ابو ضيف الله
04-Mar-2007, 10:03 PM
المختصر/ ياسر الزعاترة
الإسلام اليوم / ما بين حوار هاشمي رفسنجاني بالغ الهدوء واللين مع الشيخ القرضاوي، مروراً بمحاولة تليين موقف حزب الله في لبنان في مواجهته للحكومة، وصولاً إلى زيارتي أحمدي نجاد إلى الخرطوم والرياض، ثمة عنوان واحد هو فك العزلة التي تحاول واشنطن فرضها على طهران تمهيداً لضربها في موعد لا نعرفه، وربما لا يعرفه جورج بوش نفسه، لاسيما بعد أن وصل الرفض لشن الهجوم إلى المؤسسة العسكرية كما لم يحدث من قبل، وتمثل ذلك في إعلان عدد من جنرالات الجيش عزمهم الاستقالة في حال صدور القرار بذلك.
ذهب نجاد إلى السودان، ومن بعده إلى الرياض، فهل تمكن من إطلاق قطار فك العزلة العربية، وربما الإسلامية من حول بلاده؟
ليس من اليسير القول إن شيئاً من ذلك قد وقع؛ ففي السودان لم تتقدم العلاقة كثيراً بسبب ملف الديون الذي لم تفعل طهران إزاءه شيئاً، فضلاً عن ملف محاولات التشييع الذي أحرج السلطات الرسمية، ولم تعلن إيران عودتها عنه، بل مالت إلى الإنكار كعادتها في مثل هذه القضايا.
في الرياض لم ولن تفلح الابتسامات في تغيير الموقف السعودي، حتى لو توفر شيء من التفاهم حيال الوضع اللبناني، مع العلم أن أمراً كهذا لن يكون ذا قيمة إذا لم يجر وضع دمشق على الطاولة، والسبب أن هذه الأخيرة لن تمنح وكالة لأحد، لا الإيرانيين، ولا حزب الله أو نبيه بري. وبذلك يمكن القول إن كل الاتصالات التي جرت بشأن لبنان هي مجرد محاولات للحيلولة دون اتساع دائرة الحريق، وربما في سياق منح المزيد من الدعم السعودي لحكومة السنيورة.
فيما يتعلق بالموقف السعودي من إيران، يبدو من الصعب القول إن تقدماً كبيراً قد يقع، مع أننا لا نعرف بالضبط ماهية اللغة التي تحدث بها نجاد في الغرف المغلقة للمسؤولين في الرياض، ولا طبيعة ردودهم عليه، وإن بدت هذه الأخيرة أكثر وضوحاً بمنطق السياسة.
والحال أن السعودية قد دخلت في لعبة الحشد الأمريكي ضد إيران، وقد لا تبدي مانعاً في قيام الأمريكيين بتنفيذ الهجوم المتوقع عليها، والسبب لا يتعلق بالخوف من المشروع النووي الإيراني، بل يتعلق باعتقاد الرياض بأن مشروع طهران يتجاوز الحلم النووي إلى مشروع إقليمي ذي نكهة طائفية. وما خطبة أحمد الخميني في هجاء اجتماع إسلام أباد إلاّ تنفيساً عن مخاوف الإيرانيين من تواطؤ بعض الدول العربية والإسلامية مع الهجوم.
ربما كان العراق هو ساحة الاشتباك الرئيسة بين البلدين، لاسيما بعد أن بات واضحاً أن إيران لا تفعل شيئاً على صعيد وقف المجزرة الطائفية بحق العرب السنة، كما لا تخفي حلمها بعراق شيعي مرتبط بها أكثر من ارتباطه بمحيطه العربي، الأمر الذي لا تخفي الرياض مخاوفها حياله كنواة مشروع شيعي أكبر قد يمتد ليشمل شيعة السعودية والخليج الذين لم يخفوا فرحهم وشعورهم بالقوة بسببه.
في ضوء ذلك يبدو أن على إيران أن تقدم بوادر أكثر جدية للتقارب مع الوضع العربي بعيداً عن دبلوماسية الابتسامات والأحاديث الودية غير المجدية، هذا إذا كانت معنية بفك الحصار العربي من حولها. ولا شك أن الملف العراقي هو سبيلها إلى ذلك، كما أكدنا مراراً.
في المقابل يبدو أن على الوضع العربي الرسمي أن يكون أكثر دقة في تحديد مواقفه من المعركة الطائفية التي تغذيها الولايات المتحدة من أجل حساباتها الإسرائيلية، والسبب -كما هو معروف- هو أن معارك من هذا النوع يمكن تحديد بدايتها، لكن تحديد نهايتها لن يكون سهلاًً بحال من الأحوال.
المسؤولية إذن تقع على طرفي المعادلة، لكن إيران المستهدفة أكثر مسؤولية من الآخرين، مع العلم أن عليها أن تتذكر أن جماهير الأمة ليست في جيب الأنظمة، وأنها يمكن أن تنحاز إليها إذا وجدت منها ما يحفز على ذلك.
الإسلام اليوم / ما بين حوار هاشمي رفسنجاني بالغ الهدوء واللين مع الشيخ القرضاوي، مروراً بمحاولة تليين موقف حزب الله في لبنان في مواجهته للحكومة، وصولاً إلى زيارتي أحمدي نجاد إلى الخرطوم والرياض، ثمة عنوان واحد هو فك العزلة التي تحاول واشنطن فرضها على طهران تمهيداً لضربها في موعد لا نعرفه، وربما لا يعرفه جورج بوش نفسه، لاسيما بعد أن وصل الرفض لشن الهجوم إلى المؤسسة العسكرية كما لم يحدث من قبل، وتمثل ذلك في إعلان عدد من جنرالات الجيش عزمهم الاستقالة في حال صدور القرار بذلك.
ذهب نجاد إلى السودان، ومن بعده إلى الرياض، فهل تمكن من إطلاق قطار فك العزلة العربية، وربما الإسلامية من حول بلاده؟
ليس من اليسير القول إن شيئاً من ذلك قد وقع؛ ففي السودان لم تتقدم العلاقة كثيراً بسبب ملف الديون الذي لم تفعل طهران إزاءه شيئاً، فضلاً عن ملف محاولات التشييع الذي أحرج السلطات الرسمية، ولم تعلن إيران عودتها عنه، بل مالت إلى الإنكار كعادتها في مثل هذه القضايا.
في الرياض لم ولن تفلح الابتسامات في تغيير الموقف السعودي، حتى لو توفر شيء من التفاهم حيال الوضع اللبناني، مع العلم أن أمراً كهذا لن يكون ذا قيمة إذا لم يجر وضع دمشق على الطاولة، والسبب أن هذه الأخيرة لن تمنح وكالة لأحد، لا الإيرانيين، ولا حزب الله أو نبيه بري. وبذلك يمكن القول إن كل الاتصالات التي جرت بشأن لبنان هي مجرد محاولات للحيلولة دون اتساع دائرة الحريق، وربما في سياق منح المزيد من الدعم السعودي لحكومة السنيورة.
فيما يتعلق بالموقف السعودي من إيران، يبدو من الصعب القول إن تقدماً كبيراً قد يقع، مع أننا لا نعرف بالضبط ماهية اللغة التي تحدث بها نجاد في الغرف المغلقة للمسؤولين في الرياض، ولا طبيعة ردودهم عليه، وإن بدت هذه الأخيرة أكثر وضوحاً بمنطق السياسة.
والحال أن السعودية قد دخلت في لعبة الحشد الأمريكي ضد إيران، وقد لا تبدي مانعاً في قيام الأمريكيين بتنفيذ الهجوم المتوقع عليها، والسبب لا يتعلق بالخوف من المشروع النووي الإيراني، بل يتعلق باعتقاد الرياض بأن مشروع طهران يتجاوز الحلم النووي إلى مشروع إقليمي ذي نكهة طائفية. وما خطبة أحمد الخميني في هجاء اجتماع إسلام أباد إلاّ تنفيساً عن مخاوف الإيرانيين من تواطؤ بعض الدول العربية والإسلامية مع الهجوم.
ربما كان العراق هو ساحة الاشتباك الرئيسة بين البلدين، لاسيما بعد أن بات واضحاً أن إيران لا تفعل شيئاً على صعيد وقف المجزرة الطائفية بحق العرب السنة، كما لا تخفي حلمها بعراق شيعي مرتبط بها أكثر من ارتباطه بمحيطه العربي، الأمر الذي لا تخفي الرياض مخاوفها حياله كنواة مشروع شيعي أكبر قد يمتد ليشمل شيعة السعودية والخليج الذين لم يخفوا فرحهم وشعورهم بالقوة بسببه.
في ضوء ذلك يبدو أن على إيران أن تقدم بوادر أكثر جدية للتقارب مع الوضع العربي بعيداً عن دبلوماسية الابتسامات والأحاديث الودية غير المجدية، هذا إذا كانت معنية بفك الحصار العربي من حولها. ولا شك أن الملف العراقي هو سبيلها إلى ذلك، كما أكدنا مراراً.
في المقابل يبدو أن على الوضع العربي الرسمي أن يكون أكثر دقة في تحديد مواقفه من المعركة الطائفية التي تغذيها الولايات المتحدة من أجل حساباتها الإسرائيلية، والسبب -كما هو معروف- هو أن معارك من هذا النوع يمكن تحديد بدايتها، لكن تحديد نهايتها لن يكون سهلاًً بحال من الأحوال.
المسؤولية إذن تقع على طرفي المعادلة، لكن إيران المستهدفة أكثر مسؤولية من الآخرين، مع العلم أن عليها أن تتذكر أن جماهير الأمة ليست في جيب الأنظمة، وأنها يمكن أن تنحاز إليها إذا وجدت منها ما يحفز على ذلك.