تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أيران والحذر الشديد....


نبض المشاعر
12-May-2006, 07:56 PM
في مسعى لمنع المجتمع الدولي من فرض عقوبات ضد ايران يحاول نظام الفقيه في ايران اثارة مخاوف العواصم الغربية من انها اذا واصلت الضغط على ايران فان طهران قد تلجأ الى اجراءات شديدة. وقد تولى المرشد الاعلى للثورة الايرانية اية الله علي خامنئي زمام المبادرة بالتأكيد على ان الجمهورية الاسلامية مستعدة لنقل خبرة ومعرفة وتكنولوجية علمائها. ورغم هذا فانه يجب النظر الى مثل هذه البيانات على انها محاولات غير موفقة من جانب ايران لتفادي الضغوط الدولية وليس استعدادا حقيقيا لتبادل خبرتها النووية مع العديد من حلفائها الارهابيين.
وهناك عدة اسباب للقلق من وجود ايران مسلحة نوويا. فثقة النظام في معرفة ان بامكانه توجيه ألم بالغ لاعدائه الذين قد يتجرأون على معارضة اهدافه الاقليمية بالقوة ستجعله يشعر بان له مطلق الحرية في ترهيب جيرانه السنة بما فيهم العراق الضعيف ومواجهة اسرائيل وتعقيد الخيارات العسكرية الامريكية بشدة.
ان وجود ايران نووية ربما يثير موجة من الانتشار النووي تنتهي باشتعال المنطقة الحيوية اقتصاديا وانتشار اسلحة دمار شامل حقيقية فيها بشكل كبير.
ومع هذا فهناك سبب واحد يجعلنا لا نشعر بالقلق من ايران النووية وهو ان الملالي ليسوا على وشك اعطاء اسلحتهم النووية للجماعات الارهابية.
ورغم الوصف الروتيني من جانب وزارة الخارجية الامريكية لايران بانها اكثر الدول الراعية للارهاب فان انشطة ايران الارهابية باتت اليوم محصورة بشكل كبيرة على الساحة الاسرائيلية الفلسطينية.
لقد ولت الايام المتعنتة للثورة عندما كانت ايران تدعم جماعات متشددة للتآمر على قادة الدول المجاورة وارسال فرق اغتيالات لقتل المعارضين من مواطنيها في الخارج. ومع هذا تظل ايران ملتصقة بحزب الله الذي وصفه ريتشارد ارميتاج النائب السابق لوزير الخارجية الامريكية بانه فريق الارهاب الاول وفعلت ايران الكثير لمساعدة كل من حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينيتين .
فهل سيتم اغواء ايران على تقديم ترسانتها النووية المفترضة لمثل هذه القوة في الوقت الذي تشن فيه حملات ضد اسرائيل؟
الاجابة على هذه الاسئلة تتطلب تفهما افضل لطبيعة الصراع الايراني الاسرائيلي. فعلى مدى ثلاثة عقود تقريبا وصف الملالي في ايران اسرائيل بانها مغتصب لاراض اسلامية مقدسة وادارة للامبريالية الامريكية في الشرق الاوسط.
ان دعوتها "لمحو اسرائيل من على الخريطة" ربما تكون جديدة على المراقبين الجدد لشوؤن ايران ولكنها كانت الفكرة السائدة في حديث ذلك النظام. وبالنسبة لطهران فانه من المهم ان تبقى جماعات على هذه الشعلة متقدة لاحياء وتفعيل صراعهم ضد اسرائيل .
ولكن رغم لهجتها المثيرة وسلوكها المؤذي فان ايران تحكمت في صراعها مع اسرائيل. ويصر النظام رغم ذلك على ان الصراع يجرى داخل خطوط حمراء مميزة. ان ايران تشجع على العنف لكنها تحتويه.
اذن الحقيقة هي ان ايران لم تنقل ايا من اسلحتها لاصدقائها المقاتلين . وهذا ملفت للنظر في حالة حزب الله. فهذه المنظمة الشيعية القوية والتي اصبحت الان حزبا سياسيا في لبنان عملت بصدق كحاملة طائرات ايرانية عن طريق اظهار قوة طهران في المنطقة وايضا خارج المنطقة وصولا الى الارجنتين حيث قتل حزب الله مئات اليهود في عام 1994. ويقال ان رئيس عمليات حزب الله عماد مغنية حاصل على الجنسية الايرانية ويتنقل بين طهران وبيروت.
ولكن رغم دور حزب الله الحيوي في استراتيجية ايران الامنية وامكانية تعرضه لهجمات اسرائيلية فان ايران لم تزوده باسلحة متقدمة. وبالنسبة لملالي ايران الحذرين فان المهمة القومية الهامة هي احياء النظام والحفاظ على هوية الاراضي الايرانية.
ان نقل اسلحة نووية لعملاء ارهابيين قد يعرض النظام لدرجة غير محتملة من الرد الاسرائيلي او الامريكي. واي اجراء قد يهدد قبضة الزعماء الدينيين على السلطة سيقاومه حكام ايران.
ربما يكون لدى الملالي عداء تجاه اسرائيل لكنهم يعرفون انه اذا خرج مثل هذا الصراع عن نطاق السيطرة فانهم قد يجدوا انفسهم في مواجهة تهدد بالفعل قبضتهم على السلطة.



هنا كانــ مروريــ

معــ كلــالودــ