أبو فيصل
19-Jul-2006, 07:04 AM
ترحيل الموتى الى القرى بعيداً عن ضجيج المدن
مقــبــرة للـبـيــع فـي الـطـــائـف
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2006/07/19/s10-big.jpg
كيف حال الراحلين من طوت اجسادهم القبور.. والتراب؟ سؤال تردد كثيراً في الفترة الاخيرة بعد ان طرحت «عكاظ» أحوال المدافن وما يتحدث الناس حولها.. عن شبهات انتهاكات وجثث جماعية..! الأمر تعدى رمي النفايات في المقابر الى سمسرة.. واحتيال ونصب، حتى ان احدهم «باع» مقبرة كاملة وقبض عربونها قبل ان يسقط في يد العدالة..!
جولة استطلاعية في مقابر محافظة الطائف كشفت هي الاخرى جملة مخالفات وملاحظات مثل تلك التي رصدتها «عكاظ» في بقية المدن والمحافظات والبلدات ويتحدث الناس هنا عن «انتهاكات وإهمال وأوجه قصور واسعة».. وكعادة المتحدثين في هذا الشأن فإن اغلب الاتهامات طالت البلدية واقسامها.. فالمقابر في الطائف حسب قولهم اصبحت كاملة العدد ولا بد -والحال هكذا- من البحث عن مقابر جديدة أو صيانة القديمة وتهيئتها لضمان «دفن كريم.. وحماية الراحلين من الانتهاك»!
شواهد القبور.. والتعرية
مقبرة «العباس» وهي الأكبر في المدينة لا زالت تستقبل الموتى.. وتتحمل العبء الأكبر من غيرها، وتقول البلدية ان المدافن الاخرى لم تعد تتحمل المزيد، وفي هذا الشأن يقول سكان الطائف انها يمكن ان تتحمل المزيد اذا اتجهت العناية اليها بالصيانة والرقابة والنظافة.. فالحال فيها يغني عن السؤال أو التعليق فقد غطت الاشجار الكثيفة اسوارها ومسحت عوامل التعرية شواهد قبورها.. واصبحت أثراً بعد عين..
اتهامات عامة
الاتهامات «العامة» تشير الى البلدية ويرى الاهالي ان تلك المقابر بلا هوية تدل على حقيقتها لدرجة ان الكثيرين لا يدركون انها مقابر وازاء هذه الحال فإن الناس يرمون نفاياتهم فيها بلا ادراك.. ويقول عبدالله المالكي الذي يقطن حي الشرقية منذ سنوات انه لم يكن يعلم ان الأرض الواقعة داخل الحي مقبرة الا قبل وقت قصير، والحال هكذا فإن الناس لا يتحملون مسؤولية رمي المخلفات فيها.. والجهة التي تتحمل المسؤولية هي تلك التي لم تضع لافتة توضح فيها حقيقة «الأرض الخالية».
جهل المواطنين دفع الصغار الى اللهو واللعب في المقابر وقد احاطتها الاشجار العالية حتى ان البعض ظنوا انها حديقة!
مدافن للبيع
هذا الوضع المقلوب شجع سماسرة العقار والأراضي على ممارسة هوايتهم في البيع والشراء ووضع بصماتهم الخاصة.. ولعل اطرف مثال لذلك ما قام به احدهم.
جاءت سيدة من مكة تبحث عن قطعة أرض تشتريها في الطائف وكان لها ما ارادت في «شارع عكاظ» بواسطة سمسار أراض.. حيث دلها على قطعة أرض مغرية في وسط المحافظة وتفتح على ثلاث جهات في مكان مميز. شرع السمسار في وصف مميزات قطعة الأرض المغرية للسيدة واشار لها ان القطعة تخص عدداً من الورثة اختلفوا فيما بينهم.. وطلب السمسار من الزبونة دفع مبلغ خمسين ألف ريال كعربون سريع قبل اكمال الصفقة مشدداً ان التأخير في استكمال بقية المبلغ يعني ضياع فرصة العُمر.
هروب السمسار
قيمة الأرض الوهمية لم تتجاوز 150 ألف ريال، ولم تخيب السيدة أمل السمسار المحتال فدفعت العربون راضية لحين اكمال الاجراءات وعادت في اليوم التالي لدفع قيمة الأرض كاملة لتفاجأ ان الرجل اختفى عن الانظار بعد ان اغلق هاتفه وهجر مكتبه!
بعد فوات الأوان اكتشفت السيدة انها وقعت ضحية نصاب محترف، وسارعت بتقديم بلاغ عاجل الى شرطة الطائف التي تمكنت سريعاً من ضبط المحتال الذي اعترف بالواقعة وتعهد باعادة مبلغ العربون الى السيدة على دفعات وأقساط!
تسيب واهمال
الواقعة تشير الى فوضى وارتباك تعيش فيها مقابر محافظة الطائف، فهناك أكثر من خمس مدافن تجاوزت فيها النفايات اسوارها العالية وظلت بحالها هذه تشير الى مدى الاهمال والتسيب.. وينحي مسفر الجعيد باللائمة على البلدية المهتمة فقط بمقبرة وحيدة وتهمل خمس اخريات اغلقت ابوابها تماماً!
من فك الاغلال؟
ويشير صالح الشهري بأسى الى مقبرة تقع قريباً من داره وهي مفتوحة ومشرعة الأبواب والأسوار طوال العام الشيء الذي اتاح للقطط والحيوانات الهائمة الدخول.. وقد حاول المواطنون مراراً اغلاق الأبواب المشرعة كما فعل عبدالله الزهراني الا ان بعض المجهولين والصبية الصغار سرعان ما يطلقون سراح الباب وفك الاغلال والسلاسل عنها..
ويتناول احمد علي بالنقد واللوم تصرفات بعض الشباب وسلوكهم الخاطئ حيث يعمد بعض منهم الى كتابة ذكرياته وخواطره العاطفية على أسوار المقابر.. وبرغم اختلاف المواطنين في الطائف في تحديد مسؤولية الاهمال فإن كلهم يتفقون على ضرورة صيانة كل المقابر وتهيئتها وتنظيفها.. ووضع حد حاسم لحالات التسيب.. لاكرام الموتى.
ترحيل الجنازات
استمرار حالة التردي في المقابر دفع الكثيرين من سكان الطائف الى البحث عن مدافن آمنة لموتاهم، واصبح الكثيرون منهم يتجهون الى القرى لدفن موتاهم.
وهنا يشير عبدالله الثبيتي انه اختار دفن والده في قريته جنوب الطائف وانه لم يشأ ان يدفن والده الراحل في مقبرة المدينة التي تتعرض احياناً الى الانتهاك ويشيد الثبيتي بمقابر قرى الطائف التي تلقى رعاية وعناية من البلدية والاهالي على حد سواء عكس مقابر المدينة.. ويقول ان كثيرا من افراد قبيلته يذهبون في ذات الاتجاه!
مقــبــرة للـبـيــع فـي الـطـــائـف
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2006/07/19/s10-big.jpg
كيف حال الراحلين من طوت اجسادهم القبور.. والتراب؟ سؤال تردد كثيراً في الفترة الاخيرة بعد ان طرحت «عكاظ» أحوال المدافن وما يتحدث الناس حولها.. عن شبهات انتهاكات وجثث جماعية..! الأمر تعدى رمي النفايات في المقابر الى سمسرة.. واحتيال ونصب، حتى ان احدهم «باع» مقبرة كاملة وقبض عربونها قبل ان يسقط في يد العدالة..!
جولة استطلاعية في مقابر محافظة الطائف كشفت هي الاخرى جملة مخالفات وملاحظات مثل تلك التي رصدتها «عكاظ» في بقية المدن والمحافظات والبلدات ويتحدث الناس هنا عن «انتهاكات وإهمال وأوجه قصور واسعة».. وكعادة المتحدثين في هذا الشأن فإن اغلب الاتهامات طالت البلدية واقسامها.. فالمقابر في الطائف حسب قولهم اصبحت كاملة العدد ولا بد -والحال هكذا- من البحث عن مقابر جديدة أو صيانة القديمة وتهيئتها لضمان «دفن كريم.. وحماية الراحلين من الانتهاك»!
شواهد القبور.. والتعرية
مقبرة «العباس» وهي الأكبر في المدينة لا زالت تستقبل الموتى.. وتتحمل العبء الأكبر من غيرها، وتقول البلدية ان المدافن الاخرى لم تعد تتحمل المزيد، وفي هذا الشأن يقول سكان الطائف انها يمكن ان تتحمل المزيد اذا اتجهت العناية اليها بالصيانة والرقابة والنظافة.. فالحال فيها يغني عن السؤال أو التعليق فقد غطت الاشجار الكثيفة اسوارها ومسحت عوامل التعرية شواهد قبورها.. واصبحت أثراً بعد عين..
اتهامات عامة
الاتهامات «العامة» تشير الى البلدية ويرى الاهالي ان تلك المقابر بلا هوية تدل على حقيقتها لدرجة ان الكثيرين لا يدركون انها مقابر وازاء هذه الحال فإن الناس يرمون نفاياتهم فيها بلا ادراك.. ويقول عبدالله المالكي الذي يقطن حي الشرقية منذ سنوات انه لم يكن يعلم ان الأرض الواقعة داخل الحي مقبرة الا قبل وقت قصير، والحال هكذا فإن الناس لا يتحملون مسؤولية رمي المخلفات فيها.. والجهة التي تتحمل المسؤولية هي تلك التي لم تضع لافتة توضح فيها حقيقة «الأرض الخالية».
جهل المواطنين دفع الصغار الى اللهو واللعب في المقابر وقد احاطتها الاشجار العالية حتى ان البعض ظنوا انها حديقة!
مدافن للبيع
هذا الوضع المقلوب شجع سماسرة العقار والأراضي على ممارسة هوايتهم في البيع والشراء ووضع بصماتهم الخاصة.. ولعل اطرف مثال لذلك ما قام به احدهم.
جاءت سيدة من مكة تبحث عن قطعة أرض تشتريها في الطائف وكان لها ما ارادت في «شارع عكاظ» بواسطة سمسار أراض.. حيث دلها على قطعة أرض مغرية في وسط المحافظة وتفتح على ثلاث جهات في مكان مميز. شرع السمسار في وصف مميزات قطعة الأرض المغرية للسيدة واشار لها ان القطعة تخص عدداً من الورثة اختلفوا فيما بينهم.. وطلب السمسار من الزبونة دفع مبلغ خمسين ألف ريال كعربون سريع قبل اكمال الصفقة مشدداً ان التأخير في استكمال بقية المبلغ يعني ضياع فرصة العُمر.
هروب السمسار
قيمة الأرض الوهمية لم تتجاوز 150 ألف ريال، ولم تخيب السيدة أمل السمسار المحتال فدفعت العربون راضية لحين اكمال الاجراءات وعادت في اليوم التالي لدفع قيمة الأرض كاملة لتفاجأ ان الرجل اختفى عن الانظار بعد ان اغلق هاتفه وهجر مكتبه!
بعد فوات الأوان اكتشفت السيدة انها وقعت ضحية نصاب محترف، وسارعت بتقديم بلاغ عاجل الى شرطة الطائف التي تمكنت سريعاً من ضبط المحتال الذي اعترف بالواقعة وتعهد باعادة مبلغ العربون الى السيدة على دفعات وأقساط!
تسيب واهمال
الواقعة تشير الى فوضى وارتباك تعيش فيها مقابر محافظة الطائف، فهناك أكثر من خمس مدافن تجاوزت فيها النفايات اسوارها العالية وظلت بحالها هذه تشير الى مدى الاهمال والتسيب.. وينحي مسفر الجعيد باللائمة على البلدية المهتمة فقط بمقبرة وحيدة وتهمل خمس اخريات اغلقت ابوابها تماماً!
من فك الاغلال؟
ويشير صالح الشهري بأسى الى مقبرة تقع قريباً من داره وهي مفتوحة ومشرعة الأبواب والأسوار طوال العام الشيء الذي اتاح للقطط والحيوانات الهائمة الدخول.. وقد حاول المواطنون مراراً اغلاق الأبواب المشرعة كما فعل عبدالله الزهراني الا ان بعض المجهولين والصبية الصغار سرعان ما يطلقون سراح الباب وفك الاغلال والسلاسل عنها..
ويتناول احمد علي بالنقد واللوم تصرفات بعض الشباب وسلوكهم الخاطئ حيث يعمد بعض منهم الى كتابة ذكرياته وخواطره العاطفية على أسوار المقابر.. وبرغم اختلاف المواطنين في الطائف في تحديد مسؤولية الاهمال فإن كلهم يتفقون على ضرورة صيانة كل المقابر وتهيئتها وتنظيفها.. ووضع حد حاسم لحالات التسيب.. لاكرام الموتى.
ترحيل الجنازات
استمرار حالة التردي في المقابر دفع الكثيرين من سكان الطائف الى البحث عن مدافن آمنة لموتاهم، واصبح الكثيرون منهم يتجهون الى القرى لدفن موتاهم.
وهنا يشير عبدالله الثبيتي انه اختار دفن والده في قريته جنوب الطائف وانه لم يشأ ان يدفن والده الراحل في مقبرة المدينة التي تتعرض احياناً الى الانتهاك ويشيد الثبيتي بمقابر قرى الطائف التي تلقى رعاية وعناية من البلدية والاهالي على حد سواء عكس مقابر المدينة.. ويقول ان كثيرا من افراد قبيلته يذهبون في ذات الاتجاه!