ابو غازي
08-Sep-2006, 10:21 PM
تعتبر مرثية مالك بن الريب قبل موته من أجود وأجمل قصائد الرثاء التي قالتها العرب ... ولعل مايميزها عن غيرها أن الشاعر رثى بها نفسه ... دعونا نتعرف سوياً في هذا الموضوع المتواضع عن هذا الشاعر العلم .... هذا الموضوع الذي جمعته سويا عبارة عن مداخلات حصلت بيني وبين أخ عزيز .... بدأها بقوله :
الا ليت شعري هل ابيتن ليلة=بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
بيت من قصيدة عصماء هي من عيون الشعر العربي
قائل القصيدة هو:
مالك بن الريب وهو من مازن تميم.وكان فاتكاً لصا,يصيب الطريق مع شظاظٍ الضبي الذي يضرب به المثل وهو الذي يقول :
سيغنيني المليك ونصل سيفي=وكرات الكميت على التجاري
وحبس بمكه في سرقة ,فشفع فيه شماس بن عقبة المازني فاستنقذه وهو القائل في الحبس
أتلحق بالريب الرقاق ومالك=بمكة في سجن يعنيه راقبه
ثم لحق بسعيد بن عثمان بن عفان فغزا معه خرسان ,فلم يزل بها حتى مات ,ولما حضرته الوفاة قال تلك القصيدة التي يعتبرها العرب من اجود المراثي حيث رثى بها نفسه قبل الموت
المرجع/الشعر والشعراء للعلامة بن قتيبة
وقد روي ان مالك بن الريب اشتهر في أوئل العصر الأموي ,وهجا الحجاج بن يوسف بقصيدة منها هذا البيت
فلولا بنو المروان كان ابن يوسف=كما كان عبدامن عبيد إياد
فطلبه ابن يوسف ,فهرب وقطع الطريق مدة حتى لقيه سعيد بن عثمان بن عفان الذي استصلحه واصطحبه الى خرسان ويقول مالك في ذلك :
الم ترني بعت الضلالة بالهدى=واصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وعودة لمطلع القصيدة يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً=بجنب الغضىأزجي القلاصَ النواجيا
فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرضَهُ=وليتَ الغضى ماشى الركابَ لياليا
لقد كان في أهلِ الغضى لو دنا الغضى=مزارٌ ولكنّ الغضى ليسَ دانيا
والشاعر هنا يتذكر موطنه الاصلي وما اشتهرت به ارضها من كثرة الغضى ... والغضى من أفضل أنواع الحطب ويتميز بطيب رائحته ...
ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى=وأصبحتُ في جيشِ بن عفانَ غازيا
اشارةَ الى تركه قطع الطرق والسرقه وانضمامه لقوافل المجاهدين في خراسان ....
وأصبحتُ في أرضَ الأعادىّ بعدما=أراني عن أرض الأعادىّ قاصيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ=تقنعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
وهنا يشير في معنىً رائع ... أنه لما أحس بألم القرصة ودنو الأجل - وقد قيل أنه مات بسبب قرصة عقرب كانت مختبئة في حذائة في ليلة شاتية - غطى وجهه بردائه حتى لا يراه الناس خائفاً وجلاً ... فما ذاك بخلق لهذا الشاعر الفارس .
تقولُ أبنتي لمّا رأت طولَ رحلتي=سِفارك هذا تاركي لا أبا ليا
فللهِ دري يومَ أتركُ طائعاً=بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودرُ الظباءِ السانحاتِ عشيةً=يُخبرنَ أني هالكٌ من ورائيا
ودرُ الهوى من حيثُ يدعو سحابهُ=ودرُ لجاجاتي ودرُ انتهائيا
ثم يقول ... وهو يتذكر شجاعته واقدامه ... ويتذكر فرسه الأشقر ... وسيفه ورمحه ...
تذكرتُ من يبكي عليّ فلم أجد=سوى السيفِ والرمحِ الردينيّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجر عنانهُ= الى الماءِ لم يترك لهُ الموتُ ساقيا
ويختم قصيدته الرائعة المبكية بهذه الأبيات التي كأن الدموع تنساب منها على صفحات حياته التي شارفت على الإنتهاء ....
ولمّا ترآءت عند مروٍ منيتي=وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني=يقرُ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنتُ قبل اليومِ صعبَ انقياديا
فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزلا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
وقوما إذا ما استل روحي وقربا=ليَ السدر والأكفان عند فنائيا
وخطا باطراف الأسنةِ مضجعي=وردا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك اللهُ فيكما=من الأرض ذاتِ العرضِ أن توسعا ليا
وتقبلوا خالص المحبة
الا ليت شعري هل ابيتن ليلة=بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
بيت من قصيدة عصماء هي من عيون الشعر العربي
قائل القصيدة هو:
مالك بن الريب وهو من مازن تميم.وكان فاتكاً لصا,يصيب الطريق مع شظاظٍ الضبي الذي يضرب به المثل وهو الذي يقول :
سيغنيني المليك ونصل سيفي=وكرات الكميت على التجاري
وحبس بمكه في سرقة ,فشفع فيه شماس بن عقبة المازني فاستنقذه وهو القائل في الحبس
أتلحق بالريب الرقاق ومالك=بمكة في سجن يعنيه راقبه
ثم لحق بسعيد بن عثمان بن عفان فغزا معه خرسان ,فلم يزل بها حتى مات ,ولما حضرته الوفاة قال تلك القصيدة التي يعتبرها العرب من اجود المراثي حيث رثى بها نفسه قبل الموت
المرجع/الشعر والشعراء للعلامة بن قتيبة
وقد روي ان مالك بن الريب اشتهر في أوئل العصر الأموي ,وهجا الحجاج بن يوسف بقصيدة منها هذا البيت
فلولا بنو المروان كان ابن يوسف=كما كان عبدامن عبيد إياد
فطلبه ابن يوسف ,فهرب وقطع الطريق مدة حتى لقيه سعيد بن عثمان بن عفان الذي استصلحه واصطحبه الى خرسان ويقول مالك في ذلك :
الم ترني بعت الضلالة بالهدى=واصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وعودة لمطلع القصيدة يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً=بجنب الغضىأزجي القلاصَ النواجيا
فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرضَهُ=وليتَ الغضى ماشى الركابَ لياليا
لقد كان في أهلِ الغضى لو دنا الغضى=مزارٌ ولكنّ الغضى ليسَ دانيا
والشاعر هنا يتذكر موطنه الاصلي وما اشتهرت به ارضها من كثرة الغضى ... والغضى من أفضل أنواع الحطب ويتميز بطيب رائحته ...
ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى=وأصبحتُ في جيشِ بن عفانَ غازيا
اشارةَ الى تركه قطع الطرق والسرقه وانضمامه لقوافل المجاهدين في خراسان ....
وأصبحتُ في أرضَ الأعادىّ بعدما=أراني عن أرض الأعادىّ قاصيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ=تقنعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
وهنا يشير في معنىً رائع ... أنه لما أحس بألم القرصة ودنو الأجل - وقد قيل أنه مات بسبب قرصة عقرب كانت مختبئة في حذائة في ليلة شاتية - غطى وجهه بردائه حتى لا يراه الناس خائفاً وجلاً ... فما ذاك بخلق لهذا الشاعر الفارس .
تقولُ أبنتي لمّا رأت طولَ رحلتي=سِفارك هذا تاركي لا أبا ليا
فللهِ دري يومَ أتركُ طائعاً=بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودرُ الظباءِ السانحاتِ عشيةً=يُخبرنَ أني هالكٌ من ورائيا
ودرُ الهوى من حيثُ يدعو سحابهُ=ودرُ لجاجاتي ودرُ انتهائيا
ثم يقول ... وهو يتذكر شجاعته واقدامه ... ويتذكر فرسه الأشقر ... وسيفه ورمحه ...
تذكرتُ من يبكي عليّ فلم أجد=سوى السيفِ والرمحِ الردينيّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجر عنانهُ= الى الماءِ لم يترك لهُ الموتُ ساقيا
ويختم قصيدته الرائعة المبكية بهذه الأبيات التي كأن الدموع تنساب منها على صفحات حياته التي شارفت على الإنتهاء ....
ولمّا ترآءت عند مروٍ منيتي=وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنني=يقرُ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا
خذاني فجراني ببردي إليكما=فقد كنتُ قبل اليومِ صعبَ انقياديا
فيا صاحبي رحلي دنا الموتُ فانزلا= برابيةٍ إني مقيمٌ لياليا
وقوما إذا ما استل روحي وقربا=ليَ السدر والأكفان عند فنائيا
وخطا باطراف الأسنةِ مضجعي=وردا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك اللهُ فيكما=من الأرض ذاتِ العرضِ أن توسعا ليا
وتقبلوا خالص المحبة