تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [وين تبي تسافر يا بو فلان]


حسين بن عجب
08-Jul-2007, 05:37 PM
[وين تبي تسافر يا بو فلان]عبارة تترد كثيراً هذه الأيام على الألسنة كثير من الناس ،هذه الأيام التي يشتد فيها الحر الشديد (ولنا مع الحر وقفات في مواضيع لاحقة بإذن الله القدير) يتجهز فئام من الناس إلى السفر عن هذه البلاد المباركة بحثاً عن الجو البارد والظل الوارف والسعادة ولاسيما وأنها تصادف إجازة صيفيةً عند أبنائنا وبناتنا الطلاب والذين يكونون هم السبب الرئيس لمثل هذه السفريات وهم في الغالب ضحايا هذه المغامرات الغير منضبطة بضوابط الشرع والعقل والفطرة السليمة، وحتى تسير الأمور على الوجه الذي يرضي الله سبحانه ويحقق المتعة والفائدة للجميع أود أعزائي الكرام أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع المهم الذي خاض فيه الكثيرون من مشجعاً ومرغباً للناس في ترك بلادنا الغالية والسفر إلى بلدان الكفر والفسق في مشارق الأرض ومغاربها ،ومن محذر ومحرما على الناس جميع أسفارهم ورحلاتهم،ومنهم من هو لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يسير مع الموجة أنى اتجهت لا يثبت على قرار ولا يرتاح له بال إن سافر الناس سافر معهم وإن قعدوا قعد مثلهم يسير مع غيره حذو القذة بالقذة يراعي ما عليه الناس ولا ينظر إلى ما يرضي رب الناس .
أخي الكريم:
إن من نعمة الله عليك الصحة والفراغ والمال والأبناء والأمن في الأوطان
والله عز وجل يقول : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
ومعلوم لدى الجميع أن دوام النعم بشكرها وأداء حق الله فيها ،وزوالها بكفرها وجحد حق الله فيها وأن الإنسان مبتلى بالخير كما هو مبتلى بالشر قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )
ماذا يوجد في ديار الكفار والفساق؟
قد يقول القائل: يوجد هناك الجو العليل والمنظر الجميل والمطعم والمشرب اللذيذ والملبس و..و..إلخ ونحن بإذن محافظون على واجباتنا وقيمنا مجتنبون ما حرم الله علينا فلماذا تضيقون علينا وتنكدون أسفارنا ؟!
الجواب : أو عن غير ذلك من ملذات الدنيا تتحدثون قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )
نعم سمى الله كل ذلك متاع الحياة وأي دنيا هي الفانية الفانية الفانية !!!
ولكن لماذا لم تجيبونا عن ما في تلك الديار من فساد الدنيا والدين وذهاب الأخلاق والمرواءات وماذا في أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وسويسرا واسبانيا و...و..إلخ تلك البلدان !!التي ما جاءنا منها إلا العفن ومساؤى الأخلاق وأعتى الأمراض ،والأخطر من ذلك كله فساد العقيدة وضياع الهوية الإسلامية التي وقعت في قلب المصاب المسكين لحظة الانبهار والاندهاش لما وصلوا إليه من العلوم والصناعات والنظم الحديثة،نعم ماذا فيها غير التفسخ والعري وكشف العورات والاجتراء على الكبائر والموبقات.
فكم رجع إلينا من تلك الديار من جريح في قلبه قبل بدنه بما أصابه من عجب بالنفس واحتقار للمجتمع الذي رباه حتى اشتد عوده
أعلمه الرماية كل حين فلما استد ساعده رماني
وكم رجع إلينا من أسير! جسمه عندنا وعقله عند عدونا فأنت بالروح لا بالجسم إنسان لا يفكر إلا كما يفكر العقل الأمريكي المادي الإلحادي ولا يلبس أو يأكل أو يشرب إلا كما يلبسون ويأكلون ويشربون هناك حيث شريعة الغاب وعبادة الدولار،ولا يطرح طرحا أو يناقش مسألة إلا وهو يحاكي ما عليه الفكر الغربي المتحلل من كل الشرائع والأديان والأخلاق .
فبالله عليكم يا أخواني هل تلومني إن قسوت واشتديت على أولئك الذين حزموا أمتعتهم وساروا بفلذات أكبادهم من بنين وبنات إلى مهاوي الردى إلى بلاد الكفار الأنجاس،كيف أرى أهلي وأحبائي وأقاربي وإخواني المسلمين يدفعون خالص أموالهم لهؤلاء القتلة والمجرمين يتقوون بها على المسلمين ثم اسكت عن هذا وعلى ماذا عساهم سوف يحصلون هناك!! على مشهد خنزير يقبل خنزيرة!! وخمار يتحرش بخميرة!! يا عبد الله لا أظن أن غيرتك ورجولتك تسمح لك بأن تري ابنتك أوابنك يرون مثل هذه المناظر في شاشات التلفاز فضلاً على أن تريهم ذلك واقعاً جهاراً نهاراً ،ماذا تتوقع أن يحدث في نفوس أبناءك وبناتك أيها المسافر إذا أبصروا مثل هذه المواقف هل هم حديد لا يلين أو خرسانة لا تتصدع بل هم والله أضعف من هذا كله فالسن سن المراهقة والشهوة في عنفوانها وفورانها والمشهد غريب غير مألوف من قبل وفرصة التجربة مواتية و متاحة في بلاد لا رقيب و لا حسيب عليهم فيها سوى وحده جل جلاله ،آلا فالتقوا الله يا عباد الله فكلكم راع ومسئول عن رعيته والله أنك أيها المسكين لا تطيق أن ترى ابنك جائع لا يجد قوت يومه ولا أن تراه مريضاً صريع الفراش تناوشه الآلام والأوجاع ،فكيف بك بيوم كان مقداره خمسين ألف سنة يومأ يشيب لهوله الولدان ترى ابنك هذا يخاصمك عند جبار السموات والأرض بما جنيت عليه من شرور وبليات وآثام مهلكات في الدنيا فعندها لا ينفعك ندم ولا تسرك طاعة المخلوقين ومسايرتهم في معصية الله عز وجل.
فما الحل إذاً ؟
وكيف نقضي إجازاتنا وأوقاتنا مع أبنائنا في أجمل مكان دون ملل أو كلل بالشكل والطريقة التي ترضي الله عنا؟
الجواب: إن المباحات كثيرة في دينا الحنيف وإنما تقصر عنها عين صاحب الهوى والشهوة المحرمة فهو لا يرى السعادة والمتعة إلا في ما حرم الله عليه لأن الشيطان قد ركبه وسار به في كل واد وفج سحيق فلا يكبح جماحه شرع ولا عقل ولا ضمير نسأل الله السلامة.
أخي المسافر:
تعلم جيداً أنه لا تشد الرحال (لغرض العبادة والنسك)إلا لواحد من هذه المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى-نسأل الله أن يرجعه للصادقين من المسلمين- وأن ما سواه لا يجوز ويحرم قصده بالسفر من أجل العبادة وتعلم أخي ما للمصلي في المسجد الحرام من أجر حيث الصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، والمسجد النبوي الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه من المساجد عدا المسجد الحرام، والمسجد الأقصى الصلاة فيه بمائتين وخمسين الصلاة فيما سواه من المساجد عدا الحرمين الشريفين.
نعلم جيداً أن نفوس المسلمين أجمعين مفطورة على حب مكة والمدينة-حرسهما الله- وشغوفةً بالذهاب إليهما وزيارة الحرمين،فلم يا أيها المسافرون لا تجمعون لأنفسكم بين خيري الدين والدنيا ووالله إن الناظر والمتأمل في تضاريس وطبيعة أرض مكة والمدينة ليصاب بالعجب والدهشة من جمالها وروعتها وبهائها فالله درك يا جبال كم سار عليك من أبطال ورجال، فهذا جبل النور الذي شع منه النور وهذا جبل أحد الذي وقف عليه خير المرسلين نبينا محمد صلى عليه وسلم وأصحابه الكرام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم حتى رجف بهم من شدة وقعهم عليه، أحد الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم (أحد جبل نحبه ويحبنا) ألا تشتاق نفسك يا أخي إلى رؤية ذلك الجبل واسترجاع الذكريات والمجد السليب الذي سطره أجدادك الفاتحون ،و إن للنظر والتفكر في تلك المناظر والمشاهد لحياة للقلوب والأبدان وباعث للأمل وحادي للنفوس إلى العمل.
أخي المسافر:
اعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه،فإن كنت قد عزمت على سفر لا يرضي ربك سبحانه فراجع النفس وعظها وذكرها بأيام الله علها ترتدع وتنثني عن ما هي عليه،واحذر أن تكون ممن أعطى نفسه كل هواها ومشتهاها قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) وإن مما يجدر التنبيه عليه هنا حديث النبي صلى عليه وسلم الذي جاء عند الترمذي وصححه(إذا قضى الله للعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة) فلا تكن يا أخي الغالي وأختي الغالية ممن حوائجهم في بلاد الكفار لا تنقضي وشغفهم بها لا ينتهي.
نسأل الله العلي القدير أن يتوفانا على الإيمان وفي أرض الإيمان وبين أهل الإيمان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الميامين .
وإليك أخي القارئ بعض فتاوى أهل العلم في حكم السفر إلى بلاد الكفار:
http://www.bin-baz.org.sa/Display.Asp?f=bz01806.htm
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&QR=52845
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=808
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=202

ابوبجاد الرويس
09-Jul-2007, 09:05 AM
مشكور اخوي حسن

والله يعطيك العافيه

والله يجزاك خير