أبو الوليد
13-Jun-2006, 09:02 PM
هذه القصيدة الرائعة والعجيبة للشاعر الكبير / محمد ابراهيم حريري
وغرابتها في أن الشاعر اختار الشطر الأول في كل بيت من قصيدته من قصائد الشعراء العرب الكبار والشطر الثاني من عنده في معاني رائعة .
ما جاد غيثُ قفا نبك بذي سلم=أو بان أضحى التنائي ساكنُ الأَجِـِم
لا تعذليه عيون طرفها حور=يصرعن ذا اللب بين البان والعلم
إن العيون لنا ذكرى تشوقنا =وافتكمو بجفون الصب لم تنم
ما لي أكتم في حلٍّ ومرتحل=بانت سعاد من العتبى على ألم
أعيذها نظرات ضيعت عرضا=بئس الرماة ومن يثني على ندم
هل تذكرون نيوب الليث بارزة =فلا تظنوا بعدل السيد الحلم
السيف أصدق ممن ضم مجلسنا=غيظ العدا ما بجرَّاها بصمت فمي
يا يوم وقعة ، ما في الناس من خلق=وقد نظرت إليهم غيرَ ذي شبم
واحرَّ قلباه أذني غيرُ واعية=وللمنية أسباب من السقم
ما لي أحدق في مرآة ذاكرتي=عدل الإمام بسهم العاذلين رمي
لو كانت أعلم بانا كا لنجوم ضحى=لما لزمت شرار الناس كالخدم
إن كان يجمعنا يا لائمي قدر=ما أومض الود في نصح عن التهم
أفديك إلفا وبلغهم تحيتنا=-لو شفـَّك الوجدُ لا تأتي حمى إرم
أنا الذي لمعاصي كسرُ ديدنها =وأسمعت كلماتي غادة الأطم
سود الصحائف تجري في أعنتها=فلا تبين صحاف الأشهر الحرم
دع عنك لومي فإن الركب مرتحل=تجري الرياح على أكرم بمعتصم
قد كان مضطلعا حب لعزته=جرح الأحبة عندي مضرب الشيم
بيني وبينك حب قد برى جسدي=بغيا ألا إن بغي المرء سفك دم
والدهر يعطي الفتى والشمس طالعة=إذا استوى عنده قدسية القيم
عن الشمائل شيء ليس يلزمها=وقيصر الروم غدرا هام في صنم
يأبى المطالب والأرزاق قد قسمت=من ناصع التبر من علم ومن حِكــَم
ما آب من سفر بالسر وانكشفت=لا بد في غده ديجورة الـُظـَلم
ريم على القاع ليل الصب موعده=ترعى حشاشة صب نائل القمم
لولا الحياء لبعتُ النفس يتبعني=شال شلول إلى خمارة العجم
يغضي حياء ـ أبا هند ـ مهابته=لولا التشهد لاخترت الفداء دمي
قد قلت لما رأيت الشمس كاسفة=يا لائمي في هواكم غير مبتسم
(واخش الدسائس) جرحا داميا فأسى=من جهلها كخروج النفس فاستقم
فاصرف هواها وحالي عنده دنفا=من حيث لا يدر أن السم بالدسم
يا دار فوز كأمثال البدور ضحى=أورثتني دنفا والقلب في صمم
قد زرتها وسيوف الهند مغمدة=اللاعبات بروحي السافحات دمي
أسهرت مضناك مكروبا بذكركم =فليت أنـَّـا بقدر الحب للقيم
فعلل النفس ن بادر بالصبوح فدا=الروح فيه وكرب الصبر باللقم
واجعل نديمك ماء الكرم ،وارض به=شقيقة الروح تسبي عفة الذمم
وما انتفاع أخي الدنيا معذبتي=من جدة الثوب إلا كاسب اللمم
يا أعدل الناس لي فاعتل إشفاقا=كالروض سرا رما ه الطل بالحلم
فيك الخصام نسيم الصبح حين سرى=حادي الزمان عن الإدراك كالهرم
قد ناب عنك شديد داميا فأسى= فاخلع عذارك في الإصباح والغسم
هل تذكرون غريبا والهوى قدر=فقد تقاطر منه الشك بالكلم
صلاح أمرك إلا في معاملتي=وما عليك إذا عضت على اللجم
الخيل والليل في خير وعافية=كما يرد جماح النفس بالقسم
إن كان سركمو عهد الصبا قدري=فما لجرح لفرع في النجار نمي
إذ تستبيك بذي عذب مقبله=يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
يا ناعس الطرف إن الركب مرتحل=وتدعي حب فرد والجراح فمي
ألزمت نفسك عـنا ما تكلمنا=وما عليك بهم عار ولم تلم
صدت هريرة شيء ليس يلزمها=جهلا عليك وويلي أثقلت قدمي
شر البلاد مكان لا صديق به=من المحارم فالزم حمية القلم
لم يلهني اللهو والنقصان عن خجل=مسترزقا وسوى الغايات لم أقم
والحرص في الرزق لا ذقت الهوى أبدا=ولو إلى السند من أغراه بالكرم
هذا عتابك ، إن جدت عداوتنا=قد ضمن الدر منها حسن مبتسم
لا تحفلي بفتى من حيث يمنعه=لولا الحياء عن الأحلام لم ينم
نحن الفوارس في نعمى بأضعفهم=كالليث يزأر فوق الشك والتهم
يدعون عنتر من سمر القنا حجب=جلمود صخر كما الرهبان بالقمم
إن كان سركمو والحسن مختلف=روض الأحبة يغر ِ خيرة الديم
بادر صبوحك ، إن شنـَّعـْتَ مـَنْ عهدتْ=عاج الشقي بعيني جؤذر الخيم
واخلع عذارك أسد في اللقاء هنا=نبِّه نديمك بالأقداح والكلم
يا دارمية ، فيهم أينما عذلوا =كحل الكرى في عيون الليل لم يدم
طرفي أغضُ، أصلي الخمس تجربتي=دع عنك لومي ربيب العزلم يضم
أفناني الدهر (من هود) تؤرقني=ليت الشباب يوافي غرة الهرم
ودعْ هريرة ، شجو الناي أهلكني=من لي بجارية معصومة الأدم
واعص الذين بجهل ماجن هزل=نالوا السرور بجرح القلب في الإزم
الطرف خانك رسم لا يسائله=كانت هي الداء من عم ومن رحم
حسن الحضارة من مصر إلى عدن=زينتها بسلام من صبا عشم
الحزن يقلق ، ما قومي شرفت بهم=وما بجسمي وحالي أفحش الرمم
أنا الثريا ، ولاح السكر فيَّ فنا =صرفا كأن شعاع الكأس بالظلم
إن الخليفة في سكنى مودتنا=يا صاحبي بجفن العاشقين حمي
أموت شوقا وما في ليت من فرج=لكن قلبي بما يوفي الكرام نمي
يا حسرة تحمل الأنات يا بصري=ما أضيق العيش لولا شدة الزيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وغرابتها في أن الشاعر اختار الشطر الأول في كل بيت من قصيدته من قصائد الشعراء العرب الكبار والشطر الثاني من عنده في معاني رائعة .
ما جاد غيثُ قفا نبك بذي سلم=أو بان أضحى التنائي ساكنُ الأَجِـِم
لا تعذليه عيون طرفها حور=يصرعن ذا اللب بين البان والعلم
إن العيون لنا ذكرى تشوقنا =وافتكمو بجفون الصب لم تنم
ما لي أكتم في حلٍّ ومرتحل=بانت سعاد من العتبى على ألم
أعيذها نظرات ضيعت عرضا=بئس الرماة ومن يثني على ندم
هل تذكرون نيوب الليث بارزة =فلا تظنوا بعدل السيد الحلم
السيف أصدق ممن ضم مجلسنا=غيظ العدا ما بجرَّاها بصمت فمي
يا يوم وقعة ، ما في الناس من خلق=وقد نظرت إليهم غيرَ ذي شبم
واحرَّ قلباه أذني غيرُ واعية=وللمنية أسباب من السقم
ما لي أحدق في مرآة ذاكرتي=عدل الإمام بسهم العاذلين رمي
لو كانت أعلم بانا كا لنجوم ضحى=لما لزمت شرار الناس كالخدم
إن كان يجمعنا يا لائمي قدر=ما أومض الود في نصح عن التهم
أفديك إلفا وبلغهم تحيتنا=-لو شفـَّك الوجدُ لا تأتي حمى إرم
أنا الذي لمعاصي كسرُ ديدنها =وأسمعت كلماتي غادة الأطم
سود الصحائف تجري في أعنتها=فلا تبين صحاف الأشهر الحرم
دع عنك لومي فإن الركب مرتحل=تجري الرياح على أكرم بمعتصم
قد كان مضطلعا حب لعزته=جرح الأحبة عندي مضرب الشيم
بيني وبينك حب قد برى جسدي=بغيا ألا إن بغي المرء سفك دم
والدهر يعطي الفتى والشمس طالعة=إذا استوى عنده قدسية القيم
عن الشمائل شيء ليس يلزمها=وقيصر الروم غدرا هام في صنم
يأبى المطالب والأرزاق قد قسمت=من ناصع التبر من علم ومن حِكــَم
ما آب من سفر بالسر وانكشفت=لا بد في غده ديجورة الـُظـَلم
ريم على القاع ليل الصب موعده=ترعى حشاشة صب نائل القمم
لولا الحياء لبعتُ النفس يتبعني=شال شلول إلى خمارة العجم
يغضي حياء ـ أبا هند ـ مهابته=لولا التشهد لاخترت الفداء دمي
قد قلت لما رأيت الشمس كاسفة=يا لائمي في هواكم غير مبتسم
(واخش الدسائس) جرحا داميا فأسى=من جهلها كخروج النفس فاستقم
فاصرف هواها وحالي عنده دنفا=من حيث لا يدر أن السم بالدسم
يا دار فوز كأمثال البدور ضحى=أورثتني دنفا والقلب في صمم
قد زرتها وسيوف الهند مغمدة=اللاعبات بروحي السافحات دمي
أسهرت مضناك مكروبا بذكركم =فليت أنـَّـا بقدر الحب للقيم
فعلل النفس ن بادر بالصبوح فدا=الروح فيه وكرب الصبر باللقم
واجعل نديمك ماء الكرم ،وارض به=شقيقة الروح تسبي عفة الذمم
وما انتفاع أخي الدنيا معذبتي=من جدة الثوب إلا كاسب اللمم
يا أعدل الناس لي فاعتل إشفاقا=كالروض سرا رما ه الطل بالحلم
فيك الخصام نسيم الصبح حين سرى=حادي الزمان عن الإدراك كالهرم
قد ناب عنك شديد داميا فأسى= فاخلع عذارك في الإصباح والغسم
هل تذكرون غريبا والهوى قدر=فقد تقاطر منه الشك بالكلم
صلاح أمرك إلا في معاملتي=وما عليك إذا عضت على اللجم
الخيل والليل في خير وعافية=كما يرد جماح النفس بالقسم
إن كان سركمو عهد الصبا قدري=فما لجرح لفرع في النجار نمي
إذ تستبيك بذي عذب مقبله=يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
يا ناعس الطرف إن الركب مرتحل=وتدعي حب فرد والجراح فمي
ألزمت نفسك عـنا ما تكلمنا=وما عليك بهم عار ولم تلم
صدت هريرة شيء ليس يلزمها=جهلا عليك وويلي أثقلت قدمي
شر البلاد مكان لا صديق به=من المحارم فالزم حمية القلم
لم يلهني اللهو والنقصان عن خجل=مسترزقا وسوى الغايات لم أقم
والحرص في الرزق لا ذقت الهوى أبدا=ولو إلى السند من أغراه بالكرم
هذا عتابك ، إن جدت عداوتنا=قد ضمن الدر منها حسن مبتسم
لا تحفلي بفتى من حيث يمنعه=لولا الحياء عن الأحلام لم ينم
نحن الفوارس في نعمى بأضعفهم=كالليث يزأر فوق الشك والتهم
يدعون عنتر من سمر القنا حجب=جلمود صخر كما الرهبان بالقمم
إن كان سركمو والحسن مختلف=روض الأحبة يغر ِ خيرة الديم
بادر صبوحك ، إن شنـَّعـْتَ مـَنْ عهدتْ=عاج الشقي بعيني جؤذر الخيم
واخلع عذارك أسد في اللقاء هنا=نبِّه نديمك بالأقداح والكلم
يا دارمية ، فيهم أينما عذلوا =كحل الكرى في عيون الليل لم يدم
طرفي أغضُ، أصلي الخمس تجربتي=دع عنك لومي ربيب العزلم يضم
أفناني الدهر (من هود) تؤرقني=ليت الشباب يوافي غرة الهرم
ودعْ هريرة ، شجو الناي أهلكني=من لي بجارية معصومة الأدم
واعص الذين بجهل ماجن هزل=نالوا السرور بجرح القلب في الإزم
الطرف خانك رسم لا يسائله=كانت هي الداء من عم ومن رحم
حسن الحضارة من مصر إلى عدن=زينتها بسلام من صبا عشم
الحزن يقلق ، ما قومي شرفت بهم=وما بجسمي وحالي أفحش الرمم
أنا الثريا ، ولاح السكر فيَّ فنا =صرفا كأن شعاع الكأس بالظلم
إن الخليفة في سكنى مودتنا=يا صاحبي بجفن العاشقين حمي
أموت شوقا وما في ليت من فرج=لكن قلبي بما يوفي الكرام نمي
يا حسرة تحمل الأنات يا بصري=ما أضيق العيش لولا شدة الزيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ