ابو ضيف الله
22-Feb-2007, 04:04 AM
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
إن الدعوة إلى الله عز وجل من أهم المهمات ، ومن أعظم الفرائض ، والناس في أشد الحاجة إليها سواء كان مجتمعا مسلما أو مجتمعا كافرا .
فالمجتمع المسلم بحاجة إلى التنبيه على ما قد يقع فيه من أخطاء ومنكرات ، حتى يتدارك ما وقع من ذلك ، وحتى يستقيم على طاعة الله ورسوله ، وحتى ينتهي عن ما نهى الله عنه ورسوله . . والكافر يدعى إلى الله ، ويبين له أن الله خلقه لعبادته ، وأن الواجب عليه الدخول في الإسلام والأخذ بما جاء به نبي الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام .
ولكن الداعي إلى الله يلزمه مراعاة أمور مهمة في الدعوة حتى تكون دعوته ناجحة ، وتكون عاقبتها حميدة ، أعظمها وأهمها العلم ، فلا بد أن يكون لديه العلم ، والعلم إنما يؤخذ من كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، كما قال عز وجل : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} قال أهل العلم معناه : على علم؛ لأن العلم بالنسبة إلى المعلومات كالبصر بالنسبة للمرئيات ، فيجب على العالم أن يعلم كيف يأمر ، وكيف ينهى ، وكيف يدعو إلى الله ، كالبصير الذي يرى أمامه ما يضره من حفر وأشواك ونحو ذلك فيتجنبه .
فالحاصل أن الداعي إلى الله يجب أن يكون لديه من العلم والبصيرة والثقافة الإسلامية المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، ما يمكنه من توجيه الناس إلى الخير ، وتحذيرهم من الشر . وينبغي أن يستعين بكتب أهل العلم المعروفين بالاستقامة والفضل وحسن العقيدة ، حتى يكون على بصيرة فيما يدعو إليه ، وينهى عنه .
ثم أمر آخر وهو أن يتحرى في دعوته ويرفق فيها ، فإن كان المدعو يمكن أن يستجيب من غير حاجة إلى موعظة وإلى جدال يوضح له الحق بالأدلة الشرعية والأسلوب الحسن ، فإذا تقبل ذلك انتهى الموضوع وحصل المقصود .
ومما يلزم في ذلك الإخلاص لله ، وأن يحذر الرياء ، وأن يكون في دعوته قاصدا وجه الله والدار الآخرة ، لا يقصد حمد الناس ولا مراءاتهم ، ولا يقصد عرضا في الدنيا ، إنما يريد وجه الله ، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} وقال سبحانه : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}
وهناك أمر آخر ، وهو اختيار الألفاظ المناسبة ، والرفق في الكلام ، وعدم الغلظة إلا عند الضرورة إليها ، كما أمر الله بذلك في قوله جل وعلا : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، وقوله تعالى : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهم الكفار من اليهود والنصارى : {إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}
فلا بد من الرفق كما قال عليه الصلاة والسلام : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). وقال عليه الصلاة والسلام : (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). فعلى المسلم في دعوته الرفق ، والأسلوب الحسن ، حتى يستجاب له ، وحتى لا يقابل بالرد أو بالأسلوب الذي لا يناسبه .
فإن بعض الناس لما عنده من الشدة وسوء الخلق قد يقابل بالشتم والسب الذي يزيد الطين بلة . فمتى كان الداعي إلى الله ذا أسلوب حسن ، حكيما رفيقا فإنه لا يعدم قبول دعوته أو على الأقل الكلام الحسن والمقابلة الحسنة من المدعو ، الذي يرجى من الرفق به أن يتأثر بدعوته ويستجيب لها ، والله المستعان
منقـول
http://www.al-eman.com/ask/ask3.asp?id=10057&hide1=3&idser=10057
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
إن الدعوة إلى الله عز وجل من أهم المهمات ، ومن أعظم الفرائض ، والناس في أشد الحاجة إليها سواء كان مجتمعا مسلما أو مجتمعا كافرا .
فالمجتمع المسلم بحاجة إلى التنبيه على ما قد يقع فيه من أخطاء ومنكرات ، حتى يتدارك ما وقع من ذلك ، وحتى يستقيم على طاعة الله ورسوله ، وحتى ينتهي عن ما نهى الله عنه ورسوله . . والكافر يدعى إلى الله ، ويبين له أن الله خلقه لعبادته ، وأن الواجب عليه الدخول في الإسلام والأخذ بما جاء به نبي الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام .
ولكن الداعي إلى الله يلزمه مراعاة أمور مهمة في الدعوة حتى تكون دعوته ناجحة ، وتكون عاقبتها حميدة ، أعظمها وأهمها العلم ، فلا بد أن يكون لديه العلم ، والعلم إنما يؤخذ من كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، كما قال عز وجل : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} قال أهل العلم معناه : على علم؛ لأن العلم بالنسبة إلى المعلومات كالبصر بالنسبة للمرئيات ، فيجب على العالم أن يعلم كيف يأمر ، وكيف ينهى ، وكيف يدعو إلى الله ، كالبصير الذي يرى أمامه ما يضره من حفر وأشواك ونحو ذلك فيتجنبه .
فالحاصل أن الداعي إلى الله يجب أن يكون لديه من العلم والبصيرة والثقافة الإسلامية المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، ما يمكنه من توجيه الناس إلى الخير ، وتحذيرهم من الشر . وينبغي أن يستعين بكتب أهل العلم المعروفين بالاستقامة والفضل وحسن العقيدة ، حتى يكون على بصيرة فيما يدعو إليه ، وينهى عنه .
ثم أمر آخر وهو أن يتحرى في دعوته ويرفق فيها ، فإن كان المدعو يمكن أن يستجيب من غير حاجة إلى موعظة وإلى جدال يوضح له الحق بالأدلة الشرعية والأسلوب الحسن ، فإذا تقبل ذلك انتهى الموضوع وحصل المقصود .
ومما يلزم في ذلك الإخلاص لله ، وأن يحذر الرياء ، وأن يكون في دعوته قاصدا وجه الله والدار الآخرة ، لا يقصد حمد الناس ولا مراءاتهم ، ولا يقصد عرضا في الدنيا ، إنما يريد وجه الله ، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} وقال سبحانه : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}
وهناك أمر آخر ، وهو اختيار الألفاظ المناسبة ، والرفق في الكلام ، وعدم الغلظة إلا عند الضرورة إليها ، كما أمر الله بذلك في قوله جل وعلا : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، وقوله تعالى : {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهم الكفار من اليهود والنصارى : {إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}
فلا بد من الرفق كما قال عليه الصلاة والسلام : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). وقال عليه الصلاة والسلام : (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). فعلى المسلم في دعوته الرفق ، والأسلوب الحسن ، حتى يستجاب له ، وحتى لا يقابل بالرد أو بالأسلوب الذي لا يناسبه .
فإن بعض الناس لما عنده من الشدة وسوء الخلق قد يقابل بالشتم والسب الذي يزيد الطين بلة . فمتى كان الداعي إلى الله ذا أسلوب حسن ، حكيما رفيقا فإنه لا يعدم قبول دعوته أو على الأقل الكلام الحسن والمقابلة الحسنة من المدعو ، الذي يرجى من الرفق به أن يتأثر بدعوته ويستجيب لها ، والله المستعان
منقـول
http://www.al-eman.com/ask/ask3.asp?id=10057&hide1=3&idser=10057