ابوبجاد الرويس
23-Jun-2007, 07:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب : ذاك الذي سرى بين ضلوع المحبين ليسيطر على كيانهم ووجدانهم لينبع من قلب صادق أُمر وتأمر على كيان المحبين فلا يتحركون إلا بأمر حبيبهم ولا يفعلون إلا ما يرضي حبيبهم , ولكلا منا أن يختار هذا الحبيب الذي يحكمه في دولة المحبين والعشاق ولكن قبل أن يختار الحبيب عليه أن يدرك أمورا لا بد منها فلله در القائل :
أنت القتيل بيد من أحببته فأختر لنفسك في الهوى من تصطفي
وذاك أن قد بعت روحك لمن تحب فلا أقل من تموت دون حبيبك .
فالذي يظن أنه يحب رغما عنه فإنه إنما غلب عليه حبه لمن أحسن إليه فأحبه دون قرار وما ذاك إلا مولاه وسيده فطبيعة الإنسان فطرة على حب من أحسن إليها ولكنك تجد في الحب نفسه درجات متفاوت وما تلك الدرجات إلا لتفاوت الناس بعضهم عن بعض في اليقين بأن الله هو المعطي وليس غيره وكل ما تشاهده إنما هي أسباب وضع الله فيها التأثير حسب ظاهر الحال مما أنعمه الله على عباده فكيف لك أن تحصي نعم الله علبك إن كان الله جل في علاه يقول : ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )) النحل18 .
فإن كانت النعم التي أنعم الله عليك بها لا تحصى فما يقابلها من محبة يجب أن يكون لا يحصى أيضا أي بلا حدود فكان من حال العاشقين ما يعجز عنه الوصف وتقف فيه العبارات حائرة دون تفسير لها بل لك أن تستشعر ذلك في حالهم مع الله . فقد أدركت النفس البشرية أن نِعم الله على عباده لا تحصى فكان الحب لا يثمنه بثمن فقررت حين عرفت مولاها أنه رب يعبد لا خوفا من ناره ولا طمع في جنته بل لأنه رب يعبد ولما علم مولانا أن الضعف أصل فينا قال الله تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ )) البقرة165 , فحبهم لله أشد من أي شئ يعترضهم من أمور تعتبر في حياتهم حبا ترغب به النفس وتريده .
ومن أجمل ما تضع في ذلك أن تجعل محور حياتك في هذه الدينا حب في الله وبغض في الله وهذا حال من تمسك بشريعة الله ففيها قانون التعامل مع الخلق حب في الله وبغض في الله فأمور دنياك لا أقل من أن تكون حب في الله أو بغض في الله بذلك سار من سار إلى حب لله ومرضاته فكانت العطايا العظام من الله سبحانه وتعالى فوق ما يتصوره عقل بشر ففي الحديث النبوي يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء )) .
فإذا سألت عن أهم ما في الأمر تجده إنما هو حب في الله ما خالطه شئ للدنيا قد قاما بحقه فكان لهما ذلك الجزاء العظيم لدرجة أن يغبطهم عليها الشهداء وليس هذا فقط بل وعندما يشتد الحر ذلك اليوم تجد فيمن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما في الحديث الصحيح يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) صحيح البخاري ج1/ص234 .
وهذا قسم من الحب لله وفي الله ولله المنة علينا بذلك فما كان لنا أن نحبه لو لم يحبنا فيقول تعالى ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) المائدة54 فكانت محبته السابقة لحبهم نسأل الله أن يحفنا بصدق حبته و دوام عشقه وأن يجعلنا ممن قال الله فيهم ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) المائدة54
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .
الحب : ذاك الذي سرى بين ضلوع المحبين ليسيطر على كيانهم ووجدانهم لينبع من قلب صادق أُمر وتأمر على كيان المحبين فلا يتحركون إلا بأمر حبيبهم ولا يفعلون إلا ما يرضي حبيبهم , ولكلا منا أن يختار هذا الحبيب الذي يحكمه في دولة المحبين والعشاق ولكن قبل أن يختار الحبيب عليه أن يدرك أمورا لا بد منها فلله در القائل :
أنت القتيل بيد من أحببته فأختر لنفسك في الهوى من تصطفي
وذاك أن قد بعت روحك لمن تحب فلا أقل من تموت دون حبيبك .
فالذي يظن أنه يحب رغما عنه فإنه إنما غلب عليه حبه لمن أحسن إليه فأحبه دون قرار وما ذاك إلا مولاه وسيده فطبيعة الإنسان فطرة على حب من أحسن إليها ولكنك تجد في الحب نفسه درجات متفاوت وما تلك الدرجات إلا لتفاوت الناس بعضهم عن بعض في اليقين بأن الله هو المعطي وليس غيره وكل ما تشاهده إنما هي أسباب وضع الله فيها التأثير حسب ظاهر الحال مما أنعمه الله على عباده فكيف لك أن تحصي نعم الله علبك إن كان الله جل في علاه يقول : ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )) النحل18 .
فإن كانت النعم التي أنعم الله عليك بها لا تحصى فما يقابلها من محبة يجب أن يكون لا يحصى أيضا أي بلا حدود فكان من حال العاشقين ما يعجز عنه الوصف وتقف فيه العبارات حائرة دون تفسير لها بل لك أن تستشعر ذلك في حالهم مع الله . فقد أدركت النفس البشرية أن نِعم الله على عباده لا تحصى فكان الحب لا يثمنه بثمن فقررت حين عرفت مولاها أنه رب يعبد لا خوفا من ناره ولا طمع في جنته بل لأنه رب يعبد ولما علم مولانا أن الضعف أصل فينا قال الله تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ )) البقرة165 , فحبهم لله أشد من أي شئ يعترضهم من أمور تعتبر في حياتهم حبا ترغب به النفس وتريده .
ومن أجمل ما تضع في ذلك أن تجعل محور حياتك في هذه الدينا حب في الله وبغض في الله وهذا حال من تمسك بشريعة الله ففيها قانون التعامل مع الخلق حب في الله وبغض في الله فأمور دنياك لا أقل من أن تكون حب في الله أو بغض في الله بذلك سار من سار إلى حب لله ومرضاته فكانت العطايا العظام من الله سبحانه وتعالى فوق ما يتصوره عقل بشر ففي الحديث النبوي يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء )) .
فإذا سألت عن أهم ما في الأمر تجده إنما هو حب في الله ما خالطه شئ للدنيا قد قاما بحقه فكان لهما ذلك الجزاء العظيم لدرجة أن يغبطهم عليها الشهداء وليس هذا فقط بل وعندما يشتد الحر ذلك اليوم تجد فيمن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما في الحديث الصحيح يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) صحيح البخاري ج1/ص234 .
وهذا قسم من الحب لله وفي الله ولله المنة علينا بذلك فما كان لنا أن نحبه لو لم يحبنا فيقول تعالى ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) المائدة54 فكانت محبته السابقة لحبهم نسأل الله أن يحفنا بصدق حبته و دوام عشقه وأن يجعلنا ممن قال الله فيهم ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) المائدة54
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .