محمد الحمد
01-Aug-2006, 04:03 PM
الشاعر ( رشيد الحمد ) يرحمه الله ، جوانب من سيرته ، ومقتطفات من شعره
شاعرنا في هذا الموضوع ... شاعر من أهل الزلفي في قلب الجزيرة العربية .
عاش في القرن الثالث عشر الهجري ، وعرف بجزالة الشعر ، وتنوع الأغراض والتشبيهات والرموز والكنايات الشعرية كما أشتهر بشعره وحكمه وشوارده الجيدة .
ذالك هو (رشيد الحمد) ، وهذه محاولة لرسم سطور من سيرته الشعرية :
هو : ( رشيد بن علي بن حمد بن رشيد بن حمد بن راشد بن صالح بن علي بن محمد )
يرجع نسبه إلى الأساعدة من الروقة من قبيلة عتيبة .
ولد : في شعيب سمنان ، وهو واد من أودية الزلفي سنة 1223هـ (1808م) تقريباً، وتوفي على قول سنة 1302هـ (1884م) ، ولكن الأستاذ : عادل الحمد الذي يعد كتاباً عن شاعرنا أخبرنا أن وفاته على الأرجح بين عامي 1310هـ و 1312هـ
(1892 و 1894م) ، نقلا عن رواية لابن أخي الشاعر الوجيه الكويتي المعروف خالد بن عبد اللطيف الحمد الذي قال : ( توفي العم رشيد في الزلفي ، وقد ورد نعيه ونحن في الزبير ، وكان عمري حينئذ بين السابعة والتاسعة ، فكنت أعي الحدث الذي جرى وعيا جيدا ) . وبمعرفة أن خالد الحمد المتوفى سنة 1419هـ قد ولد في الزبير سنة 1303هـ تتضح لنا السنة التي توفي بها شاعرنا على وجه التقريب .
وأفاد الأستاذ عادل الحمد أن شعر رشيد الحمد قد ضاع أكثره وأحرقت أوراق أحتوت على شعره وشعر ابنه ناصر الذي ذهب كل شعره غير قصيدة واحدة ، ولكن محدثنا استطاع جمع عدد لابأس به من الأشعار يتجاوز عددها الثلاثين متفاوتة الطول ، ويمهد حالياً لطبعها .
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من قصائد رشيد الحمد في مدح آل رشيد موجودة في مخطوطة الصويغ ، ولعل في مخطوطات الشعر النبطي التي لم تنشر بعد شيئاً من تراث هذا الشاعر .
ومن الأدلة على قيمة أشعار رشيد الحمد حتى لدى العلماء ماروي من أن رجلاً من أهل الزلفي سأل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ عن الشرك ، وبعض أمور التوحيد ، فسأله الشيخ : ( أوما سمعت قصيدة شاعركم رشيد العلي ؟ ) ويقصد الشيخ قول شاعرنا :
السنة الغرا كما الصبح ، وان بان= تمسي وتصبح كل يوم جديدة
لو قمت بالتوحيد مع كل الأركان = وواليت ضده ، فأنت مالك شريدة
كم واحدٍ يطبع على قلبه الران = يقرأ كتاب الله وهو مايفيده
من حارب الله ماتزبنه الأوطان = تهتوا طريق الرشد ياغزل عيده
ومن أبيات رشيد الحمد المشهورة في التوكل على الله في طلب الرزق قوله :
إلى رزقنا الله .. فلا ناب بخلان= من رزقنا .. ترزق يدينٍ كثيرة
حنا كما طير يخفق بجنحان= نضرب حراوي رزقنا كل ديرة
ولرشيد الحمد قصيدة في الاستغاثة لما شح المطر ، ولها قصة تشبه القصة المشهورة عن محسن الهزاني ، وذالك أن أهل الزلفي شح عليهم المطر فاستغاثوا الله ، ولم يدعوا رشيد الحمد للصلاة معهم لما عرف عنه من تدخين التبغ ، ولم يقدر الله أن يغاثوا بالمطر .
فلما علم رشيد الحمد بذالك صبر بعد صلاتهم أسبوعاً لعلهم يغاثوا ثم ذهب إلى كتاب أبناء العقيدة ، وطلب من مطوعه السماح للأولاد بالخروج معه وسعى إلى المصلى الكائن في مفيض شعيب سمنان ، وصلى الإستغاثة بالأولاد ، وصار يدعو ، والأولاد يؤمنون ثم أنشد قصيدته التي ما إن بدأ بقرائتها حتى بدأت السحب بالتجمع بقدرة الله ورحمته ، وما أن أنتهى من القصيدة حتى كانت الأمطار تنهمر من السماء ، وأستمرت عدة أيام .
ويذكر عادل الحمد عن بعض كبار جماعته أن هذه القصيدة التي تعرف بالتوبة هي آخر ماقاله رشيد الحمد من شعر ثم تاب بعدها عن القريض إلى أن توفاه الله ، وسميت تلك السنة عند أهل الزلفي بسنة ( سقيا رشيد ) .
والقصيدة طويلة ، وقد ضاع معظمها ، ولم يصل منها إلى هذه الأبيات :
ياعبد لاتشحن ترى الرزق مضمون = أوصيك ، وأوصي شح نفسي بالايقان
دنيا تزول . ومن عليها يزولون = يبقى العمل محصي علينا بضبطان
أحذر تطيع ابليس ، فابليس ملعون= عندك هوى نفسك ، ومع النفس شيطان
بالليل لاترقد مع اللي ينامون =أغسل ، وصل ، وينكمت كل فسقان
احرص على الجنة ، ولاتتبع الهون= ولاتطاوع كل تايه وحيران
لكن خشوم المزن للي يخيلون = خيلٍ ترد من المغاتير شذان
يوم ارتكب ثم انسكب ماه مازون =يحداه ميكال إلى فروع سمنان
تنقر لها الغربي ، والأخرى لها عون = بامر الوالي سيله على الحزم طوفان
تلقى الزبيدي عقب ماسال يجنون = بيض تلاوح كنها روس طليان
ومن القصائد الدالة على نمط الحياة التي كان يعيشها رشيد الحمد قصيدة قالها عندما استدان من بعض التجار مالاً على أن يوفيهم من ثمر نخله ، وهو في هذه الأبيات الطريفة يعبر عن حبه للزرع ، ويتحدث عن الدائنين :
جعل من لامني بالغرس فسقاني = لعل من لامني به تنهدم دوره
أحبه الصبح ، وأحبه مسياني = والحب الآخر ليا بين بكافوره
والحب الاكبر ليا شفته بالاعياني = على الجرايد سواة الجوخ منشورة
أتعب عليه الدهر ، واوفيه دياني = متمركي يامرٍ علي بباكورة
رجليه ملسٍ ، ورجلي تقل ثعباني = من كثر ماأفجر الحيضان بفجوره
لى جيت ابي مكتبٍ رحب وقهواني = وليا شكل ذمتي لقاني صرصورة
عشاه قرص عليه جنوب خرفاني = وعشاي دب القرع .. ماهي بمقفورة
أزيد له وزنهٍ ، ويطيع كوباني = ثمً لعوج الطلايب يرتحل كوره
حتروش هين .. ينف بي واحد ثاني = ثور بداه الشحم مع راس جرجورة
يقول لي غر : ترى باللغف قطعاني = عواذرٍ علهن الصيف بمطوره
ومن قصائد رشيد الحمد تلك التي قالها يدافع بها عن ابن عمه أمير التنومة في الأسياح (أبن فهيد الأسعدي) عندما هجاه أحد الشعراء بسبب حادثة معينة ليس هنا مجال تفصيلها ، وكان ذالك الشاعر من أسرة المطموح المعروفة من قبيلة عنزة ، فيقول رشيد مدافعاً عن أبن عمه :
ياراكبٍ عملية تسبق الصيد = عمليةٍ دب الدهر مستريحة
ماشق له نابٍ ، ولابان له ديد = تمشي يهون ، والركايب مشيحة
تسرح من الزلفي ضحي ًٌ بتنديد = والعصر يزمي لك طريفٍ وكحيله
تلفي المطوطح شوق مسلوبة الجيد = اللي نهار الكون يطحس طريحه
جانا جوابك يوم رديت بفهيد = ياشين مابدلتها في مديحه
لي لابة مثل الفهود الملابيد = تبغى على مثلك إلى حل صيحة
أخاف توهف بك بخطو المزانيد = والا براس الرمح مثل الشريحة
لقيت عنده مثل عيال اجاويد = لى شاف غرات العرب مايبيحه
حكوا بها بأسواق نجد ، وهل فيد = وشبيتها بين الخلايق بشيحة
ومن شعر رشيد الحمد أيضاً قوله :
ماقيل صار ، وكل ماقيل معلوم = العلم جابه لي صديقٍ بطيني
ناسٍ تضاحك لي بالالسن ، هي قوم = صدقان لي ، وقلوبهم ماتبيني
والحمد هو الذي رد على عرضة علي الخياط الشهورة ، والتي منها البيت المشهور :
هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد = لى فزعن البيض نحمي جالها
ومن رد الحمد قوله :
بندقك يالخياط من صافي الحديد = مير البلا والعيب من نقالها
ياما ذبحنا دون غضات تمهيد = جنايزٍ ترمى ، ولا أحد شالها
وختاماً نذكر أن شاعرنا رشيد بن علي الحمد توفي عن وليد هما :
( ناصر ، وسليمان ) ، ولهما ذرية كبيرة تبلغ حالياً قرابة التسعين ذكراً متوزعين بين الزلفي والكويت والرياض والمدينة المنورة ، ومن بينهم الأديب الكويتي الروائي : حمد الحمد ، وهو حمد بن بن عبد المحسن بن محمد بن ناصر بن رشيد الحمد ، وقد ساعدنا مشكوراً في جمع مادة هذه الكتابة ، وجمعنا بالأستاذ الباحث : عادل بن علي بن عبد اللطيف بن عبد الله بن علي الحمد ، الذي يرجع نسبه لعبد الله أحد أخوة شاعرنا رشيد الذي يبلغ عددهم خمسة : ( أحمد ، وعبد الله ، وإبراهيم ، وصالح ، ومحمد ) ، وتجدر الإشارة إلى أن آل حمد حالياً يبلغ عددهم حوالي 440 ذكراً نصفهم في الزلفي ، والبقية في الكويت ، والرياض ، والمدينة ، وعدد من مدن المملكة العربية السعودية .
ومن أبناء هذه الأسرة البارزين بدولة الكويت :
وزير التربية والتعليم السابق بالكويت الدكتور:رشيد حمد الحمد .
أيضاً وزير الأوقاف سابقاً بالكويت الشيخ : محمد أحمد الحمد .
ووزير المالية سابقاً الشيخ : عبد اللطيف الحمد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رشيد الحمد : صفحات من سيرة شاعر .
المصدر : مجلة المختلف ، العدد 180 ، السنة الثامنة عشر - يوليو 2006
شاعرنا في هذا الموضوع ... شاعر من أهل الزلفي في قلب الجزيرة العربية .
عاش في القرن الثالث عشر الهجري ، وعرف بجزالة الشعر ، وتنوع الأغراض والتشبيهات والرموز والكنايات الشعرية كما أشتهر بشعره وحكمه وشوارده الجيدة .
ذالك هو (رشيد الحمد) ، وهذه محاولة لرسم سطور من سيرته الشعرية :
هو : ( رشيد بن علي بن حمد بن رشيد بن حمد بن راشد بن صالح بن علي بن محمد )
يرجع نسبه إلى الأساعدة من الروقة من قبيلة عتيبة .
ولد : في شعيب سمنان ، وهو واد من أودية الزلفي سنة 1223هـ (1808م) تقريباً، وتوفي على قول سنة 1302هـ (1884م) ، ولكن الأستاذ : عادل الحمد الذي يعد كتاباً عن شاعرنا أخبرنا أن وفاته على الأرجح بين عامي 1310هـ و 1312هـ
(1892 و 1894م) ، نقلا عن رواية لابن أخي الشاعر الوجيه الكويتي المعروف خالد بن عبد اللطيف الحمد الذي قال : ( توفي العم رشيد في الزلفي ، وقد ورد نعيه ونحن في الزبير ، وكان عمري حينئذ بين السابعة والتاسعة ، فكنت أعي الحدث الذي جرى وعيا جيدا ) . وبمعرفة أن خالد الحمد المتوفى سنة 1419هـ قد ولد في الزبير سنة 1303هـ تتضح لنا السنة التي توفي بها شاعرنا على وجه التقريب .
وأفاد الأستاذ عادل الحمد أن شعر رشيد الحمد قد ضاع أكثره وأحرقت أوراق أحتوت على شعره وشعر ابنه ناصر الذي ذهب كل شعره غير قصيدة واحدة ، ولكن محدثنا استطاع جمع عدد لابأس به من الأشعار يتجاوز عددها الثلاثين متفاوتة الطول ، ويمهد حالياً لطبعها .
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من قصائد رشيد الحمد في مدح آل رشيد موجودة في مخطوطة الصويغ ، ولعل في مخطوطات الشعر النبطي التي لم تنشر بعد شيئاً من تراث هذا الشاعر .
ومن الأدلة على قيمة أشعار رشيد الحمد حتى لدى العلماء ماروي من أن رجلاً من أهل الزلفي سأل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ عن الشرك ، وبعض أمور التوحيد ، فسأله الشيخ : ( أوما سمعت قصيدة شاعركم رشيد العلي ؟ ) ويقصد الشيخ قول شاعرنا :
السنة الغرا كما الصبح ، وان بان= تمسي وتصبح كل يوم جديدة
لو قمت بالتوحيد مع كل الأركان = وواليت ضده ، فأنت مالك شريدة
كم واحدٍ يطبع على قلبه الران = يقرأ كتاب الله وهو مايفيده
من حارب الله ماتزبنه الأوطان = تهتوا طريق الرشد ياغزل عيده
ومن أبيات رشيد الحمد المشهورة في التوكل على الله في طلب الرزق قوله :
إلى رزقنا الله .. فلا ناب بخلان= من رزقنا .. ترزق يدينٍ كثيرة
حنا كما طير يخفق بجنحان= نضرب حراوي رزقنا كل ديرة
ولرشيد الحمد قصيدة في الاستغاثة لما شح المطر ، ولها قصة تشبه القصة المشهورة عن محسن الهزاني ، وذالك أن أهل الزلفي شح عليهم المطر فاستغاثوا الله ، ولم يدعوا رشيد الحمد للصلاة معهم لما عرف عنه من تدخين التبغ ، ولم يقدر الله أن يغاثوا بالمطر .
فلما علم رشيد الحمد بذالك صبر بعد صلاتهم أسبوعاً لعلهم يغاثوا ثم ذهب إلى كتاب أبناء العقيدة ، وطلب من مطوعه السماح للأولاد بالخروج معه وسعى إلى المصلى الكائن في مفيض شعيب سمنان ، وصلى الإستغاثة بالأولاد ، وصار يدعو ، والأولاد يؤمنون ثم أنشد قصيدته التي ما إن بدأ بقرائتها حتى بدأت السحب بالتجمع بقدرة الله ورحمته ، وما أن أنتهى من القصيدة حتى كانت الأمطار تنهمر من السماء ، وأستمرت عدة أيام .
ويذكر عادل الحمد عن بعض كبار جماعته أن هذه القصيدة التي تعرف بالتوبة هي آخر ماقاله رشيد الحمد من شعر ثم تاب بعدها عن القريض إلى أن توفاه الله ، وسميت تلك السنة عند أهل الزلفي بسنة ( سقيا رشيد ) .
والقصيدة طويلة ، وقد ضاع معظمها ، ولم يصل منها إلى هذه الأبيات :
ياعبد لاتشحن ترى الرزق مضمون = أوصيك ، وأوصي شح نفسي بالايقان
دنيا تزول . ومن عليها يزولون = يبقى العمل محصي علينا بضبطان
أحذر تطيع ابليس ، فابليس ملعون= عندك هوى نفسك ، ومع النفس شيطان
بالليل لاترقد مع اللي ينامون =أغسل ، وصل ، وينكمت كل فسقان
احرص على الجنة ، ولاتتبع الهون= ولاتطاوع كل تايه وحيران
لكن خشوم المزن للي يخيلون = خيلٍ ترد من المغاتير شذان
يوم ارتكب ثم انسكب ماه مازون =يحداه ميكال إلى فروع سمنان
تنقر لها الغربي ، والأخرى لها عون = بامر الوالي سيله على الحزم طوفان
تلقى الزبيدي عقب ماسال يجنون = بيض تلاوح كنها روس طليان
ومن القصائد الدالة على نمط الحياة التي كان يعيشها رشيد الحمد قصيدة قالها عندما استدان من بعض التجار مالاً على أن يوفيهم من ثمر نخله ، وهو في هذه الأبيات الطريفة يعبر عن حبه للزرع ، ويتحدث عن الدائنين :
جعل من لامني بالغرس فسقاني = لعل من لامني به تنهدم دوره
أحبه الصبح ، وأحبه مسياني = والحب الآخر ليا بين بكافوره
والحب الاكبر ليا شفته بالاعياني = على الجرايد سواة الجوخ منشورة
أتعب عليه الدهر ، واوفيه دياني = متمركي يامرٍ علي بباكورة
رجليه ملسٍ ، ورجلي تقل ثعباني = من كثر ماأفجر الحيضان بفجوره
لى جيت ابي مكتبٍ رحب وقهواني = وليا شكل ذمتي لقاني صرصورة
عشاه قرص عليه جنوب خرفاني = وعشاي دب القرع .. ماهي بمقفورة
أزيد له وزنهٍ ، ويطيع كوباني = ثمً لعوج الطلايب يرتحل كوره
حتروش هين .. ينف بي واحد ثاني = ثور بداه الشحم مع راس جرجورة
يقول لي غر : ترى باللغف قطعاني = عواذرٍ علهن الصيف بمطوره
ومن قصائد رشيد الحمد تلك التي قالها يدافع بها عن ابن عمه أمير التنومة في الأسياح (أبن فهيد الأسعدي) عندما هجاه أحد الشعراء بسبب حادثة معينة ليس هنا مجال تفصيلها ، وكان ذالك الشاعر من أسرة المطموح المعروفة من قبيلة عنزة ، فيقول رشيد مدافعاً عن أبن عمه :
ياراكبٍ عملية تسبق الصيد = عمليةٍ دب الدهر مستريحة
ماشق له نابٍ ، ولابان له ديد = تمشي يهون ، والركايب مشيحة
تسرح من الزلفي ضحي ًٌ بتنديد = والعصر يزمي لك طريفٍ وكحيله
تلفي المطوطح شوق مسلوبة الجيد = اللي نهار الكون يطحس طريحه
جانا جوابك يوم رديت بفهيد = ياشين مابدلتها في مديحه
لي لابة مثل الفهود الملابيد = تبغى على مثلك إلى حل صيحة
أخاف توهف بك بخطو المزانيد = والا براس الرمح مثل الشريحة
لقيت عنده مثل عيال اجاويد = لى شاف غرات العرب مايبيحه
حكوا بها بأسواق نجد ، وهل فيد = وشبيتها بين الخلايق بشيحة
ومن شعر رشيد الحمد أيضاً قوله :
ماقيل صار ، وكل ماقيل معلوم = العلم جابه لي صديقٍ بطيني
ناسٍ تضاحك لي بالالسن ، هي قوم = صدقان لي ، وقلوبهم ماتبيني
والحمد هو الذي رد على عرضة علي الخياط الشهورة ، والتي منها البيت المشهور :
هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد = لى فزعن البيض نحمي جالها
ومن رد الحمد قوله :
بندقك يالخياط من صافي الحديد = مير البلا والعيب من نقالها
ياما ذبحنا دون غضات تمهيد = جنايزٍ ترمى ، ولا أحد شالها
وختاماً نذكر أن شاعرنا رشيد بن علي الحمد توفي عن وليد هما :
( ناصر ، وسليمان ) ، ولهما ذرية كبيرة تبلغ حالياً قرابة التسعين ذكراً متوزعين بين الزلفي والكويت والرياض والمدينة المنورة ، ومن بينهم الأديب الكويتي الروائي : حمد الحمد ، وهو حمد بن بن عبد المحسن بن محمد بن ناصر بن رشيد الحمد ، وقد ساعدنا مشكوراً في جمع مادة هذه الكتابة ، وجمعنا بالأستاذ الباحث : عادل بن علي بن عبد اللطيف بن عبد الله بن علي الحمد ، الذي يرجع نسبه لعبد الله أحد أخوة شاعرنا رشيد الذي يبلغ عددهم خمسة : ( أحمد ، وعبد الله ، وإبراهيم ، وصالح ، ومحمد ) ، وتجدر الإشارة إلى أن آل حمد حالياً يبلغ عددهم حوالي 440 ذكراً نصفهم في الزلفي ، والبقية في الكويت ، والرياض ، والمدينة ، وعدد من مدن المملكة العربية السعودية .
ومن أبناء هذه الأسرة البارزين بدولة الكويت :
وزير التربية والتعليم السابق بالكويت الدكتور:رشيد حمد الحمد .
أيضاً وزير الأوقاف سابقاً بالكويت الشيخ : محمد أحمد الحمد .
ووزير المالية سابقاً الشيخ : عبد اللطيف الحمد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رشيد الحمد : صفحات من سيرة شاعر .
المصدر : مجلة المختلف ، العدد 180 ، السنة الثامنة عشر - يوليو 2006