الشاعر خلف السنجاري ومكيدة مكيدة ( مميزة جدا *** )

[ابن نجد]

القصة اليوم حصلت للشاعر الشهير خلف ابو زيد السنجاري من قبيلة شمر الشهيرة ، خلف كان معظم قصائده عن المدح لقادة الجيش او عن الجيش والذي هو جيش شمر ولم يذكر ان ألقى قصائد غزليه الا نادرا ، لكن هناك بنات من القبيله اتفقن فيما بينهن على ان يجعلنه يقول الغزل مرغما ، ففي يوم ذهب الى غدير فيه ماء نظيف لكن هذا الغدير قليل الماء ، وعندما بدأ يشرب ويسقى دابته من الغدير ، اقبلت عليه مكيدة بنت جمعان الغيثي وهي تشبه خزنة الفضيل من حيث الجمال التي قد قال فيها شعرا وهو الغزليه المعروفه عنه من قبل حيث قال في خزنة الفضيل :
القلب يبرم بالهواجيس ويدير
من جادل جتنا طوارف اطروشه

المهم ان هذه الفتاه التي اقبلت باهرة الجمال وعندما اقتربت منه رفعت ثيابها عن ساقيها ودخلت الغدير من الجهه المقابله واخذت تخوض بالماء ، فإذا بهاتين الساقين الجميلتين تطير بعقل هذا الشاعر وخرجت واتجهة نحوه وسلمت عليه ثلاث مرات ، قالت السلام الاول سلام الفرحه برؤياك لان لي مدة وانا ابحث عنك ولم اجدك ( وكانت تقصد ان تحرك به قريحة الشعر فيقول قصيدة ) ، والسلام الثاني سلام الاخت لاخيها بالاسلام والسلام الثالث سلام الوداع ، ثم انصرفت من امامه بعد ذلك بسرعة ، وانصرف هو ولكن قلبه تعلق بها وهو لايعرفها ، ولايدري من أي عرب هي فعاد من مورد الماء متكدرا خاطره في اثرها ، يبحث عنها ، وهو لايعرف اسمها ولا اسم اهلها وصدفه قابله رجل من جماعتها قال الرجل : سلام يابوزيد ، فرد عليه خلف : السلام عليكم ، قال ماذا قلت في مكيدة ، قال خلف من هي مكيدة ، قال : التي سلمت عليك وانت تشرب من الغدير ، وقال (سلمت عليه بنت ماعرفتها) ، قال : هذه مكيدة بنت جمعان الغيثي ، فعرفها وقال الابيات الغزليه التاليه فيها:

ياراكب اللي تقل تـدري من ايده
حمرا على السندا ضروم بشوعي

حمرا اتدنا للديار البعـيــده
عمال ما مرت عليها القطوعي

ركابها يوصل سلامي امكيـده
حبه امخلي بالضماير امزوعي

كل نهار العيد عايد وديــده
وانا نهار العيد عيدي ادموعي

ياناس هنيت القلوب البليده
ماولعنـه زاهيات الردوعي

جو جمع من كل سموى بـديـده
وجان البلى من ذيهبان النجوعي

الراس ذيل اللي تلوج بحـديـده
شقرا ترادى من هواها الفزوعي

وعندما سمعت مكيدة قصيدته ، ارسلت له وقالت : ياخلف الله عطاك ( جيزه ) زواج ثلاثة ايام جزاء لك على هذه القصيدة اذا رضى والدي ووالدتي ، ثم تطلقني ، فقال ابوها عندما عرف بالامر : لقد اوقعتني في لسان هذا الشاعر ، لهذا انا موافق ( ويعتبر هذا الامر تقديرا لهذا الشاعر ولكن امر الزواج لثلاثة ايام كان من الجهل في عصرنا السابق بان يحدد الزواج ثلاث ايام ثم الطلاق بعد ذلك ) ، وبالفعل قام خلف وتزوجها لمدة ثلاثة ايام وعندما انتهت المدة ودع خلف عروسه ووصى ابوها وقال : اذا ما فيها حمل فانا مطلقها واذا فيها حمل فهي زوجتي حتى يكون الوجه من الوجه ابيض وبعد شهور سوف ازوركم ياعم ، فوافق الجميع على ذلك ، وقدر الله وصار فيها حمل وجاءت بولد ، وصارت هي ام أولاده وعاش معها حياة سعيدة ، وكان هذا الزواج أوله مزح وصار تاليه جد بجد.

نرجو ان تحوز قصة وقصيدة الشاعر خلف السنجاري الشمري على الاعجاب والمزيد قادم لقصائد خلف السنجاري.
--------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم / ابن نجد