النافذ
20-Jul-2006, 05:13 PM
ديفيد آر فرانسيز- كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة: زينب كمال
مفكرة الإسلام : أنفق المواطنون الأمريكيون مبلغ تريليون دولار من أجل الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الأمريكية في كوريا الشمالية منذ انتهاء الحرب بينهما في عام 1953. وقد ظلت هذه القواعد في مواقعها هناك على الرغم من تقلص حجمها.
ويتساءل بعض المحللين هل ستقوم الولايات المتحدة بالاحتفاظ بتلك القواعد 'الثابتة' والتي تكلفها الكثير في العراق لمدة عشرين عامًا قادمة أو نحو ذلك. [البنتاجون يتجنب عامة استخدام تعبير 'دائمة' عند الإشارة إلى مئات القواعد الأمريكية حول العالم].
وفي مقابل ذلك, إذا قررت الولايات المتحدة مغادرة العراق- ربما بسبب المخاطر البالغة التي قد تتعرض لها نتيجة لاندلاع حرب أهلية شاملة- فإن الجنود الأمريكيين يمكن أن يأخذوا أسلحتهم ومعداتهم وأن يخرجوا من العراق بسرعة هائلة, حيث من الممكن أن يعودوا إلى بلادهم في غضون شهر واحد, وهذا طبقًا لحسابات جون بايك, مدير موقع جلوبال سيكيوريتي دوت كوم المتخصص في الشئون العسكرية.
ولكن جوردون أدامز, رئيس قسم دراسات السياسة الأمنية بجامعة جورج واشنطن يرى أن رحيل القوات الأمريكية ربما يستغرق ثلاثة أشهر, وأن استئجار طائرة بضائع أوكرانية ضخمة من نوع Antonov قد يسرع من عملية ترحيل القوات.
ومع ذلك, فإنه حتى الآن يبدو من الواضح أن البنتاجون يفضل الاحتفاظ بقواعده في العراق. فقد أنفق بالفعل مليار دولار أو ما يزيد عن ذلك على هذه القواعد لتزويدها ببعض المخابئ الأرضية وغيرها من التجهيزات التي تميز القواعد طويلة المدى. وتشمل ميزانية الطوارئ اللازمة لتغطية النفقات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان والتي تبلغ قيمتها 67.6 بليون دولار مبلغ 348 مليون دولار مخصصة لإنشاء مزيد من القواعد.
وقد أقر البيت الأبيض الشهر الماضي هذه الاعتمادات المالية الإضافية وسوف يتم عرضها قريبًا على مجلس الشيوخ.
ويتوقع الكثير أن البنتاجون سوف يسحب عددًا لا بأس به من القوات الأمريكية في العراق قبل إجراء الانتخابات النصفية للكونجرس، والمقرر أن تتم بعد ثمانية أشهر من الآن. ومع ذلك لم يستبعد أي مسئول أمريكي أو بريطاني كبير إبقاء قواعد دائمة في العراق.
وقد صرح وزير الدفاع الأمريكي, 'دونالد رامسفيلد' لأحد جنود البحرية في حوار أجراه معه في شهر ديسمبر الماضي: 'ليس هناك أي خطط في الوقت الحالي للاحتفاظ بقواعد طويلة المدى في البلاد '. ولكنه قال أيضًا: إن الولايات المتحدة قد تناقش إحلال قوات أمريكية في العراق مع الحكومة العراقية الجديدة.
وعندما صرح الرئيس بوش للصحف في 21 مارس أن 'رؤساء العراق المستقبليين وحكوماتها المستقبلية' هم الذين سوف يتولون تحديد التوقيت الذي يتم فيه إنهاء الوجود الأمريكي بالعراق, زاد تصريحه هذا من التوقعات بأن العديد من القواعد الموجودة في العراق والتي يبلغ عددها تقريبًا 75 قاعدة سوف تظل محتلة من قبل القوات الأمريكية لأمد بعيد.
لقد كره الشعب الأمريكي حرب العراق إلى الحد الذي جعل القانون الذي ينص على أن الولايات المتحدة ليس لديها 'خطط لإقامة وجود عسكري دائم في العراق' يتم تمريره بمجلس الشيوخ الشهر الماضي دون أن يلقى أي اعتراض من أي من الجمهوريين.
كان هذا القرار قد تم إدراجه في مشروع القانون الخاص بالميزانية الإضافية التي تبلغ 67.6 بليون دولار والذي قام توماس ألين عضو مجلس النواب بعرضه على المجلس. لقد قام النائب توماس ألين بإدراج القرار ضمن الفاتورة البالغة 67.6 بليون دولار . ويتوقع ألين أن يتم رفضه من قبل الأغلبية الجمهورية عندما يتم مناقشته داخل مجلس الشيوخ الشهر الجاري. ولكنه يقول: إن الكثير من العراقيين يعتقدون أن الهدف الحقيقي من الغزو الأمريكي هو ضمان الوصول إلى احتياطيات العراق النفطية الهائلة وأن حقيقة وجود قواعد أمريكية دائمة في العراق سوف تعمل على تأكيد هذه المخاوف مما يزيد من تأجج المقاومة.
قد تكون هذه المخاوف هي السبب في محاولة المسئولين العسكريين التملص من التصريح باحتفاظهم بقواعد أمريكية دائمة في العراق.
على أي حال, بعض القواعد الأمريكية تعد ضخمة مثل معسكر أناكوندا بالقرب من مدينة بلد التي تقع شمال بغداد وتبلغ مساحتها 15ميلاً مربعًا, وبها حمامان للسباحة وصالة للألعاب وملعب جولف مصغر, ودار جديدة لعرض الأفلام السينمائية. ومن بين العشرين ألف جندي الذين يوجدون في القاعدة الجوية, العدد الذي يغادر القاعدة في المرة الواحدة لا يبلغ الألف مما يزيد من مخاطر تعرضهم لهجمات.
ويعرض الخبراء والأكاديميون عددًا من الأسباب الإستراتيجية التي دفعت الولايات المتحدة للاحتفاظ بهذه القواعد. يقول زولتان جروسمان وهو عالم جغرافيا بجامعة 'إيفرجريين ستيت' في أوليمبيا بواشنطن إنه منذ سقوط حائط برلين في عام 1989, أقامت الولايات المتحدة سلسلة مكونة من 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستان لا تشمل القواعد العراقية الحالية. وأوضح ذلك بأن الولايات المتحدة تسعى لإقامة ' منطقة نفوذ' لها في المنطقة.
وقال جروسمان: إن 'الأمر شديد الخطورة' حيث إنه يستحث شن هجمات على القواعد ويعرض الولايات المتحدة لمخاطر الدخول في الصراعات العرقية والدينية المشتعلة في المنطقة. كما أنه يمكن أن يتسبب في 'ضربة مضادة' للولايات المتحدة, تمامًا مثلما كانت القواعد الأمريكية الموجودة في المملكة العربية السعودية حافزًا جزئيًا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001.
ولكن جوزيف جيرسون ـ مؤلف كتاب عن القواعد الأمريكية حول العالم ـ كان له نظرية أخرى وهي أن القواعد والحرب تهدف إلى بقاء السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط بمصادره النفطية الهائلة. وقال: إن الولايات المتحدة قد قامت بإحلال 40.000 مجند في قواعدها المنتشرة حول العالم.
إن وضع قوات عسكرية بالخارج يمكن أن يكون أكثر تكلفة من بقاء القوات داخل بلادها, ويتوقع السيد بايك أن النفقات اللازمة لبقاء قواعد أمريكية عاملة في العراق لن يكلف الولايات المتحدة إلا 'بضعة بلايين' في السنة. ولكن التكاليف الإضافية قد تشمل عمليات تدوير القوات, ونفقات المعارك, وبدلات الانفصال لأسر الجنود, هذا بالإضافة إلى تكلفة وقود الطائرات والدبابات وغيرها من المعدات.
لقد كلفت حرب العراق الولايات المتحدة حتى الآن مبلغ 280 بليون دولار.
ويتوقع السيد بايك أن الولايات المتحدة سوف تتذرع بكل 'أنواع الأسباب' كي لا تترك العراق. فالولايات المتحدة, على سبيل المثال, تقوم بتدريب الوحدات العراقية المقاتلة, ولكنها لا تدعمها. فالقوات العراقية تعتمد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف تزودها بالأسلحة. ومع ذلك فإن الجيش العراقي ليس لديه أي طائرات حربية ولا يملك إلا 24 دبابة, ولهذا يقول بايك: إن العراق يعد 'محمية' أمريكية, حيث إن الولايات المتحدة لم تقم حتى الآن ببناء جيش حقيقي.
ويمكن أن تتذرع الولايات المتحدة بأنها- كقوة محتلة- ملزمة بأن تركت خلفها حكومة مستقرة, وهو الأمر الذي سوف يستغرق أعوامًا. كما يمكنها أن تقول: إن قواتها ينبغي أن تظل في العراق لمنع حدوث حرب أهلية دامية.
هذا إلى جانب أن حركة السلام الأمريكية أصبحت اليوم ' في حالة يرثى لها' وبهذا فهي لن تتمكن من إرغام الولايات المتحدة على الانسحاب سريعًا من العراق.
ترجمة: زينب كمال
مفكرة الإسلام : أنفق المواطنون الأمريكيون مبلغ تريليون دولار من أجل الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الأمريكية في كوريا الشمالية منذ انتهاء الحرب بينهما في عام 1953. وقد ظلت هذه القواعد في مواقعها هناك على الرغم من تقلص حجمها.
ويتساءل بعض المحللين هل ستقوم الولايات المتحدة بالاحتفاظ بتلك القواعد 'الثابتة' والتي تكلفها الكثير في العراق لمدة عشرين عامًا قادمة أو نحو ذلك. [البنتاجون يتجنب عامة استخدام تعبير 'دائمة' عند الإشارة إلى مئات القواعد الأمريكية حول العالم].
وفي مقابل ذلك, إذا قررت الولايات المتحدة مغادرة العراق- ربما بسبب المخاطر البالغة التي قد تتعرض لها نتيجة لاندلاع حرب أهلية شاملة- فإن الجنود الأمريكيين يمكن أن يأخذوا أسلحتهم ومعداتهم وأن يخرجوا من العراق بسرعة هائلة, حيث من الممكن أن يعودوا إلى بلادهم في غضون شهر واحد, وهذا طبقًا لحسابات جون بايك, مدير موقع جلوبال سيكيوريتي دوت كوم المتخصص في الشئون العسكرية.
ولكن جوردون أدامز, رئيس قسم دراسات السياسة الأمنية بجامعة جورج واشنطن يرى أن رحيل القوات الأمريكية ربما يستغرق ثلاثة أشهر, وأن استئجار طائرة بضائع أوكرانية ضخمة من نوع Antonov قد يسرع من عملية ترحيل القوات.
ومع ذلك, فإنه حتى الآن يبدو من الواضح أن البنتاجون يفضل الاحتفاظ بقواعده في العراق. فقد أنفق بالفعل مليار دولار أو ما يزيد عن ذلك على هذه القواعد لتزويدها ببعض المخابئ الأرضية وغيرها من التجهيزات التي تميز القواعد طويلة المدى. وتشمل ميزانية الطوارئ اللازمة لتغطية النفقات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان والتي تبلغ قيمتها 67.6 بليون دولار مبلغ 348 مليون دولار مخصصة لإنشاء مزيد من القواعد.
وقد أقر البيت الأبيض الشهر الماضي هذه الاعتمادات المالية الإضافية وسوف يتم عرضها قريبًا على مجلس الشيوخ.
ويتوقع الكثير أن البنتاجون سوف يسحب عددًا لا بأس به من القوات الأمريكية في العراق قبل إجراء الانتخابات النصفية للكونجرس، والمقرر أن تتم بعد ثمانية أشهر من الآن. ومع ذلك لم يستبعد أي مسئول أمريكي أو بريطاني كبير إبقاء قواعد دائمة في العراق.
وقد صرح وزير الدفاع الأمريكي, 'دونالد رامسفيلد' لأحد جنود البحرية في حوار أجراه معه في شهر ديسمبر الماضي: 'ليس هناك أي خطط في الوقت الحالي للاحتفاظ بقواعد طويلة المدى في البلاد '. ولكنه قال أيضًا: إن الولايات المتحدة قد تناقش إحلال قوات أمريكية في العراق مع الحكومة العراقية الجديدة.
وعندما صرح الرئيس بوش للصحف في 21 مارس أن 'رؤساء العراق المستقبليين وحكوماتها المستقبلية' هم الذين سوف يتولون تحديد التوقيت الذي يتم فيه إنهاء الوجود الأمريكي بالعراق, زاد تصريحه هذا من التوقعات بأن العديد من القواعد الموجودة في العراق والتي يبلغ عددها تقريبًا 75 قاعدة سوف تظل محتلة من قبل القوات الأمريكية لأمد بعيد.
لقد كره الشعب الأمريكي حرب العراق إلى الحد الذي جعل القانون الذي ينص على أن الولايات المتحدة ليس لديها 'خطط لإقامة وجود عسكري دائم في العراق' يتم تمريره بمجلس الشيوخ الشهر الماضي دون أن يلقى أي اعتراض من أي من الجمهوريين.
كان هذا القرار قد تم إدراجه في مشروع القانون الخاص بالميزانية الإضافية التي تبلغ 67.6 بليون دولار والذي قام توماس ألين عضو مجلس النواب بعرضه على المجلس. لقد قام النائب توماس ألين بإدراج القرار ضمن الفاتورة البالغة 67.6 بليون دولار . ويتوقع ألين أن يتم رفضه من قبل الأغلبية الجمهورية عندما يتم مناقشته داخل مجلس الشيوخ الشهر الجاري. ولكنه يقول: إن الكثير من العراقيين يعتقدون أن الهدف الحقيقي من الغزو الأمريكي هو ضمان الوصول إلى احتياطيات العراق النفطية الهائلة وأن حقيقة وجود قواعد أمريكية دائمة في العراق سوف تعمل على تأكيد هذه المخاوف مما يزيد من تأجج المقاومة.
قد تكون هذه المخاوف هي السبب في محاولة المسئولين العسكريين التملص من التصريح باحتفاظهم بقواعد أمريكية دائمة في العراق.
على أي حال, بعض القواعد الأمريكية تعد ضخمة مثل معسكر أناكوندا بالقرب من مدينة بلد التي تقع شمال بغداد وتبلغ مساحتها 15ميلاً مربعًا, وبها حمامان للسباحة وصالة للألعاب وملعب جولف مصغر, ودار جديدة لعرض الأفلام السينمائية. ومن بين العشرين ألف جندي الذين يوجدون في القاعدة الجوية, العدد الذي يغادر القاعدة في المرة الواحدة لا يبلغ الألف مما يزيد من مخاطر تعرضهم لهجمات.
ويعرض الخبراء والأكاديميون عددًا من الأسباب الإستراتيجية التي دفعت الولايات المتحدة للاحتفاظ بهذه القواعد. يقول زولتان جروسمان وهو عالم جغرافيا بجامعة 'إيفرجريين ستيت' في أوليمبيا بواشنطن إنه منذ سقوط حائط برلين في عام 1989, أقامت الولايات المتحدة سلسلة مكونة من 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستان لا تشمل القواعد العراقية الحالية. وأوضح ذلك بأن الولايات المتحدة تسعى لإقامة ' منطقة نفوذ' لها في المنطقة.
وقال جروسمان: إن 'الأمر شديد الخطورة' حيث إنه يستحث شن هجمات على القواعد ويعرض الولايات المتحدة لمخاطر الدخول في الصراعات العرقية والدينية المشتعلة في المنطقة. كما أنه يمكن أن يتسبب في 'ضربة مضادة' للولايات المتحدة, تمامًا مثلما كانت القواعد الأمريكية الموجودة في المملكة العربية السعودية حافزًا جزئيًا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001.
ولكن جوزيف جيرسون ـ مؤلف كتاب عن القواعد الأمريكية حول العالم ـ كان له نظرية أخرى وهي أن القواعد والحرب تهدف إلى بقاء السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط بمصادره النفطية الهائلة. وقال: إن الولايات المتحدة قد قامت بإحلال 40.000 مجند في قواعدها المنتشرة حول العالم.
إن وضع قوات عسكرية بالخارج يمكن أن يكون أكثر تكلفة من بقاء القوات داخل بلادها, ويتوقع السيد بايك أن النفقات اللازمة لبقاء قواعد أمريكية عاملة في العراق لن يكلف الولايات المتحدة إلا 'بضعة بلايين' في السنة. ولكن التكاليف الإضافية قد تشمل عمليات تدوير القوات, ونفقات المعارك, وبدلات الانفصال لأسر الجنود, هذا بالإضافة إلى تكلفة وقود الطائرات والدبابات وغيرها من المعدات.
لقد كلفت حرب العراق الولايات المتحدة حتى الآن مبلغ 280 بليون دولار.
ويتوقع السيد بايك أن الولايات المتحدة سوف تتذرع بكل 'أنواع الأسباب' كي لا تترك العراق. فالولايات المتحدة, على سبيل المثال, تقوم بتدريب الوحدات العراقية المقاتلة, ولكنها لا تدعمها. فالقوات العراقية تعتمد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف تزودها بالأسلحة. ومع ذلك فإن الجيش العراقي ليس لديه أي طائرات حربية ولا يملك إلا 24 دبابة, ولهذا يقول بايك: إن العراق يعد 'محمية' أمريكية, حيث إن الولايات المتحدة لم تقم حتى الآن ببناء جيش حقيقي.
ويمكن أن تتذرع الولايات المتحدة بأنها- كقوة محتلة- ملزمة بأن تركت خلفها حكومة مستقرة, وهو الأمر الذي سوف يستغرق أعوامًا. كما يمكنها أن تقول: إن قواتها ينبغي أن تظل في العراق لمنع حدوث حرب أهلية دامية.
هذا إلى جانب أن حركة السلام الأمريكية أصبحت اليوم ' في حالة يرثى لها' وبهذا فهي لن تتمكن من إرغام الولايات المتحدة على الانسحاب سريعًا من العراق.