس الطوعي من قبل القائمين على صناعة التبغ مع الأخذ في الاعتبار إستبقاء القيود المنظمة لهذه القضايا.


المملـكة العربيـة السعوديـة

قبل اجتماع عام 1986م لوزراء صحة الخليج نظمت شركة فيليب موريس مقابلة لطرف ثالث مع وزير الصحة السعودي لإقناعه بأن حظر الدعاية والإعلان والمقترحات الأخرى ضد التبغ لم تكن ضمن اهتمامات المملكة، وكتب روبنسون إلى جيوفري بيبل من خلال اتحاد المجموعة العربية لوسائل الإعلام نقوم نحن بالتأثير على مؤسسة تهامة ( وهي منشاة النشر الرئيسية ووكالة الإعلان في المملكة العربية السعودية) وذلك حتى تقوم بمقاومة اقتراح حظر الدعاية والإعلان عن التبغ كما نستخدم علاقات سورى / موريس (SURRY/ MORSE) لتوصيل رسائل فيليب موريس لأصدقائهم بالمملكة العربية السعودية، وفي تحليل عام 1992م حول " حريات التسويق بالخليج " قامت به شركة فيليب موريس كان بارودي سعيداً بفرض تلافي قيود الدعاية والإعلان في المملكة العربية السعودية .
وبينما نجحت المملكة العربية السعودية منذ أوائل السبعينات بموجب مرسوم ملكي في تطبيق حظر الدعاية والإعلان عن التبغ في وسائل الإعلام المحلية نجحت شركة فيليب موريس في الوصول إلى عدد أكبر من المدخنين من خلال الصحف التي تصدرها المجموعة العربية أما ما يتم طبعة في لندن فكان يتمركز في مطبوعات كل من الشركة السعودية للأبحاث والنشر والتي تصدر جريدة الشرق الأوسط والحياة ومجموعة مجلات أخرى رائدة تصدر في لندن ، ولذا فقد كان التهديد بحظر الدعاية والإعلان في الصحف الواردة من لندن غير وارد على الإطلاق على الرغم من رغبة مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي ، مما يعطي هذا الصحف السعودية المطبوعة في الخارج والتي توزع في الداخل فرصة في التملص من تطبيق حظر الدعاية والإعلان عن السجائر الأمر الذي يوحى بالتناقض.
عـمــان
كونت الميتا " مجموعة العمل في عمان " لاستنباط ووضع استراتيجية للدفاع وتعزيز قدرة القائمين على صناعة التبغ للإعلان ، وقدمت هذه المجموعة " خطة عمل لعمان " كانت أهدافها الرئيسية كما يلي:
1- المحافظة على حرية صناعة التبغ في الإعلان واستعادة الحق في تقديم الجوائز.
2- محاولة إقامة العلاقات وتحسين تلك القائمة مع السلطات والمؤثرين في الرأي العام لتحقيق هذه الأهداف.
3- إرساء أسس القائمين على صناعة التبغ بحيث يكتسبون الثقة بصفتهم متحدثين على درجة كبيرة من الثقة والإقناع.
4- إنشاء نظام أفضل للمعلومات لعملية اتخاذ القرارات.
وقد اقترحت شركة التبغ " المجموعة الرئيسية المستهدفة " بحيث تتكون من وزير الصحة ووزير الإعلام ووزير التجارة والصناعة في عمان بالإضافة إلى المدير الإداري لمجلة " العمانية " وتضمنت استراتيجية الشركات تحسين الرصد البيئي ونظام إنذار مبكر من خلال ممثلها وموزعيها ووكلائها ، والعمل من خلال هؤلاء الموزعين للتأثير على الحكومة العمانية بدلاً من العمل بصورة مباشرة ،وتقوم شركات التبغ بدور كاتبي الرسائل بدلاً من دور الذين يقدمونها على أن يقوم بهذه المهمة " أحد الأشخاص المعروفين جيدا من القطاع الخاص العماني " حتى لا تثير هذه الشركات شكوك المسئولين الحكوميين في إنها " تحاول تنظيم جبهة معارضة ضد الحكومة؟ وكان هدف الميتا هو " منع إحياء المقترحات الخاصة بخطر الإعلان المطبوع و" الحصول على تنازلات من قبل وزارة التجارة من حيث تطبيق الخطر وضمان تفرقة السلطات العمانية بين حق الترويج الشرعي بين البالغين من المدخنين وبين المنتجات الموجهة للأطفال وتحمل أسماء غير قانونية من ماركات السجائر.
ومن ضمن استراتيجية شركات التبغ كان إمداد مواليها وحلفائها بورقات إرشادية وإخبارية " بسيطة ومباشرة " حول مواضيع مثل التبغ والشباب ، و حظر الإعلان على القطاع الخاص وعلى مساهمات صناعة التبغ في الاقتصاديات البلد ، أما الأهمية الكبرى فكانت على توجيه قضية تدخين الشباب لمحاربة الحظر المقترح على الإعلان .
وقد وافقت شركات صناعة التبغ على تنسيق خطوات العمل الخاص بها من أجل إقامة جسر الود والتفاهم مع المسئولين العمانيين والجمهور حول قضية تدخين الشباب وصغار السن وذلك عن طريق :
 إعداد ونشر ملاحظات تحذيرية تبعد الشبهة عن هذه الشركات من المنتجات الموجهة للأطفال.
 نشر ما تقوم به هذه الشركات من إدانة لمستخدمي علاماتها التجارية غير الشرعيين ولاسيما في المنتجات الموجهة للأطفال.
 إشراك المجلس القضائي في عمان مع أعضاء شركات التبغ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مستخدمين غير الشرعيين لعلاماتهم التجارية في المنتجات الموجة للأطفال ونشر هذه الإجراءات .
 وكان من أهم ما تهتم به شركات التبغ هو استيراد المنتجات الترويجية من آسيا والتي تحمل شعارات الشركات مثل القبعات والتي شرتات إلا أنها رأت إن هذا من شأنه أن يزيد من غضب المسئولين وتراجعت عن هذه الخطوة وفضلت التركيز على قضية دفاعها ضد من يستهدف الشباب والأطفال مستخدماً بدون أي حق شرعي علامات التجارية ،حيث أن من شأن موقفها هذا أن يعيد حريتها في استجلاب منتجاتها الترويجية.

4-3 محاربة حظر الدعاية والإعلان في عام 2000

ما تزال معارضة شركات التبغ للقيود الخاصة بحظر الدعاية والإعلان حتى وقتنا هذا ، فقد أوضحت نسخة من مذكرة مؤرخة في عام 20 آذار / مارس عام 2000م أرسلها بشارة بارودي من فيليب موريس إلى نقولا هوبيش ، يذكر فيها بالتفصيل الخطوات التي اتخذها الشركة الانكليزية للتبغ (BAT) لمواجهة المقترحات لحظر الدعاية والإعلان في لبنان بدءً من الأسلوب غير المباشر من قبل رمزي نجار الذي يعمل بوكالة الإعلان التابعة لهذه الشركة ،وملاحظته وتلميحاته لوزير الصحة خلال عشاء عمل ، فقد ضغطت الشركة على الوتر الحساس الذي يهم الوزيـر وهو اهتمامه بموضوع تدخين الشباب فاقترحت تنسيق مشترك بين الحكومية والقائمين على صناعة التبغ حول منع ووقاية الشباب من التدخين ، وفي هذه المذكرة اقترح بارودي " تنسيق بناء بتشريع أوسن قانون للتدخين وتنظيم تطبيق برامج لمنع الوصول إلى منافذ البيع بالتجزئة، وفي نفس الوقت شدد بارودي على أهمية " حماية العلاقات التجارية وحرية الدعاية والإعلان " على أن الشركات كانت واعية بأنها قد تحتاج إلى إعادة النظر في الممارسات الحالية لها في مجال التسويق فقد قال بارودي ( يتعين علينا أن نعيد حساباتنا داخليا في الشركة ومع الأعضاء الآخرين حول الممارسات التسويقية التي نمارسها ولا بد من أن نكون على استعداد لتقديم بعض التنازلات المقبولة ) على أن شركة فيليب موريس اعترضت بشدة على أي انسحاب طوعي من إعلانات التلفزيون ، إلا أن بارودي كان متفائلاً بهذه المبادرة مع الوزير حيث رأى أنها فرصة لاستنفار مزيد من الموالين للصناعة والمتحالفين معهم وهي أيضاً فرصة لاجتناب إثارة هذا الموضع ربما لعدة سنوات قادمة .

ابوعمروعاصم الدهماني
03-Sep-2007, 06:32 PM
هلا والله يابن مقبل

ويعطيك العافيه على الموضوع


الله يحييك عندي