السَّمَيْدَعُ
17-Aug-2007, 05:41 AM
مآثرأربع / عبدة بن الطبيب ( * )
أَبَنِـــــيَّ إنِّي قد كَبـــَرْتُ وَ رَابَنِي
============= بَصَرِي، و فِيَّ لِمُصْلِحٍ مُـسـْـتــَمْتَعُ
فَلَئِنْ هَلَكـــْتُ لَقَدْ بَنَيْتُ مَسَـــــاعِيـاً
============= تَبــــــْقى لَكــمْ مــنها مَآثِرٌ أَرْبَعُ
ذِكْرٌ إِذَا ذُكِرَ الكِــــــرَامُ يِزِينُكُمْ
============= وَ وِراثَةُ الحَــــــسَبِ المُقَدَّمِ تَنْفـَعُ
وَ مَـــــقَامُ أيَّامٍ لَــــــهُنَّ فَضِـيلةٌ
============= عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَ المَـجَامِعُ تَــجْمَعُ
و لُهًي(1) مِنَ الكَسْبِ الذِّي يُغْنِيكُمُ
============= يَوماًإذا احْتَصَرَ النُّفُوسَ المَــــطْمَعُ
وَنَصيحَةُ في الصَّدرِصَـــــادِرة ٌ لكم
============= ما دُمْتَ أُبْصِرُ في الرِّجالِ و أَسمَعُ
أوُصــيــكــم بـِتــُقى الإلــــهِ فَـــإِنَّه
[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ
وَ بـِبـِرِّ وَالِــدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْـــــرِهِ
============= إِن الأَبَـــرَّ مِـــنَ البَنِينَ الأَطْــــوَعُ
إنّ َالكَــبــــيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْــلـُـــــهُ
============= ضَاقَتْ يَــــــدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ
و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ
============= إنَّ الضَّــــغَائِنَ للقــَرَابةِ تُوضَــــعُ
واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم
============= مُتَنَصِّحاً ،ذاكَ السِّمامُ المُنـــْقـــَعُ
يُزْجِي عَقــَارِبُـــهُ لِيَبـُثَّ بَيْنَــكُـــمُ
============= حَرْباً كما بَعَثَ العُرُوقَ الأَخْدَعُ(2)
حَرَّانَ لا يُشْـــــــــفِي غَلِيلَ فُؤادِهِ
============= عسلٌ بِماءٍ في الإناءِ مُشَعْشَعُ (3)
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصــــري حُفْرَةٌ
============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَـــعُ (4)
فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجـتي
============= و ا لأ قربون إلـــيَّ ثُمَّ تَصـدَّعوا
و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها
============= تَسْــــــفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ
فإذا مضَيـــْتُ إلى سبيلي فابعَثوا
============= رَجلاً لهُ قلبٌ حديدُ أصمعُ (5)
إنَّ الحوادِثَ يَخْتَرِمن ، و إنما(6)
============= عُمْرُ الفتى في أهْـــــلِهِ مُسْتَوْدَعُ
(*) عبدة بن الطبيب
واسم الطبيب يزيد بن عمرو بن وعلة بن أنس أن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور ذكر سيف في الفتوح أنه شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز وله في ذلك آثار مشهورة وكان في جيش النعمان بن مقرن الذين حاربوا الفرس بالمدائن قال أبو الفرج هو مخضرم وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر وهو القائل في قتال الفرس:
هل حبل خولة بعد الهجر موصول ** أم أنت عنها بعيد الدار مشغول
يقول فيها:
يقارعون رءوس الفرس ضاحية ** منهم فوارس لا عزل ولا ميل
وذكر بن دريد في الاخبار المنثورة وأبو الفرج الأصبهاني في الاغاني عنه عن بن أخي الأصمعي عن عمه قال اجتمع الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الاهتم وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يبعث فنحروا جزورًا واشتروا خمرا ببعير وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون فقال بعضهم لو أن قومًا طاروا من جودة أشعارهم لطرتم فتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم فطلع ربيعة بن حدار اليربوعي فسروا به وحكموه فقال أخاف أن تغضبوا فأمنوه من ذلك فقال لهم أما عمرو فشعره برود يمنية تنشر وتطوى وأما الزبرقان فكرجل أتى جزورًا فأخذ من مطايها ثم خلطه بعد ذلك وأما المخبل فشهب نار يلقيها الله على من يشاء من عباده وأما علقمة فكمزادة احكم خرزها فليس يسقط منها شيء وقال المرزباني كان عبدة اسود من لصوص الرباب وهو مخضرم وهو الذي رثى قيس بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ** ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمة ** إذا زار عن شحط بلادك سلمًا
ويقول فيها:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدما
كان أبو عمرو بن العلاء يقول هذا البيت ارثى بيت قيل وقال بن الأعرابي هو قائم بنفسه ماله نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال ولما اسن عبدة جمع بنيه وانشأ قصيدته التي يوصيهم فيها وهي من القصائد التي يقول فيها:
ولقد علمت بأن قصري حفرة ** غبراء يحملني إليها شرجع
فبكت بناتي شجوهن وزوجتي ** والاقربون إلى ثم تصدعوا
وتركت في غبراء يكره وردها ** تسفى على الريح حين أودع
قوله قصري بفتح القاف وسكون المهملة أي آخر امرى قوله شرجع بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم هو سرير الميت وقوله تصدعوا أي تفرقوا قوله تسفى بمهملة ثم فاء مع فتح أوله أي تهب بالتراب وقال المرزباني مخضرم ويروي أن عمر كان يعجب من شعر عبدة وقيل لخالد بن صفوان إن عبدة لا يحسن أن يهجو فقال لا بل كان يترفع عن الهجاء.
(1) اللهي : العطايا .
(2) الأخدع : عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
(3) مشعشع : ممزوج
(4) قصري : قبري/ الشرجع :خشب يشد إلى بعضه كالسرير يحمل عليه الموتى.
(5) أصمع :الحديدالنادر ..و هنا يقصد أن يفتقدوا عظيماً مثله .
(6) يخترمن :يقتطعن و يستأصلن .
أَبَنِـــــيَّ إنِّي قد كَبـــَرْتُ وَ رَابَنِي
============= بَصَرِي، و فِيَّ لِمُصْلِحٍ مُـسـْـتــَمْتَعُ
فَلَئِنْ هَلَكـــْتُ لَقَدْ بَنَيْتُ مَسَـــــاعِيـاً
============= تَبــــــْقى لَكــمْ مــنها مَآثِرٌ أَرْبَعُ
ذِكْرٌ إِذَا ذُكِرَ الكِــــــرَامُ يِزِينُكُمْ
============= وَ وِراثَةُ الحَــــــسَبِ المُقَدَّمِ تَنْفـَعُ
وَ مَـــــقَامُ أيَّامٍ لَــــــهُنَّ فَضِـيلةٌ
============= عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَ المَـجَامِعُ تَــجْمَعُ
و لُهًي(1) مِنَ الكَسْبِ الذِّي يُغْنِيكُمُ
============= يَوماًإذا احْتَصَرَ النُّفُوسَ المَــــطْمَعُ
وَنَصيحَةُ في الصَّدرِصَـــــادِرة ٌ لكم
============= ما دُمْتَ أُبْصِرُ في الرِّجالِ و أَسمَعُ
أوُصــيــكــم بـِتــُقى الإلــــهِ فَـــإِنَّه
[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ
وَ بـِبـِرِّ وَالِــدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْـــــرِهِ
============= إِن الأَبَـــرَّ مِـــنَ البَنِينَ الأَطْــــوَعُ
إنّ َالكَــبــــيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْــلـُـــــهُ
============= ضَاقَتْ يَــــــدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ
و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ
============= إنَّ الضَّــــغَائِنَ للقــَرَابةِ تُوضَــــعُ
واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم
============= مُتَنَصِّحاً ،ذاكَ السِّمامُ المُنـــْقـــَعُ
يُزْجِي عَقــَارِبُـــهُ لِيَبـُثَّ بَيْنَــكُـــمُ
============= حَرْباً كما بَعَثَ العُرُوقَ الأَخْدَعُ(2)
حَرَّانَ لا يُشْـــــــــفِي غَلِيلَ فُؤادِهِ
============= عسلٌ بِماءٍ في الإناءِ مُشَعْشَعُ (3)
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصــــري حُفْرَةٌ
============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَـــعُ (4)
فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجـتي
============= و ا لأ قربون إلـــيَّ ثُمَّ تَصـدَّعوا
و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها
============= تَسْــــــفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ
فإذا مضَيـــْتُ إلى سبيلي فابعَثوا
============= رَجلاً لهُ قلبٌ حديدُ أصمعُ (5)
إنَّ الحوادِثَ يَخْتَرِمن ، و إنما(6)
============= عُمْرُ الفتى في أهْـــــلِهِ مُسْتَوْدَعُ
(*) عبدة بن الطبيب
واسم الطبيب يزيد بن عمرو بن وعلة بن أنس أن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور ذكر سيف في الفتوح أنه شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز وله في ذلك آثار مشهورة وكان في جيش النعمان بن مقرن الذين حاربوا الفرس بالمدائن قال أبو الفرج هو مخضرم وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر وهو القائل في قتال الفرس:
هل حبل خولة بعد الهجر موصول ** أم أنت عنها بعيد الدار مشغول
يقول فيها:
يقارعون رءوس الفرس ضاحية ** منهم فوارس لا عزل ولا ميل
وذكر بن دريد في الاخبار المنثورة وأبو الفرج الأصبهاني في الاغاني عنه عن بن أخي الأصمعي عن عمه قال اجتمع الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الاهتم وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يبعث فنحروا جزورًا واشتروا خمرا ببعير وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون فقال بعضهم لو أن قومًا طاروا من جودة أشعارهم لطرتم فتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم فطلع ربيعة بن حدار اليربوعي فسروا به وحكموه فقال أخاف أن تغضبوا فأمنوه من ذلك فقال لهم أما عمرو فشعره برود يمنية تنشر وتطوى وأما الزبرقان فكرجل أتى جزورًا فأخذ من مطايها ثم خلطه بعد ذلك وأما المخبل فشهب نار يلقيها الله على من يشاء من عباده وأما علقمة فكمزادة احكم خرزها فليس يسقط منها شيء وقال المرزباني كان عبدة اسود من لصوص الرباب وهو مخضرم وهو الذي رثى قيس بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ** ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمة ** إذا زار عن شحط بلادك سلمًا
ويقول فيها:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ** ولكنه بنيان قوم تهدما
كان أبو عمرو بن العلاء يقول هذا البيت ارثى بيت قيل وقال بن الأعرابي هو قائم بنفسه ماله نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال ولما اسن عبدة جمع بنيه وانشأ قصيدته التي يوصيهم فيها وهي من القصائد التي يقول فيها:
ولقد علمت بأن قصري حفرة ** غبراء يحملني إليها شرجع
فبكت بناتي شجوهن وزوجتي ** والاقربون إلى ثم تصدعوا
وتركت في غبراء يكره وردها ** تسفى على الريح حين أودع
قوله قصري بفتح القاف وسكون المهملة أي آخر امرى قوله شرجع بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم هو سرير الميت وقوله تصدعوا أي تفرقوا قوله تسفى بمهملة ثم فاء مع فتح أوله أي تهب بالتراب وقال المرزباني مخضرم ويروي أن عمر كان يعجب من شعر عبدة وقيل لخالد بن صفوان إن عبدة لا يحسن أن يهجو فقال لا بل كان يترفع عن الهجاء.
(1) اللهي : العطايا .
(2) الأخدع : عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
(3) مشعشع : ممزوج
(4) قصري : قبري/ الشرجع :خشب يشد إلى بعضه كالسرير يحمل عليه الموتى.
(5) أصمع :الحديدالنادر ..و هنا يقصد أن يفتقدوا عظيماً مثله .
(6) يخترمن :يقتطعن و يستأصلن .