المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ** وسائل الثبات وأسبابه **


نواف2007
13-May-2006, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

--------------------------------------------------------------------------------



وسائل الثبات وأسبابه

الحمد لله، وبعد...

فاتقوا الله أيها المؤمنون كما أمركم ربكم، فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]}[سورة آل عمران]. واعلموا أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ- ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ] رواه مسلم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم-مبيناً شدة تقلب قلوب العباد-: [لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنْ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا] رواه أحمد بسند لا بأس به .

وقد قيل:

وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب

ومصداق هذا كله مشاهد ملموس في واقع الناس، فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح؛ إذا به انقلب على وجهه، فترك الطاعة، وتقاعس عن الهدى. وبينا ترى الرجل من أهل الفساد، أو الكفر والإلحاد؛ إذا به أقبل على الطاعة، وسلك سبيل التقى والإيمان.



إن تذكر هذا الأمر: لتطير له ألباب العقلاء، وتنفطر منه قلوب الأتقياء، كيف لا.. والخاتمة مغيّبة، والعاقبة مستورة، والله غالب على أمره، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: [وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ] متفق عليه. فالله المستعان.

فاجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، واعلموا بأن المقام خطير والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير.



إننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات، والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن، فقال: [بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا]رواه مسلم.



بعض أسباب الثبات:

1- الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى: فليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله، وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها، وقد قال مخاطباً خير خلقه وأكرمهم عليه:{وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا[74]}[سورة الإسراء]. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله: [لَا وَمُصَرِّفِ الْقُلُوبِ]رواه النسائي وابن ماجة بسند جيد. مما يؤكد أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره.


2- الإيمان بالله تعالى: قال عز وجل:{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ...[27]}[سورة إبراهيم] والإيمان الذي وُعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل. فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن، والمنشط والمكره، هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات، قال الله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا...[66]}[سورة النساء]. فالمثابر على الطاعة، المبتغى وجه الله بها؛ موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها.




منقوووووووووول

{{ الـــــمــــرشـــدي }}
14-May-2006, 12:58 AM
جزاك الله الف خير


تحيااااااتي

نبض المشاعر
14-May-2006, 07:01 AM
بااارك الله فيك

فواز الشيباني
14-May-2006, 06:23 PM
جزاك الله
الف خير
والله يعطيك العافيه

نواف2007
16-May-2006, 12:43 PM
اخي المرشدي


وياك


ومشكور على التواصل الدائم


تقبل تحيتي

نواف2007
16-May-2006, 12:44 PM
اخي نواف الحمادي


مشكور على المرور الرائع

نواف2007
16-May-2006, 12:45 PM
اخي ابو مشاري


الله يعافيك


ومرورك نور الصفحه ياغالي

ابـن نـعـيـس
16-May-2006, 04:32 PM
جزاك الله الف خير


تحيااااااااااااااااااااااتي

نواف2007
17-May-2006, 06:38 AM
ابن انعيس

مشكور على التواصل المميز

تقبل سلامي