ابن نجد
21-Jun-2003, 01:11 AM
قصة اليوم عن النكبات التي تجري على ساكن الصحراء والبدوي قديما من تعب وخوف واعداء ووحشة الصحراء ومافيها من وحوش مفترسه ، وحصل ان رجلا كان مسافرا سفرا طويلا من مكان كان يعمل به الى حيث يسكن واهله ولا يملك الا قدميه يسير عليها ولايحمل سوى مشعاب ( والمشعاب هي عصا غليضه وطويله ومنحنى رأسها قليلا ) ، وقديما لايملكون السلاح ولا السيوف الا من كانوا ذو جاه او مقاتلين او ذو استطاعه لشراءها اذا كان مقتدرا.
هذا الرجل اشترى في طريقة عنزتان منايح لعياله من آخر مالديه من مال وكان مسرورا بهم ومحتاجهن لسد جوع عائلته التي تنتظره ، واخذ يسير واذا جاء الغروب فأذا به تعبا مرهقا لايقوى على السير فيربط العنزتان وينام من شدة التعب ، وفي احدى الليالي في سفره جاء الغروب وربط العنزتان واكل ماتيسر له وهبط على جنبه من شدة التعب ونام نوما عميقا وانفصل عن ماحوله وفي منتصف الليل جاء الذئب وخطف احدى العنزتان ولم يشعر به الرجل ، وفي الصباح صعق لما شاهد ان احدى العنزتان خطفها الذئب ، فواصل مسيره ومعه العنزه الثانية وفي الليل نام دون موطن اهله فلما رقد جاءه الذئب وخطف العنزه الثانيه ولم يشعر به الرجل لانه كان تعبا لايقوى على فتح عينيه ، فلما اصبح واذا العنز الثانيه قد اكلها الذئب ، فواصل مسيره مفلس من حلاله ، فلما جاء آخر النهار واذا بنفس الذئب يعترض طريقه ، واخذ يمشى معه كأنه خوي له ، فلما اظلم الليل ، وقف الرجل تحت جبل ، وهناك جلس الرجل لايدري مايعمل فجاء الذئب ووقف امامه يهز شعره ويرتعش ويكشر عن انيابه ويقترب منه ، قال الرجل : من المؤكد ان هذا هو الذي اكل العنزين جاء الليله ليأكلني فوقف الرجل واخذ يعتزي ويعرض الشجاعه ، لكن في الحقيقه الخوف بين اضلاعه ، واخذ المشعاب وصار يوجهه عليه كأنه بندقيه لعل هذا الذئب يخاف ويهرب لكن لدى الذئاب حاسه قويه بالخطر وقد عرف هذا الذئب انه لايملك الا هذه العصا ولاحول ولاقوة له ، وفجاءه وهو يمد المشعاب للذئب ثارت بندقيه مرت رصاصتها من امامه واصابت الذئب وكانت آتيه من جهة الجبل وسقط الذئب ميتا ، فأخذ ينظر لمشعابه مستغربا ومندهشا وقال : هل مشعابي انقلب بندقيه واخذ يطالع المشعاب ويطالع الذئب مذهولا ويقول بسم الله الرحمن الرحيم انا في حلم ولا بعلم ، وهو في هذا الحال واذا برجل ينزل من الجبل قادما نحوه قاله الرجل : انس ولا جن ، قال : انس وعفيه عليك ذبحته بالمشعاب ويقصد الذئب ، قال الرجل : لا والله ذبحته انت عساك ماتذبح وتسلم يمناك وبندقيتك ، فقال الرجل : شلون ذبحته ، قال : كنت فوق الجبل واذا بصوت رجل يعتزي ويصيح فنظرت لجهة الصوت فشاهدتك ترفع المشعاب على الذيب رفعت البندقيه على الذيب قبل ما يأكلك ، فقال الرجل : بردت اللي في صدري قال : علامك ، قال الرجل : بغى يلحقني بالعنزين ، فأنشد الرجل صاحب المشعاب هذه الابيات امام من انقذه من الذيب قائلا:
ياراكـب اللي للفـيافي تخــمي
اليا مشت مع خايع تمرس امراس
تلفي على اللي لد بالعين يمي
وانا بخـد خالي ما به أوناس
ياذيب ذقها من يمين ابن عمي
منيتك عنده بقفش من الماس
بعد المــواعز جيت مطلبك دمي
والحي له من والي الاقدار حراس
وارجوا ان تحوز على اعجابكم والمزيد قادم
-------------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد
هذا الرجل اشترى في طريقة عنزتان منايح لعياله من آخر مالديه من مال وكان مسرورا بهم ومحتاجهن لسد جوع عائلته التي تنتظره ، واخذ يسير واذا جاء الغروب فأذا به تعبا مرهقا لايقوى على السير فيربط العنزتان وينام من شدة التعب ، وفي احدى الليالي في سفره جاء الغروب وربط العنزتان واكل ماتيسر له وهبط على جنبه من شدة التعب ونام نوما عميقا وانفصل عن ماحوله وفي منتصف الليل جاء الذئب وخطف احدى العنزتان ولم يشعر به الرجل ، وفي الصباح صعق لما شاهد ان احدى العنزتان خطفها الذئب ، فواصل مسيره ومعه العنزه الثانية وفي الليل نام دون موطن اهله فلما رقد جاءه الذئب وخطف العنزه الثانيه ولم يشعر به الرجل لانه كان تعبا لايقوى على فتح عينيه ، فلما اصبح واذا العنز الثانيه قد اكلها الذئب ، فواصل مسيره مفلس من حلاله ، فلما جاء آخر النهار واذا بنفس الذئب يعترض طريقه ، واخذ يمشى معه كأنه خوي له ، فلما اظلم الليل ، وقف الرجل تحت جبل ، وهناك جلس الرجل لايدري مايعمل فجاء الذئب ووقف امامه يهز شعره ويرتعش ويكشر عن انيابه ويقترب منه ، قال الرجل : من المؤكد ان هذا هو الذي اكل العنزين جاء الليله ليأكلني فوقف الرجل واخذ يعتزي ويعرض الشجاعه ، لكن في الحقيقه الخوف بين اضلاعه ، واخذ المشعاب وصار يوجهه عليه كأنه بندقيه لعل هذا الذئب يخاف ويهرب لكن لدى الذئاب حاسه قويه بالخطر وقد عرف هذا الذئب انه لايملك الا هذه العصا ولاحول ولاقوة له ، وفجاءه وهو يمد المشعاب للذئب ثارت بندقيه مرت رصاصتها من امامه واصابت الذئب وكانت آتيه من جهة الجبل وسقط الذئب ميتا ، فأخذ ينظر لمشعابه مستغربا ومندهشا وقال : هل مشعابي انقلب بندقيه واخذ يطالع المشعاب ويطالع الذئب مذهولا ويقول بسم الله الرحمن الرحيم انا في حلم ولا بعلم ، وهو في هذا الحال واذا برجل ينزل من الجبل قادما نحوه قاله الرجل : انس ولا جن ، قال : انس وعفيه عليك ذبحته بالمشعاب ويقصد الذئب ، قال الرجل : لا والله ذبحته انت عساك ماتذبح وتسلم يمناك وبندقيتك ، فقال الرجل : شلون ذبحته ، قال : كنت فوق الجبل واذا بصوت رجل يعتزي ويصيح فنظرت لجهة الصوت فشاهدتك ترفع المشعاب على الذيب رفعت البندقيه على الذيب قبل ما يأكلك ، فقال الرجل : بردت اللي في صدري قال : علامك ، قال الرجل : بغى يلحقني بالعنزين ، فأنشد الرجل صاحب المشعاب هذه الابيات امام من انقذه من الذيب قائلا:
ياراكـب اللي للفـيافي تخــمي
اليا مشت مع خايع تمرس امراس
تلفي على اللي لد بالعين يمي
وانا بخـد خالي ما به أوناس
ياذيب ذقها من يمين ابن عمي
منيتك عنده بقفش من الماس
بعد المــواعز جيت مطلبك دمي
والحي له من والي الاقدار حراس
وارجوا ان تحوز على اعجابكم والمزيد قادم
-------------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد