مشاهدة النسخة كاملة : الله يسامح من حرّم التدخين ( السجائر، التنباك، الشيشة، TOBACO)!!!!
ناصر العصيمي
24-May-2003, 08:49 PM
الله يسامح من حرّم التدخين ( السجائر، التنباك، الشيشة، TOBACO)!!!!
تساؤلات!!!
***********
هل تسمي أو تذكر الله عندما تشرب السيجارة ؟
هل تقول الحمد لله عندما تنتهي من السيجارة ؟
هل هناك مأكول أو مشروب غير الدخان تطأه بحذائك عندما تنتهي منه ؟
هل يسرك أن ترى ابنتك أو ابنك يدخن ؟
هل من السنة أن تفطر في رمضان على سيجارة ؟
إذا طلب منك أن تصنف جميع المأكولات والمشروبات إما من الطيبات أو الخبائث فأين تضع الدخان ؟
هل شرب الدخان من الصفات الحميدة التي تود أن يأخذها عنك أولادك ؟
إذا رآك أحد من الملتزمين تشرب أو تأكل بيـدك اليسرى فسوف يلفت نظرك لتستخدم اليد اليمنى فلماذا لم يلـفت نظرك للشيء نفسه إذا رآك تدخن باليد اليسرى ؟
هل إهداء الرجل لأخيه سيجاؤه يدخل في الحديث الذي حسنه الألباني قوله صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا ) ؟
هل يوجد أي طعام أو شراب غير الدخان يكتب على المنتج أنه ضار بالصحة ؟
هل كلفت نفسك مرة بالبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية السيجارة ؟ ولماذا ؟ وهل تعلم مدى تأثيرها على مدى صلاحيتك الشخصية ؟
أنت تجادل وتقول أنها ليست محرمة بل مكروهه فمِن قِبَلْ مَن هي مكروه إذن ؟
أنت تدعي أنها من الصغائر وأنت تشرب أكثر من عشرين سيجارة في اليوم ألا ترى كم صغيرة باليوم تعمل ؟
كيف تنفق كل هذه الأموال على الدخان في سرور بينما أنت تصارع في الحياة حتى تتمكن من الإنفاق على أهلك ؟ أو تتأفف من الصرف عليهم ؟ ماذا تسمي هذا التصرف ؟
من هو أقل بلاهة الشخص الذي يدفع المال لشراء الدخان وشربه وإلحاق الضرر بنفسه أم الشخص الذي يأخذ هذا المبلغ ويحرقه ويرميه في القمامة ؟
هل جهزت إجابتك عندما يسألك رب العباد عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الذي يتضور جوعا ؟
هل تكون إجابتك أنني أنفقت ما زاد عن حاجتي لشراء الدخان ؟
أم لـم تـعي جـيدا قـول الله عـز وجـل: ( يحل لهم الطيـبات ويحـرم عــــليهم الخـبائـــث ) الأعــراف :157 ؟
أخي:
لا تخادع نفسك ولا تكابر في قبول الحق ولا تتهرب من الحقيقة المرة وتوكل على الله واقلع عن هذه الخبائث قبل أن يداهمك هادم اللذات حيث لا ينفع الندم ثم بعد ذلك عليك أن تكسب مزيدا من الثواب بأن تنصح أخا واحدا على الأقل وهذه فرصتك لتكسب حسنة جارية جزانا الله وأياكم خير الثواب..
مع جل التحايا /// ابو بدر;)
فيصل محمد
25-May-2003, 08:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى مدخن
الأخ / ................................. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن المسلم له على أخيه المسلم حقوقاً عظيمة لعل من أهمها وأوضحها الحق الذي أرشد إليه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) وانطلاقاً من هذا الحديث العظيم فإنه يسرني أن ألتقي بك على بساط الكلمة الهادفة مؤملاً أن تكون هذه الرسالة عربون وفاء بيني وبين شخصك الكريم كأدنى حق أقدمه لأمثالك من الكرماء .
أولاً : لقد خلقك الله تعالى لهدف عظيم أبان عنه في كتابه الكريم حين قال : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) لذا كان من المفترض علىّ وعليك أن نلتزم بهذه الغاية التي خُلقنا من أجلها ، بل نسعى إلى تحقيقها وتجذيرها في نفوسنا . ألا ترى حينما تمارس هذه العادة السيئة سواء كانت سيجارة في الطريق أو معاقرة نارجيلة في أماكن مشبوهة أنك تخرق سياج هذه العبودية ؟ وتتجاوز الأهداف التي من أجلها خُلقت ؟ إن هذه العادة لا تتفق مع أغلى هدف في الحياة يسعى الإنسان إلى تحقيقه ، بل تقف في الجانب الآخر المضاد لهذه الأهداف . ويكفي اللبيب من أمثالك أن يبقى أسيراً لعادة تنحرف به عن الأهداف السامية في حياته إلى غير معنى أو تحقيق قيمة على مستوى الحياة .
ثانياً : لقد أبانت نصوص القرآن والسنة قُبح هذه العادة ودناءتها على مستوى الأفراد والمتأمل في النصوص بتجرد وإنصاف يدرك بجلاء قُبح هذه العادة وعدم موافقتها للشرع والعقل فهذا القرآن الكريم يقول الله تعالى فيه : (( …….يُحل لهم الطيبات ويُحرّم عليهم الخبائث )) والدخان خبيث لا يماري في ذلك العقلاء . وأرشد الله تعالى المسلم إلى عدم إهدار قيمة حياته ومصادرتها لأضعف الأسباب فقال تعالى : (( ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) والمدخن يتعمّد ذلك تحت أسر الشهوة . أدرك ذلك العقلاء وأوضح عنه بجلاء الأطباء في كل زمان ومكان . وتكاثرت نصوص الشرع على احترام قيمة المال وأن المسلم مسؤول مسؤولية كاملة بين يدي الله تعالى عن هذا المال كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ....... وذكر منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) فإذا وقفت بين يدي الله تعالى فبماذا يكون جوابك عن السؤال العظيم وقد أحرقت بيديك آلاف الريالات ، ولك أن تتصوّر هذه العملية الحسابية التالية : مدخن ينفق في سبيل هذه العادة في اليوم الواحد ( 5) ريالات فقط ، فيكون جملة ما أنفقه في الشهر الواحد ( 150) ريال ، في عام واحد يكون مجموع ما أنفقه ( 1800) ريال ، على متوسط عمر الإنسان ( 60) سنة يكون جملة ما أهدره فقط في ممارسة هذه العادة ( 10800) ريالاً . فبالله عليك لو تصوّرت هذه العملية الحسابية وهي أقل ما يمكن أن نحسبه كيف لك أن تجيب رب السموات والأرض ، مالك الملك ، رب الأولين والآخرين على هذا الضياع منك وأنت في كامل وعيك وإدراكك . إن المسؤولية عظيمة وفي الوقت ذاته خطيرة . ولو لم يكن في ممارسة هذه العادة إلا هذا الضياع وهذه الخسائر لكان كافياً للشرع أن يحرّم هذه العادة . ولهذا أفتى جمع من أهل العلم كالشيخ عبد العزيز بن باز ، وشيخنا محمد الصالح العثيمين ، وجمع آخرون من العلماء في هذه البلاد وغيرها بحرمة هذه العادة وقُبح ممارستها .
ثالثاً : إن ممارس هذه العادة يعيش تناقضاً بيّناً في حياته فتراه حريصاً على العبادة ، مسارعاً إليها ، يسعى في مرضات خالقه تعالى ، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل مرضاته ، وهو في الوقت ذاته يسلك بممارسة هذه العادة سبيلاً آخر غير مرضاة الله فيسعى لغضبه ، ويسارع إلى خلاف منهجه وشرعه ، ويبذل وقته وماله في سبيل سخطه . فأي تناقض أقبح من هذا وأسوء منه ؟ وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا وربي في القياس عجيب
لو كنت صادقاً لأطعته إن المُحِب لمن يُحب مطيع
إن المتناقضات في عالم العقلاء سفه يمارسه الأفراد أياً كانوا ، ولا يوجد متناقض يصل إلى هذه الدرجة مثل هذا التناقض الغريب فواعجباً حينما يصل الشيطان بأكرم مخلوق إلى هذه النوعية من التناقض .
رابعاً : لقد رأيتك ورآك غيري من الناس تعتني كثيراً بمظهرك ، وتحافظ على قيمة النظافة في حياتك ، ولكم رأيتك تحزن لأدنى بقعة تلوّث ثوبك وجسدك وتسارع لإزالتها بكل ما تملك ، لكن الغريب جداً أنك في الوقت ذاته أراك تصر على التعلّق بأسوء وأخبث شجرة فتلوّث بها جسدك ناسياً أو متناسياً ذاك الحرص على النظافة كمبدأ تعيش به في حياتك . إن الدخان يلوّث فمك ، ويدنّس شفتيك ، ويعقّب أسوء المناظر عليهما . ولك أن تتمعّن في المرآة جيداً لترى صورة فمك في وضعها الحقيقي . وليت الأمر ينتهي عند ذلك لكنك تتجاوز بهذه العادة إلى أن تكون ممن آذى عباد الله تعالى ، ومن هؤلاء العباد الذين يكتون بسوء الرائحة ملائكة الرحمن حينما يتلقفون فمك أثناء قراءة القرآن كما جاء ذلك في الخبر عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فيالله كم هي الأذية التي تصدر منك إلى قوم يؤدون واجباً عظيماً تجاه عبادتك . ولعلك تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه الشجرة الخبثة ـ يعني الثوم والبصل ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد هذه الريح مع أحد المسلمين في المسجد فأمر به فاُخرج إلى البقيع . وإذا كان هذا مع البصل والثوم وهي مما أحله الله تعالى فكيف بشجرة الدخان الخبيثة . وممن تكون سبباً في أذيتهم زوجك الكريمة التي رضيت بك شريكاً لحياتها هي الأخرى تعاني من أثر هذه الرائحة ، وحديث كثير من الزوجات وصل إلى أوساط كثيرة يحكي حالهن وتأذيهن من مثل هذه الروائح .
وليت شعري من يشعر بها وبمأساتها وحينما تسمع من يروي لها حال النبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلّقه بالسواك كما أخبرت عائشة رضي الله عنها في مرض موته أنه لما دخل عليه عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما ومعه سواك يستاك به أبدّه بصره قالت : فعرفت أنه يُحب السواك . فقلت آخذه لك : فاشار برأسه أن نعم قالت : فأخذته وقضمته وطيبته فاستاك به إلى هذه الدرجة من التعلّق بالسواك وحب النظافة .
خامساً : إن ما تمارسه اليوم بمحض إرادتك إنما هو من صُنع عدوك الكافر ، جهد فيه ليقتل به نفسك ، وليأخذ به مالك ، وليدنّس به كرامتك فتحقق على يديك كل ما أراده من سوء ورذيلة ، وبمثل هذه الأخطاء يتحقق نصر العدو الكافر على الأمة الإسلامية فبالله عليك أي معنى للحياة بعد هذا ؟ وأي شرف للإنسان حين يتحقق ذلك ؟
وأخيراً : الخطأ مني ومنك أمر مكتوب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم خطاء …. ) والتوبة من الخطأ عليها مدار الكرامة ، وهي الوحيدة التي تمسح آثار الماضي مهما كانت أوضاره وآثاره فالزم حفظك الله أولاً: دعاء الله تعالى وتحرى أوقات الإجابة ، وألح على الله في الدعاء في طلب الفكاك من هذه الخطيئة ، وثانياً : فكّر بجدية في الخلاص وازرع في نفسك الثقة ، وتذكّر أن النجاح كل النجاح خلف هذا القرار ، وذكّر نفسك بأن في الخلاص إزالة لآصار الشيطان من نفسك . وثالثاً : تجنّب رفقاء الطريق وكل من رافقك في هذه الخطيئة فهو رفيق لا يستحق أن يكون رفيقاً لمستقبل يأمله إنسان ويعيش فيه كل أمانيه .
هذه رسالتي بين يديك لم يكن دافعها إلا إخاء يتدفّق في قلبي إلى شخصك الكريم ، وكلي أمل أن تلقى منك قبولاً ، وأن تحظى منك باستعداد نحو قرار التوبة المنتظر . والله يتولاك برعايته .
أخوك / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
منقول
ابو غازي
25-May-2003, 08:45 AM
ناصر و أبن محمد ... يزداد التميز تميزاً
فيما كتب بيان وحجة على كل مدخن ... نسأل الله تعالى لنا ولكم العافية والسلامة ... ولمن ابتلاه الله بهذا الخبيث أن يفتح على قلبه وعقله ....
ولكم كل التقدير :)
^المقاطي^
25-May-2003, 01:03 PM
جزاك الله خير على النصيحة يابو بدر وشكرا لك ايضا يابن محمد..
لكن لا حياة لمن تنادي
ولد مجري
25-May-2003, 03:03 PM
بارك الله فيكم ............جميعا وطبعا ..الحلال بين والحرام بين واكيد الاخوه الاحبة
ايقنوا انه من الخبائث ويستحيل ان يكون من الطيبات...؟؟؟؟ اعان الله تعالى من ابتلاه
بهذه الافة...... بتركها اللهم امين
ناصر العصيمي
26-May-2003, 12:10 AM
الاخ العزيز أبن محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخي العزيز يعجز اللسان عن وصف ماتكتب ..
بارك الله فيك وفيت وكفيت ...
شكر على الدرر التي اكملت بها العقد الذي بدات به ..
لك مني فائق الاحترام والتقدير ...
ناصر العصيمي
26-May-2003, 12:12 AM
اخي العزيز ابو غازي
بعد التحية
اشكر لك مرورك الكريم على الموضوع ...
بحق يعتبر ابن محمد رمزاً من رموز التميز في هذا المنتدى واتنمى له التوفيق
مع جل التحايا /// ابو بدر:)
ناصر العصيمي
26-May-2003, 12:15 AM
اخي العزيز المقاطي
اشكر لك مرورك الكريم على الموضوع ومساهمتك بالرد
عزيزي
ارجوا منك ان لاتطيل بالغيبة عن المنتدى الذي هو بحاجة إلى امثالك من المراقبين المثابرين على الرقي بالمنتدى
مع جل التحايا // ابو بدر:)
ناصر العصيمي
26-May-2003, 12:16 AM
الاخ العزيز ولد مجري
بعد التحيه
اشكر لك مرورك الكريم على الموضوع ومشاركتك بالرد
مع جل التحايا // ابوبدر:)
مطلق الشيباني
26-May-2003, 05:47 AM
جزااك الله خير يابن العم على نصيحتك
والله يكثر من امثالك
مع تحيات اخوك :- مطلق الشيباني .................................
متعب العضياني
26-May-2003, 10:17 AM
تحياتي لكم على هذي المشاركة
ومهما يكون التدخين بجميع انواعه
السيجارة _ الشيشه _ المعسل
محرمه
وامراضها كثيرة
واقواها السرطان
والله يكفينا الشر
اخوكم
متعب العضياني
ناصر العصيمي
26-May-2003, 03:19 PM
الاخ العزيز مطلق الشيباني
اشكر لك مرورك الكريم على الموضوع ومشاركتك بالرد
جزاءك الله الف خير
ناصر العصيمي
26-May-2003, 03:21 PM
الاخ العزيز متعب العضياني
اشكرك على المرور والتعقيب ..
لك مني جزيل الشكر ..
فتى الطائف
29-May-2003, 12:10 PM
موضوع جميل .......................... ادعوا لنا معكم ......... |4|
ناصر العصيمي
29-May-2003, 07:42 PM
فتى الطائف
أشكر لك مرورك الكريم
وبالتوفيق
motlak
01-Jun-2003, 02:14 PM
السلا عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذا الموضوع منقول واتمنى ان نستفيد منه على الوجه المطلوب
وفي هذا الصدد.. دقَّت كلية الأطباء الملكية البريطانية ناقوس الخطر بالنسبة للسجائر في آخر تقرير لها عن التدخين، مؤكدة أن النيكوتين الموجود في السجائر هو مادة إدمان قوية تعادل الهيروين والكوكايين، ومن ثم يجب إخضاعها للرقابة مثل الموادّ المخدرة، وهو ما رفضته مؤسسات صناعة التبغ في جميع أنحاء العالم، مدعية أن التقرير مبالغ فيه، وبغضِّ النظر عن مدى صحة التقرير.. فإن الجميع يعترف بأضرار التدخين على صحة الإنسان، وأن له جوانب اقتصادية على كافة المستويات، ومن هنا يثور التساؤل المحوري:
هل تخضع ظاهرة التدخين للتحليل الاقتصادي المجرَّد في تفسير سلوك المستهلك المدخِّن مثلها مثل أي سلعة أخرى، أم أن هناك بُعدًا آخر في المسألة، وهو البعد الأخلاقي؟ نظراً للأضرار الصحية التي يسبِّبُها التدخين، وهل يؤدي الحد من الطلب على التبغ إلى الإضرار بالاقتصاد، وأيهما أولى: حماية صحة المجتمع أم صناعة التدخين؟
التدخين أكبر سبب للوفاة في العالم :
وحتى نجيب على تلك التساؤلات نشير إلى أن عدد المدخنين في العالم يبلغ حوالي 1,1 مليار شخص، ويتوقَّع أن يصل هذا الرقم إلى 1.6 مليار بحلول عام 2025 وفقًا للمعدلات الحالية، حيث إن مستوى التدخين يزداد ضمن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، في حين ينخفض في الدول ذات الدخل العالي "رغم أنه يزداد ضمن فئات معيَّنة في هذه الدول"، كما تعتبر الأمراض المتعلِّقة بالتدخين مسئولة عن حالة وفاة واحدة بين كل عشر حالات وفاة ضمن صفوف البالغين على مستوى العالم، ويتوقَّع أن يرتفع هذا الرقم إلى حالة من بين كل ست حالات في عام 2025، وربما في تاريخ أقرب من ذلك، مما يجعل التدخين أكبر سبب منفرد للوفاة في العالم، وبحلول عام 2020م سيكون 6 حالات من كل 15 حالة وفاة سببها الأمراض المرتبطة بالتدخين من الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، وهي الدول التي تشمل العديد من دول العالم العربي والإسلامي.
إن مشكلة التدخين ليست وليدة اليوم أو الأمس، وقد تطوَّرت حتى أصبحت ظاهرة عالمية، ومما ساهم في انتشار هذه الظاهرة على المستوى العالمي هو أن أضرارها الصحية لم تكن معلومة في البداية، الأمر الذي ساهم في الاستهانة بهذه الظاهرة على الصعيدين المحلي والدولي، حتى أصبحت صناعة اقتصادية تدرّ مليارات الدولارات على الشركات المنتجة وتوظف آلاف العمال في صناعة وزراعة التبغ. كما أصبح إنتاج وصناعة التبغ جزءًا من الدخل القومي، وصادرات العديد من الدول، وبندًا أساسيًا من بنود الواردات تتعهَّد الدول نفسها بتوفيره.
وقد تنبهت الدول مؤخرًا إلى أضرار التدخين على الصحة العامة بعد ظهور الدراسات التي توضِّح نسبة ارتباط عالية بين عادة التدخين وبعض الأمراض الخطيرة؛ مثل السرطان، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب وغيرها وما يترتَّب على ذلك من تكاليف إضافية في مجال الرعاية الصحية وخسارة في أيام العمل بسبب المرض، إضافة إلى الفقد في القوى العاملة بسبب العجز الكلي أو الموت المبكر، ومع ذلك.. فإن هذه الدول كانت في مرحلة ما لا تستطيع حظر تعاطي وتداول التبغ، لأن ذلك يعني:
1- فقدان آلاف الوظائف في صناعة وزراعة وتوزيع التبغ.
2- انخفاض الدخل القومي في الدول المنتجة والمصنِّعة للتبغ.
3- تقلص وفقدان إيرادات الحكومة من الضرائب على التبغ.
وهذا الأمر دفع الدول إلى اللجوء لبعض الإجراءات القاصرة في مكافحة هذه الظاهرة؛ مثل طباعة عبارة صغيرة في ركن مغمور من علبة السجائر تقول: "التدخين ضار جدًا بالصحة" أو "ننصحك بالابتعاد عن التدخين"، في نفس الوقت الذي تشتدّ فيه الحملات الإعلانية لشركات التبغ التي تشيد بنكهة ومذاق السجائر!
التدخين السلبي :
أكثر الإجراءات التي لجأت إليها الدول لمكافحة التدخين جدية هو حظر التدخين في الأماكن العامة، ومع ذلك فإن هذا الإجراء يعتمد بصورة كبيرة على مدى سعة تعريف المكان العام. وقد تواكب مع ذلك ظهور الجدل حول الأضرار الصحية التي يتكبدها غير المدخنين من جراء استنشاق الدخان الناجم عن ممارسة التدخين من قبل الآخرين أو ما يسمى بعملية "التدخين السلبي"، وسعت العديد من المؤسسات والشركات لتخصيص أماكن للمدخنين وأخرى لغير المدخنين في المطاعم ووسائل النقل وغيرها حتى لا تفقد أموال أي من الشريحتين.
هذا الجدل آثار تكاليف الرعاية الصحية التي تنفق على الأمراض الناجمة عن التدخين؛ ففي الدول ذات الدخل المرتفع تشكل هذه التكاليف ما بين 6 إلى 15% من مجمل التكلفة السنوية للرعاية الصحية، ويتحمَّل غير المدخنين جزءًا هامًا من هذه التكلفة.
مخاوف واهية للحكومات:
وفي إطار مكافحة التدخين.. تتوفر لدى الحكومات مخاوف عديدة من مكافحة التدخين، لما لها من آثار اقتصادية، إلا أن هذه المخاوف لها ردودها التي تجعل منها مخاوف واهية لا تكفي للإقناع بتوقف تلك الدولة عن مكافحة التدخين بطرق حاسمة، وذلك على النحو التالي:
أولاً: إن انخفاض الطلب على التبغ لا يعني بالضرورة انخفاضًا دائمًا في مستوى التوظُّف بالاقتصاد المحلي، نظرًا لأن الأموال التي أحجم المدخنون عن إنفاقها بسبب الحدّ من استهلاك التبغ سوف توجَّه للإنفاق على سلع وخدمات أخرى، وسيتم تعويض الفاقد في صناعة التبغ تلقائيًا بواسطة صناعات أخرى. وفي هذا الصدد.. يوضِّح التحليل العملي أن معظم البلدان لن تتعرض لخسارة في مستوى التوظف، بل إن بعضها قد يحقِّق مكاسب صافية إذا ما انخفض استهلاك التبغ، كما أن الأثر على الدول التي تعتمد اقتصاداتها بشدة على زراعة التبغ سيكون محدودًا على الصعيد المحلي، إلا أن انخفاض الطلب العالمي سوف يؤثِّر على مستويات التوظيف في هذه الدول، وعندها ستكون سياسات التعديل مطلوبة، ومع ذلك.. فإن هذا التأثير سيكون بطيئًا، ويستغرق عقودًا من الزمن.
ثانياً: توضِّح الدراسات العملية أن رفع الضرائب غير المباشرة على التبغ بنسبة 10% على مستوى العالم ككل سوف يرفع الإيرادات بنسبة 7% بشكل عام، وقد تختلف النسبة من دولة لأخرى؛ كما تشير التقديرات.. فإن فرض الضرائب على التبغ بنسبة 10% في الصين سوف يرفع إيرادات الدولة بنسبة 5%، ويخفض استهلاك التبغ بنسبة 5% أيضًا؛ حيث تكفي هذه الإيرادات لتمويل برامج رعاية صحية لما نسبته 30% من الصينيين الفقراء.
ويعتبر أسلوب الحد من الطلب عن طريق الضرائب غير المباشرة أكثر فاعلية من أسلوب تقييد عرض التبغ؛ حيث يكون ارتفاع السعر حاسمًا في تخفيض الاستهلاك، خاصة في أوساط محدودي الدخل والمراهقين الذين لا دخل لهم، كما أن ارتفاع السعر يحفِّز المدخنين الحاليين للإقلاع عن هذه العادة، كما أنه يحول المدخنين المحتملين من مباشرة التدخين.
ورغم ذلك.. لا ينبغي إغفال الآثار السلبية المحتملة لفرض الضرائب، وأهمها:
1- نشوء ظاهرة تهريب التبغ بسبب ارتفاع السعر المحلي.
2- آثار توزيع الدخل الناجمة عن الضرائب، خاصة في البلدان التي تقع فيها نسبة كبيرة من المدخنين ضمن محدودي الدخل، وعليه.. فإن فرض الضرائب يجب أن يكون موضوعيًا وغير مبالغ فيه ومبنيًا على أسس، أهمها مستوى دخل الفرد وفئات المدخنين وغيرها من المعايير التي يجب أخذها في الحسبان لتحقيق الغرض الذي فرضت من أجله الضرائب. بمعنى ألا يكون الأمر جزافيًا، وأن تستخدم الإيرادات الناجمة عن هذه الضرائب في معالجة الأمراض المتعلقة بالتدخين، والتوعية الصحيحة للمجتمع لحثّ المدخنين الحاليين على التوقف عن هذه العادة، وحماية الأطفال والمراهقين من الانخراط فيها، وألا نستخدم حصيلة الضرائب في تمويل أنشطة لا عائد لها بالشكل الذي تمارسه الكثير من الحكومات حاليًا.
ضرائب مكافحة الموت:
إن الاستخدام للآليات الاقتصادية "العرض، الطلب، الأسعار.." في حد ذاتها يُبنى على فلسفة المجتمع ومقاصد الدولة من استخدام هذه الوسائل؛ فعملية فرض الضرائب غير المباشرة على التبغ قد تستهدف تحقيق العديد من الأغراض مثل:
1- تحقيق عوائد مالية للدولة لاستعمالها في الأغراض المختلفة.
2- تخفيض الأمراض الناجمة عن التدخين وتحسين الصحة العامة.
وعليه فإن حجم ونسبة الضرائب التي ستفرض على التبغ تعتمد على أي من الأهداف سالفة الذكر التي يرغب المجتمع في تحقيقها، ففي الدول الغربية يتم استخدام حصيلة الضرائب في مكافحة الأمراض الناتجة عن التدخين، ومن هنا أصبحت صناعة التبغ صناعة وطنية يفترض عدم الإضرار بها؛ لأن ذلك يعني الأضرار بالاقتصاد، ويتعارض مع حرية الفرد والنشاط الاقتصادي وفق فلسفتها، وحتى لو أعلنت هذه الدول عن كونها تسعى إلى حماية الصحة العامة سنجد أنها غير جادة فعلاً في تحقيق ذلك، ففي الوقت الذي يسعى فيه المختصون والمؤسسات الصحية إلى تخفيض استهلاك التبغ يُسمح لمصنعي التبغ في نفس الوقت بشن الحملات الدعائية الضخمة بمليارات الدولارات لترويج الطلب عليها، ويمكننا أن نطلق على هذه الضرائب في مثل هذه الحالة "ضرائب للتعايش مع الوضع" بينما في أغلب دول العالم الثالث تكون النقطة الأولى –وهي استخدام حصيلة الضرائب في إقامة البنية الأساسية- هي ذات الأولوية نظرًا لوجود العجز المالي وعدم الوعي التام بمخاطر التدخين، وفي مثل هذه الحالة يمكننا أن نسمى هذا النوع من الضرائب "ضرائب تمويل العجز" وتشكل النقطة الثانية الأولوية المثلى للدولة التي تقدر الإنسان وتعتبره رأس المال الأساسي والهدف النهائي للتنمية كما تعكس الالتزام الأخلاقي تجاه هذه الظاهرة على اعتبارات التنمية في خدمة الإنسان وليس العكس، ويمكننا أن نطلق على هذه الضرائب في مثل هذه الحالة "ضرائب مكافحة الموت".
البعد الأخلاقي لمكافحة التدخين:
قوة الإجراءات والوسائل التي تتَّخذها الدولة لمقاومة التدخين تعتمد على الهامش المقبول من الظاهرة لدى الدولة المعنية، وعلى أولويات ومبادئ وقيم المجتمع السائد، ففي النظرية الاقتصادية.. يعتبر المستهلك نفسه أفضل من يحدّد كيف ينفق أمواله على السلع والخدمات، فهو يقوم بالمقارنة بين السعر الذي يدفعه من جهة، والمنافع والأضرار التي يجنيها من شراء هذه السلعة أو غيرها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى التخصيص الأمثل لموارد المجتمع، ووفقًا لهذا التحليل.. فإن المدخن يرى أن الفوائد التي يجنيها من السجائر مثل المتعة أو إزاحة الهموم والآلام النفسية -من وجهة نظر المدخن طبعًا- تفوق التكاليف التي يتكبدها، والنتيجة أنه أصبح مدخنًا، ومع ذلك.. فإن تطبيق هذا التحليل على ممارسة التدخين ليس دقيقًا للأسباب التالية:
1- إن المدخنين في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض لا يدركون تمامًا مخاطر التدخين، فقد أظهر استطلاع أجري في الصين عام 1996م أن 61% من المدخنين لا يعتقدون أن للتدخين أضرارًا على الإطلاق أو أنه يسبب أضرارًا بسيطة فقط، بينما في الدول ذات الدخل المرتفع يميل المدخنون إلى التقليل من هذه الأخطار.
2- التبغ يحوِّل المدخن إلى مدمن نتيجة لوجود النيكوتين، وبالتالي تصبح ظاهرة التدخين عادة سلوكية غير خاضعة لدوافع طبيعية يمكن تحليل الطلب عليها، مثل السلع والخدمات الأخرى.
إذا ما سلمنا فرضًا بصحة هذا التحليل لظاهرة التدخين.. فهل يمكن القبول به في مجتمعاتنا؟؟ إن التحليل العلمي للظواهر السلوكية سواء كانت ظاهرة التدخين أو غيرها يجب أن يتوفر فيه البعد الأخلاقي والقيمي، بمعنى أن يحقق الشرطين التاليين:
أ- عدم التناقض مع أخلاقيات المجتمع وقيمه العليا، ومن بينها مقاصد الشريعة، مثل حفظ النفس من التلف، وعدم الإلقاء بها في التهلكة.
ب- أن يكون عامًا، بمعنى أن ينطلق من وجهة نظر كلية للمجتمع، باعتبار أن القواعد والقيم العليا التي يتبناها المجتمع هي التي تحدّد المصالح والمنافع المعتبرة من وجهه نظره، فالمتعة واللذة التي وفَّرها التدخين للمدخن لا يمكننا تصنيفها كمنفعة أو مصلحة معتبرة تبرِّر الأضرار الجانبية الناجمة عن ممارسة هذه الظاهرة؛ إذ أنه طبقًا لهذا التحليل المبني على النظرة الفردية يمكن تبرير استهلاك السلع الضارة والممارسات التي تتنافى مع مبادئ وقيم المجتمع، مثل: الزنا، الشذوذ، شرب الخمر، المخدرات.. وغيرها.
من أجل برنامج شامل لمكافحة التدخين:
إن عدم قطعية الأضرار الاقتصادية التي قد تسببها سياسات الحد من استهلاك التبغ تدعم فكرة التحكم في ظاهرة التدخين ومكافحتها، كما أن هذه الفكرة يجب أن تكون أحد مكونات ثقافة المجتمع وأحد المبادئ السائدة فيه إذا ما أردنا الحد من مضار التدخين فعلاً، نظرًا لأن البرامج الحكومية لا تضع ذلك في أولوياتها غالبًا لأن آثار التدخين طويلة الأمد، ولا تلاحظ إلا بعد عقود من الزمن، وعمر الحكومات القصير لا يمكنها من قطف ثمار جهودها في هذا المجال واستثمارها في صالح برامجها الانتخابية ورفع شعبيتها، وتشير التوقعات إلى أن عدد حالات الوفاة الناتجة عن الأمراض المتعلقة بالتدخين سيصل إلى 520 مليون حالة بحلول عام 2050م، وفقًا للمعدلات الحالية، غير أن هذه الرقم يمكن تخفيضه إلى 340 مليونًا لذات النسبة إذا ما تم بحلول عام 2020م تخفيض استهلاك التبغ بنسبة 50%.
وبعد هذا العرض.. فلا شك أن ظاهرة التدخين ظاهرة جديرة بالاهتمام، ليس على المستوى القطري فقط، بل على المستوى الدولي أيضًا، خاصة إذا ما علمنا أن البلدان المنتجة والمصدرة للتبغ تسعى إلى الحد من أضراره محليًا، لكنها لا تقيد صادراته إلى الدول الأخرى، وإذا ما علمنا أن معظم بلدان العالم العربي والإسلامي هي مستورد لسلعة التبغ والسجائر لذا فإن الحد من استهلاكه والتحكم في ظاهرة التدخين سيحقق مصلحة مزدوجة تتمثل في:
1- تحسن حالة الصحة العامة
2- تحسن الميزان التجاري وتوفير العملة الصعبة.
وقد أوحى البنك الدولي في تقريره الذي حرَّره مؤخرًا حول التحكم في التبغ بالآتي:
أولاً: أن تنتج الحكومات التي ترغب في كبح التدخين الوبائي أسلوبًا متعدد الوسائل يمكن أن يتضمن البنود التالية:
-رفع الضرائب لتصل إلى 2/3 أو ¾ كحد أدنى من سعر البيع القطاعي لعلبة السجائر.
- تبني حظر شامل ضد الحملات الإعلانية التي تروِّج للتبغ.
- نشر وتوزيع الدراسات والبحوث التي توضِّح آثار التدخين السيئة على الصحة.
ثانيا: يجب على المؤسسات والوكالات الدولية عرض برامجها وسياساتها التي توضح أن سياسات الحد من استهلاك التبغ نبعت من البحوث والدراسات التي تبين مساوئ التدخين، وإظهار البعد العالمي للظاهرة، مع دعم جهود منظمة الصحة العالمية لعمل إطار اتفاقية دولية للحد من استهلاك التبغ.
محمد بن اوصاهب
08-Jun-2003, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الى من قرا هذا الموضوع من المدخنين......
اعلم اخي انه ماكتب الا ليجني ثماراً الا وهي الاقلاع عن التدخين ولابتعاد عن هذا الداء العضال ... ووالله انها العزيمة وقوة الارادة فكم تعرفون ونعرف من الذين تركوه والله ما ماتوا وماخسروا شيئاً.. واسالوهم .
اسال الله ان يكفينا شر هذا الدخان نحن وجميع شباب العتبان وجميع المسلمين .
motlak
08-Jun-2003, 08:47 AM
شكرا على التعليق اخوي محمد
vBulletin® v3.8.2, Copyright ©2000-2025 Arabization iraq chooses life