أبوثنتين
17-Mar-2007, 10:07 PM
مكة المكرمة - خالد الجمعي:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلّ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، محذراً من نقض العهود للمستأمنين وقتل المسلمين. وأعلن فضيلته أن العالم يحب أن يعلم أن الإسلام وأمم الإسلام وعلماء الإسلام برآء من تلك الجرائم التي انتهكت الأعراف والشعائر.
وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام: إن التاريخ في ظاهره لا يزيد على اخبار وفي باطنه نظر واعتبار وساعة الاستبصار في قاعدة النظر والتدقيق يؤمنا جلياً كون الأمم المزهوة تمجد بدساتيرها المتلوة وقوانينها المنتخبة المجلوة. ومع ذلك التماجد فهي عاطلة عن تمكين العالم بالأمن والاستقرار والسلام وإحياء مواته بالتراحم والمودة وما زادته إلا اقتتالاً وإبادة للأرواح واغتيالاً.
وأضاف فضيلته: إن شريعة الملك الديان التي سطعت في سماء العزة والكمال فقد تنزلت بحمد الله بالدستور الخالد الدائم والمنهاج الشامل الأتم. وذلك بما جمعت في غضونها من قواعد الأحكام ومصالح الأنام وأصول العقائد والسلوك وأسس السياسة الشرعية ومبادئ الاتفاق والاجتماع بما يشوق النظار ويشنف الأسماع وما يعمم البركات في شتى الأصقاع.
وبيَّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن محور تلك المقاصد وجوهرها بعد حفظ الحدود والزواجر وجعلها قالب حفظ الدين ووعائه الثمين، ونوَّه بها في كريم خطابه وأقسم بها في محكم كتابه فاعلاً شأنها وزكاها.
وأضاف فضيلته أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: أمر الدماء أخطر وأعظم من أمر الأموال. وأكد الشيخ السديس بالإسلام غالى في النفوس الإنسانية فأحلها مراقي العلو والكرامة، فكان تكريمه وتبجيله لها أفضل ما عرفته النظم من احتفاء وترنيم وظن بها أن تزهق من دون حق مبين.
مشيراً أن قتل النفس يعد تحدياً لخق الله وحكمته وتعدياً على قدرته وما كان القتلة وما يزالون عبر التاريخ إلا الوحوش الكاسرة.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الفساد إما في الدين وإما في الدنيا، وأعظم فساد الدنيا قتل النفوس بغير الحق، ولهذا كان أكبر الكبائر بعد أعظم فساد الدين الذي هو الكفر وقال رحمه الله: فلا بد إذا ظلم الناس ظالم وأخذ يسفك دماء الناس ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من أنواع الضرر أن يدفع هذا القدر وأن يعاقب الظالم بما يكف عن أمثاله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام".
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن العالم لن تصلح أحواله إلا إذا التأمت أحواله مع أحكام الشريعة وانسجمت أفضاله مع مقاصدها الجليلة الرفيعة سيما مع حفظ النفوس والمنهج إذ هي عقيدة ومنهج والحق فيها ظاهر أبلج.
ودعا فضيلته أمة الإسلام إلى أنه آن الأوان أن يشيح المسلم الوشاح ويمنع إشهار السلاح في صدور أشقائه ويكون كل أخ درعاً لاخوانه بعدما أغرقت الأمة في مستنقعات العنف وهي رسالة بالحب مفعمة نرسلها بالدعاء إلى كل من رفع السلاح على أخيه إلى الاخوة في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وغيرها حيث يحمل السلاح بين أبناء الملة الأشقاء فوق كل أرض وتحت كل سماء لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حمل السلاح علينا فليس منا".
وأضاف أنه كلما أسلم معاهدون ومسلمون أرواحهم لذمام هذه الديار ينعمون بأمنها السابغ وإذا بفئة مارقة وشرذمة قد استمرقت البغي وحادت شريعة الرحمن وانتهكت الوفاء بالعهد وكل أمان سرى في عقد يزهقون دماء تلك النفوس الآمنة بين تلال الرمال والجبال وعلى مقربة من بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في وحشية ونكاية وابشع لؤم وجناية ورملوا نساء في أزواجهن وغادروهن ويا ويح الغدر على مرارة تنمو مرارتها.
وقال فضيلته: كيف تجرؤ نفوس سليمة وفطر مستقيمة على الإقدام على مثل هذه الأفعال الشنيعة. مشيراً أنه ما الاعتذار عند السؤال يوم القيامة إذا جئت المليك الذي سواك إنساناً وقال أين الذي بالجرم جاهرنا عمداً وجهراً وإسرافاً.
وأكد فضيلته أن المولى في علاه رتب العقوبة القصوى على هذه الجريمة النكراء يقول جل شأنه: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً).
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تهويل هائل: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم". وأضاف فضيلته: إن من نقض العهود للمستأمنين يقول صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً لم ير رائحة الجنة يوم القيامة وأن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما".
وقد تسامى الإسلام في رعاية شأن الوفاء بالعهود واحترام أهلها إلى أرفع مراتب التسامي، فلا توتر أموالهم ولا ترع أحوالهم ولا يهاجون برعب أو ارجاف. لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا من ظلم معاهداً أو تنقصه أو كلفه فوق طاقته أو اجتذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة".
وأعلن إمام وخطيب المسجد الحرام أنه يجب أن يعلم العالم قاصيه ودانيه، أن الإسلام وأمم الإسلام وبلاد الإسلام وعلماء الإسلام برآء من تلك الويلات والجرائم الكبار التي انتهكت الأعراف والقيم والمشاعر والشعائر. داعياً أنها لن تخدش بإذن الله هذه الأعمال النشاز والأفعال الأحادية جماليات هذا الدين ولن تشوه اشراقاته بإذن الله ولن يحيك المكر السيئ إلا بأهله.
ودعا فضيلته أن يكون الجميع من دون أمن هذه الديار صفاً واحداً وساعداً لعراقتها وشموخها ودفعاً لصولات الباغين. متمنياً أن يديم الله على بلاد الحرمين الشريفين وكافة بلاد المسلمين مديد الأمن ووافر الظلال وأن يحفظها الله ويرعاها من كل شر.
من جريدة الرياض
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلّ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، محذراً من نقض العهود للمستأمنين وقتل المسلمين. وأعلن فضيلته أن العالم يحب أن يعلم أن الإسلام وأمم الإسلام وعلماء الإسلام برآء من تلك الجرائم التي انتهكت الأعراف والشعائر.
وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام: إن التاريخ في ظاهره لا يزيد على اخبار وفي باطنه نظر واعتبار وساعة الاستبصار في قاعدة النظر والتدقيق يؤمنا جلياً كون الأمم المزهوة تمجد بدساتيرها المتلوة وقوانينها المنتخبة المجلوة. ومع ذلك التماجد فهي عاطلة عن تمكين العالم بالأمن والاستقرار والسلام وإحياء مواته بالتراحم والمودة وما زادته إلا اقتتالاً وإبادة للأرواح واغتيالاً.
وأضاف فضيلته: إن شريعة الملك الديان التي سطعت في سماء العزة والكمال فقد تنزلت بحمد الله بالدستور الخالد الدائم والمنهاج الشامل الأتم. وذلك بما جمعت في غضونها من قواعد الأحكام ومصالح الأنام وأصول العقائد والسلوك وأسس السياسة الشرعية ومبادئ الاتفاق والاجتماع بما يشوق النظار ويشنف الأسماع وما يعمم البركات في شتى الأصقاع.
وبيَّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن محور تلك المقاصد وجوهرها بعد حفظ الحدود والزواجر وجعلها قالب حفظ الدين ووعائه الثمين، ونوَّه بها في كريم خطابه وأقسم بها في محكم كتابه فاعلاً شأنها وزكاها.
وأضاف فضيلته أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: أمر الدماء أخطر وأعظم من أمر الأموال. وأكد الشيخ السديس بالإسلام غالى في النفوس الإنسانية فأحلها مراقي العلو والكرامة، فكان تكريمه وتبجيله لها أفضل ما عرفته النظم من احتفاء وترنيم وظن بها أن تزهق من دون حق مبين.
مشيراً أن قتل النفس يعد تحدياً لخق الله وحكمته وتعدياً على قدرته وما كان القتلة وما يزالون عبر التاريخ إلا الوحوش الكاسرة.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: الفساد إما في الدين وإما في الدنيا، وأعظم فساد الدنيا قتل النفوس بغير الحق، ولهذا كان أكبر الكبائر بعد أعظم فساد الدين الذي هو الكفر وقال رحمه الله: فلا بد إذا ظلم الناس ظالم وأخذ يسفك دماء الناس ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من أنواع الضرر أن يدفع هذا القدر وأن يعاقب الظالم بما يكف عن أمثاله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام".
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن العالم لن تصلح أحواله إلا إذا التأمت أحواله مع أحكام الشريعة وانسجمت أفضاله مع مقاصدها الجليلة الرفيعة سيما مع حفظ النفوس والمنهج إذ هي عقيدة ومنهج والحق فيها ظاهر أبلج.
ودعا فضيلته أمة الإسلام إلى أنه آن الأوان أن يشيح المسلم الوشاح ويمنع إشهار السلاح في صدور أشقائه ويكون كل أخ درعاً لاخوانه بعدما أغرقت الأمة في مستنقعات العنف وهي رسالة بالحب مفعمة نرسلها بالدعاء إلى كل من رفع السلاح على أخيه إلى الاخوة في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وغيرها حيث يحمل السلاح بين أبناء الملة الأشقاء فوق كل أرض وتحت كل سماء لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حمل السلاح علينا فليس منا".
وأضاف أنه كلما أسلم معاهدون ومسلمون أرواحهم لذمام هذه الديار ينعمون بأمنها السابغ وإذا بفئة مارقة وشرذمة قد استمرقت البغي وحادت شريعة الرحمن وانتهكت الوفاء بالعهد وكل أمان سرى في عقد يزهقون دماء تلك النفوس الآمنة بين تلال الرمال والجبال وعلى مقربة من بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في وحشية ونكاية وابشع لؤم وجناية ورملوا نساء في أزواجهن وغادروهن ويا ويح الغدر على مرارة تنمو مرارتها.
وقال فضيلته: كيف تجرؤ نفوس سليمة وفطر مستقيمة على الإقدام على مثل هذه الأفعال الشنيعة. مشيراً أنه ما الاعتذار عند السؤال يوم القيامة إذا جئت المليك الذي سواك إنساناً وقال أين الذي بالجرم جاهرنا عمداً وجهراً وإسرافاً.
وأكد فضيلته أن المولى في علاه رتب العقوبة القصوى على هذه الجريمة النكراء يقول جل شأنه: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً).
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تهويل هائل: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم". وأضاف فضيلته: إن من نقض العهود للمستأمنين يقول صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً لم ير رائحة الجنة يوم القيامة وأن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما".
وقد تسامى الإسلام في رعاية شأن الوفاء بالعهود واحترام أهلها إلى أرفع مراتب التسامي، فلا توتر أموالهم ولا ترع أحوالهم ولا يهاجون برعب أو ارجاف. لقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا من ظلم معاهداً أو تنقصه أو كلفه فوق طاقته أو اجتذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة".
وأعلن إمام وخطيب المسجد الحرام أنه يجب أن يعلم العالم قاصيه ودانيه، أن الإسلام وأمم الإسلام وبلاد الإسلام وعلماء الإسلام برآء من تلك الويلات والجرائم الكبار التي انتهكت الأعراف والقيم والمشاعر والشعائر. داعياً أنها لن تخدش بإذن الله هذه الأعمال النشاز والأفعال الأحادية جماليات هذا الدين ولن تشوه اشراقاته بإذن الله ولن يحيك المكر السيئ إلا بأهله.
ودعا فضيلته أن يكون الجميع من دون أمن هذه الديار صفاً واحداً وساعداً لعراقتها وشموخها ودفعاً لصولات الباغين. متمنياً أن يديم الله على بلاد الحرمين الشريفين وكافة بلاد المسلمين مديد الأمن ووافر الظلال وأن يحفظها الله ويرعاها من كل شر.
من جريدة الرياض