أبوثنتين
04-Mar-2007, 12:02 AM
مكة المكرمة - خالد الجمعي:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عزَّ وجل والعمل على طاعته والابتعاد عن نواهيه محذراً من السحر والساحر والعرافين والكهنة لأنهم عالم مليء بالخرافات والدجل والبغي والظلم ويظلله الشرك والكفر المبين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام بأن القضايا التي يجب ترديدها والمسائل التي ينبغي تعدادها هي قضايا التوحيد وإسلام الأمر لله العليم الحميد. مؤكداً أن التوحيد هو الحقيقة الكبرى والقطب الأقوى وهو الذي تدور عليه رحى الدين وهو أساس كل النبوءات ومعقد لواء الرسالات.
وحقيقة التوحيد هي إفراد الله تعالى بالعبادة والتوجّه له في كل شيء ومن أعظم أبواب التوحيد الخوف والرجاء والرغبة والرهبة واليقين والتوكل، وهي مسائل عظيمة يغفل عنها بعض الخلق. مشيراً فضيلته أن الشرك يدخل عليهم من بابها وهم لا يشعرون وذلك حين ينحدر الخوف من العبد إلى المخلوق ورهبته ورجائه والرغبة إليه والتوكل عليه في إعراض عن الخالق وبعد عنه.
وأضاف فضيلته: إن الخوف من غير الله هو شرك الجاهلية الأولى. وأن هذا الخلل القلبي يؤدي إلى فعل شركي بل أفعال كثيرة وذلك حينما يسقط العبد شيئاً من حقوق الخالق إلى المخلوق لجلب نفع أو دفع ضر بل يصل الأمر إلى الشرك في توحيد الربوبية حينما يعتقد الجهول أن النفع والضر من عند غير الله.
وأكد فضيلته بأن الشرك في هذا الباب هو من المسائل الخطيرة والتي قد يغفل عنها بعض الموحدين، مشيراً إلى أن المزالق في هذا الباب وفي غيره من البلايا المهلكة متحققة من كبيرة من كبائر الذنوب وناقض من نواقض الإسلام، ألا وهو السحر، فهو خطير وشر مستطير وله حقيقة خفية وضرر محقق ويهدم الدين ويتلف الجسد ويخرب البيوت ويقطع الأرحام ويورد النار. لذا فقد اتفقت الشرائع السماوية على تحريمه وسماه الله كفراً، وحذر منه في القرآن ولم يجعل لصاحبه في الآخر حظاً.
فالسحر عزائم ورقى وعقد ونفث وعمل يؤثر فيه في الأبدان والمشاعر والطبائع وهو بضاعة الشيطان ويلجأ إليه ضعاف النفوس وضعاف الإيمان لجلب حظ أو دفعاً لنحس أو طمعاً في مال أو طرداً لأوهام أو بغياً على عباد الله. أما الساحر فهو مفسد فاجر قد نزعت من قلبه الرحمة ومستأسر للذلة وباع نفسه للشيطان، فلا تجد ساحراً سعيداً وان أوهم الناس بجلب السعادة لهم، ولا تجد ساحراً غنياً وان خدعهم بإبعاد الفقر عنهم. وهو سيئ الحال وخبيث الفعال دائم الذلة وملازم للفقر والذلة وقبيح الخصال والسحر والسحرة والعرافون والكهنة عالم موبوء بالخرافات والدجل مطمور بالبغي والظلم وتعشعش في أكنافه الشياطين ويظلله الشرك والكفر المبين ولا يفلح الساحر حيث أتى. وقال الله عزَّ وجل مؤكداً كفر الساحر: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعملون الناس السحر).
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام أنه هل يجرؤ من كان بقلبه إيمان أن يتعلم السحر أو يتعاطاه بعد هذه الآيات أو يلجأ للسحرة ليشتري ما يوبق دينه وأخراه، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، قال: الشرك بالله والسحر.. الحديث".
وأشار فضيلته أن عظم فساد الساحر وكبير جرمه وتعدي شره كان حكمه القتل لأنه من أعظم المفسدين في الأرض، وقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولاته أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وقد نص الأئمة على كفره خاصة إذا ظهرت استعانته بالشياطين والتقرب إليهم ونص بعضهم على عدم قبول توبته.. مؤكداً فضيلته أنه شأن ليس باليسير يقول الذهبي - رحمه الله -: "فنرى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط وما يشعرون أنه الكفر".
وأضاف الشيخ ال طالب إنه مع انتشار الوعي وتطور العلم فإننا لنعجب من تعلق بعض الناس لهذه الأوهام وانتشار هذا الداء بين العوام فكيف يكون من المسلمين من يذهب إلى السحرة ويستعين بهم فأين الدين وأين الإيمان وأين العقل. فماذا تنفع التعاويذ والتمائم والحروف والخطوط والطلاسم ، وأنها سخرية بالعقل وانحطاط بالتفكير وانحراف بالديانة والسلوك.
واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام أن على المسلم أن يربأ بنفسه ودينه وعقله عن هذه الخرافات المضللة والشركيات الموبقة وكذا عن كل طرائق المشعوذين والدجالين والتي فيها ادعاء بعلم المغيبات أو القدرة على المعجزات مما انتشر بلاؤه حتى في الفضائيات كقراءة الكف والفنجان والاستدلال بالطلائع والبروج على السعد والنحس والخير والشر، فكل ذلك رجم بالغيب يتعيش به الدجالون والكهنة ويغرون به البله والجهلة وأكثر من ذلك خساراً ووبالاً ضياع الدين وفقدان الإيمان. لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين ليلة". وهذا لمجرد اتيان العراف، ولكن من صدقه فإن ذلك أعظم خساراً ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
وبيَّن فضيلته أن العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها كطلبه معرفة اسم الأم وغيرها ويدعي معرفة الأشياء الغائبة، وقيل هو الكاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. ومن هؤلاء المنجم والرمال ونحوهما ممن يدعون معرفة الأشياء الغائبة أو معرفة المستقبل.
من جريدة الرياض
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عزَّ وجل والعمل على طاعته والابتعاد عن نواهيه محذراً من السحر والساحر والعرافين والكهنة لأنهم عالم مليء بالخرافات والدجل والبغي والظلم ويظلله الشرك والكفر المبين.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام بأن القضايا التي يجب ترديدها والمسائل التي ينبغي تعدادها هي قضايا التوحيد وإسلام الأمر لله العليم الحميد. مؤكداً أن التوحيد هو الحقيقة الكبرى والقطب الأقوى وهو الذي تدور عليه رحى الدين وهو أساس كل النبوءات ومعقد لواء الرسالات.
وحقيقة التوحيد هي إفراد الله تعالى بالعبادة والتوجّه له في كل شيء ومن أعظم أبواب التوحيد الخوف والرجاء والرغبة والرهبة واليقين والتوكل، وهي مسائل عظيمة يغفل عنها بعض الخلق. مشيراً فضيلته أن الشرك يدخل عليهم من بابها وهم لا يشعرون وذلك حين ينحدر الخوف من العبد إلى المخلوق ورهبته ورجائه والرغبة إليه والتوكل عليه في إعراض عن الخالق وبعد عنه.
وأضاف فضيلته: إن الخوف من غير الله هو شرك الجاهلية الأولى. وأن هذا الخلل القلبي يؤدي إلى فعل شركي بل أفعال كثيرة وذلك حينما يسقط العبد شيئاً من حقوق الخالق إلى المخلوق لجلب نفع أو دفع ضر بل يصل الأمر إلى الشرك في توحيد الربوبية حينما يعتقد الجهول أن النفع والضر من عند غير الله.
وأكد فضيلته بأن الشرك في هذا الباب هو من المسائل الخطيرة والتي قد يغفل عنها بعض الموحدين، مشيراً إلى أن المزالق في هذا الباب وفي غيره من البلايا المهلكة متحققة من كبيرة من كبائر الذنوب وناقض من نواقض الإسلام، ألا وهو السحر، فهو خطير وشر مستطير وله حقيقة خفية وضرر محقق ويهدم الدين ويتلف الجسد ويخرب البيوت ويقطع الأرحام ويورد النار. لذا فقد اتفقت الشرائع السماوية على تحريمه وسماه الله كفراً، وحذر منه في القرآن ولم يجعل لصاحبه في الآخر حظاً.
فالسحر عزائم ورقى وعقد ونفث وعمل يؤثر فيه في الأبدان والمشاعر والطبائع وهو بضاعة الشيطان ويلجأ إليه ضعاف النفوس وضعاف الإيمان لجلب حظ أو دفعاً لنحس أو طمعاً في مال أو طرداً لأوهام أو بغياً على عباد الله. أما الساحر فهو مفسد فاجر قد نزعت من قلبه الرحمة ومستأسر للذلة وباع نفسه للشيطان، فلا تجد ساحراً سعيداً وان أوهم الناس بجلب السعادة لهم، ولا تجد ساحراً غنياً وان خدعهم بإبعاد الفقر عنهم. وهو سيئ الحال وخبيث الفعال دائم الذلة وملازم للفقر والذلة وقبيح الخصال والسحر والسحرة والعرافون والكهنة عالم موبوء بالخرافات والدجل مطمور بالبغي والظلم وتعشعش في أكنافه الشياطين ويظلله الشرك والكفر المبين ولا يفلح الساحر حيث أتى. وقال الله عزَّ وجل مؤكداً كفر الساحر: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعملون الناس السحر).
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام أنه هل يجرؤ من كان بقلبه إيمان أن يتعلم السحر أو يتعاطاه بعد هذه الآيات أو يلجأ للسحرة ليشتري ما يوبق دينه وأخراه، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، قال: الشرك بالله والسحر.. الحديث".
وأشار فضيلته أن عظم فساد الساحر وكبير جرمه وتعدي شره كان حكمه القتل لأنه من أعظم المفسدين في الأرض، وقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولاته أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وقد نص الأئمة على كفره خاصة إذا ظهرت استعانته بالشياطين والتقرب إليهم ونص بعضهم على عدم قبول توبته.. مؤكداً فضيلته أنه شأن ليس باليسير يقول الذهبي - رحمه الله -: "فنرى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط وما يشعرون أنه الكفر".
وأضاف الشيخ ال طالب إنه مع انتشار الوعي وتطور العلم فإننا لنعجب من تعلق بعض الناس لهذه الأوهام وانتشار هذا الداء بين العوام فكيف يكون من المسلمين من يذهب إلى السحرة ويستعين بهم فأين الدين وأين الإيمان وأين العقل. فماذا تنفع التعاويذ والتمائم والحروف والخطوط والطلاسم ، وأنها سخرية بالعقل وانحطاط بالتفكير وانحراف بالديانة والسلوك.
واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام أن على المسلم أن يربأ بنفسه ودينه وعقله عن هذه الخرافات المضللة والشركيات الموبقة وكذا عن كل طرائق المشعوذين والدجالين والتي فيها ادعاء بعلم المغيبات أو القدرة على المعجزات مما انتشر بلاؤه حتى في الفضائيات كقراءة الكف والفنجان والاستدلال بالطلائع والبروج على السعد والنحس والخير والشر، فكل ذلك رجم بالغيب يتعيش به الدجالون والكهنة ويغرون به البله والجهلة وأكثر من ذلك خساراً ووبالاً ضياع الدين وفقدان الإيمان. لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين ليلة". وهذا لمجرد اتيان العراف، ولكن من صدقه فإن ذلك أعظم خساراً ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
وبيَّن فضيلته أن العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها كطلبه معرفة اسم الأم وغيرها ويدعي معرفة الأشياء الغائبة، وقيل هو الكاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. ومن هؤلاء المنجم والرمال ونحوهما ممن يدعون معرفة الأشياء الغائبة أو معرفة المستقبل.
من جريدة الرياض