العسيلي @
08-Apr-2007, 01:30 PM
مقال في جريدة الحياه
وكل الاحترام للكتاب الذين يحترمون اقلامهم وضمائرهم
ارترككم مع مقال الكاتب: خالد الفضلي
_________
خالد الفاضلي - جريدة الحياة - السبت 07/ابريل/2007
النبطي يسحب بساط الحماسة من الفصيح بينما لأرصفة بغداد نشيج بالعامية
أتى الشاعر يوسف العصيمي من ثقوب باب برنامج شاعر المليون بأمل طال انتظاره يشبه ما يفعله محمود درويش في قائمة شعراء الفصيح و أبن تمام في صدر الإسلام ، و محمود غنيم عندما بكاء كل محراب لسماع " أواه لو تنفع المحزون أواه ".
تمخض طوفان "العروبة" في زمن ثورات مناهضة الاستعمار الأجنبي عن ولادة تيارات شعرية "نبطية" عديدة فشلت في استكمال خط شعر الحماسة الموجه الى عموم الأمة ، و اختزلت مفرداتها و معانيها في دوائر أصغر لا يتعدى محيطها تمجيد قادة الوطن الواحد.
كانت إفرازات برنامج تلفزيون "ابو ظبي" شاعر المليون متعددة، لكن أبرزها ، ثبتت رؤيته مع الحلقة الأخيرة عندما تأكد للجميع أن الشاعر يوسف عبد الرزاق العصيمي العتيبي أختتم مشواره بإعلان حيازة الشعر النبطي على إضافة تتمثل في وجود "صوت أمة" جديد، ينقل تفاصيل جروح الأمة إلى كل آذن في يدها حل سياسي أو فعل أكثر من مجرد التصفيق .
مزج العتيبي الجرح بالأنين على محراب شاعر المليون و شاشات تلفزيون تابعها ملايين تشاركوا معه بالبكاء على بغداد و استحثاث قادة الأمة انتهاج خط حكمة يرسمه الملك عبدالله بن عبد العزيز لمحاصرة التطرف الطائفي المستمر في تصفيته حساباته على أجساد أطفال و نساء.
يحيك العصيمي جروح بغداد لتفصيل ثوب عار يشمل أمة مرت بها أربع سنوات و هي تنظر إلى أكوام الجثث الممزقة على أرصفة العراق و كأنها مقاطع على شاشات هوليود، أو أفلام وثائقية تنتجه جمعيات خيرية. و يستمر يوسف في خلع أقنعة تلبسها جماعات مسلحة مكتوب عليها لا اله الا الله ، ثم لا تذهب خناجرهم إلا لصدور تكرر " الله أكبر، الله أكبر".
انطفى نور شعر الحماسة النبطي نتيجة علو شوكة القبيلة و امتصاصها قدرات شعراء لم تكن بين أيديهم وسائل إعلامية تساعدهم على متابعة تفاصيل قضايا تمس الأمة، ثم عندما انقشعت في بدايات القرن الماضي غيمة الاستعمار حافظ شعراء القبائل على تمجيد القبيلة، و المشاركة على استحياء بقضايا سقطت من ذاكرة الألم لاحقاً مثل "مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة، , و مساس صحف دنماركية بشخص الرسول الكريم" ، فيما ذهبت بقية عبقرية شعراء النبط إلى التغزل بعيون الحسنوات أو قصائد مدح تستجدي الهبات .
يجسد يوسف العصيمي ظهوراً جديداً للشعر النبطي في جانبه الحماسي المثقل بهموم تدفعه إلى جعل حنجرته ممر لـــ "صوت الأمة " حيال قضايا تبدءا بالعراق و تنتهي بالقدس ، مسنودة ببصر يتفحص ،و بصيرة تلخص المسببات في أبيات يرسلها إلى كبد السماء أولا، و تعود إلى أكباد رجال لا يروق لها منام ولا زاد طالما بغداد لا تتوقف عن النزف .
أستند الشاعر العصيمي على خادم الحرمين الشريفين في بثه لكل نجواه و شكواه، لأنه يعي بأن "صوت الأمة" حتى لو كان منهك ،يجب أن يذهب لتقبيل رأس "رجل الأمة " المنهمك في تطبيب جراح صنعتها مطامع سياسية تسلحت بالطائفية و العنصرية لإشعال حروب تلبس أقنعة دينية، و تتناوب على جرح بلاد العرب إلى حين تنفع المحزون – هذه المرة – أواه .
خالد الفاضلي - جريدة الحياة - السبت 07/ابريل/2007
وكل الاحترام للكتاب الذين يحترمون اقلامهم وضمائرهم
ارترككم مع مقال الكاتب: خالد الفضلي
_________
خالد الفاضلي - جريدة الحياة - السبت 07/ابريل/2007
النبطي يسحب بساط الحماسة من الفصيح بينما لأرصفة بغداد نشيج بالعامية
أتى الشاعر يوسف العصيمي من ثقوب باب برنامج شاعر المليون بأمل طال انتظاره يشبه ما يفعله محمود درويش في قائمة شعراء الفصيح و أبن تمام في صدر الإسلام ، و محمود غنيم عندما بكاء كل محراب لسماع " أواه لو تنفع المحزون أواه ".
تمخض طوفان "العروبة" في زمن ثورات مناهضة الاستعمار الأجنبي عن ولادة تيارات شعرية "نبطية" عديدة فشلت في استكمال خط شعر الحماسة الموجه الى عموم الأمة ، و اختزلت مفرداتها و معانيها في دوائر أصغر لا يتعدى محيطها تمجيد قادة الوطن الواحد.
كانت إفرازات برنامج تلفزيون "ابو ظبي" شاعر المليون متعددة، لكن أبرزها ، ثبتت رؤيته مع الحلقة الأخيرة عندما تأكد للجميع أن الشاعر يوسف عبد الرزاق العصيمي العتيبي أختتم مشواره بإعلان حيازة الشعر النبطي على إضافة تتمثل في وجود "صوت أمة" جديد، ينقل تفاصيل جروح الأمة إلى كل آذن في يدها حل سياسي أو فعل أكثر من مجرد التصفيق .
مزج العتيبي الجرح بالأنين على محراب شاعر المليون و شاشات تلفزيون تابعها ملايين تشاركوا معه بالبكاء على بغداد و استحثاث قادة الأمة انتهاج خط حكمة يرسمه الملك عبدالله بن عبد العزيز لمحاصرة التطرف الطائفي المستمر في تصفيته حساباته على أجساد أطفال و نساء.
يحيك العصيمي جروح بغداد لتفصيل ثوب عار يشمل أمة مرت بها أربع سنوات و هي تنظر إلى أكوام الجثث الممزقة على أرصفة العراق و كأنها مقاطع على شاشات هوليود، أو أفلام وثائقية تنتجه جمعيات خيرية. و يستمر يوسف في خلع أقنعة تلبسها جماعات مسلحة مكتوب عليها لا اله الا الله ، ثم لا تذهب خناجرهم إلا لصدور تكرر " الله أكبر، الله أكبر".
انطفى نور شعر الحماسة النبطي نتيجة علو شوكة القبيلة و امتصاصها قدرات شعراء لم تكن بين أيديهم وسائل إعلامية تساعدهم على متابعة تفاصيل قضايا تمس الأمة، ثم عندما انقشعت في بدايات القرن الماضي غيمة الاستعمار حافظ شعراء القبائل على تمجيد القبيلة، و المشاركة على استحياء بقضايا سقطت من ذاكرة الألم لاحقاً مثل "مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة، , و مساس صحف دنماركية بشخص الرسول الكريم" ، فيما ذهبت بقية عبقرية شعراء النبط إلى التغزل بعيون الحسنوات أو قصائد مدح تستجدي الهبات .
يجسد يوسف العصيمي ظهوراً جديداً للشعر النبطي في جانبه الحماسي المثقل بهموم تدفعه إلى جعل حنجرته ممر لـــ "صوت الأمة " حيال قضايا تبدءا بالعراق و تنتهي بالقدس ، مسنودة ببصر يتفحص ،و بصيرة تلخص المسببات في أبيات يرسلها إلى كبد السماء أولا، و تعود إلى أكباد رجال لا يروق لها منام ولا زاد طالما بغداد لا تتوقف عن النزف .
أستند الشاعر العصيمي على خادم الحرمين الشريفين في بثه لكل نجواه و شكواه، لأنه يعي بأن "صوت الأمة" حتى لو كان منهك ،يجب أن يذهب لتقبيل رأس "رجل الأمة " المنهمك في تطبيب جراح صنعتها مطامع سياسية تسلحت بالطائفية و العنصرية لإشعال حروب تلبس أقنعة دينية، و تتناوب على جرح بلاد العرب إلى حين تنفع المحزون – هذه المرة – أواه .
خالد الفاضلي - جريدة الحياة - السبت 07/ابريل/2007