المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروبوتات في علم الذكاء الاصطناعي


بدر بن ثعلي
26-May-2007, 11:57 AM
الروبوتات في حياتنا.. آليّات وأفلام وألعاب


الكثيرون من محبي التقنيات وأفلام الخيال العلمي يرون أمرا مثيرا للإعجاب في الرجال الآليين، أو الروبوتات Robots، أو أمرا مخيفا بعض الشيء. فالروبوتات هي أيّ كيان أساسه ميكانيكي، وبه وحدات إلكترونية تتحكم في تصرفاته، وتقوم بأعمال وحركات تشبه أعمال وحركات الإنسان بعض الشيء. والكثير من الجامعات المتقدمة في العالم تطرح مواد في علوم الروبوتات لطلابها بسبب الإقبال الكبير عليها، ومن أجل تطوير القدرات العقلية للطلاب لتطوير الروبوتات في الحياة العملية من أجل أن تخدم الإنسان بشكل أفضل. هذا الكيان الذي يشبه الإنسان، لكنه بدون أحاسيسه فتح بوابة كبيرة أمام أفلام عديدة لمناقشة مشاعر إنسانية كثيرة، مثل الحب والتضحية والخلود والانتقام والتواصل مع الكائنات الأخرى (الحية وغير الحية) والأمور الدينية وحتى البحث عن الهوية، منذ العشرينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
بعض الأفلام صورت الروبوتات كآلات شريرة بدون مشاعر تقوم بقتل كل ما حولها، وأفلام أخرى صورتها على أنها كائنات مبرمجة تريد تعلم أحاسيس الإنسان لتفهمها. وبسبب انتشار هذه الظاهرة وحب المجتمعات لها، تم صنع رسوم متحركة كثيرة للأطفال تدور أحداثها حول رجال آليين خيرين وآخرين أشرار. وتطور ولع الناس بهذه الكيانات حتى ان الكثير من شركات برمجة الألعاب قررت صنع ألعاب بها شخصيات روبوتات رئيسية، وأصبح الطلب عليها كبيرا جدا. هذا الحقل أصبح مجالا خصبا للكتاب والمبرمجين ليطلقوا فيه العنان لخيالهم، وبالتالي التأثير على مجموعة كبيرة من الجماهير المتلقية بشغف تجسيد أفكار الكتاب.

بعض الناس يخاف من الروبوتات لأن الروبوتات برأيهم يمكن أن تحكم على أمر ما بشكل خاطئ، أو ألا تراعي ظروفا إنسانية تحيط بموضوع معين، مما قد يؤدي إلى الوصول لنتيجة خاطئة. البعض الآخر يخاف أن تقودنا الروبوتات إلى انهيار اقتصادي بسبب سيطرتها على العمالة، حيث ان أصحاب الشركات سيفضلون موظفا يعمل 24 ساعة بدون توقف للتدخين أو لشرب القهوة أو لتناول الغداء، وأن هذه الروبوتات ذات كفاءات عالية ولن تناقش المديرين ويمكن الاستغناء عنها بدون أي سابق إنذار، إنه الموظف المثالي. البعض الآخر يخاف أن تسيطر الروبوتات على عالمنا ويصبح الإنسان فيه مجرد فأر يهرب من قاتله تحت الأرض وبين المباني وفي الغابات.

أما في المعسكر الآخر، فهناك من يعتقد بأن الروبوتات يمكن أن تساعد الإنسان بشكل كبير، ولن تتمرد عليه لأنه هو من صنعها ولا يمكنها التفوق عليه بالذكاء والحيلة والاستنباط. فالمعرفة الكبيرة التي تنفرد بها الروبوتات تختلف كثيرا عن الحكمة التي ينفرد بها الإنسان، ولا تكفي للتفوق عليه. وترى هذه المجموعة بأن الروبوتات مثلها مثل أي شيء يصنعه الإنسان: يمكن استخدامها للخير أو للشر، حسب نية المصنع لها. شيءنا أم أبينا، الروبوتات موجودة بيننا وتتطور في كل يوم. فمن الحيوانات الأليفة الآلية التي تتفاعل مع صاحبها، إلى السيارات والمركبات الذكية التي تتكلم مع صاحبها وتتفاعل مع البيئة المحيطة به، إلى مركبات الفضاء التي تسبر الكواكب بدون تحكم كبير من طرف الإنسان بها، وصولا إلى مجال الترفيه حيث توجد مسابقات رياضية للروبوتات في كرة القدم وحتى سباق الجمال (الإمارات العربية المتحدة تتبنى مشروع جعل سائقي الجمال في السباقات هم روبوتات) ليتغير معنى أغنية «يا سايق الهجن» بعض الشيء!.

الروبوتات هي ككل أمر جديد، يكون تقبله بطيئا في البداية (أو يمكن أن يتم محاربته)، لكن مع تقبل الناس له وتوسيع نظرتهم لتصبح أكبر ومع مشاهدة الخدمات التي تقدمها لنا هذه الآلات الجديدة، يصبح بالإمكان جعلهم يحبونها ويستخدمونها في حياتهم اليومية لمصلحتهم.

وفي آخر تطورات الروبوتات، استطاعت مجموعة من الدارسين لعلوم الروبوتات صنع روبوت يستطيع اللعب بألعاب الفيديو، بل وحتى أن ينتصر في اللعبة!، الروبوت هذا لديه كاميرا لمشاهدة أحداث اللعب، ويقوم بالضغط على أزرار أداة التحكم بأصابعه المعدنية. التطور هذا يدل على أنه من الممكن للروبوت أن يشاهد وأن يحلل ويتعلم مما يدور حوله ومن ثم يستنبط أفضل الحلول ويمارسها في توقيت دقيق متناسق. وهناك أيضا الكثير من الروبوتات التي تلعب الشطرنج، مثل ديب بلو Deep Blue، الذي كان من صنع شركة «آي بي إم» IBM، الذي لعب مع لاعب الشطرنج العالمي غاري كاسباروف Garry Kasparov في عام 1997، واستطاع غلب غاري.

يوجد الكثير الكثير من الأفلام التي تصور الروبوتات تتفاعل مع حياة الإنسان بشكل جيد أو سيئ. وسنكتفي بالكلام عن أفضل 13 فيلما منها:

> غادزلا فيرساس ميكاغادزلا MechaGodzilla vs Godzilla (1974): يروي الفيلم قصة روبوت معدني شرير اسمه ميكاغادزلا وزنه 50 طنا ولديه ترسانة ضخمة جدا من الأسلحة يحاول تدمير كل ما حوله، الا ان غادزلا، الوحش الياباني الخرافي الذي يشبه الزواحف، يحاول التعرض له ومقاومته.

> وست وورلد Westworld (1973): يروي الفيلم قصة رجلين في المستقبل يقومان بزيارة مدينة ترفيهية ويقومان باللعب بلعبة القتال في زمن الغرب الأميركي، حيث يقومان بقتال روبوتات تشبه رجال العصابات الغربية من باب الترفيه، لكن الروبوتات يصبها أمر ما وتبدأ بقتل الناس بدون أن تميز بأن ما تقوم به هو مجرد لعبة. هذا الفيلم وضع أساسا لأداء دور الرجل الآلي في فيلم ذا تيرميناتر.

> ستارتريك Star Trek (1994): أحد شخصيات الفيلم والمسلسل الشهير ستار تريك هو الروبوت داتا Data، الذي يحاول دائما فهم تصرفات البشر ومشاعرهم، مستغربا الأمر في الكثير من الأحيان. وفي أحد أجزاء الفيلم (جينيريشنز) Generations، يقوم داتا بتركيب شريحة مشاعر تجعله «يشعر» بالكثير من الأمور، وفي جزء آخر (فيرست كونتاكت) First Contact يقوم بمقاومة الرغبة في التحول لإنسان مقابل حياة أصدقائه من الإنس، وفي جزء آخر (نيميسز) Nemesis يقوم بالتضحية بنفسه من أجل أصدقائه.

> شورت سيركت Short Circuit (1986): يروي الفيلم قصة روبوت حربي يصيبه الرعد، ويبدأ بعدها بطرح الأسئلة والتمرد وعصيان الأوامر وتصبح لديه القدرة على التفكير المجرد، ويصبح يحب أحد البرامج التلفزيونية الكوميدية، ويطلق على نفسه اسم (جوني ـ 5) Johnny-5، ويتعرف (جوني ـ 5) على الكثير من الأمور الإنسانية مثل الرقص والموت والحب وأن يكون الشخص محبوبا.

> ذا دي ذا إرث ستود ستل The Day The Earth Stood Still (1951): يروي الفيلم قصة شرطي آلي اسمه غورت Gort، الذي أتى بصحبة رائد فضاء من مجرة أخرى لينذر سكان الأرض ويحثهم على عدم التصرف بعنف بسبب مخاوف غير منطقية، مما يدفع بسكان الأرض إلى الخوف منهما ويبدأون بإطلاق النار عليهما، وبالتالي يقوم غورت بقتل الناس. فغورت هو رجل شرطة يقوم بزيارة الكواكب ويقمع أي أثر صغير للعنف من أجل أن يحافظ على السلام.

> فوربدن بلانيت Forbidden Planet (1956): لعل الروبوت روبي Robby هو من أكثر الروبوتات شهرة في تاريخ السينما، إذ أنه يمثل النظرة التقليدية للروبوت في الخمسينات. فهو يقوم بطهو الطعام وتحضير الشراب والترجمة وهو الحارس الشخصي والسائق والصديق المخلص، ويقوم أيضا بسرد الفكاهات!.

> ذا آيرون جاينت The Iron Giant (1999): أحد أفضل أفلام الرسوم المتحركة المبنية على روبوت، فالروبوت جاينت هو زائر للأرض في فترة الخمسينات، ويقوم بإقامة صداقة مع صبي. صفات جاينت تشبه صفات الإنسان بعض الشيء، فمعدته تصدر أصواتا عندما يشعر بالجوع، لكنه يتحول إلى سلاح مميت عندما يتم تهديده، مع أنه يحاول مقاومة ذلك. ويقوم الصبي بإقناع جاينت بأنه ليس مضطرا للقتل، بل يمكنه اختيار ذلك (في دلالة لكون الإنسان مخيرا وليس مسيرا)، فيقوم جاينت باختيار السلام ويضحي بنفسه في النهاية.

> ثلاثية ذا تيرميناتر The Terminator (1984-2003): في الجزء الأول يقوم الروبوت T-800 بالرجوع في الزمن لقتل أم قائد ثورة ضد الروبوتات لمنع ولادته، مما يؤدي إلى عدم ولادته وبالتالي اختفاء قائد الثورة الذي يزعجها كثيرا. في الجزء الثاني من الفيلم تحصل قوات الثورة على الروبوت نفسه وتقوم بتغيير برمجته وإرساله إلى الماضي لحماية قائد الثورة، لأن الروبوتات أرسلت روبوتا جديدا لقتل قائد الثورة أثناء مراهقته. أما الجزء الثالث فيتم فيه إرسال الروبوت لحماية قائد الثورة في فترة ما قبل اندلاع حرب الآلات، إذ أن الروبوتات أرسلت روبوتا جديدا لقتل قائد الثورة في ذلك الوقت. هذا الفيلم هو من أفضل ما تم إنتاجه من حيث تفاصيل الرجل الآلي وتغير شخصيته وتضحياته وصراعه الداخلي.

> ميتروبوليس Metropolis (1927): من أول الأفلام التي تعرض روبوتات في تاريخ السينما. وبينما قد تبدو روبوتات الثمانينات بسيطة الآن، يبقى روبوت هذا الفيلم مستقبليا!، يقوم عالم مجنون ببناء روبوت لتعويضه عن حبه الضائع، ويستخدم تجربة مثل تجربة فرانكنشتاين Frankenstein لجعل الروبوت يشبه البطلة ماريا.

> سلسلة ستار وورز Star Wars (1977-2005): لعقود طويلة ظلت صورة الروبوت هي تلك القطعة المعدنية الثقيلة التي غالبا ما يكون لديها مشاكل في النطق وغالبا ما تكون باردة المشاعر، لكن سلسلة أفلام ستار وورز قامت بتغيير هذه النظرة عن طريق تقديم اثنين من أفضل الروبوتات في تاريخ السينما على الإطلاق: (آر2 دي2)R2-D2، و(سي ـ 3 بي أو) C-3PO، فالثنائي هذا هو أكثر ثنائي روبوتي محبوب في عالم السينما لأنهم شخصيات تضيف بعدا على الفيلم وتعطي دورا مهما. فالمُشاهد يهتم لوجودهما ويترقب المشاهد التي سيظهران فيها. فـ (سي ـ3 بي أو) هو روبوت وظيفته تعليم الإيتيكيت والترجمة، وهو لا يحب المعارك، وهو جبان بعض الشيء، ولا يحب الطيران، ويحاول دائما الابتعاد عن المشاكل، الأمران غير الممكن تفاديهما في فيلم عنوانه «حرب النجوم»!. أما (آر2 دي2) فهو روبوت صغير مهمته الأساسية تصليح السفن الفضائية المعطلة، لكنه غالبا ما يتدخل وينقذ الأبطال من مشاكل تواجههم. و(آر2 دي2) و(سي ـ 3 بي أو) نادرا ما يتفقان على أمر واحد. والجدير بالذكر أن (آر2 دي2) يتكلم بلغة الآلات (صفير متقطع)، لكن الناس أحبوه كثيرا.

> ذا بايسينتينيال مان The Bicentennial Man (1999): لعل هذا الفيلم هو أكثر الأفلام تأثيرا على مشاعر المشاهدين، وتجعلهم يسألون أنفسهم: ما هو الخلود، وما هو الشيء الذي يميز الإنسان عن الآلة؟ هل هو الشكل أم الجسد أم المشاعر أم الموت؟ يروي الفيلم قصة روبوت اسمه آندرو Andrew، يحاول فهم معنى الحياة ومحاولة اقناع إنسانة بأنه يحبها، ويحاول الوصول لأن يعترف به المجتمع كإنسان وليس كآلة.

> آرتيفيشال إنتيليجنس Artificial Intelligence A.I. (2001): نرى قصة بينوكيوPinocchoi، لكن في القرن الحادي والعشرين، حيث يحاول روبوت صغير شكله حقيقي أن يصبح إنسانا بكل الطرق.

> ستيلث Stealth (2005): يروي هذا الفيلم قصة طائرة حربية متطورة مزودة بكومبيوتر قوي جدا يستطيع فهم وتحليل الأمور التي تدور من حوله. ويقرر الحاسب الآلي أن يتمرد على الاوامر المعطاة إليه وقتل جميع من يحاول إيقافه. الفيلم ليس به روبوت بالشكل الذي نعرفه، لكن بما أن الطائرة ميكانيكية وبها «دماغ» إلكتروني ويتصرف مثل البشر (يسترق السمع ويعصي الأوامر ويسامح ويضحي ويتعلم من الآخرين وينتقم)، فإنها تُعتبر نوعا من أنواع الروبوتات.

نواف العصيمي
26-May-2007, 12:44 PM
يعطيك العافيه .. ,,

موضوعك رائع وشيق وأن الذكاء الاصطناعي دخل حياة الإنسان بقوه
وخدمه في كثير من الامور ..
لاكن سبب له بعض المشاكل وذلك بإدخل البرامج الذكيه في الوظائف
الصناعيه والبنكيه مما قلل فرصت الإنسان

لاهنت على الموضوع الرائع

لك التقدير والإحترام

ابوبجاد الرويس
26-May-2007, 02:47 PM
يعيطك العافيه

ولاهنت على موضوعك الرائع

وتقبل مروري

زياد المغيري
26-May-2007, 07:09 PM
زبووون

موضوعك جميل والأجمل من طرح الموضوع

الى الأمام اخووي

يعطيك العافيه على طرحك الطيب وهالمعلومات