المسبار
11-Jun-2003, 07:07 PM
علم النسب - فروعه وفوائده (مقدمة)
تعريف علم النسب :
النسب : لغة بمعني القرابة
قاله ابن منظور فى اللسان وهو واحد الأنساب ، وعن ابن سيده : " قيل هو فى الآباء خاصة " يقال للرجل اذا سئل عن نشبه : استنسب لنا أى انتسب لنا حتي نعرفك .
وفى الاصطلاح : هو علم ، يعرف منه أنساب الناس وقواعد الانتساب ، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ فى نسب شخص .
وقال بعض النحات : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف ، فينسب إلي فريش فيقال قرشي (لكن لايقال قريشي) وينسب الرجل أيضاً إلي أقليم من الأقاليم كما نقول فى النسبة إلي الحجاز حجازي وأشار القرآن إلي فائدته فى قوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وحث النبى صلي الله عليه وآله علي تعلمه بقوله : (اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم ) وقد كان فى كل ملة عبر التاريخ إلي عهد غير بعيد من يهتم بهذا العلم إلا أن التحضر أبعدهم عن ذلك حداً لاتري معه لهذا العلم عندهم أثراً ، فقد ذكر الكثير ممن تعرض لهذه المسألة القول عن شكيب أرسلان : " إن الأمة الصينية هى أشد الأمم قياماً علي حفظ الأنساب وأنهم يكتبون أسماء الآباء والجدود فى هياكلهم فيعرف الواحد أنساب أصوله إلي ألف سنة "
وقال ابن الطقطقى : " وأمّا أهل الكتاب من اليهود والنصاري ، فضبطوا أنسابهم بعض الضبط . بلغنى أنّ نصاري بغداد كان بأيديهم كتاب مشجر محتوٍ علي بيوت النصاري وبطونهم " أما العرب فقد غلب عليهم هذا الفن ، وفاقوا الآخرين فيه قبل الإسلام وبعده حتي قيل : إن علم النسب علم العرب . قال البيهقى : ( كانت العرب إذا فرغوا من مناسكهم حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم علي الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج ولذلك قال الله تعالي : (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً ) ) ولقد ذكر لنا التأريخ أن فرسان العرب كانوا يستنكفون من ملاقاة غير الكفؤ أثناء القتال فلايشرعون المبارزة حين المواجهة حتي يسألوا الخصم عن حسبه ونسبه، ففى معركة بدر خرج من المشركين شيبة وعتبة ابنا ربيعة بن الوليد والوليد بن عتبة فدعوا إلي القتال ، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار ، فنادي المشركون يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، فمشوا إليه ، فقال عتبة تكلموا نعرفكم ، فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب ، فقال عتبة كفء كريم وأنا أسد الحلفاء . من هذان معك ؟ قال على بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ، قال كفآن كريمان .
وهكذا فى النكاح فلا يتزاوجون من غير معرفة بالنسب والحسب وقد ولوأضفنا إلي ذلك ما رتبه الشرع المبين من أحكام للرحم وصلتها ومايترتب عليها من أحكام وآثار دنيوية وأخروية ، لاتّضح سر المثابرة والحث علي الإحاطة بالأنساب .
فقد روى عن النبى صلي الله عليه وآله قوله : " تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فانّ صلة الرحم محبّة فى الأهل ، ومثراة فى المال ومنسأة فى الأثر " ويعنى منسأة فى الأثر الزيادة فى العمر وفى هذا كل التشويف لمتابعة هذا العلم بل فى هذه الرواية أمر شر عى بضرورة معرفة الأنساب فى حدود الحقوق الشرعية المترتبة علي النسب.
يتبع
المراجع :
أ - لسان العرب ج1 : ص 755 .
ب ـ لباب الأنساب ج1 : ص 188 .
ج - مختصر البيان في نسب آل عدنان : لأبى العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الكلبى الأندلسى الغرناطى المتوفي سنة 785 للهجرة.
تعريف علم النسب :
النسب : لغة بمعني القرابة
قاله ابن منظور فى اللسان وهو واحد الأنساب ، وعن ابن سيده : " قيل هو فى الآباء خاصة " يقال للرجل اذا سئل عن نشبه : استنسب لنا أى انتسب لنا حتي نعرفك .
وفى الاصطلاح : هو علم ، يعرف منه أنساب الناس وقواعد الانتساب ، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ فى نسب شخص .
وقال بعض النحات : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف ، فينسب إلي فريش فيقال قرشي (لكن لايقال قريشي) وينسب الرجل أيضاً إلي أقليم من الأقاليم كما نقول فى النسبة إلي الحجاز حجازي وأشار القرآن إلي فائدته فى قوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وحث النبى صلي الله عليه وآله علي تعلمه بقوله : (اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم ) وقد كان فى كل ملة عبر التاريخ إلي عهد غير بعيد من يهتم بهذا العلم إلا أن التحضر أبعدهم عن ذلك حداً لاتري معه لهذا العلم عندهم أثراً ، فقد ذكر الكثير ممن تعرض لهذه المسألة القول عن شكيب أرسلان : " إن الأمة الصينية هى أشد الأمم قياماً علي حفظ الأنساب وأنهم يكتبون أسماء الآباء والجدود فى هياكلهم فيعرف الواحد أنساب أصوله إلي ألف سنة "
وقال ابن الطقطقى : " وأمّا أهل الكتاب من اليهود والنصاري ، فضبطوا أنسابهم بعض الضبط . بلغنى أنّ نصاري بغداد كان بأيديهم كتاب مشجر محتوٍ علي بيوت النصاري وبطونهم " أما العرب فقد غلب عليهم هذا الفن ، وفاقوا الآخرين فيه قبل الإسلام وبعده حتي قيل : إن علم النسب علم العرب . قال البيهقى : ( كانت العرب إذا فرغوا من مناسكهم حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم علي الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج ولذلك قال الله تعالي : (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً ) ) ولقد ذكر لنا التأريخ أن فرسان العرب كانوا يستنكفون من ملاقاة غير الكفؤ أثناء القتال فلايشرعون المبارزة حين المواجهة حتي يسألوا الخصم عن حسبه ونسبه، ففى معركة بدر خرج من المشركين شيبة وعتبة ابنا ربيعة بن الوليد والوليد بن عتبة فدعوا إلي القتال ، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار ، فنادي المشركون يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، فمشوا إليه ، فقال عتبة تكلموا نعرفكم ، فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب ، فقال عتبة كفء كريم وأنا أسد الحلفاء . من هذان معك ؟ قال على بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ، قال كفآن كريمان .
وهكذا فى النكاح فلا يتزاوجون من غير معرفة بالنسب والحسب وقد ولوأضفنا إلي ذلك ما رتبه الشرع المبين من أحكام للرحم وصلتها ومايترتب عليها من أحكام وآثار دنيوية وأخروية ، لاتّضح سر المثابرة والحث علي الإحاطة بالأنساب .
فقد روى عن النبى صلي الله عليه وآله قوله : " تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فانّ صلة الرحم محبّة فى الأهل ، ومثراة فى المال ومنسأة فى الأثر " ويعنى منسأة فى الأثر الزيادة فى العمر وفى هذا كل التشويف لمتابعة هذا العلم بل فى هذه الرواية أمر شر عى بضرورة معرفة الأنساب فى حدود الحقوق الشرعية المترتبة علي النسب.
يتبع
المراجع :
أ - لسان العرب ج1 : ص 755 .
ب ـ لباب الأنساب ج1 : ص 188 .
ج - مختصر البيان في نسب آل عدنان : لأبى العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الكلبى الأندلسى الغرناطى المتوفي سنة 785 للهجرة.