المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المليك يفتتح السنة الثالثة لدورة الشورى الرابعة


أبو فيصل
15-Apr-2007, 01:39 PM
افتتح السنة الثالثة لدورة الشورى الرابعة مؤكدا عظم مسؤولية كل من تقلد أمراً من شؤون الشعب
المليك للشعب: بكم ـ بعد الله ـ أشد أزري لخدمتكم وأشهد الله على ذلك

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2007/04/15/a0010-big.jpg

خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ابناء شعبه مؤكدا حرصه على ان يضرب بالعدل هامة الجور والظلم والسعي الى التصدي لدوره مع المسؤولين تجاه الدين ثم الوطن والمواطنين وان يدفع بكل قوة يمده بها الخالق جل جلاله كل أمر فيه مساس بسيادة الوطن ووحدة الامة واضعا نصب عينيه الامانة التي حمله اياها العزيز القدير. وقال يحفظه الله في كلمة ألقاها في افتتاح اعمال السنة الثالثة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى بحضور صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إن المسؤولية المشتركة بين الجميع تفرض على كل مسؤول تقلد أمراً من شؤون هذا الشعب الكريم مسؤولية القيام بأمانته واضعا نصب عينيه أنه خادم لأهله وشعبه وما اعظمها من خدمة اذا توشحت بالامانة والاخلاص والتفاني والعطاء والتواضع.. وليعلم كل مسؤول بأنه مسؤول امام الله سبحانه وتعالى ثم أمامي وامام الشعب السعودي عن اي خطأ مقصود او تهاون. واضاف يحفظه الله: العطاء يكون بالافعال لذلك فإننا نسعى بشكل جاد تجاه تنمية شاملة تتحقق معها بإذن الله أمانينا وطموحاتنا وذلك لا يكون الا بحركة لا تعرف الوهن وتطور لا يقبل الجمود وكل ذلك لا يتحقق الا بمشاركة الجميع الموظف في عمله والمعلم والمعلمة في مدرستهم والعامل في منصبه والفلاح في مزرعته وجنودنا البواسل في ساحاتهم وكل مواطن في مجاله.

واستطرد المليك المفدى قائلا: ان المنجزات تحتاج لمن يحميها من العبث بعد الله لذلك فإنه لا يفوتني ان أحيي رجال الامن الشجعان على بسالتهم في حماية منجزات الوطن والمواطن وضرب فلول الارهاب العابثة بالدين والقيم والاخلاق والمروءة راجيا من الله ان يرحم شهداء الواجب الذين رحلوا عنا الى رحمة ربهم ان شاء الله تاركين خلفهم رمزاً عظيما لمعنى التضحية والفداء ويجسده الوفاء لله ثم الوطن.

واختتم المليك المفدى كلمته قائلا: ايها الشعب الكريم بكم بعد الله اشد أزري مستعينا بتقوى الله وعونه لخدمتكم وأشهد الله على ذلك. ان طموحاتنا وآمالنا تحتاج منا عزيمة صلبة لكي نحقق تلك الامال في مسيرتنا الواعدة باذن الله متوكلين على الله لخدمة الوطن ثم لن يخذله المخلصون من ابنائه ان شاء الله.

وفي كلمة اخرى للمليك وزعت على اعضاء مجلس الشورى قال المليك المفدى للأعضاء:

ان المجلس مارس عمله بكل شفافية وموضوعية فأصبح محل ثقة القيادة وتطلعات المواطن نحو التطوير مؤكدا ان المجلس يمثل السند الأساس وخير معين للحكومة في اتخاذ القرارات.

وأكد ان التحدي الذي يواجهنا في هذه المرحلة هو المحافظة على وحدتنا الوطنية مشيرا الى ان تأجيج الصراعات المذهبية واحياء النعرات الاقليمية من ابرز مهددات الوحدة الوطنية والأمن في اي مجتمع ودولة.

وتطرق يحفظه الله الى الارهاب مؤكدا عزم الدولة على التصدي له وجميع مظاهره مهما طال الزمن ومهما كلف الثمن حتى تعود الفئة الضالة الى رشدها او تستأصل من المجتمع.

وفي مجال التنمية قال المليك المفدى: سنواصل دعم القطاع الخاص لنجعله شريكا استراتيجيا في التنمية كما سنعمل على تذليل العقبات أمام المستثمرين السعوديين والاجانب.

واشار في الجانب السياسي الى مواصلة عملية التطوير والاخذ بمبادئ الحكم الرشيد والعمل على كل ما فيه خير الوطن والمواطن كما تحدث يحفظه الله عن عديد من القضايا الخارجية خليجيا وعربيا واسلاميا وعالميا.

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد الامين

الاخوة اعضاء مجلس الشورى: ايها الاخوة الحضور: ألتقي معكم في هذا اللقاء السنوي المتجدد لاستعراض ما قامت به حكومتكم من انجازات في الداخل ساهمت في تحقيق الامن، والرفاهية والمشاركة للمواطن وما تبنته من سياسات ومواقف في الخارج كان لها الاثر الملموس في الحفاظ على المصلحة الوطنية وتعزيز السلام والاستقرار الاقليمي والدولي.. ان من نعم الله علينا نعمة الاسلام، وما جاء به من مبادئ جليلة، ومن هذه المبادئ مبدأ الشورى وما يحققه من ترشيد للقرارات التي تمس مصلحة الوطن والمواطن.. ولقد مارس مجلسكم هذا المبدأ بكل شفافية وموضوعية فأصبح محل ثقة القيادة وتطلعات المواطن نحو التطوير. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: على بركة الله وبعونه وتوفيقه، نفتتح اعمال السنة الثالثة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى سائلا المولى ـ عز وجل ـ ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وان يوفقنا لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن. ايها الاخوة الكرام:

لقد اصبح مجلس الشورى بما يضمه من كفاءات وطنية من مختلف المناطق والقطاعات بمثابة السند ا لاساس للحكومة في اتخاذ القرارات كما نال مجلسكم اهتمام المواطن وتقديره نظرا لطرحكم الموضوعي في مداولات المجلس وما نتج عن هذا الطرح من آراء سديدة كانت خير معين للحكومة فتفاعل مجلسكم على المستويين الاقليمي والدولي -من خلال الاتحادات البرلمانية الاقليمية والدولية ولجان الصداقة وغيرها من الاطر والمنظمات- اسهم في التعريف بوجهة نظر المملكة تجاه القضايا الاقليمية والدولية وبما حققته المملكة من انجازات حضارية في كافة المجالات.

الحفاظ على الوحدة الوطنية

ايها الاخوة الكرام:

لقد أرسى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- اسس هذه الدولة ووحدها على هدي الشريعة الاسلامية، فكانت الوحدة بدل الشتات والالفة بدل العداء، والتعاون بدل التنافر واصبحت المملكة وطن الاستقرار في محيط مضطرب بالفتن والحروب، لذلك فإن التحدي الذي يواجهنا -ايها الاخوة- هو المحافظة على هذه الوحدة الوطنية وتعميق مضامينها، ان تأجيج الصراعات المذهبية، وإحياء النعرات الاقليمية، واستعلاء فئة في المجتمع على فئة اخرى يناقض مضامين الاسلام وسماحته، ويشكل تهديدا للوحدة الوطنية وأمن المجتمع والدولة، لذا فإنني آمل ان يكون للوحدة الوطنية مكان الصدارة في اهتمامات مجلسكم وفي ذهن كل واحد منكم، فأنتم الامناء -بعد الله- على وحدة الوطن واستقراره.

ان الوطن ما يزال يواجه ظاهرة الارهاب رغم الانحسار الذي حصل مؤخرا فيما تقوم به الفئة الضالة من اعمال. ومما يؤسف له ان ينسب الى الاسلام -دين الرحمة والالفة، والمحبة، والتسامح، والوسطية، والسلام -اعمال اجرامية تمارس البغي والعدوان. فلقد سعى مرتكبو تلك الاعمال الى زعزعة الامن والاستقرار في أهم معقل للاسلام، بيد أننا نؤكد لكم ان التماسك والتعاون بين الشعب والحكومة ويقظة الاجهزة الامنية، وشجاعة رجالاتها، سوف تقف بعون الله بالمرصاد لتلك الفئة الضالة، إن الامن والامان هما اهم اركان الاستقرار في المجتمع واهم مطالب التنمية وهذا ما يجعلنا عازمين وبكل حزم على التصدي للارهاب ومظاهره مهما طال الزمن، ومهماكلف الثمن حتى ترد الفئة الضالة الى رشدها، او يتم استئصالها من المجتمع السعودي.

خطة التنمية الثامنة

أيها الاخوة الكرام:

تأتي خطة التنمية الثامنة 1425- 1430هـ لتبنى على ما تم انجازه في الخطط السابقة، ولتجسد انطلاقة جديدة في مسار التنمية فقد اعدت وفق منظور استراتيجي يهدف الى تحقيق التنمية المستدامة، ولقد ركزت هذه الخطة على اولويات يأتي في مقدمتها المحافظة على القيم الاسلامية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والامن الوطني، والاستقرار الاجتماعي، ورفع مستوى المعيشة، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتنمية القوى البشرية ورفع كفاءتها وتنويع القاعدة الاقتصادية، وزيادة اسهام القطاع الخاص في التنمية، وتحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة وتطوير منظومة العلوم والتقنية والاهتمام بالمعلوماتية، ودعم وتشجيع البحث العلمي والتطوير التقني، والمحافظة على الموارد المائية وتنميتها وحماية البيئة. ولقد اظهر تقرير متابعة السنة الاولى 1425 - 1426هـ لخطة التنمية الثامنة 1425 - 1430هـ انجازات حققت المعدلات المستهدفة في الخطة وفي بعض الحالات فاق النمو المعدلات المستهدفة.

ونظرا لاهمية الاستثمار في التنمية الوطنية فسنواصل ان شاء الله دعم القطاع الخاص وسنجعل منه شريكا استراتيجيا في التنمية الاقتصادية، كما سنقوم بتذليل العقبات التي تواجه المستثمر السعودي والاجنبي، وذلك بالاستفادة ما امكن من المزايا النسبية في الاقتصاد السعودي.

لقد تجاوزت المملكة العربية السعودية في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الاهداف التنموية التي حددها (اعلان الالفية) للأمم المتحدة عام (2000).

كما انها على طريق تحقيق عدد اخر منها قبل المواعيد المقترحة. ومما يميز التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الاهداف التنموية للالفية الزخم الكبير في الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول الى الاهداف المرسومة قبل سقفها الزمنية المقررة، والنجاح بإدماج الاهداف التنموية للالفية ضمن اهداف خطة التنمية الثامنة، وجعل الاهداف التنموية للالفية جزءاً من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة.

ولقد سررت خلال زياراتي لمناطق المملكة بما حظيت به من تنمية شاملة، بيد انني لاحظت ان بعض المناطق تحتاج الى مزيد من العناية والاهتمام بغية تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة، وهذا ما نعمل على تحقيقه.

لقد سخرنا ما تحقق من فائض ايرادات الميزانية في السنوات الثلاث الماضية لتخفيض الدين العام حيث انخفض من (660) بليون ريال عام 23/1424هـ يمثل بنسبة (82%) من الناتج المحلي الاجمالي الى (366) بليون ريال عام (26/1427هـ) يمثل نسبة (28%) من الناتج المحلي الاجمالي. كما تم اعتماد عدد من البرامج والمشاريع التنموية، اضافة لما هو وارد في الخطة الخمسية الثامنة وفي ميزانية الدولة، وشملت هذه البرامج والمشاريع مشاريع المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وتحسين البنية التحتية، والرعاية الصحية الاولية، والتعليم العام والعالي والفني، والاسكان الشعبي، ورفع رؤوس اموال صناديق التنمية. كما تم تعزيز احتياطيات الدولة، ودعم صندوق الاستثمارات العامة. وتحمل ميزانية العام الحالي تباشير الخير لكل مواطن حيث تم تخصيص مبالغ كبيرة منها لتحقيق نقلة نوعية في مجال تنمية القوى البشرية والتي تمثل الدعامة الأساسية للتنمية الشاملة، وفي مجال الرعاية الصحية والاجتماعية ومن ذلك زيادة مخصصات الأيتام والمعوقين واختصار الاطار الزمني للقضاء على الفقر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.