المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنك امرؤ فيك جاهلية


ربعي العتبان
30-Mar-2007, 11:44 AM
هذا ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حينما عيّر رجل بأمه الأعجمية فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقي أبا ذر النبي صلى الله عليه وسلم:
- فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم.

وكذلك ما حصل بين المهاجرين والأنصار في إحدى غزواته صلى الله عليه وسلم كما يروي البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال : ( كنا في غزاة فكسع (أي ضرب ) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما بال دعوى الجاهلية " قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: " دعوها فإنها منتنة".

وعن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ). (أخرجه أبو داود)

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضبُ لعَصَبَةٍ أو يَدْعُو إلَى عَصَبَةٍ أو يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ).(أخرجه مسلم)

نحن إخوة تربطنا رابطة الإسلام ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.

والله سبحانه وتعالى يقول: {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

فجعلنا الله شعوب وقبائل للتعارف وليس للتفاخر والتناحر.

وهذه العصبية حذرنا الإسلام منها وهي التي تثير فرقتنا وتشتت شملنا بل إنها من مداخل الشيطان وضعاف العقول للنيل من ترابطنا ووحدتنا ولن يستطيعوا إلا بإثارة هذه النعرات الجاهلية والتي أثبتت الأحداث أنها متمكنة في قلوب الكثيرين ومتى ما أثيرت ظهرت ولنا في برنامج شاعر المليون خير شاهد والذي أظهر الكثير مما كنا نعتقد زواله في سنوات مضت وأصبحت منتديات القبائل تتراشق الشتائم فيما بينها وهذا والله ما يحزن الناصح ويسر العدو.

فما بال قبيلة عتيبة ومطير ينحون هذا المنحنى ويدعون بهذه الدعوى
لماذا لا يكن ميزانكم في ذلك قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

أرجو يا أبناء عمي أن تتسع قلوبكم لما قلت فما أتيتكم والله إلا بما قال الله وقال رسوله وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت هذا والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين