تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرضى السكر أكثر عرضة للالتهابات البولية في الكلى والمثانة


فواز الشيباني
21-May-2006, 06:34 AM
لاحد 23 ربيع الآخر 1427هـ - 21 مايو 2006م - العدد 13845

--------------------------------------------------------------------------------
عيادة الرياض


--------------------------------------------------------------------------------

ذات مضاعفات وخيمة والمعالجة تبدأ باستعمال المضادات الحيوية
مرضى السكر أكثر عرضة للالتهابات البولية في الكلى والمثانة




د.كمال.أ.حنش
إن المرضى المصابين بداء السكري معرضون أكثر من الاشخاص الاصحاء للاصابة بالالتهابات البولية التي تصيب الكلى والمثانة والتي قد تسبب لهم الأعراض البولية المنغصة والمضاعفات الوخيمة والخطيرة كالتهاب حويضة الكلية وانسجتها والخراج داخلها او حولها ونخر حليماتها والتهاب المثانة النفاخي والتهاب الهلل الناخر في الأعضاء التناسلية الخطير والقاتل في نسبة عالية من تلك الحالات. وقد أبرزت عدة أبحاث سريرية زيادة نسبة التهاب المثانة عند النساء المصابات بداء السكري (حوالي 10 اضعاف مقارنة بالنساء المتعافيات من هذا المرض) وحدوث بيلة جرثومية بدون أي أعراض بولية بنسبة حوالي 26٪ عند تلك النساء مقارنة بحوالي 6٪ فقط عند النساء الصحيحات مع معدل حلول ندبات كلوية بزيادة حوالي 13 ضعفاً نتيجة اصابة الكلية بالالتهاب بنسبة حوالي 63٪ عند حصول البيلة الجرثومية في حال تشخيص هذا المرض لا سيما انه اذا ما توبعت تلك النساء بدون معالجة فإن حوالي 80٪ منهن يصبن بالالتهاب الكلوي في غضون 7 اسابيع مما قد يعرضهن الى تجرثم الدم. واما اسباب ارتفاع نسبة الالتهابات البولية في حالات داء السكري فإنها لا تزال مجهولة، ناهيك ان هناك عدة نظريات حولها أبرزها تدني مستوى المناعة الخلوية وتعطيل وظيفة الكرويات البيضاء خصوصاً في حال وجود حماض السكري وحصول تخاذل البلعمة ومضادات التأكسد والاعتلال العصبي السكري الذي يؤثر على وظيفة المثانة وغيرها من العوامل كالاعتلال الوعائي الكلوي والفشل الكلوي الذي يحد من تركيز المضادات الحيوية في البول.
وأما بالنسبة الى المعالجة فإنه من الضروري استعمال المضادات الحيوية لمدة اسبوع الى اسبوعين في حال وجود بيئة جرثومية حتى بدون اية اعراض بولية او التهاب المثانة واعادة مزرعة البول بعد حوالي 3 ايام بعد الانتهاء من المعالجة، وفي حال معاودة الالتهاب البولي بجراثيم مختلفة التي قد تحصل عند حوالي 54٪ من تلك الحالات فقد يستدعي ذلك تطبيق معالجة اتقائية بجرعات مخفضة من المضادات الحيوية لمدة 6 اشهر او اكثر.

واما في حال حدوث التهاب كلوي حاد عند هؤلاء المرضى المصابين بداء السكري مع بروز علامات سريرية مألوفة كارتفاع الحرارة والقشعريرة والغثيان والقياء والالم والايلام في الخاصرة والوجع عند التبول مع تكراره نهاراً وليلاً والالحاح الى التبول بسرعة وخصوصاً اذا ما اظهر تحليل البول المجهري ومزرعته وجود بيلة جرثومية بنسبة عالية من الجراثيم فإن تلك الحالة تستدعي الاستشفاء مع المعالجة الفورية بالمضادات الحيوية في الوريد لعدة ايام تليها المعالجة بالاقراص حسب نتائج الزرع وذلك لمدة اسبوعين الى 4 أسابيع مع إجراء الأشعة فوق الصوتية او المقطعية خصوصاً اذا لم يستجب الالتهاب الى العلاج في غضون 48 الى 72 ساعة. وفي بعض الحالات قد يسبب الالتهاب الكلوي الحاد والشديد خراجاً داخل الكلية او حولها واحياناً التهاباً مزمناً مع بروز ورم كلوي يشبه السرطان الكلوي او حصول التهاب تفاخي في المثانة او الكلية نفسها التي قد يستدعي لنزح القيح بواسطة قسطرة تدخل عبر الجلد تحت المراقبة الاشعاعية او نادراً استئصال الكلية او اجراء عملية جراحية لشق الخراج ونزح القيح من الكليية او حولها. واما في حالات التهاب الكلية النفاخي الذي يتميز بأعراض سريرية شديدة كارتفاع الحرارة والقشعريرة وآلام البطن والخاصرة والغثيان والقياء والوسن والتخليط الذهني مع وجود بيلة قيحية وعدد مرتفع من الجرثومات في المزرعة البولية وظهور غاز في الكلية او حولها في الأشعة فوق الصوتية او المقطعية. يتطلب العلاج السريع استعمال المضادات الحيوية في الوريد في المستشفى واحياناً اجراء عملية جراحية لنزح القيح او انفار النسيج الكلوي الناخر او احياناً استئصال الكلية مع نتائج متفاوتة بالنسبة الى الوفاة تتراوح بين حوالي71٪ للمعالجة بالمضادات الحيوية فحسب وحوالي 30٪ اذا ما استعملت المعالجة الدوائية والجراحية معاً مع نسبة الموت في حوالي71٪ تقريباً من تلك الحالات الخطيرة التي تتميز بارتفاع معدل السكر في الدم وفي الأنسجة بوجود جراثيم تنتج الغاز في حال تعطيل تروية الكلية بالدم والأوكسجين. وقد تصيب تلك الحالة أيضاً المثانة مع ظهور الهواء في جدارها أو في عصبها في الأشعة المقطعية وبروز بيلة غازية وبيلة دموية وحدوث الوجع عند التبول مع التكرار والإلحاح البولي الشديد والآلام الباطنية المزمنة مما يستدعي المعالجة الفورية بالمضادات الحيوية بالوريد وإزالة أي انسداد في المجرى البولي.