تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الأستاذ / عبدالرحمن المنير


راجي السعد
06-Jun-2007, 11:00 PM
الشاعر الأستاذ / عبدالرحمن المنير


هو الأستاذ القدير والمربي الفاضل ( عبدالرحمن بن منير بن مساعد النفيعي )

ولد ونشأ في مدينة عنيزة , درس في المعهد العلمي ,

ثم واصل الدراسة الجامعية في كلية اللغة العربية

في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ,

واشتغل بعد تخرجه في التدريس في المعهد العلمي في المدينة المنورة

ثم انتقل إلى معهد عنيزة العلمي , واتجه بعد ذلك لوزارة المعارف

فعمل مدرسا في ثانوية عنيزة العامة , ثم ذهب موفدا للتدريس في دولة الإمارات العربية المتحدة ,

و عاد بعد أربع سنوات مدرسا في ثانوية عنيزة العامة , ثم انتقل بعد مدة لثانوية الشيخ ابن سعدي ,

ومكث بها حتى تقاعده عام 1422هـ ..

يمتاز شعره بالأصالة والجزالة ومتانة الأسلوب , وفخامة العبارة من غير تعقيد ولا غموض

.. يميل إلى النهج القديم ويستلهم صوره من الواقع


* * *


هذه قصيدة موجهة للشاعر الأستاذ أحمد الصالح (مسافر) :


ياحادي العيس كم في العين من شجنٍ
يذكي جراحاً عليها راعف الزمن

أزجَيتَهن ومـا كـلّت مناسمُها
كأنـما أنت والأسفـار في قرن

لايدركُ اليـأس أدنى ماتمــر به
في رحلة الشام أو في رحلة اليمن

أخفافها والغضا والريــح إذ عزفـــت
صــناجة البيد لاصناجة المدن

على صداها تداعى الشوق وانبعثت
أحلى القصـائد وانسابت إلى أذني

قالت إليك حـديـثاً لا أعنـعــنــه
في ومضـــــة السّر ما يغني عن العلن

فاجعل حديثك تحت الهمس منزلة
إن الطــريـق بـلا واشين لم يكن

اغرورقت عين آمالـي وأرّقــها
طول المسيــر وكوني جدُّ مفتِتِن

لي ذكريات لطاف في مرابعــها
في المورد العـذب لا في المورد الأسن

أغار من نسمــــــــة أرخــت ذوائـبها
على الهلال وطرف الشـــادن الغدن

وأحسد النوم والأهداب مشرعـــةٌ
كيف استحالت إليها خلسة الوسن

عفواً مليحة كم في الحسن من نغم
سكبتِـه فاســـتوى قلبـــين في بدن

إن يسلَما فالهوى كُلٌّ لصاحبـــــه
وإن يـموتا فمـا ســرٌ بمـؤتــمن

تبلى العهود وعهدي لستُ أنقضه
وقد رضعتُ شريف الحــب في اللبن

ربيع عمري وعيدي والجلوس لـه
يومٌ أراكِ وعظم الكِــبر لم يهن

من تحتكِ الروض لايسخو بقبلته
إلا بفيك وقرص الشمس في الدّجن

ومن علاك تدلّت كل سابغــــة
والـطــير من فنـنٍ فيها إلى فننِ

لعلّ رؤياكِ عن مغناك مانــعـــةٌ
مسّ الهجير وما يؤذي من الإحنِ

يرتاح من كنتِ في الأسفار هاجسه
ويورق الفـأل من عيني أبي "يَزَنِ"
* * *

وهذا رد أبي محمد أحمد صالح الصالح
بعنوان (شوق الغريب)
وجاء في التقديم :
الى الشاعر المبدع الاستاذ / عبدالرحمن منير المساعد,, صدى لقصيدته اليّ:


يا مُلهمَ الشعرِ,, موّالاً من الشجنِ
يُحيي رميمَ الهوى,, يمتدُّ في الزمنِ

أرسلتَ قافيةً بالشوق مُترعةً
فأَطرَبَت كلَّ ذي عقلٍ,, وذي أُذُنِ

وعانقتها قلوبٌ,, جدُّ عاشقة
لباذخِ الشعرِ ,, في سرٍ وفي علنِ

يا شاعرَ البيدِ,, والفيحاءُ قافيةٌ
غَنَّت بها لغةُ العشاقِ للدمنِ

الشعرُ في البدءِ كان الحب,, ما عَرَفَت
هذي الجزيرةُ,, إلا أحسنَ الحسنِ

أَلقَت لأحلى المعاني طِيبَ نكهتها
فحسنُها باهرٌ,, كالروضة الغَدِنِ

أئمَّةُ الشعرِ في أسواقها صَدَحوا
فاستَأسَروا سمعَ أهلِ البيدِ والمدنِ

حروفُ شعرك دِيمٌ,, بالهوى غَدِقٌ
كأنها عارضٌ,, من صيِّبٍ ,, هتِن

نديُّه في عيونِ الليل,, مزدهرٌ
ينداحُ عبرَ الصَّبَا,, في السهلِ والحَزَنِ

عنيزة في قوافيه,, منعَّمةٌ
مليحةٌ,, مثلها في الحسنِ لم يكنِ

يا شاعري,, حبُّ هذي الأرضِ أَلهَمَني
فأورق الحب في قلبي,, وتيَّمني

سرى نعيماً,, ثرياًّ,, ملءَ أوردتي
ومن معينِ هوى الفيحاء أَنهَلَني

يا شاعرَ الوطنِ الممتدِ قامتُه
أَسبَغتَ أحلى بيانِ الشاعرِ الفطنِ

إليك تُصغي قلوبٌ هزَّ صَبوتَها
ما في الصَّبَابةِ من سحرٍ ومن شجنِ

ألقت اليك بأسماعٍ ,, تَقَاسَمَها
حبٌّ تفرَّق,, في روحٍ وفي بدنِ

حبٌّ لأعذبِ ما في الشعرِ من نغمٍ
يستفتحُ العشقَ في غيدٍ وفي وطنِ

ويوقظُ الفجرَ دفّاقَ السَّنا,, عبقاً
ويسكرُ الطيرَ,, في روضٍ وفي فننِ

نديُّ شعرِك,, ما مرت به شفة
إلا ويُطربُ سمعَ الكاعبِ الشدنِ

تُلقي إليه الحسانُ المترفاتُ رضا
ويزهر الشوق في صحوٍ وفي وسنِ

تلفَّتَت,, مهجٌ َحرَّى,, وأفئدةٌ
وصبوةٌ,, في هواها الحبُّ لم يَهُنِ

تلفَّتَت لحديثٍ,, طاب سامرُه
ومنتدى,, ما غفا يوماً على دَخَنِ

يا شاعري,, أَيُّ ذكرى هزَّ هاجسُها
شوقَ الغريبِ إلى أهلٍ إلى سكنِ

عيناه,, أيقظتا في الليل أنجُمَه
وفجرُه بعدُ,, لم يأذن ولم يَحِنِ

وأنت نبَّهتَ ذكراه التي خَمَدَت
فالقلبُ في أسرِها والنجمُ في قَرَنِ

إليك قافيةَ الشُّكران,, أحرُفُها
تُزجيك حَمداً,, يثنِّيه أبو يَزَنِ

* * *

رسالة إلى العراق

إنمـا المجد همة وانطلاق
فاكسرالقيد وانتفض ياعراق

غضبـة الحلم آزرتها سماءٌ
حين لا يجمع الــقـلوب اتفاق

ناشدتك الرياض وهي اقتدار
لا يجـيز الحياة عرضاً يساق

يا عـراق الندى ومرسى علوم
ما أسـر أبث لغـيره الأعـناق

إن عـهـدي بـالـرافـدين أبـاةٌ
كيف يطغي على الصليل النعاق

ذهبـت ريحها ودارت رحاهـا
في طباع جــسـهـا الإذران

زلزل الأرض كي تميد طغـــــاة
لم يـصن في وجوهها الميثاق

واضرب البغي كي تثلّ عروش
أقـفرت من رصيدهـا الأخلاق

فـإذا لم تجـاز ظلماً بظلم
فالليالي هي الجـزاء الـوفاق

مرجل تحته الإِباء سيرمي
تـرك الـموت للألى ما أفـاقوا

أرْكِبِ الناس هولَها إن دارا
تُخضِعُ الــرأسَ عيشها لا يطاق

إيهِ دار السلام ما أنت إلاَ
جنة الأرض صاح فيها احتراق

نفرت منك مقلة الظبي ذعراً
بعد ما قـادهـا إليك اشتياق

كم رضيع على الرمال مسجى
وكبير إلى عصـاه معاق

عند أمٍّ يخـطف الجـور منـها
فــلذات ضـاعــت هـا الأسواق

كلما قارعت رجاء بياس
ذكرت بعضها فعـز الفراق

رب مستنجد ينادي عراقاً
فإذا البزل في حماه نياق

أيهـا الرمح غـادراً في ذويه
فلا سار حيث سار البراق

نحن أدرى بكل وادٍ سحيق
ينكر الطيرَ ريشُه الخفاق

أسدُ أنت في صفوف العذارى
ولدى الأسدِ درعك الأنقاق

لم تلد مومسٌ كمثلك فسقاً
رضع اللؤم واجتباه النفاق

تزرع المال في السراديب لهـواً
والثكالى يذيـبها الإمــلاق

ذا محصب الكلام أين حمـــاةٌ
تخطب الموت والنفوس صـــــداق

لعيون المها تنادوا سراعـــا
وعليهم من الحـــــياء رواق

جاعلي السيف ضرة للغواني
ومع السيف كم يطيب العناق

يضرب الكفر بالحقيقه حتى
يتـداعى على الألوف الرفاق

اشربي مرَّها وكوني وقــــــوداً
يارؤوساً يعيث فيها الشقــاق

طالما جاءك النذير فذوقي
طعم ما ليس في الكـؤوس يذاق

لاتنـــام البـــلاد ما لـــم تــتوج
بدماء علـى الـشعاف تراقُ

فارقصي فوق لحدهم يا صبايا
واكتب الــنصر بعدهم ياعراق
* * *


مرثية سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز , رحمه الله
نشرت في جريدة الجزيرة / الثلاثاء
10/ صفر/1420هـ ( 25/مايو / 1999م )
عدد 9735


الله أكبر كم تَموجُ من الورى
زمرٌ إليك قد اعتراها ما اعترى

نزل القضاء بساحها وتقلدت
لحن النشيج ببطن مكة أحمرا

والأخشبان ومن على بطحائها
مهجٌ تذوب حشاشة وتحـسرا

عظم المصاب ولامصاب سوى الذي
خطف القلوب برمحه وتخيرا

تلك الجموع بقضها وقضيضها
من كل صوب بالمصاب تأثرا

من رائح جعل الهجير وقوده
أو مدلجٍ مارده طول السرى

لم يدر ما خطر الطريق وقدره
فالخطب أعظم أن يرى ويقدرا

رمز الوفاء لشيخهم ولبازهم
إرث تبلغه السنون الأعصرا

حملوه من فوق الرقاب مبجلا
شحّ الزمان بأن يعاد مكررا

والتفهم صمت بصرّة نعشه
وأتى النشيج بُعَيدَ ذاك معبرا

وإذا المصائب بالضعيف تفردت
صدّقت عيني إن تكذب ماترى

كلٌّ يكفكف دمعه بردائه
وأنا الذي كفكت دمعي أنهرا

قولوا لمن رُزِق التجلدَ ساعة
كيف السبيل بأن تصابَ وتصبرا

لو أن مابي من مصيبة والدٍ
فوق المشقّر لاستحال تكسرا

سبحان من جعل القلوب بحبه
والعروة الوثقى على كل العرى

ماكان بالفظّ الغليظ يهابه
راجٍ ولا الغصنِ الرطيب فيُعصَرا

عُليا الخلائقِ بالعباد تفرقتْ
وأتين من يمناه مسكًا أذفرا

بالعلم بالبذل السخيّ بحلمِه
أضفى على التاريخ وجها نيرا

ماضَلّ مَنْ نبراسُه في قلبه
نفذَ القفارَ شعابَها و الأبحُـرا

ساق اليراعةَ والكتابَ ورأيَه
وأتى الثغورَ على الحدود وحرّرا

لولاه والقومُ الكرام لما اهتدى
قلمٌ على الدرب الغوي تعثرا

في عالمٍ أكلَ القويّ ضعيفَه
والثعلبان يريد أن يتنمرا

ياغادياتِ المزنِ من تلك الرؤى
ماضرّ قبرا من غمامِك أن جرى

فاستنبتي في قبره زهَر الربا
فهو الجدير بأن يعز ويذكرا

نجم تألق في السماء ضياؤه
وطوى المسير وصار من حظَّ الثرى

كلّ البقاعِ تريدُه ذكرًا لها
واستأثرتْ بأريجِهِ أمّ القرى

نواف العصيمي
07-Jun-2007, 12:08 AM
يعطيك العافيه .. ,,

وما قصرت .. موضوع رائع .. وشاعر قدير

ولك التقدير والإحترام

ابوبجاد الرويس
07-Jun-2007, 05:57 AM
يعطيك العافيه

ومشكور على الموضوع ولاهنت

عمرالروقي
07-Jun-2007, 11:32 AM
يعطيك العافيه .. ,,

وما قصرت .. موضوع رائع .. وشاعر قدير

ولك التقدير والإحترام

مرزوق حمدان العتيبي
07-Jun-2007, 11:59 AM
...
بارك الله فيك على هالمجهود...
وتزويدك لنا.. بنبذه عن هذا الشاعر العظيم..

أبو الوليد
07-Jun-2007, 12:29 PM
الاخ : راجي السعد

لك فائض الشكر والتقدير

موضوع رائع وقصائد جزلة

لشاعر كبير ومربي فاضل

بارك الله فيك .