ناصر العصيمي
04-May-2003, 11:01 AM
الحياة الزوجية أمانة ...
احيانا ما تتردد شكوى على لسان عدد كبير من الرجال وهي ان زوجته تفشي اسرار بيتها للجيران وللاهل وانه لا تحدث بينهما صغيرة او كبيرة إلا وكان الجيران على علم بها، حتى ما تطبخه في بيتها يعلم به اصدقاؤها قبل ان يتذوقه اي فرد من الاسرة مما يثير في الرجال شعورا بأنهم يعيشون في بيت من زجاج، لا خصوصية فيه ولا اسرار هذا لا يمنع ان بعض الزوجات يرددن الشكوى نفسها حول قيام الزوج بافشاء اسرار بيته لاصدقائه ولاهله. وهي عملية مؤلمة للزوجة ان تشعر ان زوجها يشكوها خاصة لوالديه اذا كانت من النوع المتسلط.
والواقع ان الحياة الزوجية (امانة) ومسؤولية مشتركة بين الزوجين يجب على كل منهما ان يصونها وفي هذا يرى الدكتور مبروك عطية الاستاذ بجامعة الازهر ان العلاقة الزوجية لها حرمتها ومكانتها فهي علاقة سكن ومودة ورحمة لقول الله تعالى: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وقال سبحانه: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها) دائرة العلاقة الزوجية اذن في رحابتها وامتدادها تنبثق منها معان رفيعة رائدة فهي ليست محصورة في الجانب الحسي وعلاقة الجسد بل ان وراءها المحافظة على بقاء النوع الانساني والاستعفاف والترابط القوي بين كل من الزوجين وبين كل من الاسرتين مما يعمل على اثراء التواصل وتنمية وشائج القربى والرحمة. وهذه الصورة وما لها من روابط وثيقة تترعرع في ظل المودة والرحمة التي أفاءها الله تعالى على تلك العلاقة الزوجية هذه المنزلة جديرة بأن تحاط برعاية فائقة وعناية بالغة من جانب كل من الزوجين لان كليهما زينة وستار للآخر وسكن ولباس له كما قال سبحانه: (هن لباس لكم وانتم لباس لهن). وقال ابن عباس وغيره في معنى هذه الآية: (هن سكن لكم وانتم سكن لهن) وقال الربيع عن انس (هن لحاف لكم وانتم لحاف لهن) تحفظا وسترا بحيث يصان البيت الزوجي عن كشف شيء منه بل تغلل داخله هالة من المودة والرحمة والمحافظة والرعاية ومن هنا فان المرأة المسلمة الصالحة مطيعة لزوجها تحفظه في غيبته في نفسها وماله وفي هذا قال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). وعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله علهي وسلم: (خير النساء امرأة اذا نظرت اليها سرتك واذا امرتها اطاعتك واذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك) وقال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) وليس امر المحافظة على هذا الجاب فحسب بل ثمة جوانب اخرى يجب الوقوف عندها فمن ذلك اسرار المأكل وغيره مما يكون عادة في البيت من الفاكهة ومستلزمات المنزل. ويضيف الدكتور مبروك عطية انه من الجوانب المهمة والجديرة بالمحافظة عليها ما يحدث من الخلافات الزوجية وهذا جانب له اهميته في وجوب تضييق دائرة الخلاف ومحاولة العلاقة الخاصة بين الزوجين نجد ان الاسلام صان هذا الجانب صيانة قوية وحذر من كشف هذا السر او الاستهانة بالتحدث به كما هو شأن المجتمعات البعيدة عن الاسلام وكل من الزوجين ملزم بالمحافظة على اسرار العلاقة بينهما. وعن اسماء بنت يزيد انها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: لعل رجلا يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأزم القوم اي سكتوا، وجلين فقلت: اي والله يا رسول الله انهم ليفعلون وانهن ليفعلن فقال: (فلا تفعلوا فانما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون) ان تلك العلاقة امانة يجب على كل من الزوجين صيانتها فمن اخطر ما يكون خيانة تلك الامانة وافشاء هذا السر. وفي النهاية يدعو الدكتور مبروك عطية كل زوج وزوجة الى حسن رعاية بيتهما والمحافظة عليه والعمل على صيانة اسراره مهما بدت صغيرة او تافهة لان صيانة الامانة من حسن خلق الاسلام.
__________________
احيانا ما تتردد شكوى على لسان عدد كبير من الرجال وهي ان زوجته تفشي اسرار بيتها للجيران وللاهل وانه لا تحدث بينهما صغيرة او كبيرة إلا وكان الجيران على علم بها، حتى ما تطبخه في بيتها يعلم به اصدقاؤها قبل ان يتذوقه اي فرد من الاسرة مما يثير في الرجال شعورا بأنهم يعيشون في بيت من زجاج، لا خصوصية فيه ولا اسرار هذا لا يمنع ان بعض الزوجات يرددن الشكوى نفسها حول قيام الزوج بافشاء اسرار بيته لاصدقائه ولاهله. وهي عملية مؤلمة للزوجة ان تشعر ان زوجها يشكوها خاصة لوالديه اذا كانت من النوع المتسلط.
والواقع ان الحياة الزوجية (امانة) ومسؤولية مشتركة بين الزوجين يجب على كل منهما ان يصونها وفي هذا يرى الدكتور مبروك عطية الاستاذ بجامعة الازهر ان العلاقة الزوجية لها حرمتها ومكانتها فهي علاقة سكن ومودة ورحمة لقول الله تعالى: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وقال سبحانه: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها) دائرة العلاقة الزوجية اذن في رحابتها وامتدادها تنبثق منها معان رفيعة رائدة فهي ليست محصورة في الجانب الحسي وعلاقة الجسد بل ان وراءها المحافظة على بقاء النوع الانساني والاستعفاف والترابط القوي بين كل من الزوجين وبين كل من الاسرتين مما يعمل على اثراء التواصل وتنمية وشائج القربى والرحمة. وهذه الصورة وما لها من روابط وثيقة تترعرع في ظل المودة والرحمة التي أفاءها الله تعالى على تلك العلاقة الزوجية هذه المنزلة جديرة بأن تحاط برعاية فائقة وعناية بالغة من جانب كل من الزوجين لان كليهما زينة وستار للآخر وسكن ولباس له كما قال سبحانه: (هن لباس لكم وانتم لباس لهن). وقال ابن عباس وغيره في معنى هذه الآية: (هن سكن لكم وانتم سكن لهن) وقال الربيع عن انس (هن لحاف لكم وانتم لحاف لهن) تحفظا وسترا بحيث يصان البيت الزوجي عن كشف شيء منه بل تغلل داخله هالة من المودة والرحمة والمحافظة والرعاية ومن هنا فان المرأة المسلمة الصالحة مطيعة لزوجها تحفظه في غيبته في نفسها وماله وفي هذا قال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). وعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله علهي وسلم: (خير النساء امرأة اذا نظرت اليها سرتك واذا امرتها اطاعتك واذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك) وقال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) وليس امر المحافظة على هذا الجاب فحسب بل ثمة جوانب اخرى يجب الوقوف عندها فمن ذلك اسرار المأكل وغيره مما يكون عادة في البيت من الفاكهة ومستلزمات المنزل. ويضيف الدكتور مبروك عطية انه من الجوانب المهمة والجديرة بالمحافظة عليها ما يحدث من الخلافات الزوجية وهذا جانب له اهميته في وجوب تضييق دائرة الخلاف ومحاولة العلاقة الخاصة بين الزوجين نجد ان الاسلام صان هذا الجانب صيانة قوية وحذر من كشف هذا السر او الاستهانة بالتحدث به كما هو شأن المجتمعات البعيدة عن الاسلام وكل من الزوجين ملزم بالمحافظة على اسرار العلاقة بينهما. وعن اسماء بنت يزيد انها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: لعل رجلا يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأزم القوم اي سكتوا، وجلين فقلت: اي والله يا رسول الله انهم ليفعلون وانهن ليفعلن فقال: (فلا تفعلوا فانما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون) ان تلك العلاقة امانة يجب على كل من الزوجين صيانتها فمن اخطر ما يكون خيانة تلك الامانة وافشاء هذا السر. وفي النهاية يدعو الدكتور مبروك عطية كل زوج وزوجة الى حسن رعاية بيتهما والمحافظة عليه والعمل على صيانة اسراره مهما بدت صغيرة او تافهة لان صيانة الامانة من حسن خلق الاسلام.
__________________