النافذ
20-Aug-2007, 04:46 PM
http://www.islammemo.cc/media//1_675741_1_34.jpg
حسن الرشيدي
مفكرة الإسلام: "في الصيف عادة ما يكون الطقس حارا ونحن نتطلع إلى أن ترتفع حرارة الصيف بفضل الانتصارات"..
هذا جزء من رد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد على سؤال وجهه له صحفي أثناء زيارته لدمشق عما إذا كان يتوقع صيفًا ساخنا آخر في إشارة إلى حرب السنة الماضية بين حزب الله وإسرائيل رد قائلا: في الصيف عادة ما يكون الطقس حارا ونحن نتطلع إلى أن ترتفع حرارة الصيف بفضل الانتصارات تلو الانتصارات التي تحققها شعوب المنطقة.
ويوم الخميس الماضي التقى أحمدي نجاد بالرئيس السوري بشار الأسد ووعد بتقوية التحالف بين البلدين اللذين يتعرضان لضغوط أميركية على حد وصفه. وقال بيان مشترك صدر بعد اجتماع الرئيسيين السوري والإيراني أن الجانبين أبديا ارتياحهما للمستوى الرفيع الذي تسير فيه علاقتهما الثنائية مؤكدين على أهمية الاستمرار بتعزيز وتعميق وتطوير العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين.
وقال أحمدي نجاد إن العلاقات القائمة بين البلدين هي علاقات ودية للغاية. فلدينا رؤى ومنطلقات مشتركة تجاه قضايا المنطقة بينما قال الأسد: إن الرؤية البعيدة المدى للسياسة السورية الإيرانية أثبتت صحتها.
وقال شهود عيان إن أحمدي نجاد الذي يزور دمشق ليوم واحد اجتمع أيضا مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
هذا التوافق السوري الإيراني البعض يرى أنه تحالف استراتيجي يتأثر بعوامل عديدة منها الأيديولوجي ومنها الجغرافي السياسي ومنها الاقتصادي ولكنه يثير أسئلة عديدة عن ماهية العلاقة بين الطرفين السوري والإيراني: هل هي علاقة تحالف إستراتيجي بين النظامين؟ أم هي علاقة تحالف مؤقتة تتعلق بمصالح عاجلة بين الطرفين؟ ومن هو الطرف الأقوى في هذه العلاقة أي بالأحرى من يستخدم الآخر:إيران أم النظام السوري؟.
للإجابة على هذه الأسئلة لابد من معرفة إستراتيجية كل من النظامين والأيديولوجية التي تحكم هذه الإستراتيجية.
طبيعة النظام السوري والمنطلقات الفكرية للنظام:
يشترك النظام السوري مع بقية النظم العربية في عدة خصائص، ويتميز عنها في مفردات أخرى، ولكن مجمل هذه الخصائص تتمثل فيما يلي:
(1) نظام طائفي:
تتحكم فيه أقلية نصيرية بغالبية الشعب السني، وقد أضفيت سمات هذه الطائفة على أفعال النظام وتصرفاته؛ فمجمل معتقدات هذه الطائفة معتقدات باطنية تقول أشياء بينما هي تعتقد خلافها؛ وهذا ما نلاحظه في جملة تصريحات أقطاب النظام التي تتشدق بالعداء لأمريكا وإسرائيل، وتتغنى الطبقة السياسية بمناصرة الشعب الفلسطيني؛ بينما ما يتم في الخفاء أمر آخر محصلته سحق المقاومة الفلسطينية والتآمر عليها إلى درجة إبعادها نهائياً عن لبنان وعن حدود إسرائيل ليبقى في النهاية تمثيل محدود ومسيطر عليه لكوادر تنظيمية لبعض الفصائل.
(2) إستراتيجية اللاحرب واللاسلم:
ظل النظام السوري أكثر ضبطاً لمجتمعه من أي دولة عربية؛ فجبهة الجولان سكنت في الهدوء المطلق ثلاثين سنة مما يشير إلى إستراتيجية لا تتوافق والخطاب الحاد الذي كان النظام يتبنّاه، إنها إستراتيجية اللاحرب واللاسلم التي تكفي لإكساب النظام سمعة عدم التفريط، سمعة لم تتورط بما تورط به آخرون في المنطقة، وهو ما يفسر إصرار الرئيس السابق حافظ أسد على عدم التوقيع على معاهدة كالتي وقعها زملاؤه. ومن الناحية الأخرى تكفي هذه الإستراتيجية أن تقنع الإسرائيليين والأمريكيين بأن يفضلوا التعامل مع حكم لا يحارب ولا يسالم على أن يأتي حكم مجهول قد يحارب وقد يسالم.
(3) الطموح لتكوين سوريا الكبرى:
إن الحلم بإعادة دولة الشام كما كانت عليه في القرون السالفة لهو أمر ظل يداعب حكام دمشق؛ حيث بواسطة هذا الدور تلعب سوريا دوراً إقليمياً ليس داخل نطاقها الحدودي الضيق، ولكن يمتد ليشمل لبنان وغيرها، ومن ثم حاول النظام السوري امتلاك أوراق سياسية تكون بمثابة أداة يتم بها الاعتراف به بمقتضاها بدوره المتنامي، ولعل المثال الأبرز في ذلك تحالفه مع أمريكا ضد العراق في حرب الخليج الثانية، وبمقتضاه قبض تفويضاً أمريكياً دولياً لحسم الأمور لصالح سورية في لبنان، وهو ما حدث عندما تدخلت القوات السورية وأخرجت العماد ميشيل عون من قصر الرئاسة وأطاحت به دون أن يثير تدخلها احتجاجاً دولياً كما جرت العادة في مثل هذه الأمور.
الأيديولوجية والإستراتيجية الإيرانية:
إيران تسعى لتحقيق الحلم الفارسي بإقامة إمبراطورية شيعية في العالم الإسلامي؛ هذا الهدف الذي يمثل حلم إيران الشيعية منذ حدوث ما يعرف بثورة الآيات الآيات ووورد في وثيقة حديثة وسارية المفعول في عهد خاتمي نفسه أوضحت الغاية العظمى لهذه الدولة الشيعية: نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات.
قامت الإستراتيجية السياسية الإيرانية منذ قيام الثورة الإيرانية على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وكان هدفها تحقيق الاستقرار الداخلي ومحاولة إيجاد صيغة سياسية تلتقي عليها جميع القوى الداخلية الإيرانية وفي نفس الوقت نشر الدعوة للتشيع في أقطار مختلفة وإيجاد بذور تنظيمات شيعية في الخارج وقد استغرقت هذه المرحلة فترة طويلة نظرا لدخول إيران في حرب مريرة مع العراق.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة الصعود الإقليمي وكسر القوى التي تحول بين هذا الصعود وهي طالبان ونظام صدام حسين وجاءتها الفرصة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما اندفعت أمريكا بقوتها الغاشمة إلى المنطقة فتحالفت إيران معها وساندتها حتى خرج أحد المسئولين الإيرانيين يمن على أمريكا قائلا: «لولا إيران ما سقطت كابول وبغداد».
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الطموح العالمي والوصول إلى حلم الدخول في نادي القوى الكبرى عن طريق البرنامج النووي وهي مرحلة التصادم مع الولايات المتحدة حيث تتقاطع الإستراتيجيتان لكل من الدولتين.
بالمقارنة بين أيديولوجية كل من الدولتين نجد أن الأيديولوجية التي ترتكن إليها سورية تقوم على فكرة هشة من بقايا قومية عربية مهزومة تختلط بطموحات طائفة باطنية قليلة العدد كانت دائما خاملة الذكر تحاول إثبات نفسها منذ قرون وجاءتها الفرصة على يد عائلة الأسد للصعود ونظرا لأن صعودها اعتمد على الخبث والمكر والحيلة والخيانة فإن ارتكانها لأيديولوجية الشيعة الإمامية المتمثلة في دولة الآيات قد أعطى لها سندا قويا أما الشيعة الإمامية فلها انتشار أوسع بكثير من النصيرية حيث ينتشر أتباعها كأقليات كبيرة العدد ومؤثرة في عدة دول أهمها لبنان والعراق كما أن لها مثال تاريخي سابق تمثل في الدولة الفارسية ومحاولة إعادة أمجادها كما يستند لدعم مالي كبير من حصة الخمس ومن عوائد النفط.
فبالمقارنة بين الفكرتين نجد أن الفكرة الإيرانية أقوى ولابد من الارتكان السوري إليها.
وعند المقارنة بين الوضع الإستراتيجي نجد أن سوريا الأسد الأب تختلف عن سوريا في عهد الأسد الابن فالأسد الكبير كان يتمتع بمهارة سياسية كبيرة وبمستوى عال من المكر الذي مكنه من التغلب على كثير من المخاطر التي أحاطت بالنظام سواء كانت داخلية أم خارجية فقد كان يمتاز بالكمون عند تجمع الظروف ضده ثم انتهاز الفرصة سانحة للانقضاض وانتهاز الفرصة أما الابن فلم يتمتع بالخبرة التي كان يحياها الأب ولم سيتشابه معه في أسلوبه إلا في شيء واحد وهو الدموية في التعامل مع الخصوم وبالتدريج بدأت سوريا تفقد مكانتها الإستراتيجية وتبحث عن سند لها فلم تجدها في الدول العربية التي غرقت في التبعية للغرب وعدم القدرة على التخلص من السطوة الأمريكية فازداد ارتكانها إلى الإستراتيجية الإيرانية التي بدأت في الصعود والبروز منذ احتلال العراق ومحاولة إثبات جدارتها وطموحها الإقليمي بل وإثبات حضورها الدولي وتجميعها الأوراق ووسائل القوة المختلفة لإثبات ذلك الصعود وتثبيته وهنا تحولت سورية إلى أقرب ما يكون إلى ورقة في الإستراتيجية الإيرانية ومسعاها للصعود الإقليمي والعالمي وهذا ما تثبته الأحداث المتلاحقة في المنطقة.
حسن الرشيدي
مفكرة الإسلام: "في الصيف عادة ما يكون الطقس حارا ونحن نتطلع إلى أن ترتفع حرارة الصيف بفضل الانتصارات"..
هذا جزء من رد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد على سؤال وجهه له صحفي أثناء زيارته لدمشق عما إذا كان يتوقع صيفًا ساخنا آخر في إشارة إلى حرب السنة الماضية بين حزب الله وإسرائيل رد قائلا: في الصيف عادة ما يكون الطقس حارا ونحن نتطلع إلى أن ترتفع حرارة الصيف بفضل الانتصارات تلو الانتصارات التي تحققها شعوب المنطقة.
ويوم الخميس الماضي التقى أحمدي نجاد بالرئيس السوري بشار الأسد ووعد بتقوية التحالف بين البلدين اللذين يتعرضان لضغوط أميركية على حد وصفه. وقال بيان مشترك صدر بعد اجتماع الرئيسيين السوري والإيراني أن الجانبين أبديا ارتياحهما للمستوى الرفيع الذي تسير فيه علاقتهما الثنائية مؤكدين على أهمية الاستمرار بتعزيز وتعميق وتطوير العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين.
وقال أحمدي نجاد إن العلاقات القائمة بين البلدين هي علاقات ودية للغاية. فلدينا رؤى ومنطلقات مشتركة تجاه قضايا المنطقة بينما قال الأسد: إن الرؤية البعيدة المدى للسياسة السورية الإيرانية أثبتت صحتها.
وقال شهود عيان إن أحمدي نجاد الذي يزور دمشق ليوم واحد اجتمع أيضا مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
هذا التوافق السوري الإيراني البعض يرى أنه تحالف استراتيجي يتأثر بعوامل عديدة منها الأيديولوجي ومنها الجغرافي السياسي ومنها الاقتصادي ولكنه يثير أسئلة عديدة عن ماهية العلاقة بين الطرفين السوري والإيراني: هل هي علاقة تحالف إستراتيجي بين النظامين؟ أم هي علاقة تحالف مؤقتة تتعلق بمصالح عاجلة بين الطرفين؟ ومن هو الطرف الأقوى في هذه العلاقة أي بالأحرى من يستخدم الآخر:إيران أم النظام السوري؟.
للإجابة على هذه الأسئلة لابد من معرفة إستراتيجية كل من النظامين والأيديولوجية التي تحكم هذه الإستراتيجية.
طبيعة النظام السوري والمنطلقات الفكرية للنظام:
يشترك النظام السوري مع بقية النظم العربية في عدة خصائص، ويتميز عنها في مفردات أخرى، ولكن مجمل هذه الخصائص تتمثل فيما يلي:
(1) نظام طائفي:
تتحكم فيه أقلية نصيرية بغالبية الشعب السني، وقد أضفيت سمات هذه الطائفة على أفعال النظام وتصرفاته؛ فمجمل معتقدات هذه الطائفة معتقدات باطنية تقول أشياء بينما هي تعتقد خلافها؛ وهذا ما نلاحظه في جملة تصريحات أقطاب النظام التي تتشدق بالعداء لأمريكا وإسرائيل، وتتغنى الطبقة السياسية بمناصرة الشعب الفلسطيني؛ بينما ما يتم في الخفاء أمر آخر محصلته سحق المقاومة الفلسطينية والتآمر عليها إلى درجة إبعادها نهائياً عن لبنان وعن حدود إسرائيل ليبقى في النهاية تمثيل محدود ومسيطر عليه لكوادر تنظيمية لبعض الفصائل.
(2) إستراتيجية اللاحرب واللاسلم:
ظل النظام السوري أكثر ضبطاً لمجتمعه من أي دولة عربية؛ فجبهة الجولان سكنت في الهدوء المطلق ثلاثين سنة مما يشير إلى إستراتيجية لا تتوافق والخطاب الحاد الذي كان النظام يتبنّاه، إنها إستراتيجية اللاحرب واللاسلم التي تكفي لإكساب النظام سمعة عدم التفريط، سمعة لم تتورط بما تورط به آخرون في المنطقة، وهو ما يفسر إصرار الرئيس السابق حافظ أسد على عدم التوقيع على معاهدة كالتي وقعها زملاؤه. ومن الناحية الأخرى تكفي هذه الإستراتيجية أن تقنع الإسرائيليين والأمريكيين بأن يفضلوا التعامل مع حكم لا يحارب ولا يسالم على أن يأتي حكم مجهول قد يحارب وقد يسالم.
(3) الطموح لتكوين سوريا الكبرى:
إن الحلم بإعادة دولة الشام كما كانت عليه في القرون السالفة لهو أمر ظل يداعب حكام دمشق؛ حيث بواسطة هذا الدور تلعب سوريا دوراً إقليمياً ليس داخل نطاقها الحدودي الضيق، ولكن يمتد ليشمل لبنان وغيرها، ومن ثم حاول النظام السوري امتلاك أوراق سياسية تكون بمثابة أداة يتم بها الاعتراف به بمقتضاها بدوره المتنامي، ولعل المثال الأبرز في ذلك تحالفه مع أمريكا ضد العراق في حرب الخليج الثانية، وبمقتضاه قبض تفويضاً أمريكياً دولياً لحسم الأمور لصالح سورية في لبنان، وهو ما حدث عندما تدخلت القوات السورية وأخرجت العماد ميشيل عون من قصر الرئاسة وأطاحت به دون أن يثير تدخلها احتجاجاً دولياً كما جرت العادة في مثل هذه الأمور.
الأيديولوجية والإستراتيجية الإيرانية:
إيران تسعى لتحقيق الحلم الفارسي بإقامة إمبراطورية شيعية في العالم الإسلامي؛ هذا الهدف الذي يمثل حلم إيران الشيعية منذ حدوث ما يعرف بثورة الآيات الآيات ووورد في وثيقة حديثة وسارية المفعول في عهد خاتمي نفسه أوضحت الغاية العظمى لهذه الدولة الشيعية: نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة؛ وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلاً عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات.
قامت الإستراتيجية السياسية الإيرانية منذ قيام الثورة الإيرانية على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وكان هدفها تحقيق الاستقرار الداخلي ومحاولة إيجاد صيغة سياسية تلتقي عليها جميع القوى الداخلية الإيرانية وفي نفس الوقت نشر الدعوة للتشيع في أقطار مختلفة وإيجاد بذور تنظيمات شيعية في الخارج وقد استغرقت هذه المرحلة فترة طويلة نظرا لدخول إيران في حرب مريرة مع العراق.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة الصعود الإقليمي وكسر القوى التي تحول بين هذا الصعود وهي طالبان ونظام صدام حسين وجاءتها الفرصة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما اندفعت أمريكا بقوتها الغاشمة إلى المنطقة فتحالفت إيران معها وساندتها حتى خرج أحد المسئولين الإيرانيين يمن على أمريكا قائلا: «لولا إيران ما سقطت كابول وبغداد».
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الطموح العالمي والوصول إلى حلم الدخول في نادي القوى الكبرى عن طريق البرنامج النووي وهي مرحلة التصادم مع الولايات المتحدة حيث تتقاطع الإستراتيجيتان لكل من الدولتين.
بالمقارنة بين أيديولوجية كل من الدولتين نجد أن الأيديولوجية التي ترتكن إليها سورية تقوم على فكرة هشة من بقايا قومية عربية مهزومة تختلط بطموحات طائفة باطنية قليلة العدد كانت دائما خاملة الذكر تحاول إثبات نفسها منذ قرون وجاءتها الفرصة على يد عائلة الأسد للصعود ونظرا لأن صعودها اعتمد على الخبث والمكر والحيلة والخيانة فإن ارتكانها لأيديولوجية الشيعة الإمامية المتمثلة في دولة الآيات قد أعطى لها سندا قويا أما الشيعة الإمامية فلها انتشار أوسع بكثير من النصيرية حيث ينتشر أتباعها كأقليات كبيرة العدد ومؤثرة في عدة دول أهمها لبنان والعراق كما أن لها مثال تاريخي سابق تمثل في الدولة الفارسية ومحاولة إعادة أمجادها كما يستند لدعم مالي كبير من حصة الخمس ومن عوائد النفط.
فبالمقارنة بين الفكرتين نجد أن الفكرة الإيرانية أقوى ولابد من الارتكان السوري إليها.
وعند المقارنة بين الوضع الإستراتيجي نجد أن سوريا الأسد الأب تختلف عن سوريا في عهد الأسد الابن فالأسد الكبير كان يتمتع بمهارة سياسية كبيرة وبمستوى عال من المكر الذي مكنه من التغلب على كثير من المخاطر التي أحاطت بالنظام سواء كانت داخلية أم خارجية فقد كان يمتاز بالكمون عند تجمع الظروف ضده ثم انتهاز الفرصة سانحة للانقضاض وانتهاز الفرصة أما الابن فلم يتمتع بالخبرة التي كان يحياها الأب ولم سيتشابه معه في أسلوبه إلا في شيء واحد وهو الدموية في التعامل مع الخصوم وبالتدريج بدأت سوريا تفقد مكانتها الإستراتيجية وتبحث عن سند لها فلم تجدها في الدول العربية التي غرقت في التبعية للغرب وعدم القدرة على التخلص من السطوة الأمريكية فازداد ارتكانها إلى الإستراتيجية الإيرانية التي بدأت في الصعود والبروز منذ احتلال العراق ومحاولة إثبات جدارتها وطموحها الإقليمي بل وإثبات حضورها الدولي وتجميعها الأوراق ووسائل القوة المختلفة لإثبات ذلك الصعود وتثبيته وهنا تحولت سورية إلى أقرب ما يكون إلى ورقة في الإستراتيجية الإيرانية ومسعاها للصعود الإقليمي والعالمي وهذا ما تثبته الأحداث المتلاحقة في المنطقة.