ابن مشيب
27-Mar-2007, 02:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد ,,,,,
كثُر الحديث والجدل , عن عدم شرعية ومصداقية برنامج شاعر المليون , وكتب الكتاب وتكلم النقاد في هذا الجانب , واليوم يطلعنا الاُستاذ سعد بن عبدالله الحافي , على ماخطهُ بمداد قلمه , حيث كان طرحهُ يتسم بالجرائه والصراحه , وقد تم نشر مقاله في صحيفة الرياض , يوم الثلاثاء بتاريخ 8 / 3 / 1428هـ , العدد 14155 , ونص مقاله هو:
شاعر المليون.. القادم
شاعر المليون برنامج جماهيري لوى الأعناق لمتابعته بعد طول تجاهل من وسائل الاعلام المرئي لأدبنا الشعبي، وبعد ان نسجت عناكب الشللية بيوتها الواهنة على الاعلام المقروء وامتدت الى المهرجانات وبرامج قنوات الفضاء فكانت مسخاً مما عاهدناه في ورق المجلات ليكرروا نفس الفكرة ونفس الضيوف ونفس الاسئلة ونفس القصائد في عمل ينم عن عدم وعي المعد والقائمين على تلك البرامج، والحمد لله ان برنامج شاعر المليون أتى ليقلب الطاولة وانا على يقين انهم الآن يعدون العدة ليخرجوا نسخاً مقلدة عن شاعر المليون كعادتهم وهذا مرض مزمن نسأل الله العافية.
شاعر المليون اعطى حرية الاختيار للجمهور الحقيقي، بعد ان كان من يمنحك الجماهيرية شخص وينفيها آخر بحسب العلاقات والمصالح المتبادلة بعيداً عن خدمة الادب، برنامج فتح الابواب على مصراعيها لكل من يجد في نفسه موهبة الشعر والمقدرة على الابداع ولسان حال القائمين على البرنامج يقول (هذا الميدان ياحميدان) و(السابق تطلعها يدها).
فالبرنامج استحوذ على نسبة كبيرة من المشاهدين كونه أتى ممثلاً لثقافة وقيم وعادات اهل الجزيرة العربية. وليس أدل على ذلك ان البرنامج استطاع ان يسحب البساط من تحت فعاليات دورة كأس الخليج التي اقيمت في أبوظبي وكان منافساً جماهيراً لها.
وككل عمل ناجح لابد من بعض الملاحظات التي آمل ان تؤخذ بعين الاعتبار لتلافيها في الدورة القادمة فالبرنامج يحظى بكل هذه الشعبية الواسعة على مستوى الخليج ويتابع من كافة شرائح المجتمع، وان كان المتقدمون له في هذه السنة سبعمائة شاعر فاعتقد ان الرقم سيتضاعف عدة مرات وستثقل المسؤولية على لجنة التحكيم، لذا فإن معايير التقييم التي تعتمدها لجنة التحكيم يفترض ان تتسم بالحيادية بعيداً عن اي تأثير ، وأرى لجنة التحكيم بشكل عام جيدة من حيث اختلاف مستويات الاعضاء واجد لها في اخفاقات التجربة الاولى عذراً، ولكن ان يعلن عضو اللجنة حمد السعيد وعلى الملأ انه وصلت اليه توصية على احد المتسابقين فهل بعد هذا التصريح تلميح الا يعلم انه في هذا الموقع يجب ان يلتزم الحياد والنزاهة والنظر بعين المساواة للمتسابقين دون اعتبار للتوصيات والميول الشخصية وان كل كلمة هو قائلها ستحسب عليه.
كما ان لجنة التحكيم ليست ناقدة بقدرما هي مقومة ولكن يؤخذ عليها ان معايير التقويم غير واضحة ومتغيرة من مرحلة لأخرى مما خلق حالة من الارتباك لدى الشعراء وكان من الافضل اعلان ذلك قبل المسابقة بوقت كاف والالتزام به حتى لا يخضع التقويم لاجتهادات وتناقضات واضحة، فالتقويم لا يعتمد على اطلاق عبارات جوفاء تكرر في كل حلقة كقول ما فيك حيلة، فالك المليون، خير من يمثلهم، ياسلام عليك، اليس الافضل لو ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وضعت نموذجاً موحداً للمحافظة على مصداقية التقويم ونزاهته من خلال معايير واضحة ومتعددة يلتزم بها كل عضو في اللجنة وتفي بمتطلبات الحكم الدقيق على النص والشاعر من كافة الجوانب سواء من الفكرة المبتكرة والالتزام بالوزن والقافية او سلاسة الاسلوب وبراعة الالقاء.. الخ، بحيث يوضع لتلك المعايير أوزان قيمية ليأخذ كل شاعر ما يستحق بحسب معايير مختلفة لا نغلب احدها على الآخر وفي هذا الجدول ما يوضح الفكرة.
خاتمة:
يخطئ من يظن ان استخدام الالفاظ الحديثة هو الابداع الذي نبحث عنه فالألفاظ ليس لها تاريخ صلاحية تنتهي بانتهائه وانما الابداع الذي نبحث عنه يكون في المقدرة على توظيف الالفاظ في بناء الجمل وسبك ابيات القصيدة ووحدة الموضوع وايصال فكرة النص للمتلقي في قالب فني جميل.
سعد بن عبدالله الحافي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد ,,,,,
كثُر الحديث والجدل , عن عدم شرعية ومصداقية برنامج شاعر المليون , وكتب الكتاب وتكلم النقاد في هذا الجانب , واليوم يطلعنا الاُستاذ سعد بن عبدالله الحافي , على ماخطهُ بمداد قلمه , حيث كان طرحهُ يتسم بالجرائه والصراحه , وقد تم نشر مقاله في صحيفة الرياض , يوم الثلاثاء بتاريخ 8 / 3 / 1428هـ , العدد 14155 , ونص مقاله هو:
شاعر المليون.. القادم
شاعر المليون برنامج جماهيري لوى الأعناق لمتابعته بعد طول تجاهل من وسائل الاعلام المرئي لأدبنا الشعبي، وبعد ان نسجت عناكب الشللية بيوتها الواهنة على الاعلام المقروء وامتدت الى المهرجانات وبرامج قنوات الفضاء فكانت مسخاً مما عاهدناه في ورق المجلات ليكرروا نفس الفكرة ونفس الضيوف ونفس الاسئلة ونفس القصائد في عمل ينم عن عدم وعي المعد والقائمين على تلك البرامج، والحمد لله ان برنامج شاعر المليون أتى ليقلب الطاولة وانا على يقين انهم الآن يعدون العدة ليخرجوا نسخاً مقلدة عن شاعر المليون كعادتهم وهذا مرض مزمن نسأل الله العافية.
شاعر المليون اعطى حرية الاختيار للجمهور الحقيقي، بعد ان كان من يمنحك الجماهيرية شخص وينفيها آخر بحسب العلاقات والمصالح المتبادلة بعيداً عن خدمة الادب، برنامج فتح الابواب على مصراعيها لكل من يجد في نفسه موهبة الشعر والمقدرة على الابداع ولسان حال القائمين على البرنامج يقول (هذا الميدان ياحميدان) و(السابق تطلعها يدها).
فالبرنامج استحوذ على نسبة كبيرة من المشاهدين كونه أتى ممثلاً لثقافة وقيم وعادات اهل الجزيرة العربية. وليس أدل على ذلك ان البرنامج استطاع ان يسحب البساط من تحت فعاليات دورة كأس الخليج التي اقيمت في أبوظبي وكان منافساً جماهيراً لها.
وككل عمل ناجح لابد من بعض الملاحظات التي آمل ان تؤخذ بعين الاعتبار لتلافيها في الدورة القادمة فالبرنامج يحظى بكل هذه الشعبية الواسعة على مستوى الخليج ويتابع من كافة شرائح المجتمع، وان كان المتقدمون له في هذه السنة سبعمائة شاعر فاعتقد ان الرقم سيتضاعف عدة مرات وستثقل المسؤولية على لجنة التحكيم، لذا فإن معايير التقييم التي تعتمدها لجنة التحكيم يفترض ان تتسم بالحيادية بعيداً عن اي تأثير ، وأرى لجنة التحكيم بشكل عام جيدة من حيث اختلاف مستويات الاعضاء واجد لها في اخفاقات التجربة الاولى عذراً، ولكن ان يعلن عضو اللجنة حمد السعيد وعلى الملأ انه وصلت اليه توصية على احد المتسابقين فهل بعد هذا التصريح تلميح الا يعلم انه في هذا الموقع يجب ان يلتزم الحياد والنزاهة والنظر بعين المساواة للمتسابقين دون اعتبار للتوصيات والميول الشخصية وان كل كلمة هو قائلها ستحسب عليه.
كما ان لجنة التحكيم ليست ناقدة بقدرما هي مقومة ولكن يؤخذ عليها ان معايير التقويم غير واضحة ومتغيرة من مرحلة لأخرى مما خلق حالة من الارتباك لدى الشعراء وكان من الافضل اعلان ذلك قبل المسابقة بوقت كاف والالتزام به حتى لا يخضع التقويم لاجتهادات وتناقضات واضحة، فالتقويم لا يعتمد على اطلاق عبارات جوفاء تكرر في كل حلقة كقول ما فيك حيلة، فالك المليون، خير من يمثلهم، ياسلام عليك، اليس الافضل لو ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وضعت نموذجاً موحداً للمحافظة على مصداقية التقويم ونزاهته من خلال معايير واضحة ومتعددة يلتزم بها كل عضو في اللجنة وتفي بمتطلبات الحكم الدقيق على النص والشاعر من كافة الجوانب سواء من الفكرة المبتكرة والالتزام بالوزن والقافية او سلاسة الاسلوب وبراعة الالقاء.. الخ، بحيث يوضع لتلك المعايير أوزان قيمية ليأخذ كل شاعر ما يستحق بحسب معايير مختلفة لا نغلب احدها على الآخر وفي هذا الجدول ما يوضح الفكرة.
خاتمة:
يخطئ من يظن ان استخدام الالفاظ الحديثة هو الابداع الذي نبحث عنه فالألفاظ ليس لها تاريخ صلاحية تنتهي بانتهائه وانما الابداع الذي نبحث عنه يكون في المقدرة على توظيف الالفاظ في بناء الجمل وسبك ابيات القصيدة ووحدة الموضوع وايصال فكرة النص للمتلقي في قالب فني جميل.
سعد بن عبدالله الحافي