المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المال والبنون زينة الحياة الدنيا


ابو ضيف الله
18-Jun-2006, 12:07 AM
بقلم : د . أحمد حسن محمد

تتعلق قلوب كثير من الناس بمظاهر الحياة الدنيا وزينتها. ولعلها فطرة فطر الله الخلق عليها حتى يجمع الإنسان بين جانبه المادي وجانبه الروحي، فلم يحرم الحق سبحانه متعة الحياة من زينة ورزق (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) الأعراف (22).

والمؤمن المهتدي بنور الله يستفيد من نعم الله عليه في هذه الحياة لتكون له زاداً يوم يلقى ربه، لما يدركه عن طبيعة هذه الدنيا التي يشير إليها الحق سبحانه: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً) الكهف (45). ويصفها المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله: "الدنيا خضرة حلوة" لما فيها من مغريات وشهوات تجذب النفوس وتستهوي الأفئدة...

ومن مغريات الدنيا وزينتها أمران هامان لا يختلف عليهما اثنان هما: المال والبنون... وقد أشار القرآن الكريم إليهما في محكم الآيات: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) الكهف (46) فإن معظم البشر يتطلعون إلى هاتين النعمتين لما لهما من أثر بالغ في حياة الإنسان الذي أصبح يسعى للحصول عليهما إشباعاً لشهواته وإرضاءً لتطلعاته فيقول الحق سبحانه: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة...) آل عمران (14).

غير أن المؤمن الذي يتعلق بحب الله سبحانه وطاعة رسوله عليه السلام يدرك أن هذه المحبة للمال والولد إنما تكون في دائرة العبودية لربه وأن ما عند الله أعظم وأفضل مما يتطلع إليه.. فإذا ما رزقه الله المال جعله في سبيل ربه وإذا ما رزقه الله الولد رباه على طاعة خالقه فكما أن المال والولد زينة فإنهما أيضاً فتنة (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم) الأنفال (28).
وهكذا تكون نعم الله لعباده- وفي مقدمتها نعمة المال ونعمة الولد- اختباراً وابتلاء من الله تعالى ليعلم سبحانه الشاكر من الجاحد، والمطيع من العاصي... وليدرك المسلم أن ما عند الله من أجر وثواب- إذا ما أحسن في ماله وولده- أعظم وأفضل مما بين يديه (ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) آل عمران (14).

وفي عالمنا الدنيوي فإن كثيراً من الناس يتفاخرون ويتباهون بما يملكون من أموال وثروات ويعتزون كثيراً بما أنجبوه من بنين وبنات.. والعاقل هو الذي يدرك عظم المسئولية الملقاة على عاتقه حيال هذه النعم (نعمة المال ونعمة الأولاد) وهذا ما يحذرنا منه الحق سبحانه: (واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد...) الحديد (20).
ولما كانت رحمة الله سابقة وسابغة لعباده فقد جاءت الشريعة الغراء لتنظم التعامل مع نعم الله وأفضاله على عباده بما يحقق هدي هذا الدين في التعامل مع متاع الحياة الدنيا وزينتها في ظل الالتزام بالخير وطرق الفلاح بعيداً عن مظاهر الضلال والبطر.

ففي جانب المال جاء أمر الله أن يُكتسب من مصدر حلال غير مغتصب ولا منتهب وأن يحصل عليه الإنسان من منابعه المشروعة فيقول الحق سبحانه: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة حاضرة عن تراض منكم) النساء (29). ويقول المصطفى عليه السلام "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" ويقول عليه السلام "من انتهب نهبة فليس منا".
ومن هنا فإن الإسلام يحرص على أن يكون ما يكسبه الإنسان من مصادر الحلال بعيداً عن أي شبهة من حرام وأن كل لحم ينبت من حرام فالنار أولى به.

وحتى لا يستبد صاحب المال ويطغى على الآخرين منتهزاً حاجتهم إلى الاقتراض لمواجهة أعباء الحياة فقد جاء التحريم الشديد من مصادر الزيادة الربوية: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله...) البقرة (279).

ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فساد التعامل الربوي حيث يقول عليه السلام: "إن الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل". وحتى تستقيم حياة المسلم على الفطرة السليمة فقد حث الإسلام على السعي وطلب الرزق الحلال من مصادره المشروعة الواضحة فيقول سبحانه: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) الملك (15). وهذه هي وصية الرسول الكريم حيث يقول عليه السلام: "لأن يأكل أحدكم من عمل يده "وفي رواية" مما اكتسب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه".

ويوم أن يحصل المسلم على المال من مصادره الشرعية عليه أن يدرك أن ما ساقه الله إليه من ثروات وخيرات إنما كلها وديعة وأمانة يودعها الله من يشاء من عباده. ويعلم أن المال كله هو مال الله وأن العبد فيه مستخلف وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) الحديد (7). فإذا ما أعطى المسلم من ماله شيئاً فإنما هو يعطي من رزق الله وفضله عليه بقول الحق سبحانه: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) النور (29). ومن هنا كان في المال حقوق شرعية من زكاة وصدقة وإنفاق في سبيل الله ومرضاته، وصدق الله العظيم: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة (261).

والمسلم في جميع هذه الحالات مطالب بالاعتدال في معاملته مع ما يرزقه الله من مال فلا يكون مسرفاً مبذراً ولا ممسكاً بخيلا وقد وجه القرآن إلى ذلك: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) الإسراء (29).
وأمة الإسلام اليوم في حاجة إلى هذا الأدب الرباني في التعامل مع نعمة المال فمن زاده الله منه عليه أن يتجه به إلى سبيل الله، ومن كان في قلة من المال فلا يجزع ولا يغضب بل عليه التفكر فيما أعطاه الله من نعم أخرى وليحمد الله دائماً.


المصدر مجلة الحرس الوطني
http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=188589

أخو جوزا
19-Jun-2006, 09:15 AM
جزاك الله خير يابوضيف الله

النافذ
19-Jun-2006, 01:50 PM
جزاك الله خير يابوضيف الله


بقلم:مها كريم
يقول الله في كتابه العزيز { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا}( الكهف-46)
الكل منا رجالا ونساءً كبارا وصغار يتعامل بالزينة ان كانت على صعيد اللباس ، او استعمال وسائل زينة في البيت وخارجه وحتى في وسيلة النقل، لتكون الزينة سببا في تجميل الأجواء التي نحيا بها، والله أمرنا وتحديدا أمر الرجال بالزينة، عند كل مسجد ولكن أن يجعل الله المال زينة الحياة الدنيا فهو أمر نعرف كيف نتعامل معه ويشعره الجميع ويحس بمتعة وجود المال من خلال وسائل وطرق صرفه التي نقضي من خلالها احتياجاتنا اليومية المعيشية والترفيهية، ومن خلال ان نقرض الله عز وجل في ابواب الخير المتعددة.



ولكن الله عز وجل جعل مع زينة المال زينة الأبناء، جعلهم زينة الدنيا، فلم يجعل العمارات ولا القصور ولا الحدائق ولا الزهور هي الزينة الوحيدة التي هي نتاج زينة المال، بل الابناء هم زينة ، فكيف نزين الدنيا بهؤلاء الأبناء؟
من البديهي ان حرمان الواحد من المال وضيق الحال في الحياة أمر يجعل هذا المحروم ينظر الى الدنيا بمنظار قاتم، خال من البهجة والسرور ، واشد منه ان يحرم الانسان من زينة الاولاد والبنات، فتجد محروم المال يكد ويجتهد ويحيا في قلق دائم من أجل توفير اساسيات في الحياة اليومية وأبسط الأمور، وكذلك من يحرم من نعمة الولد نجده لا يكف عن طرق أبواب الأطباء وأهل الاختصاص،بعد طرق باب الله عز وجل من أجل ان يكحل عينيه بطفل يسعى بين يديه.
وحديثنا ليس فقط للمحرومين من هذه الزينة فقد يكون في حرمان الله لهم هذه النعمة، من ورائها الخير الكثير، ان هم صبروا وحمدوا الله تعالى، ولكن حديثنا اليوم مع اولئك الذين زين الله عيونهم بأبناء يتراكضون ويسرحون ويمرحون من حولهم، وحديثنا هو كيف تعاملتم مع هذه الزينة وهذه النعمة؟ هل شكرتم الواهب وسألتموه برهم؟ نعم، الحقيقة التي لا جدال فيها أنه بالشكر تدوم النعم وتدفع النقم. إن آداء واجب الشكر على المال يكون بكسبه من الحلال وصرفه بالحلال وشكر اللسان، ولكن هل سألنا أنفسنا كيف أشكر ربي على الأبناء زينة الدنيا؟لتدوم لي هذه النعمة وليحفظها ربي؟ وحتى لا تنقلب هذه النعمة الى نقمة، وبهذا يقول الله عز وجل { ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم}( التغابن-14) فخوفا من انقلاب النعمة نقمة، لا بد من وقفة مع آية اخرى لتكون نوراً لنا نسلطه على سبل تعاملنا السليم مع أولادنا فيقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }( التحريم-6).
نعم، في نظرة سريعة لواقعنا الذي نحيا ولو أخذنا بعض الطلبة في معظم مدارسنا لوجدنا ان هناك من الطلاب من يسيء التعامل مع اساتذته وطلاب صفه، ولا يمر أسبوع دون استدعاء لوالد هذا الطالب فتجد ان الوالد يخجل من تصرف ولده بدل ان يكون ولده سببا للفخر والاعتزاز ، وبطبيعة الحال الوالدان هما الأساس في إعداد ولد صالح يفخران به ، او ولد يكون سببا للقلق الدائم.
وقد يعتقد البعض ان مشاكل الابناء امر عادي في المدارس وبعد انهاء المدرسة يمكن ان " يعقل" الولد، ولكن الأمر المقلق فعلا ان بيوتنا لا تخرج ابناء يزينون الدنيا-الا من رحم ربي- فقد ينتقل الولد من المدرسة الى الحياة الواسعة وهو يحمل طاقة أكبر من السلوك السلبي، ولست هنا بصدد علاج اجتماعي لواقع الأبناء فهذا الأمر له أهله من أصحاب الاختصاص.
ولكن كم أتمنى أن يكون كل أبناء المسلمين وبناتهم زينة لأهلهم ولنا ولكل الدنيا في هذا الظرف العصيب الذي نحياه من إيذاء لاسم الحبيب والتطاول على شخصه الكريم، وليس أفضل من رد على هذه الإساءة إلا أن يحمل الأبناء مشاعل الهداية المحمدية،ويكفيك أيها الأب ويا أيتها الأم ومنذ اللحظة الأولى لميلاد ابنك أن تبحث في سنة الحبيب المصطفى وماذا عمل احتفالا بالمولود، وتدريجيا تؤدبه على آداب الطعام ليأكل بيمينه ومما يليه، وبعدها أن تعمل بقوله صلى الله عليه وسلم :" أدبوا أولادكم على ثلاث خصال :حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه".
فإذا أحب أولادكم النبي من خلال تعريفكم لهم على شخصه وسنته والآداب التي علمنا إياها فنعم الأبناء هم ونعم الزينة، وإذا حفظوا كتاب الله فستضيء الدنيا من حولهم نورا ببركة القرآن ، انظروا الى حفظة كتاب الله الذين يعتلون المنصة وفي ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى فوالله الذي لا اله الا هو إني لأشعر وأنا أشهد هذه اللحظة أنني أنظر الى حراء والنبي صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن أو أنني بين يدي كتبة الوحي، أو أنني أمام جيل عايش زمان النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الطاهرين الأنقياء ، نعم هذه الزينة التي نريد وهكذا تحلو الدنيا.
ثم أيها الأهل الكرام راقبوا نمو ابنائكم واذا اقتربت لحظة البلوغ فابحثوا واسألوا أهل الاختصاص لتتعرفوا على طبيعة هذه المرحلة التي يتحول فيها الأبناء وينطلقون من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج فيتعلم الأبناء سنن الفطرة وآداب التعامل مع الآخرين وحدود التعامل السليم خاصة ونحن في مجال اختلطت به الأمور.
ولنعمل منذ الصغر على جعل العلوم الشرعية في سلم أولوياتنا كآباء ومربين ومن ثم علوم الدنيا.
لا يوجد من يتمنى من الآباء الشر لأولاده والكل يتمنى الخير دائما ، ولكن حتى لو تم فقد الولد نتيجة الوفاة، وصبرت أيها الأب فقد بشرك الله ببيت اسمه بيت الحمد، ولو كان الأمر معكوسا وتوفاك الله وتركت ولدا صالحا في الحياة فبدعاء هذا الولد ينالك الخير ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له".
ويا أيها الآباء :" بروا آباءكم تبركم أبناؤكم" فلا تعجب من عقوق ابنك وعصيانه لك ، فقد يكون عقابا لك من الله على معصية عصيت بها والديك ، وما أحوجنا آباء وأمهات ومربين ونحن نتعامل مع أبنائنا زينة الدنيا أن نرجع بضع سنوات الى الوراء ونجعل لحظة من الوقت نفكر فيها حين كنا صغارا ومراهقين كيف تعاملنا وكيف كانت مشاعرنا لنتمكن من فهم مشاعر أبنائنا وبناتنا -حفظهم الله لنا ولدينه- آمين.

عبدالله العريدي
19-Jun-2006, 02:11 PM
ابو ظيف الله

جزاك الله خير على الموضوع الهام و المفيد جدا

تقبل تحياتي

ابو خالد الروقي