السيحاني1
26-Apr-2007, 01:59 PM
ما فضل الكريم على اللئيم
حدث الأصمعي قال: كنت أغشى رجلاً لكرمه ؛ فأتيته بعد مدَة فوجدته قد أغلق بابه فأخذت ورقة وكتبت فيها هذا البيت :
إذا أن الكريم له حِجابٌ ///// فما فضل الكريم على اللئيمُ
وبعثت بها إليه ووقفت انتظر الجواب ؛ فعادت وعلى ظهرها مكتوب:
إذا كان الكريمُ قليل مالٍ ///// تَستَر بالحجاب عن الغريمُ
ومع الرَقعة صرَة فيها خمسمائة دينار .
فقلت والله لأتحفن أمير المؤمنين بهذه الحكاية ؛ فأخذت الصُرة والرقعة ومضيت إلى المأمون فدخلت عليه ؛ فقال: من أين يا أصمعي ؟! فقلت : من عند أكرم الناس -حاشا أمير المؤمنين - ثم قصصت عليه القصة ووضعت الصُرة والرقعة بين يديه .
فتأمل الصُرة وقال : يا أصمعي هذه الصرة بختم بيت المال ، فأحضر الرجل الذي دفعها إليك ! فقلت : الله الله يا أمير المؤمنين ! الرجل قد أولاني خيراً ، قال : لابد منه ، فقلت له: غير مروَع ، قال: غير مروَع ، فعرفته مكانه ، فبعث إليه فحضر فلما مثل بين يديه جعل المأمون يتوسمه وينظر إليه ، ثم قال : الست أنت الرجل الذي وقفت بالأمس وشكا إلينا رقة حاله وكثرة عياله ؟ ! قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: وأمرنا لك بخمسمائة دينار؟ قال نعم وهي هذه يا أمير المؤمنين ، قال: ولم دفعتها للأصمعي على بيت واحد من الشعر؟ قال: استحيت أن أرد قاصد إلا كما ردني أمير المؤمنين بالأمس ! قال لله درك ! ما أكرم خلقك وأوفر مروءتك.
ثم أمر له بألف دينار، فأخذها وانصرف ، قال الأصمعيَ : فقلت : إن رأى أمير المؤمنين أن يلحقني به ، قال : لا نحن نكمل لك إلفا ، فأمر للأصمعي بكمالها.
حدث الأصمعي قال: كنت أغشى رجلاً لكرمه ؛ فأتيته بعد مدَة فوجدته قد أغلق بابه فأخذت ورقة وكتبت فيها هذا البيت :
إذا أن الكريم له حِجابٌ ///// فما فضل الكريم على اللئيمُ
وبعثت بها إليه ووقفت انتظر الجواب ؛ فعادت وعلى ظهرها مكتوب:
إذا كان الكريمُ قليل مالٍ ///// تَستَر بالحجاب عن الغريمُ
ومع الرَقعة صرَة فيها خمسمائة دينار .
فقلت والله لأتحفن أمير المؤمنين بهذه الحكاية ؛ فأخذت الصُرة والرقعة ومضيت إلى المأمون فدخلت عليه ؛ فقال: من أين يا أصمعي ؟! فقلت : من عند أكرم الناس -حاشا أمير المؤمنين - ثم قصصت عليه القصة ووضعت الصُرة والرقعة بين يديه .
فتأمل الصُرة وقال : يا أصمعي هذه الصرة بختم بيت المال ، فأحضر الرجل الذي دفعها إليك ! فقلت : الله الله يا أمير المؤمنين ! الرجل قد أولاني خيراً ، قال : لابد منه ، فقلت له: غير مروَع ، قال: غير مروَع ، فعرفته مكانه ، فبعث إليه فحضر فلما مثل بين يديه جعل المأمون يتوسمه وينظر إليه ، ثم قال : الست أنت الرجل الذي وقفت بالأمس وشكا إلينا رقة حاله وكثرة عياله ؟ ! قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: وأمرنا لك بخمسمائة دينار؟ قال نعم وهي هذه يا أمير المؤمنين ، قال: ولم دفعتها للأصمعي على بيت واحد من الشعر؟ قال: استحيت أن أرد قاصد إلا كما ردني أمير المؤمنين بالأمس ! قال لله درك ! ما أكرم خلقك وأوفر مروءتك.
ثم أمر له بألف دينار، فأخذها وانصرف ، قال الأصمعيَ : فقلت : إن رأى أمير المؤمنين أن يلحقني به ، قال : لا نحن نكمل لك إلفا ، فأمر للأصمعي بكمالها.