أبوثنتين
21-Aug-2007, 03:00 PM
سعيد العدواني - جدة
بعد أيام من الحزن والصمت وعدم القدرة على الحديث استنطقت “المدينة” (منال خ) والدة اريج الطفلة التى لاقت مصرعها على يد والدها لتبوح بمشاعرها الدامية ولتروي بصوت المرارة تفاصيل رحيل زهرة فؤادها عن دنيا الحياة .. النبرات ليست كالنبرات بل حروف متقطعة بفعل البكاء وكلمات اختلط فيها الحزن بالغيظ من القاتل تارة والدعاء للصغيرة تارة أخرى .ورغم شوق الأم لحديث يزيل النيران الجاثمة على قلبها ويحمل أرتال الألم التى اتخذت مكانها على الصدر فحالت بين الأم المكلومة والنوم الهاني الا ان لحظات الحوار كانت بحق عصية فمشاعر والدة أريج مازالت جريحة تحتاج ربما لسنوات كى تلتئم.
ابنتي لم ترحل
تقول (منال خ) والدة: أريج لا تسألوني عن فراق ابنتي فابنتي لم ترحل بعد فهي مازالت تسكن معي وتتحرك أمامي وتبتسم بثغرها الجميل لي في كل صباح كما أن خطاباتها وحروف يدها لاتزال هي زاد أيامي ووقود حياتي . لا سامح الله قاتلها وسأظل أدعو عليه ما حييت أن يذيقه الله من ويلات العذاب كما أذاقني
وتضيف إنني واسرتي لم نمانع يوماً من الأيام من زيارة والد أريج لابنته بل كنا حريصين على ذلك حتى لا تنقطع الطفلة عن والدها ولإيماننا ان هذا هو حق الأب على ابنته .
وتضيف منال التي تعمل معلمة على بند الاجور بإحدى مدارس العاصمة المقدسة إنني انفصلت عن زوجي وخلعته في السنة الأولى من زواجنا بعد ان ضاقت بيننا الحياة واستحالت العشرة ولم أعد احتمل تصرفاته والتي كان أبرزها ابتعاده عن ربه وعدم أدائه لواجباته الدينية وعدم احترامه لأبجديات الحياة الزوجية.
قراءة الصك
وأضافت إن أريج حضرت إليَّ بعد زيارتها لوالدها وهي تشتكي من سوء معاملة والدها والتصرفات التي يقوم بها وقالت لي في إحدى المرات بأن والدها قام بربطها بالاسلاك وسؤالها عنا وهل نتحدث عنه وعن أبنائه وأنه قام بربطها وأخذ الصك الصادر من المحكمة والذي حكم له باستلام أريج وبدأ يقرأه عليها على الرغم من انها طفلة لم تتجاوز بعد الثامنة وكان يقول لها بأنها من حقه وليس لأحد حق فيها.
نتيجة العقاب
واضافت إنني بعد كل فرض وكل صلاة أدعو على من قتل ابنتي بالعذاب في الدنيا والآخرة وإنني لن أتنازل عن حق ابنتي المظلومة وأتمنى ان يحكم على من قتلها بالقتل ويكون عبرة لغيره.
وقالت منال إن والدها عندما حضر للقاضي أبلغه بأن الطفلة تتعرض للضرب والتعذيب في منزل والدها ودائماً ما تشكو من سوء المعاملة وان القاضي رد لهم في تلك الجلسة بأن البنت لأبيها وضربه لها لتربيتها وهذه نتيجة التربية التي ذكرها القاضي وقالت إننا كنا نسعى لأن يكون الحل ودياً مع والد أريج حتى لا ينقطع حبل المودة مع الأب.
شخصية الأب
وعن شخصية والد أريج خلال السنة التي عاشتها معه كزوجة ، قالت انه كان يحثني على كراهية أهلي وقطع اتصالاتي معهم وكان يمنعني من الخروج من المنزل ويمنعني من استقبال اي شخص ، وقالت إنه كان يردد كل يوم حديث الرسول صلى الله علية وسلم “لو أمرت المرأه أن تسجد لأحد لأمرتها ان تسجد لزوجها”.
وقالت أيضا ان شخصيته كانت غريبة وكان يكره أي شخص يراه أفضل منه ويتفوق عليه ، ولكن السبب الأكبر في انفصالنا هو خداعه لنا بانه حريص على واجباته الدينية حتى كشفت لنا الأيام خلاف ذلك.
انفصال عن كراهة
وأضافت إنني بعد زواجي منه رافقته إلى تبوك وهناك كان يرفض ان يزورني أحد وكنت ألبي كل متطلباته ولا أعارضه فى شيء إلا ان تصرفاته معي كانت تسوء يوما بعد آخر حتى بدأ يحاربني في أهلي ويطلب مني أن أقاطعهم وأكرههم لتزداد المشاكل وأغادر إلى جدة وأزور أهلي وأبقى لديهم لعدة شهور. حتى حضر أهل الخير وأصلحوا في القضية وأقْسَمَ انه سيعتدل وسيكون زوجاً صالحاً ويحافظ على دينه وانتقل من تبوك إلى شرورة وانتقلت معه ولكن سرعان ما عاد إلى سابق تصرفاته لأعود الى أهلي وأطلب منه الطلاق حتى حددت جلسات المحكمة وحكم القاضي بمخالعته مقابل أن أدفع له مبلغ 20 ألف ريال واتحمل حضانة ابنتي أريج التي انجبتها وأنا بمنزل والدي .
تخيرت لها (رنا)
وقالت بعد أن انجبت أريج اخترت لها اسم “رنا” حتى جاء والدها بعد مدة وغير اسمها وأطلق عليها اسم أريج وتقول منال قررت العمل وعملت معلمة على بند الأجور بمكة وكنت اقدم لصغيرتي ما تطلبه وألبي كل طلباتها ولا اشتري لها إلا كل غالٍ وكانت أريج تذهب مع والدها القاتل فى أجمل ثياب وتعود بحالة وصورة سيئة وبملابس رثة وتضيف لم يكن والد أريج يسأل عن ابنته منذ ولادتها وحتى قبل عامين وفجأة طلب أن يزور ابنته ولم نرفض لحظتها وحددنا له موعد وهذا مثبت بصك المحكمة العامة بمكة المكرمة وبقي الحال على هذا الوضع إلى الأشهر الماضية وهنا كانت الكارثة عندما أصدر أحد قضاة المحكمة العامة بمكة صكاً آخر خلاف الذي صدر من قبل يحدد الزيارة ومواعيدها حكم فيه بتسليم الطفلة البريئة أريج إلى والدها القاتل.
رضينا بالحكم
وقالت إنها لم تقم بتقديم أي شكوى لأي جهة من قبل سوى ما ذكر للقاضي بتعذيب ابنتها إلا ان القاضي لم يلق بالاً لذلك ورضيت بالحكم حتى لا يعاندني والد أريج ويحرمني من ابنتي أريج، وقالت لقد فكرت بان أغير مدرسة أريج وأبحث عن منزل خاص حتى لا يصل إلينا والد أريج إلا إنني لم أفعل لقناعتي بان والد أريج لن يتركنا في حالنا. واضافت لقد حضر والد أريج بعد استلامه الصك الذي حكم له القاضى باستلام أريج وأنا في عملي بالمدرسة وكان آخر لقائي بها عندما قبلتها وودعتها وهي نائمة قبل خروجي للمدرسة ولم أكن أعلم بأن والدها القاتل سيحضر لأخذها وأنا خارج المنزل ، وقالت أم أريج إنني لن أتنازل عن حق طفلتي وسأطالب بمعاقبة الجاني والمتسبب في قتل أريج والحكم عليه بالقتل تعزيرا لبشاعة الجرم الذي ارتكبه.
معاقبة المتسبب
وحملت أم أريج النظام الذي ألزمها بتسليم أريج إلى والدها المصير الذي آلت إليه طفلتها وقالت: أطالب جميع المسؤولين بالتحقيق في مقتل طفلتي أريج وحساب كل من كان له دور في القضية سواء بالطريقة المباشرة أو غير المباشرة ومعاقبتهم بقتلهم طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقالت إن حادثة ابنتي ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة إذا لم يكن هناك عقوبات رادعة ويجب النظر في مثل هذه القضايا حتى لا تتكرر الحادثة.
جريدة المدينة اليوم
بعد أيام من الحزن والصمت وعدم القدرة على الحديث استنطقت “المدينة” (منال خ) والدة اريج الطفلة التى لاقت مصرعها على يد والدها لتبوح بمشاعرها الدامية ولتروي بصوت المرارة تفاصيل رحيل زهرة فؤادها عن دنيا الحياة .. النبرات ليست كالنبرات بل حروف متقطعة بفعل البكاء وكلمات اختلط فيها الحزن بالغيظ من القاتل تارة والدعاء للصغيرة تارة أخرى .ورغم شوق الأم لحديث يزيل النيران الجاثمة على قلبها ويحمل أرتال الألم التى اتخذت مكانها على الصدر فحالت بين الأم المكلومة والنوم الهاني الا ان لحظات الحوار كانت بحق عصية فمشاعر والدة أريج مازالت جريحة تحتاج ربما لسنوات كى تلتئم.
ابنتي لم ترحل
تقول (منال خ) والدة: أريج لا تسألوني عن فراق ابنتي فابنتي لم ترحل بعد فهي مازالت تسكن معي وتتحرك أمامي وتبتسم بثغرها الجميل لي في كل صباح كما أن خطاباتها وحروف يدها لاتزال هي زاد أيامي ووقود حياتي . لا سامح الله قاتلها وسأظل أدعو عليه ما حييت أن يذيقه الله من ويلات العذاب كما أذاقني
وتضيف إنني واسرتي لم نمانع يوماً من الأيام من زيارة والد أريج لابنته بل كنا حريصين على ذلك حتى لا تنقطع الطفلة عن والدها ولإيماننا ان هذا هو حق الأب على ابنته .
وتضيف منال التي تعمل معلمة على بند الاجور بإحدى مدارس العاصمة المقدسة إنني انفصلت عن زوجي وخلعته في السنة الأولى من زواجنا بعد ان ضاقت بيننا الحياة واستحالت العشرة ولم أعد احتمل تصرفاته والتي كان أبرزها ابتعاده عن ربه وعدم أدائه لواجباته الدينية وعدم احترامه لأبجديات الحياة الزوجية.
قراءة الصك
وأضافت إن أريج حضرت إليَّ بعد زيارتها لوالدها وهي تشتكي من سوء معاملة والدها والتصرفات التي يقوم بها وقالت لي في إحدى المرات بأن والدها قام بربطها بالاسلاك وسؤالها عنا وهل نتحدث عنه وعن أبنائه وأنه قام بربطها وأخذ الصك الصادر من المحكمة والذي حكم له باستلام أريج وبدأ يقرأه عليها على الرغم من انها طفلة لم تتجاوز بعد الثامنة وكان يقول لها بأنها من حقه وليس لأحد حق فيها.
نتيجة العقاب
واضافت إنني بعد كل فرض وكل صلاة أدعو على من قتل ابنتي بالعذاب في الدنيا والآخرة وإنني لن أتنازل عن حق ابنتي المظلومة وأتمنى ان يحكم على من قتلها بالقتل ويكون عبرة لغيره.
وقالت منال إن والدها عندما حضر للقاضي أبلغه بأن الطفلة تتعرض للضرب والتعذيب في منزل والدها ودائماً ما تشكو من سوء المعاملة وان القاضي رد لهم في تلك الجلسة بأن البنت لأبيها وضربه لها لتربيتها وهذه نتيجة التربية التي ذكرها القاضي وقالت إننا كنا نسعى لأن يكون الحل ودياً مع والد أريج حتى لا ينقطع حبل المودة مع الأب.
شخصية الأب
وعن شخصية والد أريج خلال السنة التي عاشتها معه كزوجة ، قالت انه كان يحثني على كراهية أهلي وقطع اتصالاتي معهم وكان يمنعني من الخروج من المنزل ويمنعني من استقبال اي شخص ، وقالت إنه كان يردد كل يوم حديث الرسول صلى الله علية وسلم “لو أمرت المرأه أن تسجد لأحد لأمرتها ان تسجد لزوجها”.
وقالت أيضا ان شخصيته كانت غريبة وكان يكره أي شخص يراه أفضل منه ويتفوق عليه ، ولكن السبب الأكبر في انفصالنا هو خداعه لنا بانه حريص على واجباته الدينية حتى كشفت لنا الأيام خلاف ذلك.
انفصال عن كراهة
وأضافت إنني بعد زواجي منه رافقته إلى تبوك وهناك كان يرفض ان يزورني أحد وكنت ألبي كل متطلباته ولا أعارضه فى شيء إلا ان تصرفاته معي كانت تسوء يوما بعد آخر حتى بدأ يحاربني في أهلي ويطلب مني أن أقاطعهم وأكرههم لتزداد المشاكل وأغادر إلى جدة وأزور أهلي وأبقى لديهم لعدة شهور. حتى حضر أهل الخير وأصلحوا في القضية وأقْسَمَ انه سيعتدل وسيكون زوجاً صالحاً ويحافظ على دينه وانتقل من تبوك إلى شرورة وانتقلت معه ولكن سرعان ما عاد إلى سابق تصرفاته لأعود الى أهلي وأطلب منه الطلاق حتى حددت جلسات المحكمة وحكم القاضي بمخالعته مقابل أن أدفع له مبلغ 20 ألف ريال واتحمل حضانة ابنتي أريج التي انجبتها وأنا بمنزل والدي .
تخيرت لها (رنا)
وقالت بعد أن انجبت أريج اخترت لها اسم “رنا” حتى جاء والدها بعد مدة وغير اسمها وأطلق عليها اسم أريج وتقول منال قررت العمل وعملت معلمة على بند الأجور بمكة وكنت اقدم لصغيرتي ما تطلبه وألبي كل طلباتها ولا اشتري لها إلا كل غالٍ وكانت أريج تذهب مع والدها القاتل فى أجمل ثياب وتعود بحالة وصورة سيئة وبملابس رثة وتضيف لم يكن والد أريج يسأل عن ابنته منذ ولادتها وحتى قبل عامين وفجأة طلب أن يزور ابنته ولم نرفض لحظتها وحددنا له موعد وهذا مثبت بصك المحكمة العامة بمكة المكرمة وبقي الحال على هذا الوضع إلى الأشهر الماضية وهنا كانت الكارثة عندما أصدر أحد قضاة المحكمة العامة بمكة صكاً آخر خلاف الذي صدر من قبل يحدد الزيارة ومواعيدها حكم فيه بتسليم الطفلة البريئة أريج إلى والدها القاتل.
رضينا بالحكم
وقالت إنها لم تقم بتقديم أي شكوى لأي جهة من قبل سوى ما ذكر للقاضي بتعذيب ابنتها إلا ان القاضي لم يلق بالاً لذلك ورضيت بالحكم حتى لا يعاندني والد أريج ويحرمني من ابنتي أريج، وقالت لقد فكرت بان أغير مدرسة أريج وأبحث عن منزل خاص حتى لا يصل إلينا والد أريج إلا إنني لم أفعل لقناعتي بان والد أريج لن يتركنا في حالنا. واضافت لقد حضر والد أريج بعد استلامه الصك الذي حكم له القاضى باستلام أريج وأنا في عملي بالمدرسة وكان آخر لقائي بها عندما قبلتها وودعتها وهي نائمة قبل خروجي للمدرسة ولم أكن أعلم بأن والدها القاتل سيحضر لأخذها وأنا خارج المنزل ، وقالت أم أريج إنني لن أتنازل عن حق طفلتي وسأطالب بمعاقبة الجاني والمتسبب في قتل أريج والحكم عليه بالقتل تعزيرا لبشاعة الجرم الذي ارتكبه.
معاقبة المتسبب
وحملت أم أريج النظام الذي ألزمها بتسليم أريج إلى والدها المصير الذي آلت إليه طفلتها وقالت: أطالب جميع المسؤولين بالتحقيق في مقتل طفلتي أريج وحساب كل من كان له دور في القضية سواء بالطريقة المباشرة أو غير المباشرة ومعاقبتهم بقتلهم طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقالت إن حادثة ابنتي ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة إذا لم يكن هناك عقوبات رادعة ويجب النظر في مثل هذه القضايا حتى لا تتكرر الحادثة.
جريدة المدينة اليوم