المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أتاكم حديث الخيول ..!؟


ابن قشعم
23-Nov-2006, 12:05 PM
للشاعر :نور الدين عزيزة



1

أَيُّهَا النّائمُونَ بَيْنَ الطُّبُولِ =هلْ أَتَاكُمْ إِذَنْ، حَدِيثُ الخُيُولِ؟
لَمْ يُفِقْكُمْ مِنَ السُّبَاتِ نَفِيرٌ =أَوْ صَهِيلٌ يَحتَدُّ بَعْدَ الصَّهِيلِ
أَوْ صَرِيرٌ تَسَمَّعَتْهُ الدُّنَى مِنْ =أَمَرِيكَا لِمَا وَرَا كَابُولِ
السُّيُوفُ السُّيُوفُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ =مِنْ خَفِيٍّ لِمُغْمَدٍ مَسْلُولِ
وَالدِّمَاءُ الحَرَّى تَهَامَتْ سُيُولاً =فَإِذَا بِالسُّيُولِ فَوْقَ السُّيُولِ
فَكَأَنَّ الدِّمَاءَ لَيْسَتْ دِمَاءً =بَلْ جُفَاءً مِنْ فَيْضِ نَهْرِ النِّيلِ
وَكَأَنَّ الجِرَاحَ لَيْسَتْ جِراحًا =وَكَأَنَّ القَتِيلَ غَيْرُ قَتِيلِ
وَدُمُوعَ النِّسَاءِ لَيْسَتْ دُمُوعًا =وَعَوِيلَ الأَطفَالِ غَيْرُ عَوِيلِ
وَكَأَنَّ الجَلِيلَ أوْ بَيتَ لَحْمٍ =أو جِنينًا مِنْ كَوكبٍ مَجْهُولِ
وَكَأَنَّ التَّاريخَ باتَ سَرَابًا =أَوْ كِتَابًا مُمَرَّغًا في الوُحُولِ
وَكَأنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْنَا جُيُوشٌ =وَالرَّعيلُ الأَعَزُّ بَعْدَ الرَّعِيلِ
وَكأَنَّ الفُتُوحَ مَحْضُ خَيَالٍ =مِنْ نَسيجِ البُهْتَانِ والتَّدْجِيلِ
وَخُيُولَ الفُتُوحِ لَيْسَتْ خُيُولاً =بَلْ دُمَى صِبْيَةٍ وَمَسْخُ خُيُولِ
وَكَأَنْ طَارِقًا لَمْ يَخُضْهَا بِحَارًا= وَجِبالاً إِلَى مَنِيعِ السُّهُولِ
وَصَلاحًا لَمْ يَفْتَحِ القُدْسَ بِالأَمْس =وَلَمْ يُجْلِ مِنْهُ كُلَّ دَخِيلِ
وَرَحَى الحَرْبِ لَمْ تَدُرْ بِسِينَاءَ =وَلَمْ نَشْهَدْ أَيَّ نَصْرٍ بُطُولِي
وَكّأَنَّ العَدُوَّ لمْ يَلْقَ في لُبنانَ =مَا لَمْ يَجِدْهُ في الدَّرْدَنِيلِ
2

أَيُّهَا النَّائِمُونَ بَيْنَ الطُّبُولِ =وَصَلِيلِ القَنَا وَهَوْلِ الصَّلِيلِ
مَا الّذِي يَجْرِي يَا تُرَى! مَا دَهَاكُمْ ؟ =أَيُّ جُبْنٍ نَرَى وأَيُّ خُمُولِ!
يَا إلهِي! كَأَنَّ غَرنَاطَةً تَصْرُخُ وَالقَوْمُ =بَعْدُ في "يَا لِيلِي"
أَأَبُو عَبْدِ الله قَام هُنَا، أَمْ صَنَعُوا =اليَوْمَ مِنْهُ ، كَمْ مِنْ عَمِيلِ!
أَمْرُنا يَا أَبَا البَقَاءِ ، عَجِيبٌ =لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لَهُ مِنْ مَثِيلِ
قَدْ أَعَادَ التّاريخُ نَفْسَ الخَطَايَا =كَيفَ عَادَ التَّاريخُ بالتَّفْصِيلِ!
إِخْوَةٌ يُذْبَحُونَ في كُلِّ يَوْمٍ =بَلْ أُسودٌ ذَبائحٌ كَالعُجُولِ
فَعَلَ السَّامِرِيُّ بالسَّيْفِ فِيهِمْ =مَا يُهِيجَنَّ رُوحَ عَبْدٍ ذَليلِ
فَإِذَا مَا نَجَوْا مِنَ الْمَوْتِ أَضْحوا =عُرْضَةً لِلسُّجُونِ وَالتَّرْحِيلِ
فَإِذَا مَا نَجَوْا فَلِلْجُوعِ وَالْقَصْفِ =وَهَدْمِ القُرَى وَجَرْفِ الحُقُولِ
أَيْنَ يَا هِنْدُ! أَيْنَ مُعتَصِمَاهُ! =أَينَهُ يَا قُرَيْشُ حِلفُ الفُضُولِ!؟
3

أَيُّهَا النَّائِمُونَ بَيْنَ الطُّلُولِ =المُقيمُونَ في نَقِيعِ الوُحُولِ
هَاهُمُ " الجَاهِلُونَ " بَيْنَ يَدَيْكُمْ =وَالمَزِيدُ المَزِيدُ بَعْدَ قَليلِ
هَاهُمُو يَلْعَبُونَ في خَيْبَرٍ بِالنّار =بَعْدَ الجَلاَءِ مُنْذُ عَهْدٍ طَوِيلِ
حَامِلاَتٌ مِنْ حَولِنَا رَاسِيَاتٌ =طَفَحَتْ طَفْحًا بِالعَتَادِ الثَّقِيلِ
طَائِرَاتٌ مِنْ فوقِنَا، يَرْجِعُ الرَّادَارُ =مِنْ دُونِهَا بِطَرْفٍ كَلِيلِ
وَجُيُوشٌ تَحِلُّ بَعْدَ جُيُوشٍ =بِسَلاَمٍ، فِي الحِلِّ أَوْ فِي الرَّحِيلِ
يُلْعَنُ المُعتَدُونَ في كُلِّ أَرْضٍ =مِنْ صَغيرٍ مُحَقَّرٍ لِنَبِيلِ
بَينمَا عِنْدَنا يُلاقُونَ أَهْلاً =وَعَظَيمَ الإِجْلاَلِ والتَّبْجِيلِ
كُلَّمَا لاَحَ مُفْتَرٍ مِنْ ذَويهمْ =لَقَفَتْهُ الأَحْضَانُ بالتَّهْليلِ
يَعْبُرُونَ البِلادَ بَرًّا وَبَحْرًا =مِنْ ظَفَارٍ إِلى ذُرَى إِرْبِيلِ
أَيُّهَا " المَانِعُونَ " هيَّا امْنَعُوهُمْ =مِنْ مُرُورٍ بِأَرْضِكُمْ أَوْ نُزُولِ
لوْ أَرَادُوا خُدُورَكُمْ دَخَلُوهَا =دُونَمَا حَاجَةٍ لإِذْنِ دُخُولِ
جَهِلَ " الجَاهِلُونَ " جَهْلاً عَلَيْكُمْ =أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ " فَوْقِ جَهْلِ" الْجَهُولِ!
ذَهَبَ القَوْمُ في الزَّمَانِ بَعيدًا =لاَ تَظُنُّوهُ بَعْدُ عَامَ الفِيل
لَنْ يَطُولَ الوَبَاءُ أَبْرَهَةَ اليَوْمَ =وَمَا مِنْ حِجَارَةٍ سِجِّيلِ
وَقَفَ " الجَاهِلُونَ" وقْفَةَ أُسْدٍ =بَلْ رَعَادِيدَ في ثِيَابِ فُحُولِ
وَقَعَدتُمْ عَلَى المَوَائِدِ جُبْنًا =في وُجُومٍ وَحَيْرَةٍ وَذُهُولِ
وَتَرَكْتُمْ لِلبَطْشِ خَيْرَ رِجَالٍ فَعَلُوا =مَا قَدْ كَانَ كَالمُستَحِيلِ
قَدْ هَربتُمْ مِنَ الصِّرَاعِ وَرُحْتُمْ =في صِرَاعٍ حَولَ الصِّرَاعِ طَوِيلِ
وَانْبَرَى فُرْسَانُ الكَلاَمِ إِلَى المَيْدَانِ =مِنْ تَحْلِيلٍ إِلَى تَحْلِيلِ
يَبْحَثُونَ الحُلُولَ حَلاًّ فَحَلاًّ =وَيَرُوغُونَ دُونَ حَلِّ الحُلُولِ
يَنقَضِي اليَومُ في عَجِيبِ الرُّؤَى بَيْنَ =فَتِيلٍ وَحُلْمِ نَزْعِ الفَتِيلِ
حلْحِلُوا مَا اسْتَطَعْتُمُ، كَيْفَ شِئْتُمْ =مَا لَدَيْكُمْ سِوَى حُلُولِ الذَّليلِ
كُلّمَا قُلتُمُ انْتَهَيْنَا، وَرُحْتُمْ =تَتَهَانَوْنَ في حَمَاسٍ طفُولِي
أَبْدَعُوا آيَاتٍ لَكُمْ بَيِّنَاتٍ =ليْسَ في تَوْراةٍ وَلاَ إِنْجيلِ
كُلُّ شَيْءٍ أَمَامَكُمْ، بَيْدَ لاَ يَدْرِي =دَبيرًا فَهِيمُكُمْ مِنْ قَبِيلِ
لاَ سَلاَمٌ يُرْجَى بِلا قُوَّةٍ مُنْذُ =اعْتَدَى قَابيلٌ عَلَى هَابيلِ
هَكَذَا تُصْبِحُ الكِلاَبُ أُسُودًا =ويَذِلُّ النَّبِيلُ إِبْنُ النَّبِيلِ
و كَذَا كَانَتِ الجِبَالُ جِبَالاً =وَكَذَا في التَّاريخِ وَالتَّنْزيلِ

نور الدين عزيزة

أبو الوليد
23-Nov-2006, 10:33 PM
الأخ القشعمي
قصيدة رائعة وحكيمة
يعطيك العافية على الاختيار
صح لسانك ولسان الشاعر .
تحياتي