تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا قالت الدكتوره في جريدة الرياض .


سعد المغيري
05-Feb-2007, 11:18 PM
كتبت الدكتورة / حسناء القنيعير هذا الموضوع في جريدة الرياض يوم امس الأحد وتحدثت فيه بأسلوب جميل لن أقول ماهو الموضوع اترككم لكي تقرأوه فجزاها الله خيراً على ما كتبة .

لغة القرآن قاعدةُ القواعد


1تكرار كلمة (كلما) في جملة واحدة كقولهم: كلما زاد دخل أفراد المجتمع كلما ارتفعت الأسعار. وهذا لا يجوز لمخالفته القاعدة التي لا تجيز هذا التكرار الذي لم يرد في القرآن الكريم كقوله تعالى {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله} و{كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} و{كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً}.
ونلاحظ أنه بعد(كلما) يأتي فعلان ماضيان ما يعني عدم صحة مجيء الفعل المضارع بعدها وذلك أيضاً من الأخطاء الشائعة، فلقد كتب أحد الكتاب منذ أيام في إحدى الصحف قائلاً: كلما تحاول أن تقول جديدا تصيبك حالة من الدوار.

2استخدام الفعل (رغب) استخداماً خاطئاً أي دون اقترانه بأحد حرفي الجر(في أو عن)، حيث يقولون: يرغب فلان السفر! وهذا معنى ملتبس فلا يفهم السامع أو القارئ هل هو يحب السفر أو يكرهه، ذلك أن الفعل رغب إذا ما اقترن بحرف الجر (في) فذلك يعني أنه يريد الشيء ويرغب فيه، وإذا اقترن بحرف الجر (عن) فذلك يعني أنه يكرهه ولا يرغب فيه. لذا فالصواب أن يقول: يرغب فلان في السفر، أو يرغب فلان عن السفر. وجاء في القرآن الكريم في موطن عدم الرغبة قوله تعالى {أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم} أي أتعرض عنها، وقوله {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه}. ولم يرد الفعل رغب في القرآن مقترناً بحرف الجر (في) تعبيراً عن محبة الشيء وإرادته، بل ورد الفعل مجرداً منها في قوله تعالى {وترغبون أن تنكحوهن} أي وترغبون في نكاحهن.

وقد قرأت منذ مدة إعلاناً لإحدى الشركات الزراعية الكبرى في المملكة تطلب فيه توظيف عدد من خريجي كلية الزراعة لديها فجاء الإعلان الذي احتل صفحة كاملة على هذا النحو (ترغب شركة... عن تعيين عدد من خريجي كلية الزراعة) فأصبح الإعلان يعني عدم الرغبة أي جاء عكس المراد منه.

3يجمع بعض الكتاب بين (سوف) و(لن) في جملة واحدة، فيقولون سوف لن ينتصر الإرهاب. وهذا استخدام خاطئ ؛ حيث إن (سوف) تستخدم مع الفعل المضارع للدلالة على المستقبل البعيد، و(لن) تدخل على الفعل المضارع للدلالة على النفي في المستقبل، وبما أن كلا الأداتين تفيدان الاستقبال فلا يجوز الجمع بينهما، ففي اللغة العربية لا يجوز الجمع بين أداتين لهما دلالة واحدة. والصواب هو الاكتفاء ب(سوف) في حال الإثبات فيقال سوف ينتصر الإرهاب، و(لن) في حال النفي في المستقبل فيقال لن ينتصر الإرهاب. ولم يرد الجمع بين الأداتين في القرآن الكريم في مقام النفي في المستقبل أبداً. { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} { وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد}.

4ومن الاستعمالات الخاطئة في لغة الإعلاميين والصحفيين قولهم: في (رده) على أسئلة الصحافيين صرح فلان، وموطن الخطأ هنا هو أن الضمير في (رده) يعود على اسم متأخر (فلان) في حين أن اللغة ترفض هذا الاستخدام لأن الضمير يجب أن يعود على اسم متقدم عليه والصواب أن يقال: صرح فلان في رده على أسئلة الصحفيين، والغرض من عود الضمير على اسم متقدم هو عدم تكرار الاسم ولهذا يأتي الضمير موافقاً للاسم المتقدم في النوع والعدد.

ويسبب هذا الخطأ كثيراً من اللبس ويجعل القارئ لا يفهم على من يعود الضمير فيقرأ الخبر بسرعة ليعرف من الذي صرح. وهذا من الأخطاء الشائعة جداً في الصحف اليومية في عناوينها الرئيسة ،ولم يرد هذا الاستعمال أبداً في القرآن الكريم حيث يعود الضمير على اسم متقدم دائماً ومن ذلك {قال موسى لقومه} فالهاء في قومه تعود على الاسم المتقدم (موسى) وقوله {ولما أن جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً} فالضمير هم يعود على الاسم المتقدم (رسلنا). وهذا شأن كل الضمائر، ولهذا يعتبر النحويون جملة مثل (نجحوا الطلاب) جملة غير صحيحة لأن الواو وهي ضمير لجماعة الذكور عادت على الاسم المتأخر (طلاب) ووقوعها هنا يسبب خطأ نحويا حيث يصبح للفعل نجح فاعلان هما الضمير والطلاب.

5يكثر الخطأ في استخدام الاسم الموصول وهو بمثابة الصفة لاسم متقدم عليه وعندها تجب موافقة الاسم الموصول للاسم المتقدم في النوع والعدد (التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع)والتعريف والتنكير والإعراب، ومن الأخطاء في هذا الجانب قولهم: نال أعضاء الفريق المكافأة الذي سلمها لهم فلان، حيث ظنوا أن الاسم الموصول يعود على (فلان) فقالوا (الذي) وهو خطأ والصواب أنه يعود على الاسم المتقدم (مكافأة) لأنه صفة له، وصواب الجملة: نال أعضاء الفريق المكافأة التي سلمها لهم فلان. ومثل ذلك الإعلان الذي قرأته في أحد ممرات الجامعة تقول فيه كاتبته: على الطالبات التي ترسهن فلانة التوجه إلى. والصواب: على الطالبات اللاتي. ولو تأمل أولئك الذين يخطئون في استعمال الاسم الموصول لغة القرآن لوجدوا مطابقة الاسم الموصول للاسم المتقدم عليه لأنه صفة له، ومن ذلك {يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض} فالاسم الموصول الذي جاء صفة للفظ الجلالة المتقدم عليه، كما جاء موافقا له، كذلك قوله تعالى {نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة} فالتي اسم موصول جاء صفة للنار، وكذا قوله تعالى {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون} فالذين صفة للمطففين وجاء موافقا له في النوع والعدد كما سبق في الذي والتي.

ولما كان الاسم الموصول من المعارف فإنه لا يجوز أن يقع بعد النكرة، ولذلك يخطئ بعض الناس في دعاء القنوت حيث يقولون (... وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته) والصواب أن يقولوا (المقام المحمود الذي وعدته).

6يخطئ بعض الكتاب والإعلاميين في استعمال الحرف الناسخ (ليت) حيث يجعلون دلالته للممكن وغير الممكن، في حين أن(ليت) حرف لتمني المستحيل ولذا استخدمه القرآن في غير الممكن عندما عبر على لسان مريم بقوله تعالى {قالت يا ليتني متُّ قبل هذا} وقوله على لسان الكافر {يا ليتني كنت ترابا} وقوله على لسان المؤمن {قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي} فلما كانت كل هذه الأمور مستحيلة استخدم القرآن (ليت). وعكس (ليت) (لعل) التي هي حرف للترجي أي ترجي الممكن وقد استخدم القرآن(لعل) في كل الأمور الممكنة كقوله على لسان موسى {لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون} وقوله مخاطباً النبي صلى الله عليه في شأن الأعمى {وما يدريك لعله يزكّى} لكنه استخدم لعل في غير الممكن وذلك تعبيراً عن حال فرعون الذي قال {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب} حيث إن فرعون كان يعتقد بإمكان الصعود إلى السموات فعبر القرآن عن هذا الاعتقاد بلعل. لهذا ينبغي استخدام ليت في الأمور المستحيل حدوثها ولعل في الأمور الممكن حدوثها.

7كما يخلط بعض الكتاب والصحفيين ومذيعي الأخبار بين (لا الناهية) و(لا النافية) حيث تدخل الأولى على الفعل المضارع وتجزمه وتكون معه بمنزلة فعل الأمر لأن كليهما يدل على الطلب، الأول طلب عدم فعل الشيء والثاني طلب فعله. أما لا النافية فهي التي تدخل على الفعل المضارع وتنفيه لكنها لا تؤثر في إعرابه فيبقى الفعل بعدها مرفوعاً كما كان قبل دخولها. فقولنا (لا تكذبوا)فيه لا ناهية جزمت الفعل المضارع الذي بعدها بحذف النون، أما قولنا (المجدون لا يهملون دروسهم) فإن (لا) فيه نافية لا عمل لها. ولهذا فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يُقتلُ القاتل وهو مؤمن فيه (لا) نافية وليست ناهية وللتفريق بينهما ينبغي تأمل قوله تعالى {يا موسى لا تخفء إني لا يخافُ لديّ المرسلون} فالأولى ناهية جازمة للفعل بالسكون، والثانية نافية لا عمل لها.

8تقع كثير من الأخطاء في جملة الاستفهام المصدرة ب(هل) فيقولون: هل لم يقبض على الإرهابيين ؟ وموطن الخطأ أن هل يراد بها الاستفهام الإيجابي ولذا لا يجوز أن تدخل على جملة منفية، وصواب الجملة السابقة يكون بحذف (لم) أو بحذف هل واستعمال همزة الاستفهام بدلا منها: ألم يقبض على الإرهابيين ؟

ومن الأخطاء التي تقع هنا، إدخال (هل) على جملة فعلية فعلها ماض مسبوق ب(قد) كقولهم: هل قد أجمع العرب على محاربة الإرهاب ؟ وموطن الخطأ هو أن (قد) مع الفعل الماضي تفيد التحقيق وهو في حكم التوكيد، والاستفهام بهل يكون عن المجهول والمجهول لا يؤكد ولذا فلابد من حذف (قد). ومما يؤكد عدم صحة الجمع بينهما أن (هل) تنوب عن (قد) كما في قوله تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} أي قد أتى.

9يقع الخطأ من بعض الكتاب والصحفيين في استخدام حرف العطف (أم) الذي يسمّى أم المتصلة التي تسبقها كلمة سواء وهمزة تسمى همزة التسوية وذلك كما في قوله تعالى {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} ومن الأخطاء التي تقع في هذا الصدد قولهم: سواء حدث كذا أو لم يحدث. حيث يحذفون همزة التسوية ويضعون

(أو) مكان (أم) والصواب أن يقولوا:سواء أحدث كذا أم لم يحدث.

10إدخال أل التعريف على كلمتي (بعض وغير) وهما كلمتان مبهمتان وإدخال أل التعريف عليهما لا يكسبهما تعريفا ولا يزيل إبهامهما وهذا كقولهم: البعض من الناس، والمكان الغير مناسب، وهاتان الكلمتان لا تستعملان إلا مضافتين إما إلى اسم ظاهر كما في قوله تعالى{وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا} و{غير المغضوب عليهم} وإما إلى ضمير كما في {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} و{فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}.

ومثل ذلك إدخال أل التعريف على كلمتي (كثير وقليل) فيقولون: يفعل ذلك الكثير من الناس أو القليل منهم ! وهذا الاستخدام غير صحيح حيث لم يرد في القرآن الكريم

قال تعالى {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً} وقوله {وما آمن معه إلا قليل}.

11ومن الأخطاء الشائعة لدي بعضهم، إقحام الحرف الناسخ (أنّ) بين (كان) واسمها و(مادام) واسمها كقولهم: إذا كان أنّ العرب مجمعون على كذا، وقولهم:مادام أنّ الأخبار يتناقلها الناس. وهذا خطأ صارخ حيث لا يجوز أبدا الفصل بين الفعل الناسخ واسمه ب(أنّ) وقد جاءت كل الآيات في القرآن الكريم بعدم الفصل على النحو الذي ذكرناه بين الفعل الناسخ واسمه الذي قد يكون اسما ظاهرا كما في قوله تعالى {وكان الناس أمة واحدة} وقوله {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم}.

كما يكون الاسم ضميرا متصلا كما في قوله {قالوا يا موسى لن ندخلها ما داموا فيها} وقوله: {وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما} فجاءت الواو وتاء الفاعل اسمين ل(مادام).