تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آداب الحوار


الابرق
31-May-2003, 07:43 AM
الحوار يدخل دخولاً أصلياً فى منهج الدعوة.. وحيث أن له أصولاً وضوابط وآدابا
تدخل ضمن منهج السلوك والأخلاق
ونظراً لدور الحوار وأهميته من حيث كونه :-
1- طريق مختصر لتقريب وجهات النظر لتوحيد الأمة أو الحفاظ عليها
2- سبيل للقضاء على كثير من الخلافات
3- فرصه سانحة للدفاع عن الحق ورد شبهات الطاعنين المرتدّين
إلى غير ذلك من المهام التي يمكن أن نجنيها عن طريق الحوار
وحيث أن كل تلك المهام لا يمكن تحقيقها إلا بقواعد وآداب وأخلاق
مستنبطه من الكتاب والسنة تساعد في نجاح الحوار
وحيث أنَ القواعد الأصولية التي تضبط الحوار سواء كان ذلك بالنصوص الشرعية أو غير ذلك قد بحثت قديماً لذا سيكون موضوعنا ( آداب الحوار لتحقق الجانب السلوكي والخلقي التي ينبغي مراعتها قبل وأثناء وبعد الحوار
الفرق بين الجدال والحوار
الجدال والحوار يلتقيان في كونهما حديثاً أو مراجعة للكلام بين طرفين -
ويفترقان في أن الجدال فيه اللدد في الخصومة وشدة في الكلام مع التمسك
بالرأي والتعصب له
وأما الحوار 00 فهوا مجرد مراجعة الكلام بين طرفين دون وجود خصومة بالضرورة

أهمية الحوار

فقد ظهرت الحاجة إليه وضرورة استعماله كما أنه سبيل المسلمين في التعامل مع بعضهم خاصة إذا تباينت الآراء واختلفت وجهات النظر لذا ممكن أن يقال أنــه بمقدار مـا يكــون الداعية متمكناً من فن الحوار محيــطاً بآدابه يكــون أقدر علــى النــجاح في دعوته لذلك كان لا بد من إثارة الموضــوع والعناية به

أصول وقواعد الحوار

إن موضوع الحوار قد تعرضت له آيات القرآن في مواضع شتى ففي بعض الآيات تظهر :-
1- الدعوة إلى الحوار
2- أو إلى شئ من مستلزماته وأصوله
3- أو الحس على إلتزام آداب عامة
4- وفي قسم منها بيان آداب خاصة من آداب الحوار

1- الإخلاص

حينما يسود الإخلاص في القصد والتجرد لإتباع الحق يُسهل على صاحبه الانقياد عند ظهوره ولو على لسان مخالفه وهذا الأصل يدخل تحته عدد من الآداب
أ – تصحيح النـــية
ب – حسن الاستماع
ج- التسليم بالخـطأ
د- الرجوع للـــحق
والتواضع وتجنب الكذب والمراوغة والأمانة والإنصاف والعدل والهدوء وضبط النفس وعدم التعصب وتجنب السخرية من الطرف الآخر

2- التفكير فيما يقوله المخالف

وهذا الأصل هو الوسيلة الأساسية إلى الوصول للحق بعد الالتزام بالشرط السابق
فالتفكير والعلم وإمعان الرأي هو المتمم له المنهج الإلهي للوصول للحق .
والمقصود بذلك هو البحث عن الأدلة الشرعية والتحقق من ثبوتها ودلالتها على
المراد وهذا الأصل يدخل تحته من الآداب كالبيان وحسن العرض والتثبت وطلب
الدليل والمبادرة به والتسليم بالحق .
3 – التواضع وحسن الخلق
4 – الحلم والصبر
5 – حسن الاستماع
6- المحبة رغم الخلاف مادام أن الخلاف واقع ولا بد من وجوده وحصوله . فإذا كان الخلاف بين مسلَميّن صادقيّن في طلب الحق جادين في الوصول إلى الحق في المسألة فلا يجوز بحال من الأحوال أن يؤدي بهما مثل هذا النوع من الخلاف إلى شئ من التباغض والتنافر أو التقاطع أو التشاحن والتدابر
( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ... ) فإخوة الدين يجب أن تبقى فوق تلك الخلافات . والمحبة في الله لا يجتمع معها من هذه التصرفات التي يزكيها الشيطان
واختلاف وجهات النظر لا ينبغي أن تقطع حبل المودة ومهما طالت المناظرة أو تعدد الحوار أو تقررت المناقشة فلا يليق أن تؤثر على القلوب أو تثير الضغائن ،
ولذلك فينبغي للمحاور المخلص أن يتجنب ذلك كله . وأن يحرص على أن لا يتسلل إلى قلبه شئ من تلك الهنات وعليه أن يخطب ود أخيه وينتزع ما قد يكون تسلل إليه من غل أو حقد أو نحواهما بسبب الحوار والمناقشة كما إنه يجب أن يكون متذكراً هذا الأمر جيداً قبل وأثناء وبعد الحوار
فلا يخرج من الحوار معلناً الخصومة على محاوره أو موسعاً الهوة بينه وبين إخوانه مهما كلفه الأمر من اللين والتواضع وخفض الجناح
ولا بد أن يتذكر كل طرف من المتحاورين ضرورة المحافظة على هذا الأصل وأهمية تنقية القلوب وتصفية الخواطر قبل وبعد الحوار
وإلا كان الحوار فاسداًَ إذ إنه قد قضى على أصل عظيم وحبل متين وملأ القلب غلاً وحقداً إضافة إلى عدم التوصل إلى رأى موحد في القضية المتروحة

الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ
إن من أهم الآداب وابرز الصفات التي ينبغي للمحاور المخلص الصادق أن يتميز بها أن يكون ألحق ضالته والصواب مراده إذ أن من الطبيعي أن يخطئ الإنسان في مناقشاته وحواره والمنصف هو الذي يسلم بخطئه ويعود إلى الصواب حالماً يتبين له
والتسليم بالخطأ صعب على النفس- خاصة إذ كان في جمع من الناس – لذي فهوى يحتاج إلى تجرد لله وصدق وإخلاص ومراغمة للنفس وعندها يكسب صاحبه احترام المسلمين وتقديرهم فعلى المحاور أن يعلم أنه بشر يخطئ ويصيب وعليه أن يكون من خير الخطاءين برجعه إلى الحق واعترافه بالخطأ
[ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ]
ولما كان هذا الأدب من أهم مقومات الحوار الناجح ومن الأصول والأسس التي يبنى عليها النقاش فقد تعددت أمثلته وشواهده في القرآن .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد ألا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك

ابن ريحان
09-Jul-2007, 09:27 PM
مشكوووووووووووور الابرق