النافذ
11-Jan-2007, 05:00 PM
http://www.islammemo.cc/media//IRAQ.jpg
ترجمة: سارة عبد الحميد
مفكرة الإسلام: ريتشارد فالك، أستاذ القانون بالولايات المتحدة (أستاذ سابق في القانون الدولي) ومؤسس جمعية القانونيين لمناهضة الأسلحة النووية.
ابتسم ريتشارد فالك في ختام الحوار، وعقب تسلمه هدية هي كتاب يعد من أفضل مئة كتاب منشور من صحيفة "المانيفستو" الإيطالية، وعقب الحوار الذي استغرق عدة ساعات حول الحروب وسياسة الولايات المتحدة الخارجية، رسم فالك من خلاله وضعًا مأساويًا في ظله أصبحت الولايات المتحدة تجد نفسها أمام مفترق الطرق: من ناحية الأوضاع الجديدة بالكونجرس، وتصلب سياسة المحافظون الجدد الذين يُعلنون عن كوارث لاحقة من ناحية أخرى.
هل الحرب ضد العراق أصبح في مفترق الطرق ؟
إننا في وقت حرج حيث إن نتائج الانتخابات الاخيرة كشفت فشل الجمهوريين والمحافظين الجدد وأصبح الكونجرس في قبضة الحزب الديمقراطي (اعتبارًا من مطلع يناير 2007) فهل يسفر ذلك عن تغيير جوهري، علينا أن ننتظر.
ومن أجل البحث عن تأييد جديد للحرب، تخلص بوش من رامسفلد وحصل على تقرير لجنة "بيكر هاميلتون" الذي يطالب بشكل خاص بدور أساسي للدبلوماسية وحوار مع إيران وسوريا، وهذا المنهج يعتبر تحديًا مباشرًا أمام إدارة المحافظين الجدد المسيطرون على إدارة بوش حتى هذه اللحظة، حيث إن هناك ضغوط مٌمارسة على الرئيس بوش من خلال نائبه "ديك تشيني". فمن الصعب جدًا أن تؤثر جهود بيكر في عزل المحافظين الجدد، ولكن إذا كان هذا الاتجاه وهو إرسال "مزيد من القوات لبغداد" سيكون هناك ضغوط مستقبلية شديدة مسلطة على الجيش يتيح من خلالها إدخال اقتراح الخدمة العسكرية الإجبارية (في الولايات المتحدة).
ماذا تمثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لإدارة الولايات المتحدة؟
لقد أعطت أحداث الحادي عشر من سبتمبر للمحافظين الجدد تفويض سياسي بتطبيق سياستهم والتي تهدف إلى محاربة "الإرهاب" والسيطرة على الشرق الأوسط للهيمنة على العالم. ولقد حددت أجندة المحافظين الجدد سقوط النظام العراقي والإيراني والسوري ولو أمكن النظام السعودي.
البترول والإسلام و"إسرائيل" وعدم انتشار السلاح النووي: هي الإستراتيجية المعلنة من خلال أشهر مشروع وثائقي لقرن أمريكي جديد، ففي عام 2000 ، تشير هذه الاستراتيجية إلى أنهم بحاجة إلى"بيرل هاربر جديد" من أجل تبرير ازدياد النشاط في السياسة الخارجية، فأنا لا اعتقد أن هجمات نيويورك هي نتيجة مؤامرة، ولكن كانت هناك رغبة في تجاهل التحذيرات التي أشارت إلى مسئولية اعتداء إرهابي كبير ضد الولايات المتحدة، وبحاجة إلى صدمة تجعل هذا الوقت هو وقت القطب الأوحد وذلك من خلال سياسة خارجية عسكرية.
ولكن سرعان ما حطمت المقاومة العراقية توقعات إدارة المحافظين الجدد، كما جاء موقف حزب الله المتقدم الذي تصدى لـ"إسرائيل" في حرب الصيف الماضي. وعند وصول الوضع إلى هذا الحد، فقد يتمكن المحافظون الجدد من توسيع رقعة الصراع بتوريط إيران ( إذا لم نتمكن من حل المشكلة فلنقوم بتوسعتها، كما قال رامسفلد). وكان رد الفعل المعارض هو إدراك أن الحرب بكونها نوع من السيطرة السياسية، غير مجدية. إن الأولويات العسكرية لا تظهر الانتصارات السياسية أمام مقاومة وطنية محددة مثل المقاومة العراقية أو اللبنانية. ويواصل الرأي العام إدراكه أن هذا الاستثمار الأمريكي لأعلى تقنياتها العسكرية هو أكبر مصدر من مصادر الإصراف في تاريخ الإنسانية، وإذا كان قد تم استخدامها بشكل آخر، لكنا نعيش اليوم في عالم أفضل.
أنتم تذكرون كثيرًا الدور "الإسرائيلي".
إن "إسرائيل" في طريقها للبحث عن إدارة حرب أهلية بين حماس وفتح من خلال اعتداءات عسكرية وفرض العقوبات. وهنا أيضًا اقترح تقرير بيكر-هاميلتون تقارب جديد ولكن إدارة بوش المتأثرة باللوبي الموالي لـ"إسرائيل" لا ترغب في التغيير ولكن تفضل أن يبقى الوضع كما هو عليه. فأنا لا أرى أي تغيير على المدى القريب: "إسرائيل" ستنتهي من إنشاء الجدار الفاصل. وأعتقد أن "إسرائيل" على دراية أكثر من الولايات المتحدة بموقفها تجاه أمنها وموقفها تجاه القضية الفلسطينية. وهذا الموقف لا يسير كما هو مأمول من قبلها ولذلك فهي أصبحت على استعداد لتقبل تغييرات في المستقبل. فعلى صعيد الشرق الأوسط، أصبح رجال السياسة "الإسرائيليين" و"الأمريكيين" من الآن فصاعدًا بلا مصداقية، وقد تبدو أوروبا الخيار العقلي الأخير لتحقيق توازن في دور كل من "الإسرائيليين" والأمريكيين في المنطقة، إلا أن القارة القديمة ليس لديها الرغبة في تغيير الوضع القائم في المنطقة، حتى وإن كان جانب كبير منها قد عارض الحرب على العراق. وكما يبدو لي أن المتغيرات التي طرأت عليهم مثل رفض الدستور وأجواء العداء العامة تجاه المهاجرين المنفردين تنبأ بأن أوروبا تتجه نحو الحزب اليميني، وتتخلى عن العمل بكونها ثقل وقوة أمام الولايات المتحدة.
أليست أستراتيجية المحافظون الجدد في طريقها لتأييد سقوط الإمبراطورية بتركيز قواتها في العراق وأفغانستان، وبترك إفريقيا للصين وبتأييد صعود الحزب اليساري الجديد في أمريكا اللاتينية؟
لقد تضررت الولايات المتحدة بتجربة الحادي عشر من سبتمبر، وقبل ذلك الحين، فإن الأمل في إقامة حوار سياسي لا جدوى منه في إطار انتهاء الحرب الباردة وظهور العولمة. وفي غضون التسعينيات غلب على الفهم والإدراك أن أهم شيء هو الاستثمار والتجارة. وفي فترة قصيرة كان من الممكن تجاهل إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكن الإنقلاب على هذا الفكر أصبح ممكنًا، ولكن صدمة الحرب على العراق قد تفوقت على صدمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي جاءت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور الصين والهند على الساحة الدولية ولم يكن ذلك واضحًا أمام الولايات المتحدة. وبناء على ذلك سيكون داخل الحزب الديمقراطي إدارة من شأنها إعطاء رد على هذه القضايا الكبيرة.
ولكن يبدو أن الوضع إذا نظرنا خارج الولايات المتحدة أكثر ملائمة
سنرى تقدم في "تضامن جديد بدول العالم الثالث" الذي قد يكون له أثرًا كبيرًاعلى المجتمع الدولي، ووجود هذا الشعور بالأخوة قد يساهم في تطوير الهيئة التي تعمل في إطارها الرأسمالية، ولنكن إلى حد ما منصفين، الرأسمالية بحاجة إلى الاشتراكية كقوة أمامها. إلا أنه عقب انتهاء الحرب الباردة، فقد وصلنا إلى الشكل الحالي للرأسمالية البدائية والعنيفة.
وكانت أولوية إدارة بوش الابن تأتي في إطار الحث على مصالح رأس المال العالمي وسياسة الليبراليين الجدد...
ترجمة: سارة عبد الحميد
مفكرة الإسلام: ريتشارد فالك، أستاذ القانون بالولايات المتحدة (أستاذ سابق في القانون الدولي) ومؤسس جمعية القانونيين لمناهضة الأسلحة النووية.
ابتسم ريتشارد فالك في ختام الحوار، وعقب تسلمه هدية هي كتاب يعد من أفضل مئة كتاب منشور من صحيفة "المانيفستو" الإيطالية، وعقب الحوار الذي استغرق عدة ساعات حول الحروب وسياسة الولايات المتحدة الخارجية، رسم فالك من خلاله وضعًا مأساويًا في ظله أصبحت الولايات المتحدة تجد نفسها أمام مفترق الطرق: من ناحية الأوضاع الجديدة بالكونجرس، وتصلب سياسة المحافظون الجدد الذين يُعلنون عن كوارث لاحقة من ناحية أخرى.
هل الحرب ضد العراق أصبح في مفترق الطرق ؟
إننا في وقت حرج حيث إن نتائج الانتخابات الاخيرة كشفت فشل الجمهوريين والمحافظين الجدد وأصبح الكونجرس في قبضة الحزب الديمقراطي (اعتبارًا من مطلع يناير 2007) فهل يسفر ذلك عن تغيير جوهري، علينا أن ننتظر.
ومن أجل البحث عن تأييد جديد للحرب، تخلص بوش من رامسفلد وحصل على تقرير لجنة "بيكر هاميلتون" الذي يطالب بشكل خاص بدور أساسي للدبلوماسية وحوار مع إيران وسوريا، وهذا المنهج يعتبر تحديًا مباشرًا أمام إدارة المحافظين الجدد المسيطرون على إدارة بوش حتى هذه اللحظة، حيث إن هناك ضغوط مٌمارسة على الرئيس بوش من خلال نائبه "ديك تشيني". فمن الصعب جدًا أن تؤثر جهود بيكر في عزل المحافظين الجدد، ولكن إذا كان هذا الاتجاه وهو إرسال "مزيد من القوات لبغداد" سيكون هناك ضغوط مستقبلية شديدة مسلطة على الجيش يتيح من خلالها إدخال اقتراح الخدمة العسكرية الإجبارية (في الولايات المتحدة).
ماذا تمثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة لإدارة الولايات المتحدة؟
لقد أعطت أحداث الحادي عشر من سبتمبر للمحافظين الجدد تفويض سياسي بتطبيق سياستهم والتي تهدف إلى محاربة "الإرهاب" والسيطرة على الشرق الأوسط للهيمنة على العالم. ولقد حددت أجندة المحافظين الجدد سقوط النظام العراقي والإيراني والسوري ولو أمكن النظام السعودي.
البترول والإسلام و"إسرائيل" وعدم انتشار السلاح النووي: هي الإستراتيجية المعلنة من خلال أشهر مشروع وثائقي لقرن أمريكي جديد، ففي عام 2000 ، تشير هذه الاستراتيجية إلى أنهم بحاجة إلى"بيرل هاربر جديد" من أجل تبرير ازدياد النشاط في السياسة الخارجية، فأنا لا اعتقد أن هجمات نيويورك هي نتيجة مؤامرة، ولكن كانت هناك رغبة في تجاهل التحذيرات التي أشارت إلى مسئولية اعتداء إرهابي كبير ضد الولايات المتحدة، وبحاجة إلى صدمة تجعل هذا الوقت هو وقت القطب الأوحد وذلك من خلال سياسة خارجية عسكرية.
ولكن سرعان ما حطمت المقاومة العراقية توقعات إدارة المحافظين الجدد، كما جاء موقف حزب الله المتقدم الذي تصدى لـ"إسرائيل" في حرب الصيف الماضي. وعند وصول الوضع إلى هذا الحد، فقد يتمكن المحافظون الجدد من توسيع رقعة الصراع بتوريط إيران ( إذا لم نتمكن من حل المشكلة فلنقوم بتوسعتها، كما قال رامسفلد). وكان رد الفعل المعارض هو إدراك أن الحرب بكونها نوع من السيطرة السياسية، غير مجدية. إن الأولويات العسكرية لا تظهر الانتصارات السياسية أمام مقاومة وطنية محددة مثل المقاومة العراقية أو اللبنانية. ويواصل الرأي العام إدراكه أن هذا الاستثمار الأمريكي لأعلى تقنياتها العسكرية هو أكبر مصدر من مصادر الإصراف في تاريخ الإنسانية، وإذا كان قد تم استخدامها بشكل آخر، لكنا نعيش اليوم في عالم أفضل.
أنتم تذكرون كثيرًا الدور "الإسرائيلي".
إن "إسرائيل" في طريقها للبحث عن إدارة حرب أهلية بين حماس وفتح من خلال اعتداءات عسكرية وفرض العقوبات. وهنا أيضًا اقترح تقرير بيكر-هاميلتون تقارب جديد ولكن إدارة بوش المتأثرة باللوبي الموالي لـ"إسرائيل" لا ترغب في التغيير ولكن تفضل أن يبقى الوضع كما هو عليه. فأنا لا أرى أي تغيير على المدى القريب: "إسرائيل" ستنتهي من إنشاء الجدار الفاصل. وأعتقد أن "إسرائيل" على دراية أكثر من الولايات المتحدة بموقفها تجاه أمنها وموقفها تجاه القضية الفلسطينية. وهذا الموقف لا يسير كما هو مأمول من قبلها ولذلك فهي أصبحت على استعداد لتقبل تغييرات في المستقبل. فعلى صعيد الشرق الأوسط، أصبح رجال السياسة "الإسرائيليين" و"الأمريكيين" من الآن فصاعدًا بلا مصداقية، وقد تبدو أوروبا الخيار العقلي الأخير لتحقيق توازن في دور كل من "الإسرائيليين" والأمريكيين في المنطقة، إلا أن القارة القديمة ليس لديها الرغبة في تغيير الوضع القائم في المنطقة، حتى وإن كان جانب كبير منها قد عارض الحرب على العراق. وكما يبدو لي أن المتغيرات التي طرأت عليهم مثل رفض الدستور وأجواء العداء العامة تجاه المهاجرين المنفردين تنبأ بأن أوروبا تتجه نحو الحزب اليميني، وتتخلى عن العمل بكونها ثقل وقوة أمام الولايات المتحدة.
أليست أستراتيجية المحافظون الجدد في طريقها لتأييد سقوط الإمبراطورية بتركيز قواتها في العراق وأفغانستان، وبترك إفريقيا للصين وبتأييد صعود الحزب اليساري الجديد في أمريكا اللاتينية؟
لقد تضررت الولايات المتحدة بتجربة الحادي عشر من سبتمبر، وقبل ذلك الحين، فإن الأمل في إقامة حوار سياسي لا جدوى منه في إطار انتهاء الحرب الباردة وظهور العولمة. وفي غضون التسعينيات غلب على الفهم والإدراك أن أهم شيء هو الاستثمار والتجارة. وفي فترة قصيرة كان من الممكن تجاهل إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكن الإنقلاب على هذا الفكر أصبح ممكنًا، ولكن صدمة الحرب على العراق قد تفوقت على صدمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي جاءت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور الصين والهند على الساحة الدولية ولم يكن ذلك واضحًا أمام الولايات المتحدة. وبناء على ذلك سيكون داخل الحزب الديمقراطي إدارة من شأنها إعطاء رد على هذه القضايا الكبيرة.
ولكن يبدو أن الوضع إذا نظرنا خارج الولايات المتحدة أكثر ملائمة
سنرى تقدم في "تضامن جديد بدول العالم الثالث" الذي قد يكون له أثرًا كبيرًاعلى المجتمع الدولي، ووجود هذا الشعور بالأخوة قد يساهم في تطوير الهيئة التي تعمل في إطارها الرأسمالية، ولنكن إلى حد ما منصفين، الرأسمالية بحاجة إلى الاشتراكية كقوة أمامها. إلا أنه عقب انتهاء الحرب الباردة، فقد وصلنا إلى الشكل الحالي للرأسمالية البدائية والعنيفة.
وكانت أولوية إدارة بوش الابن تأتي في إطار الحث على مصالح رأس المال العالمي وسياسة الليبراليين الجدد...