طالب حق
17-Jul-2007, 07:55 PM
يوم قـُلاب ..بضم القاف
وفيه مقتل بشر بن عمرو بن مرثد البكري
كان من حديث يوم قلاب أن حياً من بني الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد غزوا وعليهم خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي فقالوا لكاهن لهم : انظر هل يخبرك صاحبك عن الماء، فتسجى بثوبه، فأتاه شيطانه، فقال: اركبوا شنخوبا وطبلالا، فاقتاسوا الأرض أميالا، فإنكم سترون قارات طوالا، وإن بينهن بلالا.
فحملوا رجلاً منهم على أحد الفرسين، فأجراه فوجد قارات بينهن غدير من ماء السماء، فاستقى القوم وسقوا وأكلوا تمراً من زادهم. فاعترض بشر بن عمرو بن مرثد البكري لآثارهم فقال: هذه آثار بني أسد، فلما وردوا الماء قال: انظروا ما يصنعون بالنوى، إن كان بني أسد فإنهم يطرحون النوى من خلفهم، وإن كانت تميم فإنهم يرمون النوى من بين أيديهم.
فلما وجدوا مطرح نواهم قال: هذه بنو الحارث بن ثعلبة، يأسر أحدهم عقاص المرأة، ويفدي بالمئة، عليكم القوم. قال له ابنه: إن هؤلاء بني الحارث بن ثعلبة ، وإن تلقهم تلق القتال. فقال اسكت، فإن وجهك شبيه بوجه أمك عند البناء. فنفذ القوم
فلما التقوا انهزم جيش بشر ومن معه من بكر بن وائل فأتبعته خيل بني أسد وكان بشر صاحب فرس مجيد ( سبوق ) حتى توالى في أثره ثلاثة فوارس وما بينهم قريب. فكان أولهم
سبع بن الحسحاس الفقعسي الأسدي
وعميلة بن المقتبس الوالبي الأسدي
وخالد بن نضلة الفقعسي الأسدي وهو رئيس بني أسد
فأدركت نبل (سهام) الوالبي الأوسط فرس بشر بن عمرو برمية رماه بها فعقرته، ولحقه سبع فاعتنقه ، وجاء خالد وقال: يا سبع لا تقتله فإنا لا نطلبه بدم، وعنده مال كثير، وهو سيد من هو منه
فأجلساه بينهما واعتزل الوالبي، وأتتهم الخيل، فإذا مر به رجل أمرهم بقتله، حتى جعل بعض القوم يوعده فيزجر عنه خالد، ثم إن رجلاً هم أن يوجه إليه السنان، فنشز خالد على ركبتيه وقال: اجتنب إليك أسيري.
فغضب سبع أن يدعيه خالد، فدفع سبع في نحر بشر فوقع مستلقياً فأخذ برجله ثم أتبع السيف فرج الدرع حتى خاض به كبده. فقال بشر: أجيروا سراويلي فإني لم أستعن. ثم أرسله، وعمد إلى فرسه فاقتاده. فقال حين قتله وهو غضبان: أسيرك وأسير أبيك
فقالت الخرنق بنت بدر بن هفان البكريه
ترثي زوجها بشر بن عمرو بن مرثد البكري وقتلى قومها :
لايبعدنْ قوْمي الذين هُمُ =سمُّ العداة ِ وآفة ُ الجزرِ
النازلون بكُلّ مُعْتركٍ =والطيبونَ معاقدَ الأزرِ
الضّارِبون بحَوْمة ٍ نُزِلَتْ =والطَّاعِنُونَ بأذْرُعٍ شُعرِ
والخالطونَ نَحيتُهُمْ بِنُضَارِهِم =وذوي الغنى منهمْ بذي الفقرِ
إنْ يشْرَبُوا يَهَبُوا وإن يَذَرُوا =يَتَواعَظُوا عَنْ مَنْطِقِ الهُجْرِ
قومٌ إذا ركبوا سمعتَ لهمْ =لَغَطاً من التَّأْيِيْهِ والزّجر
من غيْرِ ما فُحْشٍ يَكُونُ بِهم =في منتجِ المهراتِ والمهرِ
لاقَوْا غَدَاة قُلابَ حتفهمُ =سَوْقَ العَتِيرِ يُساق لِلعَتر
هذا ثنائي ما بقيتُ لهمْ =فإذا هلكتُ أجنني قبري
وقالت الخرنق أيضاً :
أعاذلتي على رزءٍ أفيقي =فقد أشرفتني بِالعَذلِ ريقي
ألا أقسْمتُ آسى بعد بِشرٍ =على حيًّ يموتُ ولا صديقِ
و يعدَ الخيرِ علقمة َ بنِ بشرٍ =إذا نزتِ النفوسُ إلى الحلوقِ
وبَعْدَ بني ضُبيعة حَوْلَ بِشرٍ =كما مَالَ الجذوعُ من الحريقِ
مَنَتْ لهمُ بوالبة المنايا ب=جنبِ قلابَ للحينِ المسوقِ
فكمْ بقلابَ من أوصالِ خرقٍ =أخي ثقة ٍ وجُمْجُمة ٍ فَلِيقِ
ندامى للملوكِ إذا لقوهمْ حُبُوا =وسقوا بِكأسِهمُ الرحيق
همُ جدعوا الأنوفَ وأوعبوها =فما ينساغُ لي من بعدُ ريقي
و بيضٍ قد قعدنَ وكلُّ كحلٍ =بأعينهنَّ أصبحَ لا يليقُ
أضاع بضوعَهن مُصابُ بشرٍ =وطعنة ُفاتكٍ ، فمتى تفيقُ ؟
وقالت الخرنق تعير عبد عمرو بن بشر البكري
حين حضض على طرفة والمتلمس
ولم يثأر من بني أسد الذين قتلوا أباه :
هلا ابن حسحاسٍ قتلت وخالداً = هنالك لم تقتل هناك ولم تشر
هم طعنوا أباك في فرج درعه = ووليت لا تلوي على مجحر تجري
وقالت الخرنق بنت بدر أيضاً :
إنَّ بني الحصنِ استحلتْ دماءهمْ =بنو أسدٍ حاربها ثمَّ والبهْ
همُ جدعوا الأنفَ الأشمَّ فأوعبوا =وجبوا السنام فالتحوه وغاربه
وقال المرار بن سعيد بن حبيب بن خالد ابن نضلة الفقعسي الأسدي
حفيد خالد بن نضلة , وهو من شعراء الإسلام :
أنا ابن التارك البكري بشرٍ = عليه الطير ترقبه وقوعا
علاه بضربة بعثت بليلٍ = نوائحه وأرخصت البضوعا
قال ابن السيرافي :
لما قتل بنو أسد بشر بن عمرو البكري سبوا نساءه فنكحوهن بلا مهر
وفيه مقتل بشر بن عمرو بن مرثد البكري
كان من حديث يوم قلاب أن حياً من بني الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد غزوا وعليهم خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي فقالوا لكاهن لهم : انظر هل يخبرك صاحبك عن الماء، فتسجى بثوبه، فأتاه شيطانه، فقال: اركبوا شنخوبا وطبلالا، فاقتاسوا الأرض أميالا، فإنكم سترون قارات طوالا، وإن بينهن بلالا.
فحملوا رجلاً منهم على أحد الفرسين، فأجراه فوجد قارات بينهن غدير من ماء السماء، فاستقى القوم وسقوا وأكلوا تمراً من زادهم. فاعترض بشر بن عمرو بن مرثد البكري لآثارهم فقال: هذه آثار بني أسد، فلما وردوا الماء قال: انظروا ما يصنعون بالنوى، إن كان بني أسد فإنهم يطرحون النوى من خلفهم، وإن كانت تميم فإنهم يرمون النوى من بين أيديهم.
فلما وجدوا مطرح نواهم قال: هذه بنو الحارث بن ثعلبة، يأسر أحدهم عقاص المرأة، ويفدي بالمئة، عليكم القوم. قال له ابنه: إن هؤلاء بني الحارث بن ثعلبة ، وإن تلقهم تلق القتال. فقال اسكت، فإن وجهك شبيه بوجه أمك عند البناء. فنفذ القوم
فلما التقوا انهزم جيش بشر ومن معه من بكر بن وائل فأتبعته خيل بني أسد وكان بشر صاحب فرس مجيد ( سبوق ) حتى توالى في أثره ثلاثة فوارس وما بينهم قريب. فكان أولهم
سبع بن الحسحاس الفقعسي الأسدي
وعميلة بن المقتبس الوالبي الأسدي
وخالد بن نضلة الفقعسي الأسدي وهو رئيس بني أسد
فأدركت نبل (سهام) الوالبي الأوسط فرس بشر بن عمرو برمية رماه بها فعقرته، ولحقه سبع فاعتنقه ، وجاء خالد وقال: يا سبع لا تقتله فإنا لا نطلبه بدم، وعنده مال كثير، وهو سيد من هو منه
فأجلساه بينهما واعتزل الوالبي، وأتتهم الخيل، فإذا مر به رجل أمرهم بقتله، حتى جعل بعض القوم يوعده فيزجر عنه خالد، ثم إن رجلاً هم أن يوجه إليه السنان، فنشز خالد على ركبتيه وقال: اجتنب إليك أسيري.
فغضب سبع أن يدعيه خالد، فدفع سبع في نحر بشر فوقع مستلقياً فأخذ برجله ثم أتبع السيف فرج الدرع حتى خاض به كبده. فقال بشر: أجيروا سراويلي فإني لم أستعن. ثم أرسله، وعمد إلى فرسه فاقتاده. فقال حين قتله وهو غضبان: أسيرك وأسير أبيك
فقالت الخرنق بنت بدر بن هفان البكريه
ترثي زوجها بشر بن عمرو بن مرثد البكري وقتلى قومها :
لايبعدنْ قوْمي الذين هُمُ =سمُّ العداة ِ وآفة ُ الجزرِ
النازلون بكُلّ مُعْتركٍ =والطيبونَ معاقدَ الأزرِ
الضّارِبون بحَوْمة ٍ نُزِلَتْ =والطَّاعِنُونَ بأذْرُعٍ شُعرِ
والخالطونَ نَحيتُهُمْ بِنُضَارِهِم =وذوي الغنى منهمْ بذي الفقرِ
إنْ يشْرَبُوا يَهَبُوا وإن يَذَرُوا =يَتَواعَظُوا عَنْ مَنْطِقِ الهُجْرِ
قومٌ إذا ركبوا سمعتَ لهمْ =لَغَطاً من التَّأْيِيْهِ والزّجر
من غيْرِ ما فُحْشٍ يَكُونُ بِهم =في منتجِ المهراتِ والمهرِ
لاقَوْا غَدَاة قُلابَ حتفهمُ =سَوْقَ العَتِيرِ يُساق لِلعَتر
هذا ثنائي ما بقيتُ لهمْ =فإذا هلكتُ أجنني قبري
وقالت الخرنق أيضاً :
أعاذلتي على رزءٍ أفيقي =فقد أشرفتني بِالعَذلِ ريقي
ألا أقسْمتُ آسى بعد بِشرٍ =على حيًّ يموتُ ولا صديقِ
و يعدَ الخيرِ علقمة َ بنِ بشرٍ =إذا نزتِ النفوسُ إلى الحلوقِ
وبَعْدَ بني ضُبيعة حَوْلَ بِشرٍ =كما مَالَ الجذوعُ من الحريقِ
مَنَتْ لهمُ بوالبة المنايا ب=جنبِ قلابَ للحينِ المسوقِ
فكمْ بقلابَ من أوصالِ خرقٍ =أخي ثقة ٍ وجُمْجُمة ٍ فَلِيقِ
ندامى للملوكِ إذا لقوهمْ حُبُوا =وسقوا بِكأسِهمُ الرحيق
همُ جدعوا الأنوفَ وأوعبوها =فما ينساغُ لي من بعدُ ريقي
و بيضٍ قد قعدنَ وكلُّ كحلٍ =بأعينهنَّ أصبحَ لا يليقُ
أضاع بضوعَهن مُصابُ بشرٍ =وطعنة ُفاتكٍ ، فمتى تفيقُ ؟
وقالت الخرنق تعير عبد عمرو بن بشر البكري
حين حضض على طرفة والمتلمس
ولم يثأر من بني أسد الذين قتلوا أباه :
هلا ابن حسحاسٍ قتلت وخالداً = هنالك لم تقتل هناك ولم تشر
هم طعنوا أباك في فرج درعه = ووليت لا تلوي على مجحر تجري
وقالت الخرنق بنت بدر أيضاً :
إنَّ بني الحصنِ استحلتْ دماءهمْ =بنو أسدٍ حاربها ثمَّ والبهْ
همُ جدعوا الأنفَ الأشمَّ فأوعبوا =وجبوا السنام فالتحوه وغاربه
وقال المرار بن سعيد بن حبيب بن خالد ابن نضلة الفقعسي الأسدي
حفيد خالد بن نضلة , وهو من شعراء الإسلام :
أنا ابن التارك البكري بشرٍ = عليه الطير ترقبه وقوعا
علاه بضربة بعثت بليلٍ = نوائحه وأرخصت البضوعا
قال ابن السيرافي :
لما قتل بنو أسد بشر بن عمرو البكري سبوا نساءه فنكحوهن بلا مهر