تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ضوابط هامة في علم الانساب


طنيان
13-Aug-2007, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ضوابط هامة في علم الانساب

بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال أبو حاتم الشريف : رأيتُ من الضروري وضع ضوابط مهمة في علم الأنساب تجعل طالب العلم في منأى من الوقوع في المزالق والمخاطر وهي ليست جديدة وربما يكون غيري قد سبقني بها بأفضل مما أكتب ولكن كما قيل ( قد يوجد في النهر مالايوجد في البحر) وبعض هذه القواعد مشتركة مع غيرها من العلوم الشرعية وبعضها فيها تداخل وأرجو أن تكون هذه القواعد والضوابط جامعة مانعة ويسرني مشاركة الإخوة الكرام فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وربما هذه الضوابط تحتاج إلى تنسيق وترتيب أكثر! والله الموفق

1- الإخلاص :

الاخلاص أمر ضروري لا شك ولا ريب أن الإخلاص هو أساس كل علم وينبغي لمن يتكلم في علم الأنساب أن يجعل هذا الأمر نصب عينيه فلا يغفل عنه قيد أنملة قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور في الصحيح ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ) 0

2- الورع والتقوى :

لابد في الناظر في علم الأنساب أن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه وعليه أن يتذكر الوعيد الشديد الوارد في ا نتساب المرء إلى غير أبيه قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه ، أو يُري عينه ما لم تر ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) .وروى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار . وللبخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام ) . عن مالك بن أنس رحمه الله قال : من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر ، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته ؛ لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم
والآثار في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها والمقصود هو التحذير من الوقوع في هذه الهوة السحيقة وقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل

3- الأمانة :

في الحقيقة الأمانة شيء ضروري في جميع الأعمال وخاصة العلم الشرعي وبالأخص علم الأنساب لأن خطره متعدي فعلى النسابة أن يكون أميناً فيما يكتب أميناً فيما ينسب وإذا فقد النسابة الأمانة ضاع علم الأنساب وصار كل من هبّ ودبّ يدعي النسب الشريف وصار علم الأنساب يخضع للعرض والطلب وبعضهم صارت المادة شغله الشاغل فلا يوقع على نسب إلا بمبلغ من المال يكون مجزياً أو يكون صاحبه من أهل المنصب والجاه كما هو مشاهد ومعروف في كثير من البلدان العربية وبعضهم لديه استعداد لتزوير أي نسب وتلفيق أي نسب من أجل دراهم معدودة فأمثال هؤلاء ينبغي عدم التعامل معهم وكشفهم أمام الملأ بعد التأكد من هذا الأمر بشهادة الشهود المعتبرين ونخشى أن يصيبنا هذا الداء ولا حول ولا قوة إلا بالله قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72) وقال تعالى :: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ..) (النساء:58)(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم:بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) [رواه البخاري].

4- علم الأنساب وسيلة وليس غاية :

فالمقصود من الكتابة في علم الأنساب هو حفظ النسب من الضياع وصلة الأرحام ومحبة من أمرنا رسول الله بمحبته والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) . وليس المقصود من هذا النسب الاغترار بالنسب والاتكال عليه وترك العمل بسنة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأشنع من هذا من يتخذ علم الأنساب وسيلة لقطع الأرحام وترك صلتها وتأجيج القبائل بعضها على بعض
قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه الترمذي وغيره ، وفي البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يدخل الجنة قاطع )

5- التأني والتؤدة ضرورية في علم الأنساب :

يظن بعض الناس أن علم الأنساب هو من أسهل العلوم ولا يحتاج إلى مزيد جهد والصحيح أنه من أصعب العلوم وأدقها ويحتاج إلى صبر وجلد وتأني وتمهل وقيل ( من تأنى نال ماتمنى ) وقيل:

قد يدرك المتأني بعض حاجته =وقد يكون مع المستعجل الضررُ

فلا يستحسن ولا ينبغي للنسابة أن يصدرالأحكام من غير تروٍ ولا تمهل بل عليه أن يستشير أهل الرأي والعقل ولا عليه إن تأخر في إصدار الحكم فقبيح بالنسابة أن يضع مشجرة لعائلة ما وينسبهم لجد معين ثم ينقض هذه المشجرة بمشجرة أُخرى وينسبهم لجد آخر فهذا العمل يجعل بعض الناس ينظرون لهذا النسابة بعين الاستغراب والتعجب!

6- اختلاط الأنساب كيف يقع :

قال ابن خلدون : اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها فيدعى بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال‏.‏ وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه وكأنه التحم بهم‏.‏ ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر‏.‏ وما زالت الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم‏.‏ وانظر خلاف الناس في نسب آل المنذر وغيرهم يتبين لك شيء من ذلك‏.‏ .‏ فأفهمه واعتبر سر الله في خليقته‏.‏ ومثل هذا كثير لهذا العهد ولما قبله من العهود‏.‏ والله الموفق للصواب بمنه وفضله وكرمه‏.‏ مقدمة ابن خلدون

7- كلام الأقران أحياناً يطوى ولا يروى :

قلت : هذه القاعدة تطبق في كثير من الحالات في جميع العلوم فعلى المرء أن يتنبه لهذا الأمر وقيل ( أبت المعاصرة إلا أن تكون حرماناً )
فمن المعلوم أنه يكون بين المتعاصرين من الحسد والغيرة والتنافس ما يجعل الإنسان أحياناً يجحد الآخر وهذا مشاهد ومن ذلك كلام ابن اسحاق المؤرخ والنسابة المشهور في الإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي مولاهم إمام دار الهجرة فقد قال ابن إسحاق عن مالك بأنه مولى عتاقة يعني أنه ليس عربياً وخالف الجمهوُر ابن اسحاق وقالوا بأن مالك بن أنس هو عربي من أصبح من حمير وهو مولى لبني تيم حلفاً وليس عتاقة

8- تطبيق قواعد الجرح والتعديل على علم الأنساب لايستقيم :
في الحقيقة لاينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث وكثير من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط وهذا واضح كالكلبي والواقدي وغيرهم

9- الناس مؤتمنون على أنسابهم :

يظن الكثير من الناس أن هذا الكلام من كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والصواب أن هذا الظن خاطئ وهذا الكلام هو من قول مالك بن أنس رحمه الله ويروى بلفظ آخر قال العجلوني:المؤمن مؤتمن على نسبه‏.‏ قال في المقاصد بيض له شيخنا في بعض أجوبته، وأظنه من قول مالك أو غيره بلفظ الناس مؤتمنون على أنسابهم‏.‏ كشف الخفاء و المقصود منه الانتساب القريب أما من ينتسب إلى النسب الشريف أو حتى إلى قبيلة من القبائل المعروفة المشهورة فلابد من إثبات ذلك بإحدى طرق إثبات النسب المعروفة وأما من كان جازماً بنسبته وليس عنده ما يثبت نسبه ولا يوجد ما يعارضه فنحن في الحقيقة لانثبت ولا ننفي ! وكذلك لو كان ينبني على نسبه أمور مالية فيلزم منه إثبات صحة انتسابه ولا يكفي مجرد الادعاء أو الظن فالظن يخطئ وكم من إنسان قال أنا من القبيلة الفلانية ثم يأتي بعد أيام ويقول أنا أخطأت !

10- الكشف والإلهام والرؤيا المنامية ليست دليلاً على إثبات النسب :

فلايكفى للإنسان أن يقول أن رأيت في المنام أني من القبيلة الفلانية أو تكشفت لي الحجب وتبين لي أني من آل البيت مثلاً فلابد في إثبات النسب بشيء محسوس وقيل عن أبي الحسن الشاذلي (الصوفي المعروف علي بن عبدالله ت656)أنه من الأدارسة أصحاب المغرب أخبره بذلك أحد شيوخه عن طريق المكاشفة قال الذهبي : نسب مجهول لايصح ولايثبت كان أولى به تركه . الأعلام (4/304) - - 12-

*-طرق إثبات النسب
يثبت النسب بعدة أُمور : التواتر وذلك أن يتواتر هذا النسب من غير وجود مخالف ويكون له مستند صحيح ويشترط له شروط :
1- وجود عمود نسب صحيح متصل
2- عدم وجود طاعن
3- شهرة هذا العمود في كتب التاريخ والأنساب
وهناك أنساب كثيرة متواترة من ذلك :نسب الأشراف القتادات عقب الشريف قتادة بن إدريس الحسني أمير مكة
وقد توسعتُ في ترجمته في كتاب لي بعنوان (الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان) ومن القتادات فروع كثيرة منهم أمراء ينبع أبناء أمير مكة الشريف حسن بن قتادة ومنهم العبد الفقير وكذلك من القتادات أبناء علي بن قتادة ومنهم الدكتور الشريف حاتم العوني وفقه الله وغيرهم كثير ممن حُفظت أنسابهم من القبائل العربية

11- الاستفاضة والشهرة :

وهي تختلف من منطقة لأخرى ومن فترة زمنية لفترة زمنية أُخرى فقد يستفيض النسب في منطقته ثم إذا انتقل لسبب أو لآخر قد تختفي الاستفاضة وبعض النسابين يساوي بين الاستفاضة والتواتر ولايظهر لي ذلك والصواب التفريق ويأخذ جميع أحكام التواتر إلا أنه أقلُّ شأنا من الأول والقبائل كثيرة التي استفاض نسبها واشتهر ولا يشترط للاستفاضة وجود عمود نسب متصل وهذا تكليف بما لايطاق وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم والطاعن يلحقه إثم عظيم

12- صحة عمود النسب :

فلو أن إنساناً أورد نسبا صحيحاً بطريقة أو بأُخرى ولم نجد طاعناً في هذا النسب ولم ينص أهل العلم على أن هذا النسب منقرض فوجب علينا قبوله وأمره إلى الله وبعضهم يذكر شهادة اثنين ووجود بينة على نسبه 00الخ

13- الا احتكار في علم الأنساب :

هذه القاعدة بدهية لكل طالب علم شرعي وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فمن المعلوم أن علم الأنساب لايختلف كثيراً عن بقية العلوم فهو علم شائع وذائع بين الناس لايستطيع أحد أن يحتكر هذا العلم مهما وصل من العلم وما أكثر من صنف في علم الأنساب من العرب والموالي من الحسنيين والحسينيين ومن السنة والشيعة فكل من لديه قواعد هذا العلم وتجرد من الهوى واعتمد على مصادر علمية فلا مانع من أن يكتب ويصنف لا يستطيع أحد أن يمنعه سواء كتب عن قبيلته أو عن القبائل الأخرى والاحتكار يفتح الباب على مصراعيه لتجار الأنساب الذين يتاجرون في الأنساب وما أكثرهم في هذا الزمان ( لاكثرهم الله)! ومن أشهر النسابين كما هو مشهور الكلبي محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي أبو النضر. نسابه رواية عالم بالتفسير والأخبار أيام العرب. م سنة 146 ه رحمه الله تعالى. وهو من: كلب ابن وبرة من قضاعة، وكان يتقدم الناس بالعلم بالأنساب. قال ابن النديم: قال هشام بن محمد: قال لي أبي أخذت نسب قريش عن أبي صالح، وأخذه أبو صالح عن عقيل بن أبي طالب. قال: وأخذت نسب كندة عن أبي الكناس الكندي وكان أعلم الناس. وأخذت نسب معد بن عدنان عن النجاد بن أوس العدوي وكان أحفظ من رأيت وسمعت به. وأخذت نسب إياد عن عدي بن زياد الإيادي وكان عالما بإياد.

عوانة بن الحكم بن عياض بن وزر بن عبد الحارث الكلبي ويكنى أبا الحكم من علماء الكوفة رواية للأخبار عالم بالشعر والنسب، وكان فصيحا ضريرا م سنة 147 ه. رحمه الله تعالى. وقيل سنة 158 ه. وهو من شيوخ : الهيثم بن عدي. م سنة 206 ه والأصمعي. م سنة 216 ه. وله: سيرة معاوية وبني أمية. وقد أمره الوليد بن يزيد بن عبد الملك أن يجمع له ديوان العرب.... ومن شيوخه: والده الحكم، وكان الحكم عالما بأيام العرب وأنسابها، وكان له قدرة وحال وولي ولايات

محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني شيخ المؤرخين والسير. م سنة 151 ه. له: السيرة النبوية.

أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الكوفي نسابه أخباري. توفي قبل سنة 151 ه. وقيل سنة 157 ه. وكان من شيوخ المدائني.

أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي مولاهم البصري كان من أعلم الناس باللغة، وأنساب العرب وأخبارها. وهو أول من صنف غريب الحديث. م سنة 208 ه رحمه الله تعالى. قال السيوطي: وكان أعلم من الأصمعي وأبي زيد في الأنساب والأيام. ويحكي أنه يرى رأي الخوارج الأباضية، وقيل: كان شعوبيا يطعن في الأنساب. له: 1_ كتاب بيوتات العرب. 2_ كتاب القبائل. 3_ كتاب أيام بني مازن وأخبارهم. 4_ كتاب مناقب باهلة. 5_ مآثر العرب. 6_ كتاب غريب بطون العرب. 7_ مآثر غطفان.

وغيرهم كثير : راجع طبقات النسابين لبكر أبو زيد

14- الوثائق ودورها في علم الأنساب :

لاشك أن للوثائق دوراً مهما لايقلُّ شأناً عن دور الكتب والمصنفات وهو مكمل لها وقد مرت الجزيرة العربية وغيرها من المناطق بفترة ركود تفشى فيها الجهل فأصبحت الكتب لا تفي بهذا الغرض مما جعل الناس يعتمدون على الوثائق المحفوظة لدى كثير من الناس التي هي عبارة عن حجج وصكوك ومشاهد قديمة شيء منها معتمد من قبل المحاكم في ذلك الوقت وشيء منها معتمد من قبل نسابين معروفين 00الخ
ويشترط للوثيقة لكي تكون معتمدة عدة أُمور :
1- أن تكون معتمدة موثقة
2- أن تكون مؤرخة
3- أن تكون غير مخالفة لما هو معروف عند المؤرخين أو النسابين
4- أن لاتكون مزورة
5- أن تكون واضحة غير مبهمة

15- يغلب في كل قطر النسبة إلى شيء :

فمصر مثلاً النسبة تكثر إلى البلد من قرية ونحوها فكثير من العلماء فيها منسوبون إلى قراهم وبلدانهم كالسبكي والسيوطي والدجوي والدميري والشام يغلب النسبة إلى الصنعة أو الحرفة كالعطار والطباخ والحلاق والحجار والقطان والحداد وأما العراق والجزيرة العربية فالغالب في النسبة للقبيلة ( الإيضاح والتبيين119)

16- الخلاف في الفروع لايستلزم الخلاف في الأصول :

وهذه قاعدة مهمة فما أكثر الأنساب التي حصل الخلاف في فروعها وأفخاذها وكلما تقادم التاريخ زاد هذا التداخل وهذا الخلاف ومن ذلك مثلاً ما حصل في بعض قبائل الأشراف حيث يُنسب شخص إلى جد أعلى ثم تأتي وثائق لا تقبل النزاع تنسب هذا الشخص إلى جد آخر وهذا الخلاف سائغ وما أكثره وقد حصل عند بعض ذوي هجار شيء من ذلك وهذا الخلاف لايوجب الطعن في الأصل فالأصل أحياناً يكون ثابتاً لا مرية ولا جدال فيه لكن الفروع فيها خلاف لا يضر فعلى الناظر في كتب الأنساب أن يدقق في هذا الأمر كثيراً ويحصل هذا كثيراً كما في المشجرات المنتشرة هنا وهناك وينبغي قبل اعتماد هذا المشجر التأكد من هذا الأمر جلياً وكم سبب هذا الأمر من خلافات وتنازعات بين قبائل الأشراف وربما أدى هذا الأمر إلى قطعٍ للإرحامِ بين أهل النهى والأحلامِ !

17- الخلافات الشخصية لا تطغى على الخلافات في الأنساب :

وهذه قاعدة مهمة في غاية من الأهمية فأحياناً يصير بين شخصين خلاف حول قضية معينة إما قضية شخصية أو عقدية أو غير ذلك من الخلافات التي تحصل بين الناس فيتطور هذا الخلاف إلى خلاف في الأنساب ويطعن أحد الشخصين في نسب الآخر وهذا أمر ملموس قديماً وحديثاً ودائماً الطعن في الأنساب هو أسهل طريق لإسقاط الآخر خاصة في المجتمعات القبلية فلابد للإنسان أن ينتبه لهذا الأمر وعليه أن يحذر من الوقوع في هذه الهوة السحيقة والحفرة العميقة وبعض الناس من باب حسن الظن يتابع الآخرين في هذا الطعن وينجرف وراء العواطف الجياشة ثم يتبين بعد أن تهدأ الأمور وتعود المياه إلى مجاريها أن السبب الأول والأخير ليس هو الدفاع عن النسب كما هو ظاهر ومعلن وإنما السبب الخلافات الشخصية !

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة =فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
ومن يتبع لهواه أعمى بصيرة =ومن كان أعمى في الدُّجى كيف يبصر؟

18- باب النقد مفتوح في علم الأنساب :

لايخفى على الجميع أن كتب الأنساب فيها الغث والسمين! والرديء والمتين كغيرها من الكتب المصنفة في العلوم الشرعية وفيها المتفق عليه والمختلف فيه والقطعي والظني ورأينا أن الساحة العلمية صار يكتب فيها كل من هبَّ ودبَّ فأصول البحث العلمي مفقودة ومعدومة! فلا هناك ترتيب للكتاب ترتيباً علمياً فالكتابة أصبحت كيفما اتفق! فلا الحواشي مرتبة ولا الفهارس منظمة !
ثم يأتي بعض الأغمار الصغار من يقول عن مؤلف هذا الكتاب نسابة عصره وقريع دهره المحقق المدقق !الذي لايجارى ولايبارى !وهكذا من العبارات الطنانة الرنانة ! وبعد أن كان علماء الأنساب المشهورين المرموقين هم الذين يتصدون لمشجرات الأنساب صرنا نرى كل شخص يضع مشجرة لبني قومه وصارت أشبه بالمنافسة بين الأقران وصارت تجارة مربحة ومريحة ! عند فناني المشجرات ربما صل سعرها قريباً من خمسين ألفاً وبالدولار الأمريكي 15ألف دولار أمريكي تقريباً وهو مبلغ خيالي عند العارفين ثم يأتي من يضع ترجمة لهذا الشخص الضعيف الذي لاحول له ولاقوة !وينفخ فيه نفخاً غير مقبول بما يستحي منه الأديب الأريب !

ولا بد أن نعلم أن الخطأ في كتب الأنساب ليس كغيره من الأخطاء فالرد على هذا الخطأ الواقع في الكتب جهلاً أو خطأ أو عمداً يُعدُّ من أجل الأمور في هذه العصور وهو مقصد مشروع غير ممنوع لا ينبغي للإنسان أن يتردد في بيان هذا الخطأ والردعليه بالطرق العلمية الشرعية - ومازال أهل العلم قديماً وحديثاً ينقد بعضهم بعضاً والمكتبات طافحة بكتب النقد والردود في مختلف العلوم العلمية والشرعية ولم يقل أحدٌ منهم أنا فوق النقد أو أنا لا أُخطئ ولابد أن يعلم كل مصنف منصف أن من ألف فقد استُهدف !

ومما ورد عن أهل العلم في هذا الشأن : قال العتابي : من صنع كتاباً فقد استشرف للمدح والذم فإن أحسن فقد استهدف للحسد والغيبة وإن أساء فقد تعرض للشتم واستقذف على كل لسان .

قال هلال بن العلاء: يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه .

قال الخطيب البغدادي : من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه للناس .

قال أبو محمد بن حزم : ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي : إما شي لم يسبق إليه يخترعه أو شيء ناقص يتمّه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه، أو شيء متفرّق يجمعه، أو شيء مختلط يرتّبه، أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه))( ). قال يحيى بن خالد البرمكي : ((ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها : الهدية، والكتاب، والرسول)) ( ). قال ابن المقفّع : ((مَن وضع كتابـًا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف))( ). و المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته وقيل: أيضاً :لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل . قال محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد أبو عبد الله الفارقي:


إذا أفادك إنسان بفائدة=من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة =افادنيها والق الكبر والحسدا

وآخر هذه الكتب كتاب الإيضاح والتبيين للأوهام الواردة في كتاب (طبقات النسابين ) تأليف محمد آل رشيد وقد بذل المؤلف جهداً مضنيا في تعقب الشيخ بكر أبو زيد وواضح أن آل رشيد قد نخل الكتاب نخلاً فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها حتى وصل به الحال تعقب طبعات الكتب التي أحال عليها الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه وأرقام الصفحات وأسماء الكتب في شيء لم أجده إلا في المناقشات الأكاديمية المنهجية - وكما يقال عين الناقد بصيرة ! ويقال إن من يكتب يكتب بعين واحدة ومن ينقد ينقد بعينين ! وأجزم أن المؤلف جلس شهوراً وهو يتتبع الكتاب حتى جاء الكتاب قريباً من الكتاب الأصل(طبقات النسابين) في حجمه وربما زاد عليه في شيء نادر لم أجده إلا عند آل رشيد وفقه الله ونرجو من الأخ الفاضل الشيخ آل رشيد أن يكمل المسيرة ويتتبع كتب الأنساب المطبوعة المعاصرة وأجزم أنه سيجد ما يستحي منه الفرد ويخجل منه العبد !

19- المتفق والمفترق في الأنساب :

من القواعد والضوابط المهمة التي ينبغي للنسابة والناظر في الأنساب ملاحظتها( مسألة المتفق والمفترق) وما أكثر التصحيف والتحريف الناتج عن قلة الاطلاع في هذا العلم ولذلك نشط المحدثون والنسابة في تصنيف الكتب والمصنفات في هذا الجانب فجزاهم الله خيراًومن أشهر الكتب القديمة( المؤتلف والمختلف) للدار قطني (والإكمال )لابن ماكولا والذيل لابن نقطة (والمتفق والمفترق) للخطيب لبغدادي وآخر المصنفين النسابة البحاثة عاتق البلادي وقد أفاد وأجاد وأمتع وأشبع في هذا الجانب
في كتابه ( معجم القبائل العربية) المتفقة اسماً والمختلفة نسباً أودياراً
والمقصود هو( الأنساب التي تتفق في الاسم والخط والنطق وتفترق في المسمى والمسميات) وهو في الأصل من علوم الحديث ودائماً يحصل تداخل بين علم الحديث وعلم الأنساب كما سوف أفصل هذا الأمر قريباً إن شاء الله وينقسم(المتفق والمفترق) إلى أنواع :
1- من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم مثل الخليل بن أحمد ستة رجال سموا بذلك
2-أن تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم وأسماء أجدادهم نحو : أحمد بن جعفر بن حمدان
3- أن تتفق الكنية والنسبة معاً
5- أن يتفق الاسم واسم الأب والنسبة
6- أن تتفق الكنى وأسماء الأباء
7- أن يتفقا في النسب من حيث اللفظ و يفترقا من حيث ما نسب إليه الآخر نحو : الحنفي والحنفي بلفظ النسب واحد وهكذا وهذه النقطة هي التي سوف نجليها في هذا الضابط وأيضا ًهناك علم المؤتلف والمختلف وهو ما يأتلف _- أي تتفق في الخط صورته – وتختلف في اللفظ صيغته مثاله : سلاّم(بالشد ) وسلاَم( بالفتح) وِحبان بكسر المهملة بعدها موحدة وحُباب بضم المهملة ُمحمد بالضم وَمحمد بالفتح وسعيد بالفتح وسعيد بالضم وعقيل بالفتح وعقيل بالضم ويتفرع من هذا العلم ( مشتبه النسبة) ومن أمثلة المتفق والمفترق في القبائل : الرواجحة
فالراجحي يحمل هذا اللقب مجموعة من القبائل فالراجحي شريف نموي قتادي والراجحي بقمي والراجحي عقيلي والراجحي دوسري وغيرهم
والحارثي هناك مجموعة من القبائل تتفق في الاسم وتختلف في المسمى فالحارثي شريف نموي قتادي والحارثي من بلحارث القبيلة المشهورة في الجنوب وهناك غيرهم راجع كتاب (معجم القبائل ) للبلادي والحازمي من قبيلة حرب المشهورة سكان وادي الصفراء والحازمي(قبيلة حسنية) من أهل جازان من عقب يحيى بن عبدالله بن الحسن صاحب الديلم ومنهم العالم المشهور محمد بن ناصر الحازمي وهناك حوازم آخرين والهجاري فرع من القتادات عقب حسن بن قتادة الأمير ومنهم العبد الفقير والهجاري أيضاً فرع يوجد في عُمان منهم علماء أباضية ومنهم قبيلة في جازان والحسيني نسبة للحسين بن علي رضي الله عنه ويدخل تحت هذا المسمى مئات الآلاف من الناس في الجزيرة والشام والعراق ومصر واليمن وأيضا فرع من الأشراف البراكيت من النمويين والحسيني من الصواعد من عوف من حرب والعبدلي شريف نموي قتادي حسني ومنهم ملوك الأردن حالياً والعبدلي غامدي وكذلك العبدلي مطيري والعبدلي حويطي ولاتخلو قبيلة من القبائل من اسم عبدالله والنسبة إليه عبدلي والهزاعي فرع من ذوي هجار منهم العبد الفقير ولا يعرفون بهذه النسبة إلا في المجالس الخاصة سوى نزر يسير يكتب الهزاعي وذوو هزاع فرع من العبادلة من القتادات الشنبري شريف نموي قتادي حسني والشنبري فرع في جازان ( معجم القبائل )

20- لم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب ( حجية المنازل ) :

قال ابن خلدون: من ذلك ادعاء بني عبد القوي بن العباس بن توجين أنهم من ولد العباس بن عبد المطلب رغبة في هذا النسب الشريف وغلطاً باسم العباس بن عطية أبي عبد القوي‏.‏ ولم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب لأنه كان منذ أول دولتهم على دعوة العلويين أعدائهم من الأدارسة والعبيديين فكيف يكون من سبط العباس أحد من شيعة العلويين وكذلك ما يدعيه أبناء زيان ملوك تلمسان من بني عبد الواحد أنهم من ولد القاسم بن إدريس ذهاباً إلى ما اشتهر في نسبهم أنهم من ولد القاسم فيقولون بلسانهم الزناتي أنت القاسم أي بنو القاسم ثم يدعون أن القاسم هذا هو القاسم بن إدريس أو القاسم بن محمد بن إدريس‏. ‏ ولو كان ذلك صحيحاً فغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه مستجيراً بهم فكيف تتم له الرياسة عليهم في باديتهم وإنما هو غلط من قبل اسم القاسم فإنه كثير الوجود في الأدارسة فتوهموا أن قاسمهم من ذلك النسب وهم غير محتاجين لذلك فإن منالهم للملك والعزة إنما كان بعصبيتهم ولم يكن بادعاء علوية ولا عباسية ولا شيء من الأنساب‏.‏ وإنما يحمل على هذا المتقربون إلى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم ويشتهر حتى يبعد عن الرد‏.

‏ ولقد بلغني عن بن زيان مؤثل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره وقال بلغته الزناتية ما معناه‏:‏ أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب وأما نفعه في الآخرة فمردود إلى الله‏.‏ وأعرض عن التقرب إليه بذلك‏.

‏ ومن هذا الباب ما يدعيه بنو سعد شيوخ بني يزيد من ***ة أنهم من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبنو سلامة شيوخ بني يدللتن من توجين أنهم من سليم والزواودة شيوخ رياح أنهم من أعقاب البرامكة وكذا بنو مهنى أمراء طيىء بالمشرق يدعون فيما بلغنا أنهم من أعقابهم وأمثال ذلك كثيرة ورياستهم في قومهم مانعة من ادعاء هذه الأنساب كما ذكرناه بل تعين أن يكونوا من صريح ذلك النسب وأقوى عصبياته‏.‏ فاعتبره واجتنب المغالط فيه‏.)

مقدمة ابن خلدون

21- لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد :

فقد يكون الشخص منحرف المعتقد وهو ابن قبيلة عربية مرموقة سواء كان حسنياً أو حسينياً أو أزدياً أو تميمياً أو أنصارياً ونحن نعلم أن كثيراً من النسابة من العرب الأقحاح ومع ذلك وقعوا في هذا الانحراف العقدي من ذلك الأزدي لوط بن يحيى والكلبي محمد بن السائب وأبو الفرج لأصفهاني أموي قرشي وغيرهم كثير وهذه مقتطفات من مقالة للاستاذ فايز بن موسى البدراني الحربي , داخلة ضمن سياق الموضوع .

أهم معوقات علم الأنساب

ومما أود التنبيه إليه انه من خلال بحثي لأكثر من عشرين عاماً في الأنساب فقد لاحظت أن هناك عدداً من العوامل والمعوقات التي يعود إليها السبب في صعوبة التمكن من هذا العلم، وكثرة الاختلاف فيه ليس بين الباحثين فقط، وإنما بين أفراد الأسرة أو القبيلة الواحدة، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:

1- قلة الاهتمام بتدوين انساب الأسر والقبائل :

وعدم حفظها كتابة في القرون الماضية بسبب الأمية وعدم الاستقرار الأمني والمعيشي، مما اوجد ثغرات كبيرة وانقطاع في سلاسل النسب.

2- كثرة ما لحق بهذا العلم من الأوهام :

مما أدى إلى الاختلاف الكبير في الأنساب وعدم الاتفاق سواء بين الباحثين أو الرواة، وذلك بسبب عدم إلمام أولئك الكتاب بعلم الأنساب، وعدم إحاطتهم بالأنساب التي يتحدثون عنها، ولعدم استنادهم على مراجع ومصادر يمكن إقامة الحجة بها، وإنما يعتمدون على ما يسمعونه من غيرهم، ولا يفرقون بين المصدر المتخصص من غيره.
وتتمثل أهمية هذه المسألة فيما أضيف لبعض القبائل من الأنساب الخاطئة أو المثالب المختلقة، أو الأمجاد الكاذبة.

3- كثرة تشابه أسماء الأفخاذ والقبائل :

وميل العامة إلى الاعتقاد بوجود علاقة بين الأسماء المتشابهة، واختلاق القصص العامية لإثبات تلك العلاقة، ومن ثم تصديقها بعد جيل أو جيلين. وقد أشار علماء النسب قديماً وحديثاً كالهمداني، والجاسر إلى أن:« الاتفاق في الأسماء مدعاة للخلط في الأنساب.. وان القبيلة عندما يوافق اسمها اسم قبيلة أخرى تنتسب إليها خطأ.

4- جهل الكثير من الناس بأنسابهم :

وعدم إدراكهم لذلك، وتعلقهم بالرواية العامية واعتقادهم أن ما توارثوه عن آبائهم هو الصحيح، وقد ثبت بالتجربة أن الإنسان العامي لا يستطيع أن يحفظ تسلسل جدوده فيما بعد الجد الخامس بعدد مؤكد، مالم يكن ذلك التسلسل موثقاً توثيقاً علمياً أو شرعياً.

5- الانقطاع الزمني لبعض القبائل القديمة :

وظهور قبائل تنتسب إليها بعد عدة قرون، وهذا الأمر يحتاج إلى توقف من الباحث، وعدم الجزم بصحة الانتساب مالم تتوفر دلائل قوية ومقبولة.

6- قلة المتخصصين في الأنساب :

واعني بهم المتخصصين المؤهلين الذين يمكن الرجوع إليهم عند الحاجة البحثية، والمشاهد أن الاهتمام في الأنساب عندنا يقوم على اجتهادات شخصية، وليس على دراسات أكاديمية، كما أنه ليس له جهة مرجعية يمكن الاحتكام إليها.

أهم المحاذير التي يقع فيها مؤلفو علم الأنساب

هناك بعض المحاذير أو السلبيات التي يقع فيها كثير ممن يكتبون في الأنساب، والتي تتمثل في بعض الأساسيات والقواعد التي درج الناس على الاعتماد عليها في الأنساب، وارى أن الباحث في الأنساب عليه أن يتعامل بحذر شديد مع تلك المعطيات، والتي منها على سبيل المثال:

أ- قاعدة : الناس مؤتمنون على أنسابهم :
مما ينبغي توضيحه في البداية أن هذه العبارة قاعدة فقهية للإمام مالك هذا نصها:« الناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدعوا شرفاًَ». فهي في الأساس قاعدة فقهية تتعلق بإلحاق ولد الفراش، والمواريث ونحو ذلك، ولم ترد ابتداء في كتاب للأنساب، وإنما في كتاب فقهي.
لكن بعض الكتاب المتأخرين وكثيراً من العامة قد اقتبسوها وأسقطوا الجزء الثاني منها، واتكئوا عليها في إثبات ما يعتقدونه من أنسابهم والرد على من يخالفهم .
والدليل على عدم صحة هذه القاعدة ما نراه من مدى الاختلاف بين أفراد الأسرة الواحدة أو القبيلة الواحدة في كثير من الأحيان حول صحة انتسابهم إلى جد مُعين.
ولهذا فإن من تعمق في البحث قلت ثقته في تلك القاعدة المشهورة، وأدرك أن الناس قد يجهلون أنسابهم.

ب - الاعتماد على الرواية العامية :
ينبغي ألا يعول الباحث كثيرا على الرواية العامية في إثبات الأنساب، بل يبحث عما يدعم الروايات أو يدحضها، لأن الراوي العامي ليس حجة في إثبات الأنساب بسبب الجهل، وبسبب التحيز وحب الذات، وفي ذلك يقول الشيخ حمد الجاسر موضحاً ضعف الثقة بالرواية العامية:«.. وكل راوٍ يتحيز فيها إلى قبيلته أو قبيلة يميل إليها، وقد يلصق بمن لا يحب الصفات غير المحبوبة.. إلخ».
وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن نسب بعض القبائل النجدية:«أما ما يتناقله العامة فلا يصح التعويل عليه» .
ويندرج تحت ذلك ما يتناقله العامة من قصص متعلقة بالأنساب، وأسباب نزوح الأسر والقبائل، أو مسمياتها.

ج- التمسك برواية الآباء دون علم :
درج الناس على التسليم بما توارثوه عن آبائهم وأجدادهم، إلا أن الباحث يجب عليه ألا يسلم بكل ما ينقل عن الآباء والأجداد بلا تمحيص ولا تحقيق.
وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من تقليد الأجداد تقليداً أعمى، قال تعالى:{وّإذّا قٌيلّ لّهٍمٍ اتَّبٌعٍوا مّا أّّنزّلّ الله قّالٍوا بّلً نّتَّبٌعٍ مّا أّّلًفّيًنّا عّلّيًهٌ آبّاءّنّا}.

د- النقل عن المؤلفات بلا تمييز:
يقع كثير من مؤلفي كتب الأنساب في مزالق النقل عن الكتب والمراجع الأخرى بلا تمييز بين جيدها وضعيف، وباختصار؛ فإنه يمكن تصنيف مؤلفات الأنساب هنا، وبشكل عام فإني أرى تقسيم المؤلفات في الأنساب إلى ما يلي:
الكتب الضعيفة: «كابن الكلبي، والمغيري».
الكتب المشكوك فيها: «تاريخ سيف بن عمر».
الكتيب غير المحققة: «كالكتب التجميعية، الكتب بدون مصادر».
الكتب المصنوعة: «كإمتاع السامر».
ومما يضعف المصدر وإن كان صاحبه عالماً؛ الكتابة عن بعد، وذلك أن كثيراً ممن كتبوا في الأنساب يكتبون وهم بعيدون عن مواقع القبائل أو الأسر التي كتبوا عنها، وأقرب مثال على ذلك كتاب الجمهرة لابن حزم الأندلسي، فقد كتب عن قبائل الجزيرة مع أنه لم يطأ أرضها، ولم يتتبع مواطن قبائلها.
فكما انه ينبغي الحذر من بعض المدلسين، والكذابين، والوضاعين في علم الأنساب، فإنه ينبغي الحذر من الروايات الضعيفة لدى المؤرخين المعروفين.
ويقول الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري:«وما يدّعيه الصيادي، أو ابن زيد، أو غيرهما، من وصل قبيلة ذات اسم جديد بقبيلة قديمة لا يقبل جزافاً، ما لم يكن الاستناد إلى مصادر وجادات متصلة التسلسل خلال القرون.. الخ».

هـ- رفع النسب إلى جد بعيد :

يتساهل كثير من الناس في رفع نسبه إلى جد بعيد دون الاعتماد على إثبات من التدوين الصحيح، وهذا مما لا ينبغي للباحث المحقق أن يقبله.. وهذا التحذير يستند على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سلف الأمة من كراهية رفع النسب إلى جد بعيد، فقد روي عن الإمام مالك رحمه الله أن سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم، فكره ذلك، وقال: من أين يعلم ذلك؟، فقيل له: فإلى إسماعيل، فكره وأنكر .
و - الاعتماد على الشعر العامي :
يعتمد كثير من العامة أو الكُتّاب على الشعر العامي في إثبات الأنساب، وهذا منهج لا يحسن بالباحث المحقق.
والسبب في التركيز على الشعر العامي هنا لأنه الأكثر ارتباطاً بالأنساب في هذا العصر، وإلا فالشعر عموماً ليس حجة في الأنساب، وقد قالت العرب:«أعذب الشعر أمثله..» والسبب في خطورة الشعر على الأنساب هو ما يدخله من المبالغة والتحريف.
ويعد العلامة الشيخ حمد الجاسر أول من انتبه إلى هذا الأمر، فطرح الاعتماد على الشعر العامي المعاصر جانباً، وفي ذلك يقول في مقابلة مع:«مع الأسف الشديد؛ منذ منتصف القرن الماضي أي من بعد عام 1350هـ إلى يومنا هذا أصبح هذا النوع من الأدب ليس من الدرجة التي كان عليها قديماً، لأن التزييف دخله، والتغيير كثير منه».
وبالنسبة اليَّ فإن مصداقية الكتاب وعلميته تقل بحسب إكثار مؤلفه من الشعر العامي على غلافه وفي محتواه.

من كتاب بني خالد للوهبي يرى أن أهم مصادر النسابين هي :

1-كتب الأنساب القديمة

2- الوثائق

3- الشعر

4- الوسوم

4- الأخبار التاريخية

5- الروايات الشفهية

6- الموقع الجغرافي

7- الاستنتاج

وسوف أناقش كل منهج منها ماله وما عليه

1- كتب الأنساب القديمة :

يرى بعض الباحثين أن كتب الأنساب القديمة مصدر مفروغ منه وأنه لا مجال لمناقشة نص قديم في كتاب ما في حين يرى طرف أخر أن كتب الأنساب القديمة لا قيمة لها لأنها في الغالب كتبة بقلم أشخاص لم يسكنوا الجزيرة العربية وأعتقد أن المنهج الصحيح من وجهة نظري الشخصية هو الوسطية بين الطرفين فالكتب القديمة مفيدة في البحث عن أنساب القبائل خاصة إذا كانت في الشام و مصر والعراق وهى مناطق قريبة من النسابين في ذلك الزمان
ولكن أهمية تلك النصوص أيضا تبين لنا قدم قبيلة ما ومساكنها وتحالفاتها
ويجب أن تأخذ تلك النصوص كشواهد وليس نصا قطعيا غير قابل لنقاش

2- الوثائق القديمة :

تعد الوثائق من المصادر الهامة ولعلها أهم مصادر علم النسب وأهم أنواعها هي الوثائق
المتعلقة بالمواريث فهي تبين من هي الأسر الأقرب والقبائل وهناك أيضا وثائق التملك وهى أيضا تبين أسم رباعي أو خماسي لشخص قديم وهناك مشجرات قديمة وهذا يعد أقل مصادر الوثائق أهمية لأنه يحتمل الخطأ والصواب

3- الشعر:

الشعر ديوان العرب وهو أيضا مصدر لا بأس بت لتعرف على نسب القبائل
ولكن من الغريب أن يستدل بت البعض مع وجود نصوص في كتب الأنساب القديمة فشعراء من عادتهم المبالغة و ليس كل شاعر نسابة
أيضا الشعر نقل من روايات شفهية يحتمل فيها الخلط والنقل الغير دقيق
وهو مفيد كأحد المصادر خاصة إذا كان قديما أما ما يقوم به بعض الباحثين بالأخذ بقصيد لشاعر متأخر لمخالفة نصوص قديمة صريحة ففي رأى أنه لا قيمة له

4- الوسوم :

وسم الإبل أحد مصادر علم النسب فقط في حالة العشائر والبطون داخل القبيلة ولا يصح الاستدلال به فيما يخص نسب قبيلة بأكملها لأن ذلك يوقع الباحث في وهم كبير

5-الأخبار التاريخية :

من أهم مصادر علم الأنساب فتجد في بعض الوقعات خبر بطن كذا من قبيلة كذا أيضا التحالفات بين القبائل تكرارها يرجح أن هناك علاقة نسب بينهم ولكن أيضا يقع بعض المؤرخين في الوهم كابن فهد حين نسب عنزة و وسبيع لبنى لام وقد يصح أن يكون في وقت معين حلف تجمعه الظروف المعيشية القاسية في ذلك الزمن

6-الروايات الشفهية :

يعد مصدر هام ولكن هناك البعض يأخذ بها بشكل قاطع مع العلم أن أبائنا وأجدادنا كانوا قوما بسطاء وكان جل اهتمامهم منصب على البحث عن مصادر الرزق فلا يصح أن تأخذ الروايات الشفهية بشكل قاطع

ولكن استفاضة رواية ما دائما ما تستحق البحث والتقصي وقد تكون مصدرا لتوضيح غموض ما

7- الموقع الجغرافي :

أن مساكن القبائل منهج متبع لدى بعض النسابين في الاستدلال على نسب القبائل ومن أشهر من أخذ بهذا المنهج الجاسر وكان دائما يشير إلى هجرات القبائل من الجنوب إلى الشرق ثم إلى الشمال وأعتقد أن ذلك المنهج مفيد نوعا ما ولكن ليس بالقطعية التي يأخذ بها الجاسر وغيره فهناك قبائل كثيرة هاجرة من الشمال إلى جنوب في القديم كقبائل طي حينما نزلت من جبال طي إلى نجد و السادة القاطنين حضرموت والذين قدموا من العراق والشام

8- التشابه في الأسماء :

يأخذ بعض النسابين بالتشابه في الأسماء منهجا للبحث ومن أشهر هؤلاء المغيري والأحيوي في وقتنا الحاضر وفى رأى أن ذلك المنهج ضعيف جدا ولا يصح الأخذ به بتاتا

9- الاستنتاج :

هناك نوعين من الاستنتاج أولهم المبنى على مقارنة المصادر المتاحة وترجيح مصدر على الأخر فذلك مقبول وهناك نوع أخر القائم على التشابه في التسمية والفرضيات التي لها سوا التوقع كمنهج أبوعقيل الظاهري

وهو منهج غريب

الخلاصة

أن دراسة تاريخ القبائل يشكل الجزء الأكبر من تاريخ الجزيرة العربية لأنها كانت لفترة زمنية ليست بالقصيرة صاحبة النفوذ والدور الأكبر

ودراسة نسب تلك القبائل يبين لنا تاريخ تلك القبائل فعلى سبيل كيف برز مسمى قبيلة ما وماهي علاقة النسب بينها وبين القبائل الساكنة تلك البقعة الجغرافية

لماذا اختفت قبائل وظهرت أخرى هل هي تحالفت مع القبيلة التي ظهرت فجأة أم أن مسمى القبيلة أختلف

ومن ذلك يتبين أهمية علم الأنساب في قراءه تاريخنا بشكل عام .

والله أعلم منقول وانتم سالمين وغانمين والسلام

منصور بن فهيد
13-Aug-2007, 06:10 PM
ممتاز اخوي طنيان ...
وبارك الله فيك يالغالي ...

طنيان
13-Aug-2007, 06:19 PM
ممتاز اخوي طنيان ...
وبارك الله فيك يالغالي ...اخي الكريم الشيخ منصور بن فهيد بعد السلام شكرا جزيلا لك على المرور بموضوع ضوابط هامة في علم النسب وقد استسهل بعض الناس هداهم الله الخوض به بلا علم وذلك من الخوض في الباطل واسلم وسلم والسلام

طنيان
13-Aug-2007, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لكل علم قواعده التي تضبطه , ومصطلحاته الخاصة به إلا علم النسب مع كثرة الكتابة فيه مؤخراً لم يكن له حظ في كبح جماح المتعجلين مما ينقل من هنا وهناك فيدفعه لمطبعة ولا ينظر إلا نتائج ما كتب ولا تعجب إذا رأبت أن كثيراً من أولئك الكتبة ليس لهم إلا ذلك التأليف في نسب قبيلة أو تاريخ بلدة والتأليف له آدابه , وأعرافه من أهمها احترام عقلية القارئ , وعدم ذكر بلدة الا بالخير . وعدم ذكر أي دعوى بلا برهان من رواية صادقة أو نقل معتبر ولذا فمن المحتم ذكر بعض المحاذير التي قد يقع فيها المشتغل بعلم الأنساب والتنبيهات التي لا بد له من مراعاتها فمن ذلك :
1 - أن المشتغل في النسب قد يدعى نسباً بلا حجة أو ينفي نسب أحد بلا برهان والدافع إلى ذلك إما أن يكون الهوى أو العجلة وعدم التثبت والعجلة في مثل مباحث الأنساب زلة أقدام وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :صلى الله عليه وسلم " كفر بامرئ ادعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق وفي رواية أحمد :كفر تبرؤ من نسب وإن دق ادعاء إلى نسب لا يعرف وقال أبو بكر الصديق في خطبة له على الملأ " كفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعرف وكفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق .

2 - الإيغال في الأنساب القديمة , وقد روى خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا أنتسب إلا إلى معد وما بعده لا أدري ما هو وروي عن عكرمة قال : ورد نزار نسبها من عدنان وأضلت اليمن نسبها من قحطان
وقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتهى في النسب إلى معد ابن عدنان أمسك ثم قال : كذب النسابون , قال تعالى { وقرونا بين ذلك كثيراً } وورد عن ابن عباس رضي الله قال : ولو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه وقل : بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا .
وورد عنه أنه قرأ : { ألم يأتيكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله } , فقال كذب النسابون , وذكر ابن كثير في ترجمة الإمام أحمد نسبه إلى إبراهيم عليه السلام ثم ذكر عن صالح بن الإمام أحمد أنه قال رأي أبي هذا النسب في كتاب لي , فقال : وما تصنع بهذا ؟ ولم ينكر النسب فقد يكون أنكر ثبوت النسب بعد عدنان وقد يكون إنكاره لاشتغال ابنه بالنسب عما هو أهم منه .
وقد كان العرب يعيبون من يجهل نسبه إلى عدنان ويدلك على هذا قول لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه :

فإن لم نجد من دون عدنان والداً
ودون معد فلترعك العواذل .

3 - أنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنسب أو بشرف الآباء ولو تفكر العبد لوجد أن الناس كلهم ولد آدم الذي خلقه الله تعالى بيده وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته , وما أقل نفعه فيهم , وفيهم كل عيب وكل فاسق , والعامة تقول في أمثال هذا المعجب بآبائه : كالخصي يزهي بذكر أبيه , وأبو لهب هو من هو في قربه وشرف نسبه , ولم ينفعه ذلك وأبو إبراهيم وابن نوح لم ينفعهم شرف نسبهم وقربهم من أنبياء الله .
والإعجاب بالنسب لا يدفع جوعاً ولا يستر عورة ولا ينفع في الآخرة , فهو بحق ضعف عقل وقلة دين , وقد قال شيخ الإسلام : فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة فلا يكون حظه استشعار فضل نفسه والنظر إلى ذلك , فإنه مخطئ في هذا لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش وقد روى ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما من أوليائي المتقين ... , فشرف النسب لا يدل على شرف الشخص .

4- أن معرفة المرء لعلو نسبه قد يؤدي به إلى ترك اكتساب الآداب والفضائل اتكالاً على حسبه وما أحسن قول ابن الرومي :

وما الحسب الموروث لا در دره
بمحتسب إلا بآخر مكتسب

فلا تتكل إلا على ما فعلته
ولا تحسبن المجد يورث بالنسب

فليس يسود المرء إلا بنفسه
وإن عد آباء كراماً ذوي حسب

إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة
من المثمرات اعتده الناس في الحطب

وللمجد قوم ساوروه بأنفس
كرام ولم يعبوا بأم ولا بأب

والعاقل من يكون عصامياً لا من يكون عظامياً كما قال المتنبي :

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
وبجدي سموت لا بجدودي

وما أصدق قول الشاعر :

حسبي فخاراً وشيمتي أدبي
وليست من هاشم ولا العرب

إن الفتى من يقول ها أنا ذا
وليس الفتى من يقول كان أبي

وقول الآخر :

كن ابن من شئت واكتسب أدبا
يغنيك موروثه عن النسب

إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أبي

وقد كان والد أبي الفتح عثمان بن جني النحوي اللغوي المشهور عبداً روميا , وقد عير بذلك فقال :

فإن أصبح بلا نسب
فعلمي في الورى نسبي

على أني أؤول إلى
قروم سادة نجب

قياصرة إذا نطقوا
أرم الدهر ذو الخطب

أولئك دعا النبي لهم
كفى شرفاً دعاء نبي

ومما ينسب إلى علي رضي الله عنه :

لكل شيء زينة في الورى
وزينة المرء تمام الأدب

قد يشرف المرء بآدابه
فينا وإن كان وضيع النسب

ويؤكد الشافعي هذا المعنى فيقول :

لا يعجبنك أثواب على رجل
دع عنك أثوابه وأنظر إلى الأدب

فالعود لو لم تفح منه روائحه
لم يفرق الناس بين العود والحطب

والنسب مع الجهل لا يجدي شيئاً كما قال الشاعر :

العلم ينهض بالخسيس إلى العلا
والجهل يقعد بالفتى المنسوب

وما أحسن أن يجمع المرء بين شرف النسب وشرف العلم والأدب ويكون كعبد الله بن معاوية حين قال :

لسنا وإن أحسابنا كرمت
يوماً على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل ما فعلوا

ولما قرئت هذه الأبيات على الملك عبد العزيز رحمه الله قال : فوق ما فعلوا فوق ما فعلوا وقال الأصمعي : أنشدنا أبو عمرو بن العلاء لعامر بن الطفيل قال : وهو من جيد شعره

إن وإن كنت ابن سيد عامر
وفارسها المشهور في كل موكب

فما سودتني عامر من وراثه
أبي الله أن أسمو بام ولا أب

ولكنني أحمي حماها واتقي
أذاها وأرمي من رماها بمنكب

وما أجمل ما قاله الرصافي في قصيدة نحن والماضي حيث يقول :

وما يجدي افتخارك بالأوالي
إذا لم تفتخر فخراً جديداً

فما بلغ المقاصد غير ساع
يردد في غد نظراً سديداً

وأسس في بنائك كل مجد
طريف واترك المجد التليداً

فشر العاملين ذوو حمول
إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا

وخير الناس ذو حسب قديم
أقام لنفسه حسباً جديدا

إذا ما الجهل خيم في بلاد
رأيت أسودها مسخت قروداً

5- أن علم النسب قد يستخدم للسب وانتقاص الآخرين , ولذا نجد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : إياكم وتعلم الانساب , للطعن فيها وقد روى ابن عبد البر بإسناده إلى يحي بن طلحة قال : جئت لسعيد بن المسيب فسلمت عليه فرد علي , فقلت : علمني النسب , فقال : أنت تريد أن تساب الناس , ثم قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا يحي بن طلحة , فضمني إليه وقال : ائتِ محمداً ابني فإنها عنده , إنما هي شعوب وقبائل وبطون وعمائر وأفخاذ وفصائل , فإذا كان المرء يعلم من نفسه نزوعاً إلى إنتقاص الآخرين فليصلحه وليبعد عن كل ما يزيد هذا الخلق الدنيء من القراءة في أخبار القبائل وأنسابها وقد أحسن العلماء الإسلام في طي مثالب القبائل ومن وجدوه ألف في المثالب فإن كتابه يطوي ولا يروي لعظيم ضرره .

6- أن علم النسب قد يشغل عما هو أنفع منه , وهذا كثير مشاهد , فكم رأينا ممن يشار إليهم بالبنان من طلبه العلوم اتجهوا إلى علم الأنساب وتركوا ما هو أنفع للأمة منه , ولذا نجد الإمام أحمد يصرف طلابه إلى العلم الأكثر نفعاً فمن أي العرب أنت ؟ قال لي : يا أبا النعمان نحن قوم مساكين , وما تصنع بهذا ؟ فكان ربما جائني أريده على أن يخبرني فيعيد علي مثل ذلك الكلام ولا يخبرني بشيء .

7- أن المشتغل بالأنساب قد يمدح ظالماً معروفاً بمخالفة الشرع من أقاربه وقد يفخر بالانتساب إليه , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (انتسب رجلان على عهد موسى فقال أحدهما : أن ابن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك ؟ قال أنا فلان بن فلان ابن الإسلام , فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في ا لنار فأنت عاشرهم في النار , وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة ) .

8- من كمال العقل حسن اختيار ما نسب إلى السابقين الأخيار , ونقل ما جاء فيها من أخبار , قال ابن الجوزي رحمه الله : وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار , فما كان مما يحسب تركه فليترك .

9- لابد من معرفة رأي العلماء في المصنفات التى يرجع إليها الباحث فعلي سبيل المثال نقل السخاوي عن النووي , رحمه الله , أنه أثنى على الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شأنه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم , وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الإكثار والتخليط .

10- كما لابد من ترك التعجل في الاستنباطات كربط الأماكن بالقبائل التي كانت قد حلت بها , لأن من المعلوم أن طبيعة العيش في البلاد العربية تحتم على القبائل التنقل لأسباب كثيرة منها : وقوع حروب فيما بينهم , أو وقوع قتل ممن ينتسب للقبيلة وتعجز القبيلة عن دفع دياتهم , ويصعب عليهم , أن تدفع القاتل لذوي القتيل وقد يقع على القبيلة ظلم من الولاة والملوك فيرتحلون طلباً للسلامة , كما أن قلة المطر وشدة القحط من أقوى الدوافع للارتحال كما في قدوم بني حنيفة لليمامة , وقد تنتقل القبيلة عن موطنها بسبب كوارث طبيعية مثل سيل العرم والذي فرق قبائل قحطانية كثيرة فالأوس والخزرج نزلوا المدينة وطئ نزلت جبلي أجا وسلمى وقد تضيق المنطقة بأهلها فتنتقل القبيلة أو بعضها إلى مكان أرحب .

11- من أهم مبادئ علم النسب معرفة طبقات النسب عند العرب قال ابن حجر الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك هو قول مجاهد أخرجه الطبري عنه وذكر أبو عبيدة مثال الشعب وربيعة ومثال القبيلة من دون ذلك وأنشد لعمرو بن أحمر :

من شعب همدان أو سعد العشيرة
أو خولان أو مذحج هاجوا له طربا .

وقال ابن الكلبي : الشعب أكبر من القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم العشيرة ثم الفصيلة , وقال غيره : الشعوب العجم والقبائل العرب وإنما قيل للقبيلة قبيلة لتقابلها وتناظرها , وأن بعضها يكافئ بعضاً وقيل للشعب شعب لأنه انشعب منه أكثر مما انشعب من القبيلة وقيل لها عمائر , من الاعتمار والاجتماع , وقيل لها بطون لأنها دون القبائل وقيل لها أفخاذ , لأنها دون البطون , ثم العشيرة وهي رهط الرجل , ثم الفصيلة وهي أهل بيت الرجل خاصة قال تعالى ( وفصيلته التي تؤويه ) وقال تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) .

12- التثبت في ما يرد قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع أمر لازم وواجب على المؤرخ والمتحدث في النسب أن يحرص عليه , وخصوصاً إذا كان الحديث عمن عرف بالخير وتطبيق المنهج الحديث في سند الرواية إمتثالاً لقوله سبحانه { يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } .

13- العصمة للأنبياء , وكلنا خطاء ,وقد قال سعيد بن المسيب , رحمه الله ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله , وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تذكروا هلكاكم إلا بخير .

14- ينبغي لمن يتصدي لتاريخ الأعلام أن يتجنب الألفاظ الجارحة قال المزني : سمعني الشافعي يوماً وأنا أقول : فلان كذاب فقال لي : أحسنها , لا تقل كذاب , ولكن قل : حديثه ليس بشيء ونحوه عن البخاري وأيوب رحم الله الجميع وذلك حتى لا يتعود لسانه على هذه الألفاظ .

15- لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفاً منهم : وما زال هذا في كل دولة قائمة بصف المؤرخ محسانها ويغضي عن مساوئها .

16- من كمال الأدب مع الأعلام المسلمين من أهل الفضل والخير أن نترجم عليهم عند ذكرهم وقد قال رزق الله الميمي الحنبلي رحمه الله ( ت488هـ ) يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا اذا متنا ولا تترحموا علينا .

17- من المعلوم أن النوازع النفسية تؤثر على الإنسان ومن الأهمية بمكان أن يعلم طالب النسب أن كل متكلم في النسب سواء أكان في كتاب أم خطاب فإن القليل النادر من ينجرد من الأهواء الشخصية , ويمكن ملاحظة ذلك بأمور :

تجده إذا اختار من الأخبار فإنه يبرز ما يروق له ولمن يواليه , ويحذف أو يحرف ما لا يرضاها , و قد يورده بصورة مشوهة , فليكن طالب النسب على حذر من ذلك بأن يعدد مصادر التلقي , ويقارن بين الكتب ويعرف من عرف عن التعصب أو التحريف من أهل التصنيف . كما تجده يذكر مثالب بعض القبائل والعوائل لشيء في نفسه ولكننا ولله الحمد نجد أن المسلمين الشرفاء لم يحفلوا بتلك المصنفات حتى فقدت ولم يبق منها إلا أسماؤها وبقي عار تصنيفها على مصنفيها كعلان الشعوبي وغيره وما أحسن أن يدعوا بدعاء الصالحين : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } ومنها أن ييرز المواقف السيئة للأشخاص المنتسبين إلى العوائل , مما يشكل حساسية وحرجا لبقية عائلته أو قومه مع أن الله تعالى قال { ولا تزر وازرة وزر أخرى } إلا أن الناس يعيرون القبيلة بذنب الفرد , ولذا فإن تسمية من حصل له الموقف نسبته أفضل إلا إذا اشتهر وعرف وكثر ذكره .
ومنها أن يذكر هجاء الشعراء للقبائل القديمة وكلنا يعرف كيف فعل بيت جرير في قبيلة بني نمير . ولكننا لم نتساءل عن مسؤولية كلمته أمام الله تعالى : عندما ظلم قبيلة كاملة بسبب مهاجاة بينه وبين شاعر , وقد ذهب الجميع وبقي الهجاء إلى يوم الدين , فما أعظم مسؤولية الأديب ,ليعلم أن الناقل مسؤول عن نقله لقوله تعالى { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً } . ومن كمال عقل العجاج أنه قيل : إنك لا تحسن الهجاء فقال : إن لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم , وأحسابا تمنعنا من أن نظلم وهل رأيت بانياً لا يحسن أن يهدم . ولو طبق حكم الدول الإسلامية السابقون حكم الله في الهجائين لما رأينا القصائد الكثيرة المخجلة في الهجاء المقذع غير المبرر , ولذا نجد أنه لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر سجنه عمر رضي الله عنه فاستعطفه بأبيات وشفع له ابن عوف وعمرو بن العاص رضي الله عنه فأخرجه عمر وهدده بقطع لسانه إن عاد يهجو أحداً ومن المعلوم أن من علوم الأخبار ما هو محرم البحث فيها والنظر والكتابة وذلك في أربعة مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي :

ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء .

البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم , لأن ذلك مفض إلى الوقوع فيهم .

البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير .

ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث " اذكروا محاسن موتاكم " لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء " والمتحدث في الأنساب يحتاج إلى أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه دائماً . منقول وانتم سالمين وغانمين والسلام

عامر بن صعصعه
13-Aug-2007, 07:25 PM
بيض الله وجهك يا طـنـيـان ،،،،،، موضـوع رائـع ومهــم

وبـذّات فـي هـالوقــت اللـي كـلّـه تـلاعـب فـالأنـسـاب

دمتـم ..

طنيان
13-Aug-2007, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم عامر بن صعصعه بعد السلام شكرا جزيلا لك على المرور بالموضوع وانكار الماثر هو ضرب من انكار الانساب واسلم وسلم والسلام

الجمل العدواني
14-Aug-2007, 08:54 PM
بارك الله يا طنيان

لاهنت

تحياتي

طنيان
16-Aug-2007, 07:50 PM
بارك الله يا طنيان

لاهنت

تحياتي

اخي الكريم الجمل العدواني بعد السلام الله يعافيك ويبارك فيك ومن قال ماهان وشكرا جزيلا لك على المرور واسلم وسلم والسلام

طنيان
10-Oct-2007, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام اعضاء ومتصفحوا منتدى قبيلة عتيبة الهيلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فان تاريخ القبائل العربية في صدر الإسلام يكتنفه بعض الغموض وقد اصبح بعض التاريخ العربي وخاصة في دول الخليج العربي مزيفا كثر فيه التزوير وتغيير الحقائق واصبح يفتقد المصداقة وصحة المصدر واصبح بعض الجهلة مؤرخ عالمي خاصة في انساب العرب واصبح التأليف لجني المال والشهرة وليش للتجرد للحقيقة وسرد الوقعات التاريخية على حقيقتها فلما نتتبع أنساب القبائل الموجودة الآن نجدها لاتمر بسلسلة حكم فيها اعظم قواد العالم الإسلامي مثل الدولة الأموية والدولة العباسية ولما نتتبع أصول هذه القبائل فننا نجد أنها لاتمر في هذه الحقبة الزمنية من التاريخ تجد المؤلف او الكاتب ينسبها الى عهد الجاهلية مباشرة ولايعير هذه الفترة أي اهتمام . والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا كتاب ومؤلفوا هذا الوقت لايذكرون أي شي عن هذه الفترة وهي اوج وعظمة الدولة الإسلامية ؟ فهل من مجيب ؟ والاجابة انه لما انتقلت الخلافة الاسلامية خارج الجزيرة العربية مكة المكرمة والمدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة و التسليم سواءا في الشام او في العراق حدث فراغ هائل من اهمال وسط الجزيرة العربية انتشرت في زمنه الامية وفشى الجهل وفتكت الامراض بساكني الجزيرة العربية وهذا هو الذي افقدنا الكثير من مراحل تطور تاريخ بلادنا ولم يعدم العلماء بالامصار من حفظ بعضه بقصائده التي تنير للباحث السبيل مثل الذبالة في فم الدحل وقد نشرت جامعة الموصول كتب في فلسفة التاريخ تزيد الطريق تنويرا وليس كل التاريخ مزيف بل ان تاريخ البوادي في الستة قرون الماضيه قد حفظت جزء كبير منه القصائد المتداولة والتي مازالت بحاجة الى دراسة اكاديمية دقيقة لتظهر مكنونها المشرق والباحث الجاد لن يعدم الطريق الموصلة للحقيقة ان شاء الله ومن قال هلك الناس فهو اهلكهم ومن قال ان التاريخ كله مزور فقد هلك لانه لم يفرق بين المصادر والمراجع ولا يخفاك ان اناسا من العوام استسهلوا الكتابة بالانساب والتاريخ لخدمة غرض معين سرعان ما انفضح امرهم وتصدى لهم العالمون بخفايا التاريخ حتى بينوا وهمهم وما كتابة المشائخ عن امتاع السامر الا من هذا القبيل وقد تصدى الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في حياته لاناس حاولوا الترويج لبعض اكاذيبهم بكتابة بعض الكتب والادعاء انها من مخطوطات موجوده ومع البحث والتحري والتدقيق عن المخطوطات المذكوره ثبت ان ليس لها وجود واثبت ذلك تناقض اصحابها وبين ذلك الشيح حمد الجاسر رحمه الله وغيره من المشائخ مثل ابو عبدالرحمن بن عقيل وغيرهم ومع ذلك فاننا نرى في الآونه الاخيره كثرة النسّابه وكتب النسب ومنهم من اخطاء ومنهم من اصاب في شيء واخطاء في آخر كل بطريقته وحسب ما تهواه نفسه او بالنقل من مصادر عدة ويقوم بابداء وجهة نظره فيما نقله من تلك المصادر , ونرى ان البعض عندهم مسلمات لا ينثني عنها ويعتقد انها الصواب ولكن نحن نقول هي اجتهادات من قبل الاشخاص تحتمل الخطاء وتحتمل الصواب على انه عند الاغلبيه يكون الصواب هو الراجح ان شاء الله , وبالرغم من ان الارجح هو الصواب لكن ذلك لا يعفي المؤلف من الخطاء بل جميع المؤلفين تجد عندهم اخطاء , ومن الاخطاء ما يصل الى 99% من كتابة المؤلف وتتراوح منها الى ان تصل الى 25% عند افضل المؤلفين . ومنهم الشيخ حمد الجاسر الذي الف كثيرا من كتب الانساب وكان هو الاول في هذا المجال في المملكه العربية السعودية ليس الاول في الكتابة فقط بل هو الاول في قائمة النسّابة العرب ويعتبر من افضلهم وكان رحه الله مجتهدا في ذلك كثيرا ويبحث دائما عن الصواب ولكنه ليس في كل الاحيان يكون مصيبا في ما يقول , فاردت ان اتحدث عن هذا الموضوع لكي نبين الخطاء من الصواب لكل من يقراء هذا الموضوع . وقد اختلف علماء النسب في امور كثيرة ومن اهمها نسب القبائل , فمنهم من يقول القبيلة الفلانية تعود في قحطان ومنهم من يقول بل في عدنان ولكل منهم ادلته والاختلاف احيانا يكون امر مسلم به عند بعض القبائل ومعروف دون الحاجة لمن يثبته والخلاف يحتمل الصواب او الخطاء عند هذا او ذاك , فنرى من يستشهد باقوال هؤلاء ويصر عليها على الرغم من انهم معرضين للخطاء والصواب , فمنهم من يستشهد بكتاب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله مثلا ويكون الشيخ حمد قد وقع باخطاء بينة في تلك النقطه بالذات , فيكون هنالك تعارض بين شخصين لان هذا مقتنعا بفلان وذلك مقتنعا بغيره وكل منهما يرجح ما كتب له داخل هذا الكتاب او ذاك او ان ما يراه من مصلحته . وقد وقع الشيخ حمد الجاسر رحمه الله باخطاء ولننصف القول فهو من الذين كانت الاخطاء عندهم بنسبة 25% تقريبا , ولكن بالرغم انه افضل الموجود الا ان نسبة 25% نسبه كبيرة جدا بحق علامة الجزيرة العربية , وقد قرأت له فوجدت عنده العديد من الاخطاء في نسب العوائل وفي نسب بعض الفخوذ من القبائل وايضا في انتماء القبائل الى اصولها هل هي من قحطان او عدنان الى انه تدارك اغلب الاخطاء في حياته رحمه الله وعلق عليها مصححا في مجلة العرب . ووددت ان اقول من خلال هذا الموضوع انه لا يجب علينا ان نسلم امرنا لاي من المؤلفين ونقول كفى ان هذا هو الافضل , بل يجب ان نجتهد كما اجتهدوا ونحقق مثلما حققوا ونتعب انفسنا لنصل الى الحقيقة صافية من كل شائبة كما يجب علينا تحليل الكتب اولا ثم بعد ذلك نتاكد من خطئها وصوابها ونبحث عن المرجحات ثم بعد ذلك نستدل بها على الاصوب , اما ان نقول قال فلان وقال فلان فليس ذلك بالصحيح . لان ما يكتبه فلان اوفلان ليس وحيا نزل عليه من السماء فهو انسان اجتهد وجمع وليس كل ما جمعه صحيح , فكل ما كتب على وجه المعمورة موجود به الخطاء الا القرآن الكريم الذي ريب فيه ولاياتيه الباطل من بين يديه او من خلفه وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لانها رويت عن رجال ثقات بالتواتر اي رواها جماعة عن جماعة يستحيل ان يتواطؤوا على الكذب والعلماء وضحوا لنا ما قيل فيها مبينين صحيحها وحسنها ومرفوعها ومنقطعها وضعيفها وموضوعها , فالقرآن والسنة هما اللذان يستدل بهما بكل ثقة اما قول الانسان فمعرض للخطاء و الصواب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي خطا وخير الخطائين التوابون . وقد قال الشيخ حمد الجاسر قبل وفاته رحمه الله بفترة عندي الكثير من الاخطاء فعليكم التحري قبل النشر عني , وذلك لابراء ذمته . اذا كيف نستفيد من كتب النسب : كتب احد الباحثين بالانساب هذا السؤال الذي طرحه على نفسه وأجاب عليه فاحببت ان اطلعكم على اجابته . لان النسب ليس كالقران الكريم اوالسنة النبوية المطهرة المحفوظين بحفظ الله لهما . وكما قال الإمام مالك رحمه الله " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر " يقصد المصطفى عليه الصلاة و السلام . ولو دخلنا في الموضوع بشكل غير مباشر وقلنا وضربنا هذا المثل " بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ولماذا يصنف انه من اقرب الائمة الاربعة الى الرأي الصحيح مع وجود اخطاء يسيرة لديه كما اشرنا ان كل كلام مردود الا كلام المصطفى عليه الصلاة والسلام . الجواب : لأن الإمام أحمد بن حنبل هو آخر الأئمة الأربعة وقام بتجميع ما كتبه الأئمة الثلاثة السابقين " الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي والإمام مالك رحمهم الله " وقام بجمع المتفق عليه عند الأئمة ونقح بعض ما ورد عنهم . ولو استفدنا من طريقة الإمام احمد بن حنبل رحمه الله و استخدمناها في كتب النسب التي ليست شرعية أي لا تستمد من القران والسنة من ناحية إثبات أن آل فلان من بني فلان . فأقول أي كتاب للنسب الموجودة لدينا سواءً بين ايدينا أو في المكتبات العامة والخاصة لابد من وجود اخطاء ووجود صواب فيه ولا يخلو كتاب من فائدة " هذه قاعدة لابد أن أراعيها في قراءتي للكتب " فنحن لا يجب ان نرد اي كتاب بحجة أن صاحب الكتاب اخطأ في الفروع أو اخطأ في الأصول وأنه كتاب ساقط . بل يجب ان نأخذ ما صح في الكتاب ونرد ما عداه مما اخطأ فيه صاحبه . مثال بسيط كتاب كنز الأنساب فقد أجاد الشيخ الحقيل رحمه الله في انساب عنزة وشمر وتميم وقبائل شهران و قبائل عسير " من وجهة نظري " ولكنه في سبيع لم يكن متوسعاً ومفصلاً بالاضافة للمعلومات القيمة التي ذكرها الشيخ في مقدمته وفي مؤخرة الكتاب . وكذلك الشيخ حمد الجاسر رحمه الله أجاد في بعض تفصيل العائلات والديار فنحن نأخذ ما صح ونرد ما كان عكس ذلك وإن لم نفعل ذلك فاننا لن نجد كتاب يعتمد عليه في أصول العرب لأن كل البشر ليسوا بمعصومين عن الخطأ . " نأخذ ما صح ونرد الخطأ بكل أدب و احترام " وهذه هي الطريقة الصحيحة في التأليف وتلقي العلم مع العلم ان لكل علم اشياخه ومن كان شيخه كتابه كان خطاؤه اكثر من صوابه كما قيل . وقد قيل : ان احد ائمة الحديث حفظ ابنه عدة الاف من الاحاديث في صغره فلما وعى وسال والده عنها قال له والده : هذه الاحاديث هي الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فابحث عن الصحيحة هكذا يجب ان يكون منهجنا تجاه كتب الانساب ان نحتويها اولا ثم نحققها وندققها مقارنة بما يستفيض في عهدها عند اهل الانساب . نرجو من الله ان يكون ماكتب فيه خير وبركة منقول بتصرف وانتم سالمون وغانمون والسلام .

فارس الطايف
10-Oct-2007, 03:23 AM
الله بحق هذا الشهر الكريم يعطيك العافيه ويزيدك من العلم والمعرفه

غزاي الاسعدي
10-Oct-2007, 04:09 AM
جزاك الله خير

اتمنى أن يستفيد الجميع من هذا الجهد المشكور .

طنيان
10-Oct-2007, 11:41 PM
الله بحق هذا الشهر الكريم يعطيك العافيه ويزيدك من العلم والمعرفه

اخي الكريم فارس الطائف بعد السلام شكرا لمرورك الكريم والله يعافيك ويستجيب دعاءك لنا ولكم ولاخواننا المسلمين مع اطيب الامنيات

فهد النفيعي
24-Oct-2007, 02:39 PM
لاهنت على المجهود
دمت للابداع

طنيان
27-Oct-2007, 03:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر أمور يحتاج إليها في علم الأنساب ومعرفة القبائل وفيها خمسة فصول الفصل الأول

في فضل علم الأنساب

وفائدته ومسيس الحاجة إليه لا خفاء أن معرفة الأنساب من الأمور المطلوبة ، والمعارف المندوبة ؛ لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية ، والمعارف الدينية . فقد وردت الشريعة باعتبارها في مواضع : منها : العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة وتوفي ودفن بها ، فإنه لا بد لصحة الإيمان من معرفة ذلك ، ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك .
ومنها : التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير أبيه ، ولا ينسب إلى سوى أجداده . وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( يأيُها الناس إنا خلقناكُم من ذَكر وأُنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائل لتعارفوا ). ولولا معرفة الأنساب لفات إدراك ذلك وتعذر الوصول إليه .
ومنها : اعتبار النسب في الإمامة التي هي الزعامة العظمى . فقد حكى الماوردي في الأحكام السلطانية الإجماع على كون الإمام قرشياً ، ثم قال : ولا اعتبار بضرار حيث . فجوزها في جميع الناس . فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : الأئمة من قريش . قال أصحابنا الشافعية : فإن لم يوجد قرشي اعتبر كون الإمام كنانياً من بني كنانة من خُزيمة ، فإن تعذر اعتبر كونه من بني إسماعيل عليه السلام ، فإن تعذر اعتبر كونه من بني إسحاق عليه السلام ، فإن تعذر اعتبر كونه من جرهم ، لشرفهم بصهارة إسماعيل عليه السلام ، بل قد نصوا أن الهاشمي أولى بالإمامة من غيره من قريش .
فلولا المعرفة بعلم النسب لفات وتعذر حكم الإمامة العظمى التي بها عموم صلاح الأمة ، وحماية البيضة ، وكف الفتنة ، وغير ذلك من المصالح .
ومنها : اعتبار النسب في كفاءة الزوج للزوجة عند الشافعي رضي الله عنه، حتى لا يكافئ الهاشمية والمطّلبية غيرها من قريش ، ولا يكافئ القرشية غيرها من العرب ممن ليس بقرشي ، ولا يكافئ الكنانية غيرها من العرب ممن ليس بكناني ولا قرشي على الأصح وفي اعتبار النسب في العجمي أيضاً وجهان : أصحهما الاعتبار . فإذا لم يعرف النسب تعذرت هذه الأحكام .
منها : مراعاة النسب الشريف في المرأة المنكوحة ، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تنكح المرأة لأربع : لدينها ، وحسبها ، ومالها ، وجمالها " فراعى صلى الله عليه وسلم في المرأة الحسب ، وهو شرف الآباء .
ومنها : جريان الرق على العرب في أحد قولي الشافعي رضي الله عنه وموافقيه ، فإذا لم يعرف النسب تعذر ذلك ، إلى غير ذلك من الأحكام الجارية هذا المجرى .
ثم ليعلم أنه قد ذهب كثير من أئمة المحدثين والفقهاء ، كالبخاري ، إلى جواز الرفع في الأنساب احتجاجاً بعمل السلف ، فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه في علم الأنساب في المقام الأرفع والجانب الأعلى ، وذلك أدل دليل وأعظم شاهد على شرف هذا العلم وجلالة قدره .
وقد حكى صاحب الريحان والريعان عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله قال : كان أبو بكر رضي الله عنه نسّابة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فوقف على قوم من ريبعة فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة ، قال : وأي ربيعة أنتم ، أمن هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا : بل من هامتها العظمى . قال أبو بكر : ومن أيها ؟ قالوا من ذُهل الأكبر . قال أبو بكر : فمنكم عوف بن مُحلِّم الذي يقال له : لا حُرّ بوادي عوف ؟ قالوا : لا . قال : فمنكم بِسطام بن قيس أبو القِرَى ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا ، قال : فمنكم اَلْحوفزان قاتل الملوك وسالبها أَنْعُمها ؟ قالوا : لا . قال : فمنكم المزدلف الحرّ صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا . قال : فمنكم أخوال الملوك من كِندة ؟ قالوا : لا . قال : فمنكم أصهار الملوك من لَخم ؟ قالوا : لا . قال : فلستم بذُهل الأكبر بل ذهل الأصغر . فقام إليه غلام من شيبان يقال له : دِغْفَل حين بَقَل وجهه فقال : إن على سائلنا أن نسأله : يا هذا إنك قد سألت فأخبرناك ولم نكتمك شيئاً من خبرنا ، فمن الرجل ؟ قال أبو بكر : أنا من قريش . قال : بخٍ بخٍ أهل الشرف والرياسة ، فمن أي القرشيين أنت ؟ قال : من تَيم بن مُرة . قال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثُّغرة ، فمنكم قُصي الذي جمع القبائل من فِهر وكان يُدعى مُجمعاً ؟ قال : لا . قال : فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ؟ قال : لا . قال : فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء ؟ قال : لا . قال : فمن المفيضين بالناس أنت ؟ قال : لا . قال : فمن أهل الندوة أنت ؟ قال : لا . قال : فمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا . قال : فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا . قال : فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا . واجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام ناقته ، فقال الفتى :

صادف دَرُّ السيل درّاً يدفعه
يَهيضه حيناً وحيناً يصدعُهْ

أما والله يا أخا قريش لو لبثت لأخبرتك أنك من رعيان قريش ولست من الذوائب . فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فتبسم . فقال عليّ رضي الله عنه : يا أبا بكر ، لقد وقعت من الغلام الأعرابي على باقعه . فقال : يا أبا الحسن ، ما من طامة إلا وفوقها طامة .
ودِغْفل هذا هو دغفل ابن حنطلة النسابة الذي يُضرب به المثل في معرفة النسب ، قدم مرة على معاوية بن أبي سفيان في خلافته فاختبره فوجده رجلاً عالماً ، فقال : بِم نلت هذا يا دغفل ؟ قال : بقلب عَقول ، ولسان سؤول ، وآفة العلم النسيان .
وممن اشتهر بمعرفة الأنساب أيضاً ابن الكيّس ، من بني عوف بن سعد ابن ثعلب بن وائل وفيهما يقول مسكين بن عامر :

فحكِّم دِغْفلاً وارحل إليه
ولا تَدِع المعطيَّ من الكَلالِ

أو ابن الكيِّس النَّمري زيداً
ولو أمسى بمُنخرق الشمال

وقد صنف في علم الأنساب جماعة من جلة العلماء وأعيانهم ، كأبي عبيد القاسم ابن سلام ، والبيهقي ، وابن عبد البر ، وابن حزم ، وغيرهم ؛ وذلك دليل شرفه ورفعة قدره .

الفصل الثاني

في بيان ما يقع عليه اسم العرب، وذكر أنواعهم

وما ينخرط في سلك ذلك أما من يقع عليه اسم العرب فقد قال الجوهري في صحاحه : " العرب جيل من الناس ، وهم أهل الأمصار ، والأعراب سكان البادية " .
والتحقيق أن اسم العرب يشمل الجميع ، والأعراب نوع منهم .
قال الجوهري : " وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، ويقال : تعرّب العجمي ، إذا تشبه بالعرب " .
وقد ذكر صاحب " العِبر " أن لفظ العرب مشتق من الإعراب ، وهو البيان ، أخذاً من قولهم : أعرب الرجل عن حاجته ، إذا أبان ، سُمُّوا بذلك لأن الغالب عليهم البيان .
وتصغير العرب : عُريب ، والنسبة إلى العرب : عربيّ ، وإلى الأعراب : أعرابيّ ، لأنه لا واحد له يُرد إليه ، بخلاف مساجد ، حيث ينسب إليها : مسجدي ، نسبة إلى الواحد منها من حيث إن لها واحداً ترد إليه .
ثم إن كل من عدا العرب فهو عجمي ، سواء الفرس أو الترك أو الروم أو غيرهم ، وليس كما تتوهم العامة من اختصاص العجم بالفرس ، أما الأعجم فالذي لا يفصح في الكلام وإن كان عربياً ، ومنه سميّ : زياد الأعجم الشاعر ، وكان عربياً .
وأما أنواع العرب فقد اتفقوا على تنويعهم أولاً على نوعين : عاربة ومستعربة .
فأما العاربة ، فقال الجوهري : هم العرب الخلّص .
قال في العبر : وهم العرب الأُوَل الذين فهّمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها فقيل لهم : عاربة ، إما بمعنى الراسخة في العروبية ، كما يقال : ليل لائل ، وإما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها ، لمّا كانوا أول من تكلم بها .
قال الجوهري : وقد يقال فيها : العرب العَرْباء .
والمستعربة : الداخلون في العروبية بعد العجمة ، أخذاً من استفعل بمعنى الصيرورة ، نحو استنوق الجمل ، إذا صار في معنى الناقة ، لما فيه من الخنوثة ، واستحجر الطين ، إذا صار في معنى الحجر ليُبسه .
قال الجوهري : وربما قيل لهم المتعربة .
ثم اختلف في العاربة والمستعربة ، فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هم : عاد ، وثمود ، وطَسْم ، وجَديس ، وأُميم ، وعَبيل ، والعَمالقة ، وعبد ضَخْم ، وجُرْهم الأولى ، التي كانت في زمن عاد ، ومن في معناهم .
والمستعربة : بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أُد بن سام بن نوح عليه السلام ، لأن لغة عابر كانت عجمية ، إما سريانية ، وإما عبرانية ، فتعلّم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمنهم ، وتعلم بنو إسماعيل العربية من جُرهم من بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة .
وذهب آخرون ، منهم المؤيد صاحب حماه ، إلى أن بني قحطان هم العاربة ، وأن المستعربة هو بنو إسماعيل فقط .
والذي رجحه صاحب " العبر " الأول . محتجاً بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام إلى عابر من تكلم بالعربية ، وإنما تعلموها نقلاً عمن كان قبلهم من العرب ، من عاد وثمود ومعاصريهم ، ممن تقدم ذكرهم .

الفصل الثالث

في معرفة طبقات الأنساب وما يلحق بذلك

قد عد أهل اللغة طبقات الأنساب ست طبقات : الطبقة الأولى : الشعب ، بفتح العين ، وهو النسب الأبعد ، كعدنان مثلاً .
قال الجوهري : وهو أبو القبائل الذين ينسبون إليه . ويجمع على شعوب .
قال الماوردي في " الأحكام السلطانية " : وسمي شعباً ، لأن القبائل تتشعب منه .
وذكر الزمخشري في " كشافه " نحوه .
الطبقة الثانية : القبيلة ، وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومُضر .
قال الماورديّ : وسميت القبيلة لتقابل الأنساب فيها . وتجمع القبيلة على قبائل وربما سميت القبائل : جماجم أيضاً ، كما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال : وجماجم العرب هي القبائل التي تجمع البطون .
الطبقة الثالثة : العِمارة ، بكسر العين المهملة ، وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة ، كقريش وكنانة . وتجمع : على عمارات ، وعمائر .
الطبقة الرابعة : البطن ، وهي ما انقسم فيه أقسام العمارة ، كبني عبد مناف ، وبني مخزوم . ويجمع : على بطون ، وأبطن .
الطبقة الخامسة : الفخذ ، وهي ما انقسم فيه أقسام البطن ، كبني هاشم ، وبني أمية ، وتجمع على : أفخاذ .
الطبقة السادسة : الفصيلة ، بالصاد المهملة . وهي ما انقسم فيه أقسام الفخذ ، كبني العباس .
هكذا رتّبها الماوردي في " الأحكام السلطانية " ، ومثّل بما تقدم . وعلى نحو ذلك جرى الزمخشري في تفسيره في الكلام على قوله تعالى : ( وجعلناكم شُعوباً وقبائل ) إلا أنه مثل للشعب بخزيمة ، وللقبيلة بكنانة ، وللعمارة بقريش ، وللبطن بقُصي ، وللفخذ بهاشم ، وللفصيلة بالعباس .
وبالجملة فالفخذ يجمع الفصائل ، والبطن يجمع الأفخاذ ، والعمارة يجمع البطون ، والقبيلة تجمع العمائر ، والشعب يجمع القبائل .
قال النووي في " تحرير التنبيه " : وزاد بعضهم " العشيرة " قبل " الفصيلة " .
قال الجوهري : وعشيرة الرجل : رهطه الأدنون .
حكى أبو عبيد عن ابن الكلبي عن أبيه تقديم الشعب ، ثم القبيلة ، ثم الفصيلة ، ثم العمارة ، ثم الفخذ . وعليه جرى الجوهري في مادة " فخذ " .
واعلم أن أكثر ما يدولا على الألسنة من الطبقات الستة المتقدمة : القبيلة ثم البطن ، وقلّ ما تذكر العمارة والفخذ والفصيلة ، وربما عُبر عن كل واحد من الطبقات الست بالحي ، إما على العموم ، مثل أن يقال : حيّ من العرب ، وإما على الخصوص ، مثل أن يقال : حيّ بني فلان .

الفصل الرابع

في ذكر مساكن العرب القديمة

التي منها درجوا إلى سائر الأقطار اعلم أن مساكن العرب في ابتداء الأمر كانت بجزيرة العرب الواقعة في أواسط المعمور وأعدل أماكنه وأفضل بقاعه ، حيث الكعبة الحرام وتربة أشرف الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وما حول ذلك من الأماكن .
وهذه الجزيرة متسعة الأرجاء ممتدة الأطراف يحيط بها من جهة الغرب بعض بادية الشام حيث البلقاء ، إلى أيلة ، ثم بحر القلزم الآخذ من أيلة حيث العقبة الموجودة بطريق حجاج مصر إلى الحجاز إلى أطراف اليمن ، حيث طيّ وزبيد وما داناهما .
ومن جهة الجنوب بحر الهند المتصل به بحر القُلزم المقدم ذكره ، من جهة الجنوب إلى عدن إلى أطراف اليمن حيث بلاد مهرة ، من ظفار وما حولها .
ومن جهة الشرق بحر فارس الخارج من بحر الهند إلى جهة الشمال إلى بلاد البحرين ، ثم إلى أطراف البصرة ، ثم إلى الكوفة من بلاد العراق .
ومن جهة الشمال الفرات آخذاً من الكوفة على حدود العراق إلى عانة ، إلى بالس من بلاد الجزيرة الفراتية ، إلى البلقاء من برية الشام ، حيث وقع الابتداء .
ودور هذه الجزيرة ، فيما ذُكر في تقويم البلدان ، سبعة أشهر وأحد عشر يوماً تقريباً بسير الأثقال ، فمن البلقاء إلى الشراة ثلاثة أيام ، ومن الشرا إلى أيلة نحو ثلاثة أيام ، ومن أيلة إلى فرضة المدينة النبوية نحو عشرين يوماً ، ومنها إلى ساحل الجُحفة إلى جُدة - فرضة مكة المشرفة - ثلاثة أيام ، ومن جدة إلى عدن نحو من شهر ، ومن عدن إلى سواحل مهرة نحو من شهر ، ومن مهرة إلى عمّان من البحرين نحو من شهر ، ومن عمان إلى هَجر - قاعدة البحرين - نحو من شهر ، ومن هجر إلى عبادان من سواد العراق نحو خمسة عشر يوماً ، ومن عبادان إلى البصرة نحو يومين ، ومن البصرة إلى الكوفة نحو اثنتي عشر يوماً ، ومن الكوفة إلى بالس نحو عشرين يوماً ، ومن بالس إلى سَلَميّة نحو سبعة أيام ، ومن سَلَمية إلى مشارف غوطة دمشق نحو أربعة أيام ، ومن مشارف غوطة دمشق إلى مشارف حوران ثلاثة أيام ، ومن مشارف حوران إلى البلقاء نحو ثلاثة أيام .
قال المدائني : وجزيرة العرب هذه تشتمل على خمسة أقسام : تهامة ، ونجد ، وحجاز ، وعروض ، ويمن .
فتهامة : هي الناحية الجنوبية من الحجاز .
ونجد : هي الناحية التي بين الحجاز و العراق .
والحجاز : هو ما بين نجد وتهامة ، وهو جبل يقبل من اليمن حيث يتصل بالشام ، وسمي حجازاً لحجزه بين نجد وتهامة .
والعروض : هي اليمامة إلى البحرين .
ويدخل في هذه الجزيرة قطعة من بلاد الشام ، منها : تدمر ، وتيماء ، وتَبُوك .
واعلم أن اليمن كان هو منازل العرب العاربة من عاد ، وثمود ، وطَسم ، وجديس ، وأُميم ، وجُرهم ، وحضرموت ، ومَن في معناهم ، ثم انتقلت ثمود منهم إلى الحِجْر من أرض الشام ، فكانوا به حتى هلكوا ، كما ورد به القرآن الكريم .
وهلكت بقايا العاربة باليمن من عاد وغيرهم ، وخلفهم فيه بنو قحطان من عابر ، فعرفوا بعرب اليمن إلى الآن ، وبقوا فيه إلى أن خرج منهم عمرو مزيقياء عند توقّع سيل العَرم ، وكانت أرض الحجاز منازل بني عدنان إلى أن غزاهم بُخْتنصر ، ونقل من نقل منهم إلى الأنبار من بلاد العراق . ولم تزل العرب بعد ذلك كله في التنقل عن جزيرة العرب والانتشار في الأقطار إلى أن كان الفتح الإسلامي ، فتوغلوا في البلاد حتى وصلوا إلى بلاد الترك وما داناها ، ونزلت منهم طائفة بالجزيرة الفراتية وصاروا إلى أقصى المغرب وجزيرة الأندلس وبلاد السودان ، وبلغوا الآفاق وعمروا الأقطار ، وصار بعض عرب اليمن إلى الحجاز فأقاموا به ، وربما صار بعض عرب الحجاز إلى اليمن فأقاموا به ، وبقى من بقى منهم بالحجاز واليمن على ذلك إلى الآن ، ومن تفرق منهم بالأقطار منتشرون في الآفاق قد ملأوا ما بين الخافقين .

الفصل الخامس

في بيان أمور يحتاج الناظر في علم الأنساب إليها

وهي عشرة أمور : الأول - قال الماوردي : إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً ، والعمائر قبائل ، يعني : وتصير البطون عمائر ، والأفخاذ بطوناً ، والفصائل أفخاذاً ، والحادث بعد ذلك فصائل .
الثاني - قد ذكر الجوهري : أن القبيلة هي بنو أب واحد .
وقال ابن حزم : جميع قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل ، وهي تَنوخ ، والعُتْق ، وغسّان ، فإن كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون .
وسيأتي بيان ذلك في الكلام على كل قبيلة من القبائل الثلاث في موضه ، إن شاء الله .
ثم أن القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو عدة قبائل ، فتنسب إليه كل قبيلة تحدث عنه وتُترك النسبة إلى القبيلة الأولى ، كحنظلة بن تميم ، فينسب إلى " حنظلة " ويترك " تميم " ويبقى بعضهم بلا ولد ، بألا يولد له أو لم يشتهر ولده ، فينسب إلى القبيلة الأولى .
الثالث - إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر ، كهاشم ، وقريش ، ومُضر ، وعدنان ، جاز لمن في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع ، فيجوز لبني هاشم أن يُنسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان ، فيقال في أحدهم : الهاشميّ ، والقرشيّ ، والمضريّ ، والعدنانيّ .
بل قد قال الجوهري : إن النسبة إلى الأسفل تُغني عن النسبة إلى الأعلى ، فإذا قلت في النسبة إلى " كلب بن وبرة " الكلبي ، استغنيت أن تنسبه إلى شيء من أصوله .
وذكر غيره أنه يجوز الجمع في النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى .
ثم بعضهم يرى تقديم العليا على السفلى ، مثل أن يقال في النسب إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه : الأموي العثماني ، وبعضهم يرى تقديم السفلى على العليا ، فيقال : العثماني الأموي .
الرابع - قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة ، فينسب إليهم ، فيقال : فلان حليف بني فلان ، أو مولاهم ؛ كما يقال في البخاري : الجُعفي مولاهم ، ونحو ذلك .
الخامس - إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل قبيلة أخرى جاز أن ينسب إلى قبيلته الأولى ، وأن ينسب إلى قبيلته التي دخل فيها ، وأن ينسب إلى القبيلتين جميعاً ، مثل أن يقال : التميمي ثم الوائلي ، أو الوائلي ثم التميمي ، وما أشبه ذلك .
السادس - القبائل في الغالب تسمى باسم الأب والد القبيلة ، كربيعة ومضر والأوس والخزرج ، ونحو ذلك ، وقد تسمى القبيلة باسم أمها الوالدة لها ، كخندف وبِجَيلة ونحوهما ، وقد تسمى باسم حاضنة ونحوها ، وربما وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب ، كغسان ، حيث نزلوا من ماء يسمى غسان ، فسموا به ، كما سيأتي إن شاء الله .
السابع - غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه ، إما من الوحوش ، كأسد ونمر ، وإما من النبات ، كنَبت وحنظلة ، وإما من الحشرات ، كحيّة وحنش ، وإما من أجزاء الأرض ، كفِهر وصَخر ، ونحو ذلك .
الثامن - الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ، ككلب وحنظلة وضِرار وحرب ، وما أشبه ذلك ، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء ، كفلاح ونجاح ، ونحو ذلك .
والمعنى فيه ما حُكي : أنه قيل لأبي الدُّقيش الكلابي : لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء ، نحو كلب وذئب ، وعبيدكم بأحسن الأسماء ، نحو مرزوق ورَباح ، فقال : إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا ، وعبيدنا لأنفسنا . يريد أن الأبناء مُعدَّة للأعداء في المحاربة ونحوها فاختاروا لهم شر الأسماء ، والعبيد معدّة لأنفسهم فاختاروا لهم خير الأسماء .
التاسع - إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث ، والخزرج والخزرج ، ونحو ذلك ، وأحدهما من ولد الآخر ، أو بعده في الوجود ، عُبِّر عن الوالد أو السابق منهما بالأكبر ، وعن الولد أو المتأخر منهما بالأصغر ، وربما وقع ذلك في الأخوين ، إذا كان أحدهما أكبر من الآخر .
العاشر - أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب : أولها - أن يطلق على القبيلة لفظ الأب ، كعاد وثمود ومَدين ، وما شاكل ذلك ، وبذلك ورد القرآن الكريم في عدة مواضع ، كقوله تعالى : ( وإلى عاد ) ( وإلى ثمود ) ( وإلى مَدْين )، يريد : بني عاد ، وبني ثمود ، وبني مدين ، وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في الأزمان المتقدمة ، بخلاف البطون والأفخاذ ونحوها .
وثانيها - أن يطلق على القبيلة لفظ البُنوة ، فيقال : بنو فلان ، وأكثر ما يكون ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار ، لا سيما في الأزمان المتأخرة .
وثالثها - أن تَرد القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام ، كالطالبيين ، والجعافرة ، ونحوهما ، وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم .
ورابعها - أن يعبر عن القبيلة ب " آل فلان " كآل ربيعة ، وآل فضل ، وآل علي ، وما أشبه ذلك ، وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة ، لا سيما في عرب الشام في زماننا ، والمراد بالآل : الأهل .
وخامسها - أن يُعبر عن القبيلة بأولاد فلان ، ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين من أفخاذ العرب على قلة .

المقصد في معرفة تفاصيل أنساب العرب وفيه فصلان الفصل الأول

في ذكر عمود النسب النبوي وما يتفرع عنه من الأنساب

أما عمود نسبه - صلى الله عليه وسلم - فعلى ما ذكره ابن إسحاق - : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - واسمه شيبة . وقيل : عامر - بن هاشم - واسمه : عمرو بن عبد مناف - واسمه : المغيرة - بن قصي - واسمه : زيد ، ويدعى مجمعاً - بن كلاب ابن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن غالب بن فهر بم مالك بن النضر - واسمه عامر - ابن كنانة بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقُوم بن ناحور بن تيرح بن يَعرُب بن يَشْجُب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليه السلام - بن تارح بن ناحور بن شاروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح - عليه السلام - بن لَمْك بن مَتُّوشلخ بن أخنوخ - وهو إدريس - بن يَرْد بن مَهْليل بن قينن بن أنوش بن شيت ابن آدم عليه السلام .
والاتفاق على هذا النسب الشريف إلى عدنان . وفيما بعد عدنان إلى الخليل عليه السلام خلاف كثير يأتي ذكره في الكلام على نسب عدنان ، عند ذكر العرب المستعربة إن شاء الله . بل قد منع بعضهم رفع النسب فيما فوق عدنان ، وعلى ذلك جرى النووي في كتبه .
قال القضاعي في كتابه " عيون المعارف في أخبار الخلائف " : وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تُجاوزوا معد بن عدنان ، كذب النسابون " ثم قرأ ( وقُروناً بين ذلك كثيراً ) ولو شاء أن يعلمه علَّمه .
وذكر التَّوزري في شرح الشقراطيسية أنه صلى الله عليه وسلم كرر : " كذب النسابون " مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال : والصحيح أنه من قول ابن مسعود وعليّ .
وعن مالك ابن أنس : أنه سئل عن الرجل يُرفع نسبه إلى آدم . فكره ذلك ، فقيل له : إلى إسماعيل ؟ فأنكر ذلك وقال : من يخبر به .
والذي عليه البخاري وغيره من العلماء موافقة ابن إسحاق على رفع النسب ، كما تقدم .
وأما ما يتفرع من عمود نسبه - صلى الله عليه وسلم - من الأنساب فلا خفاء أن آدم عليه السلام هو أبو البشر ، ومبدأ النسل . وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرت ، الذي ينسب إليه الفرس ، فإنه مفسر بآدم عليه السلام عند أكثر المؤرخين . ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم عليه السلام إلى زمن نوح عليه السلام . وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح ، حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الأوثان ، وأن الطوفان عمَّ جميع الأرض . ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان ، ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه بإقليم بابل ، الذي به نوح عليه السلام .
ثم وقع الاتفاق بين النسّابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جميعهم من بنيه ، دون من كان معه في السفينة ، وعليه يحمل قوله تعالى : ( ذُرية من حملنا مع نوح ).
أما من عدا بنيه ممن كان معه في السفينة ، فقد روي أنهم كانوا ثمانين رجلاً ، وأنهم هلكوا من غير عقب . ثم اتفقوا على أن جميع النسل من بنيه الثلاثة : يافث - وهو أكبرهم - وسام - وهو أوسطهم - وحام - وهو أصغرهم .
وقد ذكر ابن إسحاق أنه كان ليافث ستة أولاد ، وهم : كومر - ويقال : غومر وياوان - ويقال : يافان ، وهو يونان - وماغوغ ، وقطوبال ، وماشخ ، وطيراش . ووقع في الإسرائيليات زيادة " ماذاي " فصاروا به سبعة .
وذكر البيهقي ثامناً ، وهو : علجان .
ووقع في كلام ابن سعيد زيادة " سويل " فيكونون تسعة .
قال ابن إسحاق : وكان لسام خمسة أولاد ، وهم : أرفخشذ ، ولاوذ ، وآرم ، وأشوذ ، وغُليم .
وفي الإسرائيليات أنه كان لحام أربعة أولاد : وهم : مصر - وبعضهم يقول مصرايم - وكنعان ، وكوش ، وقوط .
والذي ذكره الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب " العجائب " ، أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح ، فيكون حينئذ مصر ابن ابن حام ، لا ابنه لصلبه .

إذا علمت ذلك فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة على كثرة الخلاف في ذلك .
فالترك من بني ترك بن كومر بن يافث ، وقيل : من بني طيراش بن يافث . ونسبهم ابن سعد إلى : ترك بن عامور بن سويل بن سويد بن يافث . ويدخل في جنس الترك القفجاق ، وهم الخفشاج ، والطغر ، وهم التتر . ويقال التتار : بزيادة ألف . ويقال فيهم : الططر ، بالطاء . ويدخل فيهم أيضاً الخرلخية ، والخزر ، وهم الغز الذين كان منهم ملوك السلاجقة ، والهياطلة ، وهم الصغد ، والغور والعلان ، ويقال : اللان ، والشركس ، والأزكش ، والروس ، فكلهم من جنس الترك نسبهم داخل في نسبهم .
والجرامقة : وهم أهل الموصل القديم ، من ولد جرموق بن أشوذ بن سام بن نوح . فيما قاله ابن سعيد ، ومن ولد كاثر بن إرم بن سام ، فيما قاله غيره .
والجيل : وهم أولاد كيلان من بلاد الشرق ، من ولد باسل بن أشوذ بن سام ، قاله ابن سعيد .
والخزر ، وهم التركمان ، من ولد توغرما بن كومر بن يافث ، فيما وقع في الإسرائيليات ، وقيل من ولد طيراش بن يافث ، وقيل : نوع من الترك .
والديلم : وهم الذين كانوا منهم بنو بويه ملوك العراق وغيره من الشرق ، من بني مازاي بن يافث . وقال ابن سعيد : من بني باسل بن أشوذ بن سام . وقيل : هم من بني باسل بن طابخة بن إلياس بن مضر . وضعفه أبو عبيد .
والروم ، قيل : هم من بني كيتم بن يونان ، وهو يافان بن يافث . وقيل : من ولد رومي بن يونان بن علجان بن يافث . وقيل : من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق ابن إبراهيم عليه السلام .
وقال الجوهري في " صحاحه " : من ولد روم بن عيصو بن إسحاق .
والسُّرْيان : من بني سُوريان بن نُبيط بن ماش بن إرم بن سام . قاله ابن الكلبي .
والسند ، في الإسرائيليات : أنهم من بني شاو بن رعما بن كوش بن حام .
وحكى الطبري عن ابن إسحاق : أنهم من بني كوش بن حام . وهو قريب من الأول .
والسودان . قال ابن سعيد : جميع أجناسهم من ولد حام .
ونقل الطبري عن ابن إسحاق : أن الحبشة من ولد كوش بن حام ؛ والنوبة من ولد كنعان بن حام ، وأن الزنج من ولد كنعان أيضاً ، وكذلك زغاوة .
وذكر ابن سعيد أن الحبشة من بني حبش ، والنوبة من بني نوبة ، أو بني نوبى ، والزنج من بني زنج ، ولم يرفع في نسبهم ، فيحتمل أن يكونوا من أعقاب بني حام .
والصقالبة ، عند الإسرائيلين : من بني ياوان بن يافث ، وقيل : من بني أشتكاز بن يوغرما بن كومر بن يافث .
والصين ، قيل : من بني صيني بن ماغوغ بن يافث . وقيل : من بني قطوبال بن يافث . وذكر هُروشْيس مؤرخ الروم أنهم من بني ماغوغ بن يافث .
والعبرانيون ، من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام . قاله الطبري .
والفرس ، قال ابن إسحاق : من ولد فارس بن لاوذ بن سام .
وقال ابن الكلبي : من ولد طيراش بن أشوذ بن سام . وقيل : من ولد طيراش ابن حوران بن يافث . وقيل : من بني أميم بن لاوذ بن سام .
قال في العبر : وليس بصحيح .
ووقع للطبري أنهم من ولد رعويل بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام .
قال في العبر : ولا التفات إلى هذا القول ، لأن ملك الفرس أقدم من ذلك .
والفرنج، قيل : من ولد قطوبال بن يافث . وقيل : من ولد ريفاث بن كومر ابن يافث ، وقيل من ولد توغرما بمن كومر بن يافث .
والقبط، قال الأستاذ بن وصيف شاه : هم من بني قبطيم بن مصر ابن حام .
وعند الإسرائيليين أنهم من ولد قوط بن حام . وقال أهرشيوش : من ولد قبط بن لاب بن مصرايم بن حام .
والقُوط : - بضم القاف - وهم أهل الأندلس قبل الإسلام : من ولد ماغوغ بن يافث ، فيما قاله هْرُوشْيُسْ . وقيل : من ولد قُوط بن حام .
والكرد ، بضم الكاف : من بني إيران بن أشوذ بن سام ، وإلى إيران هذا تنسب مملكة إيران ، التي كان بها ملوك الفرس . قال المُقر الشهابي بن فضل الله في كتابه " التعريف " : يقال : في المسلمين الكرد ، وفي الكفار الكرج ، وحينئذ فيكون الكرد والكرج نسباً واحداً .
والكنعانيون ، الذين كانوا منهم جبابرة الشام ، من ولد كنعان بن حام .
والَّلمان - بفتح اللام - من ولد قطوبال بن يافث . وقال المؤيد صاحب حماة : ومواطنهم بالغرب إلى الشمال في شمال البحر الرومي .
والنبط - بفتح الباء - وهم أهل بابل في الزمن القديم . قال ابن الكلبي : هم بنو نبيط بن ماش بن إرم بن سام . وقال ابن سعيد : هم من بني نبيط بن أشوذ بن سام .
والهند : في الإسرائيليات ، أنهم من ولد دادان بن رعما بن كوش بن حام . ونقل الطبري عن ابن إسحاق : أنهم من بني كوش بن حام ، من غير واسطة .
والأرمن ، وهم أهل أرمينية الذين بقاياهم ببلاد سيس إلى الآن ، قيل : من ولد قهويل بن ناحور بن تارح . وهو آزر - بن ناحور ، أخو إبراهيم عليه السلام .
والأشبان ، عند بعض النسابين : من ولد ماشخ بن يافث . وعند الإسرائيليين : من ولد ياوان ، وهو يونان بن يافث . وعند آخرين : أنهم من شعوب بني عيصو ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام . وقال الطبري : أشك أنهم من ولد رعويل ابن عيصو بن إسحاق ، وهو قريب من الأول .
واليونان ، قيل : هم من ولد يونان ، وهو ياوان بن يافث . وقال البيهقي : من بني يونان بن علجان بن يافث ، وشذ الكندي فقال : يونان بن عابر ، وذكر أنه خرج من بلاد العرب مغاضباً لأخيه قحطان ، فنزل شرقي الخليج القسطنطيني ، فتناسل بنوه هناك . ورد عليه أبو العباس الناشئ بقوله :

تُخلِّط يوناناً بقَحْطان ضِلَّةً
لعمري لقد باعدتَ بينهما جدّاً

واليونانيون على ثلاثة أصناف : الَّلطينيون ، وهم بنو الَّلطين بن يونان ؛ والإغريقيون ، وهم بنو إغريقن بن يونان ، والكيتم ، وهم بنو كيتم ابن يونان ، وإلى هذه الفرقة منهم يرجع نسب الروم فيما قبل .
وزُويلة - وهم أهل برقة في الزمن القديم ، ويقال : إنهم من بني حويلا بن كوش بن حام ، ومنهم الطائفة الذين وصلوا صُحبة المُعزِّي باني القاهرة ، المنسوب إليهم باب زُويلة ، وحارة زويلة بالقاهرة .
ويأجوج ومأجوج - قيل : هم من ولد ياغوغ بن يافث . وقيل : من ولد كومر ابن يافث .
والبربر - فيهم خلاف يرجع إلى أنهم ، هل هم من العرب أو من غيرهم ؟ وقد اختلف في نسبهم اختلافاً كثيراً ، فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب ثم اختُلف في ذلك ، فقيل : أوزاع من اليمن ، وقيل : من غسان وغيرهم تفرقوا عند سيل العَرم ، قاله المسعودي .
وقيل: خلَّفهم أبرهة ذو المنار ، أحد تبايعة اليمن حين غزا العرب .
وقيل : من ولد لقمان بن حِمْير بن سبأ ، بعث سريّة من بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوا وتناسلوا فيه . وقيل : من لخم وجُذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أخرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر ، فمنعهم ملوكها من نزولها ، فذهبوا إلى الغرب فنزلوه .
وذهب قوم إلى أنهم من ولد يقشان بن إبراهيم عليه السلام .
وذكر الحمداني أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وأنه كان قد ارتكب معصية فطرده أبوه ، وقال له : البر ، البرّ ، اذهب يا بَر ، فما أنت بَر .
وقيل : هم من ولد بربر بن كسلوحيم بن حام .
وقيل : من ولد تميلة بن مأرب بن قاران بن عمرو بن عمليق بن لاوذ ابن إرم بن سام بن نوح .
وقيل : من ولد قبط بن حام بن نوح .
وقيل : أخلاط من كنعان والعماليق .
وقيل : من حمير ومصر ، والقبط .
وقيل : من ولد جالوت ، ملك بني إسرائيل ، وأنه لما قَتَلَ داود عليه السلام جالوت تفرقوا في البلاد ، فلما غزا إفريقش الغرب نقلهم من سواحل الشام ، وأسكنهم المغرب وسماهم البربر .
وقيل : بل أخرجهم داود عليه السلام من الشام فصاروا إلى المغرب .
وهم قبائل كثيرة ، وشعوب جمة ، وطوائف متفرقة ، وأكثرهم ببلاد المغرب ، وقد صار بعضهم من المغرب إلى مصر ، فنزلوا وتلبسوا بالعرب بعضهم بالوجه البحري ببلاد البحيرة والمنوفية والغربية ، وبعضهم بالوجه القبلي بالجيزة وبلاد البهنسا إلى أقصى الصعيد .
قال صاحب العبر : وهي على كثرتها ترجع إلى أصلين لا تخرج عنهما ، وهم : الأول : البرانس ، وهم بنو برنس من بربر . والثاني : البتر ، وهم بنو مادغش الأبتر بن بربر .
قال : وبعضهم يقول : إنهم يرجعون إلى سبعة أصول ، وهم : إردواحة ، ومصمودة ، وأَوْرَبَّة ، وعجبة ، وكُتامه ، وصنهاجة ، وأوريغة .
ثم قال : وزاد بعضهم : لمطة ، وهكسوره ، وكزولة .
وسيأتي ذكر المشهور من قبائلهم مع ذكر قبائل العرب لتلبّسهم بهم ، في موضعه إن شاء الله تعالى . قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان
المؤلف : القلقشندي منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .

حجازي فاهم
11-Nov-2007, 09:47 AM
وفائدته ومسيس الحاجة إليه لا خفاء أن معرفة الأنساب من الأمور المطلوبة ، والمعارف المندوبة ؛ لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية ، والمعارف الدينية . فقد وردت الشريعة باعتبارها في مواضع : منها : العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة وتوفي ودفن بها ، فإنه لا بد لصحة الإيمان من معرفة ذلك ، ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك .
والمؤلف : القلقشندي منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .

أشكرك يا أخي طنيان على مانقلت, ولكن لا أظن أنه لايعذر أي مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة وتوفي ودفن بها,
فمثلاً جدتي أمية لاتقرأ ولاتكتب اللي تعرفه أنها مؤمنة بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتصلي وتصوم وتزكي وسبق لها أن حجت ولله الحمد وتوفت على ذلك لاتعرف قرشي ولاهاشمي ولا أنه هاجر من مكة الى المدينة يعني على الفطرة, هل لاتعذر؟ أهم شيء الأيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتطبيق باقي أركان الاسلام .

ودمت سالماً

محب الهيلا
07-Dec-2007, 04:46 AM
مشكور وماقصرت

سهم عتابه الرويس
08-Dec-2007, 12:45 PM
شكرااااااااااااا لك ماقصرت

فهد النفيعي
18-Jan-2008, 03:55 PM
يعطيك العافيه

ابن عيسي
26-Jan-2008, 04:18 AM
با يض الله وجهك وتسلم يمينك

بو جنا
24-Feb-2008, 02:13 PM
بيض الله وجهك

أبو صقر
18-Jun-2008, 12:27 PM
طنيان
يعطيك العافيه على الموضوع يستحق التثبيت










تحيتي .........

المحامي العطياني
21-Jul-2008, 11:26 AM
~*¤ô§ô¤*~يعطيك العافية مجهود اكثر من رائع~*¤ô§ô¤*~ :):):)

قايد العتيبي
08-Sep-2008, 11:40 PM
شكرا الموضوع وبيض الله وجهك ماقصرة ما عليك زود0بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

خلف القثامي
05-Dec-2008, 01:37 PM
اخي / سطام روق مع التحيه والتقدير



اشكرك ع الموضوع القيم


ولكن لدي تعقيب بسيط


كافة المنتديات ليست مصدر لمعرفة الانساب


لانه ظهر في الاونه الاخيره الكثير من الاسر والعوائل تنسب نفسها للقبائل


بدون اي دليل قاطع يثبت نسبهم


بمجرد كتابة مواضيع في عدة منتديات تخص عوائلهم الكريمه


تجد البعض يصدق اقوالهم ويقوم بنقل الموضوع


وكان علم الانساب نسخ ولصق لاترتبط بالجذور


متصله القرابه بين الاباء والاجداد




وحصل لكثير من الخلافات في مثل تلك الامور الحساسه


ونشرت في الصحف المحليه




وايضا لاحظت امر خطيرا بان يدخل العضو المشارك في المنتديات باسماء اخرى ويقوم بالرد على موضوعه


لكي يشعر القاري بمصداقية طرحه




وتقبل تحياتي



وكل عام وانت بالف خير

صبي يـــام
04-Jan-2009, 10:27 PM
الله لا يهينك


تقبل تحياتي
صبي يـــــــــام

مروان السعافين
09-Jan-2009, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نداء عاجل ورجاء الرد للإدارة المنتدى والمتصفحين

ياعائلة السعافين يافخذ المقطة ياقبيلة عتيبة هل السعافين الموجودون في الأردن وفلسطين ينتمون ولو بأية صلة بهذه القبيله .
أفيدوني جزاكم الله خير .
مروان السعافين.

السفيرالدبلوماسي
09-Jan-2009, 10:21 PM
اخي الكريم مروان حسب معلوماتي سبق وان اثير هذا الموضوع من عدة سنوات ولم يأتو بما يثبت مايفيد انهم من السعافين والسعافين من المقطه عدهدم معروف

سعيفان الهيلا
09-Jan-2009, 10:22 PM
حياك الله يا اخوي مروان
لقد انتقل الى الاردن وفلسطين والعراق من قبيلة عتيبه ايام حكم الاشراف اعداد كبيره وهم ما زالوا هناك وقد يكون منهم سعافين
واتذكر قبل 15 سنه ذهب مجموعه للامير سلطان بن جهجاه بن حميد
رحمه الله بالرياض وكنت حاضر في المجلس وهم ذو مناصب عليا
يقولون انهم يرجعون سعافين وهم يحملون جنسيات فلسطينه واردنيه واذا رغبت ان اتأكد لك 100% اعطني اسماء اجدادهم القدمى حتى يتسنى لي البحث الدقيق ...

لك شكري وتقديري

أبو صقر
10-Jan-2009, 11:02 PM
اخوي مروان سؤالك ليس له علاقه بهذا الموضوع
ارجوا فتح موضوع خاص لهذا السؤال وانشاء الله يفيدك اخي سعيفان على سؤالك .















تحيتي .............

روقي الجمش
17-Jan-2009, 08:53 AM
أخي / طنيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جيد وقيم جزاك الله خيراً على ما بذلت فيه من مجهود تشكر عليه والموضوع متشعب وكبير وطويل . وقرائته بتأني تطول ولكن عمت الفائدة . وأن شاء الله تطرح مثل هذه المواضيع لتكون الفائدة شاملة وعامة ويستفيد منها شريحة كبيرة من الناس .

لك مني كل الحب والتقدير

والســــلام ،،،

تقبل تحياتي / روقي الجمش .

مـــقاطي
27-Jan-2009, 09:49 PM
حياك الله يا اخوي مروان
لقد انتقل الى الاردن وفلسطين والعراق من قبيلة عتيبه ايام حكم الاشراف اعداد كبيره وهم ما زالوا هناك وقد يكون منهم سعافين
واتذكر قبل 15 سنه ذهب مجموعه للامير سلطان بن جهجاه بن حميد
رحمه الله بالرياض وكنت حاضر في المجلس وهم ذو مناصب عليا
يقولون انهم يرجعون سعافين وهم يحملون جنسيات فلسطينه واردنيه واذا رغبت ان اتأكد لك 100% اعطني اسماء اجدادهم القدمى حتى يتسنى لي البحث الدقيق ...

لك شكري وتقديري







يمسيكم بالخير ...

اشترك مع اخوي في الرد .. و الناس اللي جو مجلس الشيخ من 15 سنه اعرفهم شخصيا ... و الورقه اللي تثبت نسبهم للسعافين شفتها بعيني و كتب عليها الشيخ الله يرحمه ( هم معروفون لدينا و ارجو الموافقه على طلبهم) و ختم الشيخ موجود ... و اذا تحبون الحصول على هالورقه ممكن اطلبها من راعيها...


و اللي اذكره انه الشيخ كان يجلسهم حذاه في المجلس لأنهم من نفس الفخيذه...

اخوي سعيفان الهيلا.. لو تتواصل معي بالايميل الله لا يهينك

lames11_2002@hotmail.com

تحياتي لك